Take a fresh look at your lifestyle.

تخريج حديث (علي سيد العرب) قراءة في سند الحديث ودلالته

1 2٬345
علي عبد الزهرة الفحام
كاتب وباحث

 

قال النبي(صلى الله عليه وآله):
«أَنَاْ سَيِّدُ وِلْدِ آدَم، وَعَليٌّ سَيِّدُ العَرَب»

ملأت الأحاديث الشريفة في فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) كتب الحديث والسيرة والتاريخ، ورغم الحملة القاسية التي واجهتها هذه الأحاديث سياسياً وفكرياً وإعلامياً إلا أنها استطاعت أن تفرض نفسها بقوة وتخترق منظومة الحديث (السنية) لتشكل رقماً صعباً جداً في معادلة الصراع على الشرعية.
ويعد الحديث الشريف (علي سيد العرب) واحداً من الأحاديث المهمة ـ سنداً ودلالة ـ إلا أنه لم يحظ بما يستحق من العناية والاهتمام كغيره من الأحاديث الشريفة، ويكشف عن أهميته حملات التوهين غير المنصفة التي واجهها من قبل أرباب الجرح والتعديل الذين أدركوا خطورة الاعتراف بهذا النص المقدس.

طرق الحديث وأسانيده
روي الحديث الشريف مسنداً ومرسلاً عن أحد عشر صحابياً بينهم ثلاثة من أئمة أهل البيت(عليهم السلام): أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) (ت40)، الإمام الحسن بن علي المجتبى(عليه السلام) (ت50)، الإمام الحسين بن علي الشهيد(عليه السلام) (ت61).
أما رواة الحديث من التابعين فبلغوا خمسة عشر تابعياً بينهم اثنان من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وهم: الإمام علي بن الحسين السجاد(عليه السلام) (ت94)، الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) (ت148).

سند الحديث عن عائشة:
وقد رواه عنها اثنان من كبار التابعين (سعيد بن جبير وعروة بن الزبير).
أولاً: طريق سعيد بن جبير عن عائشة: فأما التابعي الكبير سعيد بن جبير (ت95) فهو من كبار الثقات عند الجمهور وموثق عند الشيعة أيضاً، روى الحديث عنه أبو بشر الثقة وتابعه من الشيعة أبو الجارود (زياد بن المنذر) كما في معاني الأخبار ص103 للشيخ الصدوق (رحمه الله). وأبو بشر هو (جعفر بن إياس بن أبي وحشية، ثقة من أثبت الناس في سعيد بن جبير) ـ تقريب التهذيب 1/160، وقد ورد الحديث عن أبي بشر بطريقين أقواهما طريق أبي عوانة، وهو وضاح بن عبد الله اليشكري (الحافظ الثبت، ثقة متقن ت 176كما في الكاشف 2/349).
وقد روى الحديث عن أبي عوانة كل من: (يحيى بن عبد الحميد الحماني (ثقة ت228)، عمر بن الحسن الراسبي (صدوق)، الحسن بن عمر الفزاري (ثقة ت181)، أحمد بن عبد الملك الحراني (ثقة ت221)، عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبيني) وفي أدناه تفصيل هذه الطرق:
أ- طرق الحديث عن (يحيى بن عبد الحميد):
وقد روى الحديث عن يحيى بن عبد الحميد كل من (خضر بن أبان، محمد بن عمرو بن الموجه)، فأما خضر فهو أبو القاسم الكوفي الهاشمي بالولاء، روى عنه الثقات وصحح حديثه الحاكم على شرط الشيخين في مواضع عدة ووافقه الذهبي فلا صحة لما أورده الدارقطني من أن الحاكم ضعفه (سؤالات الحاكم ص116)، وقد وردت رواية خضر بن أبان الهاشمي في كتاب (مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)) 2/512 رواها عنه صاحب الكتاب أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي، وهو من أجلاء علماء الزيدية، والحديث ينتهي إلى عائشة قالت: كنت جالسة عند النبي(صلى الله عليه وآله) فأقبل علي فقال: هذا سيد العرب. فقلت بأبي أنت وأمي ألست سيد العرب؟ قال:(أنا سيد العالمين وهذا سيد العرب).
وأما رواية محمد بن عمرو بن الموجه، وهو الحافظ الفزاري الثقة (تذكرة الحفاظ 2/615)، فقد أوردها ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/304-305 قال: أخبرناه إسماعيل بن أبي صالح (حافظ مشهور وثقه الذهبي) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر (وثقه الذهبي) حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي (فقيه مشهور روى عنه الثقات) حدثنا الحسن بن محمد بن [حليم] (صحح حديثه الحاكم ووافقه الذهبي) حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه (ثقة حافظ) حدثنا يحيى يعني الحماني (ثقة) حدثنا أبو عوانة (ثقة) عن أبي بشر (ثقة) عن سعيد بن جبير (ثقة) عن عائشة… الحديث. وقد روى الذهبي الحديث بهذا الإسناد ولم يطعن فيه إلا أن قال (وهو غريب)!! فالغرابة في المتن الذي لم يرق للذهبي أما إسناده فقوي (راجع: تاريخ الإسلام 3/636).

