Take a fresh look at your lifestyle.

ذخائر أدعية الإمام الصادق (عليه السلام)… مضامين دعائه عند حضور شهر رمضان

0 705

          لشهر رمضان الكريم فضائل كثيرة لا يمكن إحصاؤها، وقد أشار الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليه السلام) إلى فضائل هذا الشهر الكريم في أحاديث عدّة، وهو شهر الله سبحانه وتعالى، فرض فيه الصيام على المسلمين جميعًا، وهو يجزي به، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، فهو شهر هدىً ورحمة ومغفرة.

          لذا اهتمّ أهل البيت (عليه السلام) بهذا الشهر الفضيل، ووردت عنهم أدعية كثيرة لكلّ ليلة وكلّ يوم من هذا الشهر، ومنها هذا الدعاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) عند حضور شهر رمضان، وهو دعاء يشتمل على جملة كثيرة من المعارف، وسنوجز تلك المضامين العالية التي يتضمنها هذا الدعاء.

         عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: يقول عند حضور شهر رمضان(١):

          (اللّهُمَّ إِنَّ هذا شَهْرُ رَمَضان المُبارَكَ الَّذِي أنْزَلتَ فِيهِ القُرآنُ وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ).

           يؤكد الإمام (عليه السلام) في مفتتح الدعاء أن شهر رمضان أُنزل فيه القرآن لبيان أهميته، وقد جعله الله هدى للناس وفرقاناً، ثمّ طلب (عليه السلام) بمجاز لطيف السلامة فيه وتسلّمه واستلامه منّا بيسر وعافية، وهو طلب المتيقّن العارف بقدر هذا الشهر وكرامته على الله سبحانه وتعالى.

           (وأسألُكَ اللَّهُم أن تَغفرَ لي في شهري هذا، وترحمني فيه، وتعتق رقبتي من النار، وتعطيني فيه خير ما أعطيت أحدًا من خلقك، وخير ما أنت معطيه، ولا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك منذ أسكنتني أرضك إلى يومي هذا، واجعله عليَّ أتمَّهُ نعمة، وأعمَّهُ عافية، وأوسعه رزقًا، وأجزله وأهناه).

          هذا المقطع من الدعاء يصوّر عظمة شهر رمضان ومنح الله وعطاياه فيه، لذا نرى الإمام (عليه السلام) يسأل الله سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة والعتق من النار، ويسأله أفضل عطائه، وهذا يبيّن أن عطاء الله في شهر رمضان لعباده غير محدود، وهو باب الرحمة والنعمة التامة والرزق الواسع، ولعظيم منن الله في هذا الشهر الفضيل لذا يسأل الإمام (عليه السلام) ألاّ يكون هذا الشهر آخر شهر يدركه، وما ذلك إلّا رغبة بنيل فضائل وعطايا هذا الشهر الكريم.

            (اللهمّ إني أعوذ بك وبوجهك الكريم وملكك العظيم أن تغرب الشمس من يومي هذا، أو ينقضي بقية هذا اليوم، أو يطلع الفجر من ليلتي هذه، أو يخرج هذا الشهر ولك قبلي معه تبعة أو ذنب أو خطيئة، تريد أن تُقايسني بذلك أو تؤاخذني به، أو تَقِفَني به موقف خزي في الدنيا والآخرة، أو تعذّبني به يوم ألقاك يا أرحم الراحمين. …).

             يتجلّى أدب الدعاء وكمال الخضوع لله عزّ وجلّ في قوله (عليه السلام)، فيسأل الله ويعوذ به أن تبقى عليه تبعة ذنب أو خطيئة دون أن تغفر بعد انقضاء شهر رمضان، وهو شهر غفران الذنوب والعتق منها، لذا يقصر الإمام الصادق (عليه السلام) الفرج من الهمّ عليه سبحانه وتعالى، وأيضًا يقصر نيل الرحمة وكشف الكَرب وبلوغ الرغبة وقضاء الحاجة عليه سبحانه وتعالى، فهو بيده كلّ شيء، فلا ينال العبد شيئًا إلّا بعد إذنه عزّ وجلّ، ويوضح أدب الدعاء جليًّا في قوله (عليه السلام): (ورحمتني به من ذكرك)، فذكْرُ الله رحمةٌ منّ بها علينا، فسأله الإمام بهذه الرحمة من أجل إجابة الدعاء والنجاة.

           (اللهمّ صل على محمد وآل محمد، وافتح لي من خزائن رحمتك رحمةً لا تعذِّبني بعدها أبدًا في الدنيا والآخرة، وارزقني من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، لا تفقرني بعده إلى أحد سواك أبدًا، تزيدني بذلك لك شكرًا وإليك فاقة وفقرًا، وبك عمن سواك غنى وتعفُّفًا).

