استطلاع: العراقيون الأكثر لطفا مع الغرباء في العالم
471
شارك
الحكمة – متابعة: تشير دراسة جديدة إلى أن العراقيين هم الأكثر لطفا مع الأجانب في العالم، ويأتي الليبيون بعدهم في هذا الشأن أيضا، بالرغم من الحرب التي يعاني منها البلدان.
ويفيد “مؤشر عطاء العالم في 2016” الذي تصدره مؤسسة منظمات المساعدات الخيرية أيضا إلى أن السكان في ماينمار هم الأكثر سخاء.
ويفيد التقرير إلى أن ثمانية من بين كل 10 عراقيين ساعدوا في الشهر الماضي شخصا لا يعرفونه، ويأتي الليبيون – في هذا الصدد – في المرتبة نفسها تقريبا.
وخلال الفترة ذاتها تبرع 91 في المئة من السكان في ماينمار بالنقود للمنظمات الخيرية.
ومقارنة بهذا، تبرع نحو 63 في المئة من الأمريكيين – الذين يأتون في المرتبة الثانية في العالم من حيث الكرم – للمنظمات الخيرية، وساعد 73 في المئة منهم غرباء.
ويضع التقرير السنوي ماينمار، التي كانت تعرف سابقا باسم بورما، على رأس القائمة للعام الثالث على التوالي، حيث يتبرع أكثر من نصف السكان بوقتهم، و63 في المئة منهم بمساعدة الغرباء.
وقال التقرير إن العطاء المغدق يعكس ممارسة في ماينمار تعرف بـ”سانغا دانا”، حيث تتبرع الأغلبية من طائفة ثيرافادا البوذية لمساعدة من يعيشون في الأديرة.
ويضع الجدول الكامل، الذي يأخذ في الاعتبار التبرعات المالية، ومساعدة الغرباء، والعمل التطوعي، بريطانيا على رأس أكثر الأوربيين كرما، والإمارات العربية على رأس دول الشرق الأوسط، وكينيا على رأس إفريقيا، وغواتيمالا في أمريكا اللاتينية.
وصنفت الصين على أنها أقل البلدان كرما.
ولكن الاستطلاع الذي اعتمد عليه التقرير لم يستخدم إلا إجابات 1000 شخص في المعدل في 140 بلدا، وأقرت مؤسسة منظمات المساعدات الخيرية بوجود هامش خطأ في التقرير.
غير أن ما برز أكثر من خلال التقرير هو لطف العراقيين والليبيين لمن لا يعرفونهم من قبل أبدا في مواجهة سنوات من الصراع والعنف الفظيع.
ولم يبد مراسلا بي بي سي دهشة تجاه هذه النتيجة، لأن في كلا البلدين تقاليد ضيافة لمن لم يسبق للسكان معرفتهم.
وتقول رنا جواد مراسلة بي بي سي في شمال إفريقيا “على الرغم من شعور الريبة المبدئي تجاه الأجانب الذين لا يعرفهم السكان، فإن الليبيين يتمتعون بثقافة الكرم.”
وتضيف “من خلال تجربتي اتضحت هذه السمة بعد الإطاحة بالقذافي من السلطة، وبعد عقود من الخطاب المناوئ للغرب، وطبيعة الدولة البوليسية التي عاشوها قبل 2011، فقد أعطى هذا انطباعا خاطئا عن ضيافة الليبيين – إذ إنهم لم يكونوا غير لطفاء وقتها، بل كانوا يخشون من مساعدة الأجانب، أو الليبيين الغرباء.”
وتشير رنا جواد إلى أن الليبيين بعد الثورة “اصبحوا أكثر ترحيبا بالغرباء، وأظهروا ذلك في كل مناسبة. وقد تكون حالة الصراع المستمرة منذ اندلاع الثورة قد ساهمت في التصنيف الحالي، بسبب غياب سلطات الدولة، وليس أمام المدنيين سوى مساعدة بعضهم بعضا.”