ب- طرق الحديث عن (عمر بن الحسن الراسبي):
أما طريق (عمر بن الحسن الراسبي البصري) فقد رواه عنه أربعة من الرواة (محمد بن معاذ، عثمان بن أبي شيبة، محمد بن أبي سمينة، محمد بن النعمان)، ولم يجد الذهبي وابن حجر وسواهما مطعناً في هذه الطرق إلا (عمر بن الحسن الراسبي البصري) نفسه إذ وصفوه بالجهالة ورموه بوضع الحديث!! (لسان الميزان 4/289)، وكان الذهبي قد اتهمه بوضع الحديث في تعليقه على المستدرك للحاكم فقال: ( أظن أنه هو الذي وضع هذا)!!
أقول: لعمري ما جر الذهبي لهذا الحكم وهذا (الظن) إلا الانغلاق النفسي وشدة التعصب لأن (الظن لا يغني من الحق شيئاً)، ووثاقة الرجل ثابتة بعدة جهات:
1. تصريح الحاكم في المستدرك أنه (صدوق) إذ قال في 3/124: (وأرجو أنه صدوق).
2. إنه (بصري) والتشيع في البصرة قليل، ولا يقل النصب فيها عن نصب أهل الشام.
3. إن ابن أبي حاتم الرازي ذكره ولم يطعن فيه (الجرح والتعديل 6/103).
4. روى عنه ثلاثة من الثقات هم (عمر بن شبة، عثمان بن أبي شيبة، محمد بن أبي سمينة) فرواية الثقات عنه مع شهادة الحاكم بصدقه وخلوه من الجرح أدلة كافية لتوثيقه.
5. أنه لم يتفرد برواية الحديث حتى يُتهم بوضعه، فللحديث أسانيد كثيرة من غير طريقه.
6. إن روايته هذه تقبلها عنه الثقات ونقلوها في الكتب والمصنفات بطرق عديدة وهم كما ذكرنا ثلاثة من الثقات.
فأما طريق محمد بن أبي سمينة (محمد بن يحيى بن أبي سمينة واسمه مهران، ثقة مات سنة 239 – تاريخ بغداد 4/183) فقد أورده ابن النجار البغدادي (ت643) في ذيل تاريخ بغداد 5/60 قال: أنبأ أحمد بن طارق (ثقة ت592) ونقلته من خطه أنبأ أبو البركات عمر بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الطويلة (روى عنه الثقات والحفاظ كأحمد بن طارق وأبي المحاسن القرشي) بقراءتي عليه أنبأ الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله الهاشمي (ثقة) حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الحربي إملاء (صدوق) حدثنا عمر بن محمد الزيات (ثقة ت375) حدثنا محمد بن صالح بن ذريح (ثقة ت137) حدثنا محمد بن أبي سمينة (ثقة) حدثنا عمر بن الحسن الراسبي (صدوق) حدثنا أبو عوانة (ثقة) عن أبي بشر (ثقة) عن سعيد بن جبير (ثقة) عن عائشة… الحديث.
وأما طريق محمد بن معاذ فقد أورده الحاكم في المستدرك 3/124 وصححه.
وأما طريق عثمان بن أبي شيبة عن عمر بن الحسن الراسبي فقد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/305 قال: أخبرنا أبو العز بن كادش (مختلف فيه) قال حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء (ثقة أمين من بحور الرواية – سير أعلام النبلاء 18/69) حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى العطشي (ثقة مأمون ت374 – تاريخ بغداد 1/396) حدثنا محمد بن صالح بن ذريح (ثقة متقن ت307 – سير أعلام النبلاء 14/259) حدثنا عثمان بن أبي شيبة (ثقة ت239 –تذكرة الحفاظ 2/444) حدثنا عمر بن الحسن الراسبي حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة.. الحديث.
ج- طريق الثقة أحمد بن عبد الملك الحراني (ت221)
ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال (ثقة ت311) في كتابه (العلل) نقلًا عن شيخه أبي بكر أحمد بن محمد الأثرم (ثقة ت260) الذي سمع الحراني الثقة يذكر أنه روى هذا الحديث، ويظهر من الكتاب أنه روى الحديث عن أبي عوانة بسنده المذكور عن عائشة، فإذا صح هذا فالحديث صحيح متصل رواه عدل ضابط عن عدل ضابط بموازينهم (راجع: منتخب علل الخلال لابن قادمة المقدسي ص266-267).
د- طريق الحسن بن عمر الفزاري
أورده الفقيه الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي المتوفى سنة 483 في كتابه (مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) )، وفي إسناده مجاهيل (شرح إحقاق الحق 4/38).
ثانياً: طريق عروة بن الزبير (ت93) عن عائشة:
وهو تابعي أموي الهوى من أعلام رواتهم، أورد روايته الحاكم في المستدرك 3/124 قال: أخبرناه أبو بكر محمد بن جعفر القاري ببغداد (ثقة مأمون)، حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح (مختلف فيه)، حدثنا الحسين بن علوان (ضعيف عندهم ثقة عند الشيعة)، عن هشام بن عروة (ثقة)، عن أبيه (ثقة)، عن عائشة… الحديث.