           افتتح الإمام الصادق (عليه السلام) هذا المقطع بالصلاة على محمد وآل محمد، وهذه الصلاة هي مفتاح إجابة الدعاء، ثمّ طلب على سبيل الدعاء ـ بأسلوب التفصيل بعد الإجمال ـ أن تُفتح له خزائن الرحمة التي تقي العذاب في الدنيا والآخرة، وطلب رزقًا حلالًا طيبًا واسعًا، من شأنه أن يبعد الفقر عنه ويغنيه عن مدّ اليد لغيره سبحانه وتعالى، ومن أروع العرفان وأكمله طلب الإمام (عليه السلام) أن يزيد فقره وفاقته إلى الله سبحانه وتعالى، وأن يبقى محتاجًا إليه دون سواه من الخلق، ولَعمري إنها أشرف العبودية والمعرفة.

           (اللهمّ إني أعوذ بك أن تكون جزاء إحسانك الإساءة مني، اللهم إني أعوذ بك أن أُصلِح عملي فيما بيني وبين الناس، وأُفسدَه فيما بيني وبينك. اللهمَّ إني أعوذ بك أن تُحَوِّلَ سريرتي بيني وبينك، أو تكون مخالِفَةً لطاعتك، اللهم إني أعوذ بك أن يكون شيء من الأشياء آثرَ عندي من طاعتك، اللهم إني أعوذ بك أن أعمل من طاعتك قليلًا أو كثيرًا، أريد به أحدًا غيرَك، أو أعملَ عملًا يخالطه رياء. 
اللهمَّ إني أعوذ بك من هوىً يُردي من يَركبُه، اللهم إني أعوذ بك أن أجعل شيئًا من شكري فيما أنعمت به عليَّ لغيرك، أطلب به رضا خلقك، اللهم إني أعوذ بك أن أتعدّى حدًّا من حدودك، أتزيَّنُ بذلك للناس وأركن به إلى الدنيا. اللهمَّ إني أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بطاعتك من معصيتك، وأعوذ بك منك، جلَّ ثناءُ وجهك، لا أحصي الثناء عليك ولو حرَصتُ، وأنت كما أثنيت على نفسك، سبحانك وبحمدك).

            في هذه المقاطع من الدعاء يؤكد الإمام (عليه السلام) على أمور تربوية عدّة، وعلى صفات سلوكيّة على المؤمن أن يرعاها، ويستعيذ بالله منها، هي:

– على العبد ألاّ يقابل إحسان الله بالإساءة.

– ألاّ يصلح العبد أمره بين الناس ويفسده بينه وبين الله.

– أن تتطابق سريرة العبد مع علانيته وأن تكون موافقة لطاعة الله لا مخالفة لها.

– أن تكون طاعة الله عند العبد هي آثر الأشياء عنده ولا يفضّل عليها طاعة أخرى.

– أن لا تكون أعمال العبد مخالطة للرياء، وأن يكون قليلها وكثيرها لوجه الله ومرضاته.

– الاستعاذة من ركوب هوى النفس، ففيه هلاك للعبد.

– أن يكون الشكر لله خالصا على نعمه، ولا يطلب به رضا غيره.

– على العبد أن يلتزم بحدود الله، ولا يتعدّاها لزينة الدنيا أو الركون لها.

– طلب العفو والرضا والطاعة والثناء من الله سبحانه وتعالى، والتعوّذ مما ينافيها، وتسبيح الله وحمده في كلّ وقت.
فتزكية النفس تكون بالإخلاص والطاعة لله وحده دون غيره من مخلوقاته، وهذا ما أكّد عليه الإمام الصادق (عليه السلام).

          (اللهمَّ إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك عندي، فأيُّما عبدٍ من عبادك، أو أمة من إمائك، كانت له قِبَلي مظلمة ظلمته إيّاها، في ماله أو بدنه أو عِرضه لا أستطيع أداء ذلك إليه، ولا أتحلَّلُها منه، فصل على محمد وآل محمد وأَرضِه أنت عني بما شئت، وكيف شئت، وهَبها لي. ..).

            طلب الاستغفار والتوبة من الله سبحانه وتعالى، وما أكثر المظالم التي تقع من قِبل الإنسان تجاه أخيه الإنسان، لذا طلب الإمام (عليه السلام) من الله أن يهب له هذه المظالم بعد الصلاة على محمد وآل محمد التي هي مفتاح استجابة الدعاء، وتوكيل الله سبحانه وتعالى بإرضاء أصحاب المظالم بما يشاء وكيف يشاء،

             ولا أعتقد إن هناك أمثل وأكمل من هذا الطلب، فإن مظالم العباد لا يمكن فكاك الرقبة منها أبدًا، لكن الله قادر على ذلك برحمته وسعة علمه، فرحمة الله وسعت كلّ شيء، وهو الغني الواسع، ولو أنه تكرّم على الناس جميعًا بالرحمة فلا ينقص منها ذلك شيئا، فهي رحمة واسعة تامّة غير قابلة للنقصان، والاستفهام بـ (وما تصنع يا سيدي…) يفيد التوسّل الشديد به سبحانه وتعالى.

