المرجعية الدينية تدعو وسائل الإعلام لتوثيق عالمية القضية الحسينية

255

dsc_0061كربلاء – الحكمة: أكد ممثل المرجعية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أن مسيرة الأربعين في هذا العام تمثل كما في الأعوام الماضية أروع وأعظم تجمع وحشد إيماني يجسّد فيه محبو الإمام الحسين (عليه السلام) عظيم حبهم للإمام ولمبادئه وقيمه التي استشهد من أجلها.

وأضاف الشيخ الكربلائي، لقد أظهرت هذه المسيرة المباركة فضلى الصفات الإيمانية ومكارم الأخلاق الإسلامية لأتباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فإن سيرهم على الأقدام رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً أصحاء ومرضى ومعاقين من شقة بعيدة وعبر أراضٍ صعبة المسار وعرة في طرقها إلى كربلاء المقدسة إنما هو تعبير صادق عن حقيقة إيمانهم وولائهم، ونقول لهؤلاء الأحبة: لقد أثبتم بما قمتم به صدق استعدادكم للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل حفظ مبادئ النهضة الحسينية التي مثلت جوهر الإسلام وحقيقة الدعوة المحمدية، مثلما كان لعظيم بذلكم وعطائكم في الخدمة والإطعام والمأوى ما أبرز جودكم وكرمكم بأبهى صورة لم تكن تخطر ببال الكثيرين، وزاد ذلك بهاءً وجمالاً  طيب المعاشرة والتخلق بحسن الصحبة فيما بينكم ما مَثّل صدق الأخوة والولاء الذي يجمعكم صغاراً وكباراً ورجالاً ونساءً.

وتابع ممثل المرجعية، من المؤكد ان الذي سيرفع قدركم عند الله تعالى ويزيدكم أجراً وثواباً هو ادامتكم لهذه المبادئ قولا وعملا بعد ان تقفلوا راجعين الى دياركم وأهاليكم لتجعلوا من طريق حياتكم كله طريق الاربعين في صدق العبودية لله تعالى والتخلق بأخلاق النبي واهل بيته الاطهار عليهم السلام وليكون منهج الإمام الحسين (عليه السلام) هو منهجكم اليومي وبرنامجكم الحياتي في مختلف أماكن حضوركم، في البيت والسوق والمدرسة والمصنع والدائرة والاماكن العامة.. فإن منهج الحسين (عليه السلام) لا يختص بأيام ذكراه بل هذه الايام هي لمزيد الالتصاق به (عليه السلام) ولزيادة اللوعة على مصابه ولتعميق رسالته في الحياة ما حَيِّينا وما كان للدنيا نهار وليل يتعاقبان.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي،  ان مما يميز المسيرة الاربعينية هو تزايد الحضور العالمي من محبي الإمام الحسين (عليه السلام) فيها ومنهم من حديث عهد بهذه المسيرة، فلابد من مزيد الاحترام والاجلال لهم واشعارهم بالاعتزاز بحضورهم واكرامهم في الضيافة وحسن التعامل والمعاشرة معهم، وتعريفهم بالدوافع الالهية والبواعث الايمانية والمحبة الحسينية لهذه المسيرات لكي تترسخ في نفوسهم وقلوبهم ويكونوا خير سفراء لكم في بلدانهم وشعوبهم فيكون لكم الذكر الطيب لدى تلك الشعوب وتكونون سبباً في نشر هذه المبادئ لدى المزيد من اهل تلك البلدان.

ودعا الكربلائي، وسائل الاعلام الى توثيق المشاهد التي تعبر عن هذه المبادئ وتجسيدها لدى الزائرين، كما دعا المشرفين على وسائل الاعلام الى تفعيل عالمية القضية الحسينية وابراز حقيقة مسيرة الاربعين المليونية للعالم وانها ليست مجرد مهرجان شعبي عام كما قد يبدو للبعض منهم بل هو مسيرة أصحاب مبادئ انسانية يريدون الحفاظ عليها امام التحديات والصعوبات المحيطة بهم ويرومون اظهارها وابرازها للعالم ليتنبه الى اهمية تجسيد هذه المبادئ في حياة الانسان بصورة عامة..

وثمن ممثل المرجعية جهود اصحاب مواكب العزاء والخدمة داعيا منهم  مزيداً من الاهتمام بالجانب التثقيفي وتوفير فرص مناسبة في خيمهم لتعريف الزائرين بمحاسن كلمات اهل البيت عليهم السلام والترويج لأخلاقهم  قائلاً: إن احياء امرهم الذي حثوا على الاهتمام به كثيراً يتمثل في الجانب الاساس منه في التعريف بنهجهم وبث تراثهم ليكون تذكرة متواصلة للمؤمنين بهذا النهج الاسلامي الاصيل، مضيفاً ان المأمول من رعاة هذه المواكب واصحابها الحفاظ على المنافع العامة للناس في اماكن نصب سرادقهم وخيمهم وعدم مزاحمة المستطرقين مهما امكن ورعاية عدم تضرر الارصفة والشوارع والاماكن العامة والاشجار والحدائق والقيام بتنظيف اماكن العزاء فان كمال خدمتهم للحسين (عليه السلام) وزواره الكرام يتجلى في رعاية ذلك كله.

من جهة اخرى قال الشيخ الكربلائي: ان مسيرة الاربعين هذا العام تتزامن مع توالي الانتصارات الرائعة التي احرزها مقاتلونا الابطال لتحرير المزيد من القرى والاراضي من براثن عصابات داعش الارهابية، فإلى هؤلاء الصفوة من الرجال الافذاذ في القوات المسلحة بجميع صنوفها وللمتطوعين الميامين ورجال العشائر الغيارى ومقاتلي قوات البيشمركة الابطال نتوجه بوافر السلام وبالغ الاحترام وخالص الدعاء ونقول لهم: ” إلى الأمام يا فخرنا وعزنا فما هي إلا خطوات قليلة وبشائر النصر النهائي ستزفونها الى شعبكم.. الى آبائكم وأمهاتكم وأولادكم لتسطروا بتضحياتكم هذه صفحات بيضاء خالدة في تاريخ العراق “.582ef8e34a7c0

(موقع العتبة الحسينية)

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*