طرق الحديث وأسانيده:
سند الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام:
وقد روي عنه بطريقين:
أولاً: طريق الصحابي أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ضمن حديث المناشدة المعروف: أورده الشيخ الصدوق في الخصال 553 بسند قوي قال: حدثنا أبي (ثقة)، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ثقة) رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله (ثقة) قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (ثقة)، عن الحكم بن مسكين الثقفي (حسن الحديث)، عن أبي الجارود (وثقه السيد الخوئي) وهشام أبي ساسان، وأبي طارق السراج، عن عامر بن واثلة (صحابي جليل)…. الحديث.
ثانياً: طريق النزال بن سبرة عن أمير المؤمنين(عليه السلام): (وهو معدود في كبار التابعين، موثق عند العامة) أورد روايته الشيخ الطوسي في أماليه 361: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار (صدوق)، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي، قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي (رضي الله عنه) ببغداد سنة 272، قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
بطوس سنة 198، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد، قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي(عليه السلام)، عن النزال بن سبرة، عن علي بن أبي طالب(عليه السلام)…. الحديث.

سند الحديث عن الإمام الحسن(عليه السلام):
رواه عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى كما ورد في المعجم الكبير 3/88: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ثقة) ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني (قال في الزوائد: مختلف فيه) ثنا قيس بن الربيع (صدوق)، عن ليث (هو ابن أبي سليم، صدوق مختلط)، عن [ابن] أبي ليلى (تابعي ثقة) عن الحسن بن علي رضي الله عنه…. الحديث.
ورواه الحافظ أبو نعيم المتوفى سنة 430 في (حلية الأولياء ) (ج 1 ص 63، ط السعادة بمصر)، وفي السند كلام من جهة (إبراهيم بن إسحاق الصيني) و (ليث بن أبي سليم)، فأما إبراهيم بن إسحاق فقد أورده ابن حبان في الثقات وقال: (ربما خالف وأخطأ) (الثقات 8/78)، وذكره ابن أبي حاتم الرازي ولم يطعن فيه، ويقوي حديثه رواية الثقات عنه، فلا يلتفت لتضعيف الدارقطني له فهو متشدد يطعن الناس بأدنى شبهة، وأما ليث فقد احتج به عدد من أعلامهم ووصفوه بالصدق وأخذوا عليه اختلاطه في آخر عمره، ورغم ذلك فلهذا الطريق متابعات تقويه منها:
1. متابعة الثقة يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، كما ذكر ذلك الكوفي في (مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) 1/208.
2. متابعة حسين الأشقر (صدوق)، عن قيس عن أبيه، أوردها الشيخ المفيد أماليه ص44: من طريق أبي بكر محمد بن عمر بن سالم (هو الحافظ ابن الجعابي ثقة عند الشيعة وممدوح عند السنة، ت355).
3. متابعة حسين الأشقر (صدوق) عن قيس بن الربيع (صدوق) عن زبيد (ثقة) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهي أقوى المتابعات ذكرها الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء ) (ج 5 ص 38) قال: حدثنا عبد الوهاب بن العباس الهاشمي (من ذرية عبد الله بن عباس حدث عنه الثقات كأبي نعيم)، حدثنا حسين الأشقر (صدوق)، حدثنا قيس بن الربيع (صدوق)، عن زبيد (هو ابن الحارث اليامي، حجة ت122)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (ثقة)، عن [الحسن] بن علي…. الحديث.