           (اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت فيه، ومما ضيَّعت من فرائضك وأداء حقك، من الصلاة والزكاة، والصيام والجهاد والحج والعُمرة، وإسباغ الوضوء والغسْل من الجنابة، وقيام الليل وكثرة الذكر، وكفّارة اليمين، والإسترجاع في المصيبة، والصدود من كل شيء قصرت فيه، من فريضة أو سنة.

…. فإني أتوب إليك منه ومن سفك الدم وعقوق الوالدين وقطيعةالرحم، والفِرار من الزحف وقذف المحصنات وأكل أموال اليتامى ظلماً، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، وأن أشتري بعهدك في نفسي ثمنًا قليلًا. 

وأكل الربا والغُلول والسحت والسحر، والكتمان والطيَرة، والشرك والرياء والسرقة، وشرب الخمر، ونقص المكيال وبخس الميزان والشقاق النفاق، ونقض العهد والفرية والخيانة، والغدر وإخفار الذمة والحلف، والغِيبة والنميمة والبهتان، والهمز واللمز والتنابز بالالقاب.

وأذى الجار ودخول بيت بغير إذن، والفخرِ والكبر والإشراك والإصرار والإستكبار، والمشيِ في الأرض مَرَحاَ، والجورِ في الحكم، والإعتداء في الغضب وركوب الحمية، وتعضد الظالم، وعونٍ على الإثم والعدوان، وقلة العدد في الأهل والمال والولد، وركوب الظن واتباع الهوى، والعمل بالشهوة.

والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفساد في الأرض، وجحود الحق والإدلاء إلى الحكام بغير الحق، والمكر والخديعة والبخل وقولٍ فيما لا أعلم، وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهل لغير الله به، والحسد والبغي والدعاء الى الفاحشة…

….وما رآه بصري وسمعه سمعي، ونطق به لساني، وبسطْتُ إليه يدي، ونقلت قدمي وباشره جلدي، وحدثتُ به نفسي مما هو لك معصية، وكلِّ يمين زور.

ومن كل فاحشة وذنب وخطيئة عملتها في سواد الليل وبياض النهار، في ملأ أو خلاء، مما علمتُه أو لم اعلمه، ذكرته أو لم اذكره، سمعته أو لم أسمعه، عصيتك فيه ربي طرفة عين، وفيما سواها من حلٍّ أو حرام تعديت فيه أو قصرت عنه، منذ يوم خلقتني إلى أن جلست مجلسي هذا، فإني أتوب إليك منه، وأنت يا كريم تواب رحيم).

        هذا المقطع كان تفصيلًا لما تقدّم من أجمالٍ في المقطع السابق، بعد طلب التوبة والاستغفار من الذنوب على سبيل العموم، عدَّد الإمام (عليه السلام) الذنوب وسمّاها واستغفر الله منها، وكانت على ثلاثة أقسام:

  الأول:

          ذنوب التقصير في العبادات، كتضييع العبادات والتقصير في الصلاة والزكاة والأمور العبادية الأخرى التي تتوقّف أداء الفرائض عليها.

  الثاني:

          ذنوب ظلم النفس، من ارتكاب المعاصي وركوب الكبائر وغيرها، سواء أكان الوقوع فيها عمدًا أم خطًأ، سرًّا أو علانية.

  الثالث:

         الذنوب المتعلّقة بالآخر، من سفك الدم وقذف المحصنات وغيرها من الذنوب التي ذكرها بالتفصيل (عليه السلام).ومع ذلك ختم الإمام (عليه السلام) هذا المقطع بطلب المغفرة والتوبة من كلّ ذنب، ذكره أم لم يذكره، من يوم ولادته إلى يومه هذا، ثمّ خاطب الله بالكريم والتواب والرحيم، وهذه الأسماء الحسنى تتعلّق بما طلبه (عليه السلام)، ولا يهب هذه الذنوب إلاّ هو سبحانه وتعالى، ومن كانت هذه صفاته.

          (اللهمَّ يا ذا المن والفضل والمحامد التي لا تُحصى، صلِّ على محمد وآل محمد واقبل توبتي، لا تردها لكثرة ذنوبي وما أسرفت على نفسي، حتى لا أرجع في ذنب تبت إليك منه، فاجعلها يا عزيز توبة نصوحا صادقة مبرورة لديك مقبولة مرفوعة عندك، في خزائنك التي ذخرتها لأوليائك حين قبلتها منهم ورضيت بها عنهم.

          اللهمَّ إنَّ هذه النفسَ نفسُ عبدك، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحصِّنها من الذنوب وتمنعها من الخطايا وتحرزها من السيئات، وتجعلها في حصن حصين منيع لا يصل إليها ذنب ولا خطيئة، ولا يفسدها عيب ولا معصية، حتى ألقاك يوم القيامة وأنت عني راضٍ وأنا مسرور، تغبطني ملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك، وقد قبلتني وجعلتني طائعًا طاهرًا زاكيًا عندك من الصادقين.

         اللهمَّ إني أعترف لك بذنوبي فصل على محمد وآل محمد، واجعلها ذنوبًا لا تُظهرها لأحد من خلقك ياغفار الذنوب يا أرحم الراحمين. سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءً وظلمت نفسي، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي، إنك أنت الغفور الرحيم.

….وأن ترزقني برحمتك ما أقيم به حدود دينك، وحتى أعمل في ذلك بسنن نبيِّك صلواتك عليه وآله، وافعلْ ذلك بجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها. اللهمَّ إنك تشكر اليسير وتغفر الكثير، وأنت الغفور الرحيم).

           بعد تفصيل ذكر الذنوب المتقدّم، وطلب المغفرة والتوبة، خاطب الإمام (عليه السلام) الله سبحانه وتعالى ونسب له المنّ والفضل والمحامد كلّها، ثمّ كرّر طلب الصلاة على محمد وآل محمد، من أجل قبول التوبة الصادقة التي لا رجعة بعدها إلى الضلال والذنوب والمعاصي، وهي لا تكون إلاّ بتوفيق الله، لأنه هو من يقبلها ويرفعها عنده، وتكرار الصلاة على محمد وآل محمد، يؤكّد أهمية وعظم هذه الصلاة، وأن الله يقبل بها الدعاء ويغفر الذنوب، ثمّ يلحّ الإمام عليه السلام بالدعاء ويطمع برحمة ربّه، فبعد قبول التوبة وغفران الذنوب يطلب (عليه السلام) أن لا تظهر هذه الذنوب لأحدٍ من الخلق، وأن يسترها ويحجبها وهو الغفور الرحيم.

            ويتجلّى أدب الدعاء في إرجاع قبول التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فهي من عطائه ومنّه وفضله وقضائه، وهي رزق يرزق الله بها من يشاء، فطلب الإمام (عليه السلام) بعد قبول التوبة العصمة من الذنوب فيما بقي، والمعونة والجدّ والاجتهاد وحسن الطاعة ليصل إلى رضا الله، ثمّ طلب رزق إقامة حدود الله والعمل بسنّة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، ثمّ دعا بمثل ذلك للمؤمنين والمؤمنات.

           (اللهمَّ اقسِمْ لي كلَّ ما تطفئ به عني نائرة كل جاهل، وتُخمِد عني شعلة كل قائل، وأعطني هدى من كل ضلالة، وغنى من كل فقر، وقوة من كل ضعف، وعزًا من كل ذلّ، ورفعة من كل ضعة، وأمنًا من كل خوف، وعافية من كل بلاء. اللهمَّ ارزقني عملًا يفتح لي باب كل يقين، ويقينًا يسد عني باب كل شبهة، ودعاء تبسط لي به الإجابة، وخوفًا تيسّر لي به كل رحمة، وعصمة تحول بيني وبين الذنوب، برحمتك يا أرحم الراحمين).

           وختم الإمام (عليه السلام) دعاءه بطلب مجامع الخير كلّها بأبلغ أسلوبٍ وأفصحه، فطلب إطفاء عداوة الجاهلين وإخماد نار المتقوّلين، والهدى والغنى والقوّة والعزّ والرفعة والأمن والعافية، والخروج من أضداد هذه المعاني، من الضلالة والفقر والضعف والذلّ والضِعة والخوف والبلاء،

         ولعمري أن فيما طلب سعادة الدنيا والآخرة، ثم طلب (عليه السلام) عملاً يفتح له أبواب اليقين، ويقيناً يغلق أبواب الشبهة، ودعاءً مستجابًا وخوفًا منه سبحانه وتعالى متبوعًا برحمة، وعصمةً تعصمه من الذنوب والزلل، وهذا كلّه يعود إلى رحمته التي وسعت كلّ شيء، فهو أرحم الراحمين.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ إقبال الأعمال/السيد ابن طاووس/ج1ص 119ـ 124.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.