سند الحديث عن أنس بن مالك:
روى حديثه اثنان من التابعين (حميد الطويل، عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري).
1. طريق حميد الطويل (تابعي ثقة ت142، تذكرة الحفاظ 1/152): أورده الطبراني في المعجم الأوسط 2/127 قال: حدثنا أحمد قال حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري (صدوق) قال حدثنا عمر بن عبد العزيز الدراع (مجهول) قال حدثنا خاقان بن عبد الله بن اهتم (مختلف فيه) قال حدثنا حميد الطويل (ثقة) عن أنس بن مالك أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال من سيد العرب؟ قالوا: أنت يا رسول الله، قال: (أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب).
* الزوائد 9/116: رواه الطبراني في الأوسط وفيه خاقان بن عبد الله ابن الأهيم ضعفه أبو داود، مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) للكوفي 2/514-515، أمالي الطوسي 510.
أما خاقان، فقد ذكره ابن أبي حاتم الرازي ولم يطعن فيه، ويقوي حاله رواية الثقات عنه كعبد الصمد بن عبد الوارث (حجة ت207)، ومسدد بن مسرهد (ثقة حافظ ت228).
2. طريق عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري:
* أمالي الطوسي 510: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني (هو ابن عقدة الثقة 332)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي (ثقة عند العامة ت264)، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان (ثقة عند الشيعة والسنة ت216)، قال: حدثني جعفر بن ميسرة (الأشجعي ويقال له: جعفر بن أبي جعفر أبو الوفاء توفي سنة 181)، عن عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري (لعله بن معمر بن حزم النجاري الأنصاري ت 134)، عن أنس بن مالك، قال. بينما أنا أوضئ رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذ دخل علي(عليه السلام)، فجعل يأخذ من وضوئه فيغسل به وجهه، ثم قال: أنت سيد العرب. فقال. يا رسول الله، أنت رسول الله وسيد العرب. قال: يا علي، أنا رسول الله وسيد ولد آدم، وأنت أمير المؤمنين وسيد العرب. (ابن عقدة في فضائل أمير المؤمنين ع ص20).

سند الحديث عن أبي سعيد الخدري برواية عطية العوفي:
أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/305-306 بسند فيه مجاهيل عن فطر (ثقة) عن عطية العوفي (صدوق يخطئ ت111) عن أبي سعيد الخدري….الحديث.(أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/308).

سند الحديث عن سلمان:
أورده الطوسي في أماليه ص606 بسند فيه مجاهيل عن أبي حمزة الثمالي، قال: حدثني أبو عامر القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: حدثني سلمان الفارسي (رضي الله عنه)…. الحديث.

سند الحديث عن ابن عباس:
أورده محمد بن علي الطبري (ت 525) في بشارة المصطفى 234 بسند غير نقي، وأورده من العامة الدارقطني في الإفراد. (بحار الأنوار 37/260).

سند الحديث عن جابر بن عبد الله:
أورده شمس الدين ابن الجزري في (أسنى المطالب في مناقب الأسد الغالب (ص11))، وذكره الحاكم في المستدرك 3/124، والطريق إليه ضعيف بموازينهم فقد روي من طريق عمر بن موسى الوجيهي عن أبي الزبير (ثقة ت 128) عن جابر.

حديث حذيفة بن اليمان برواية التابعي الكبير المسيب بن عبد الرحمن:
ميزان الاعتدال 4/115: عبد الله بن عثمان البصري (ثقة ثبت)، عن المسيب بن عبد الرحمن ـ وكان ممن شهد القادسية ـ قال: أتيت حذيفة فأقبل يحدثنا بوقائع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقال: لما تهيأ على يوم خيبر للحملة قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يا علي، إنك سيد العرب وأنا سيد ولد آدم). (لسان الميزان 6/39، السيرة الحلبية للحلبي (ت1044) 2/736).
وقد اعترف الذهبي أن (المسيب بن عبد الرحمن. تابعي كبير. شهد القادسية) إلا أنه نقل عن البخاري قوله (حديثه منكر)!! وعليه فإن البخاري إنما طعن في حديثه ولم يطعن في وثاقته، وقد تقرر عندهم أن (الكذب في التابعين قليل) فكيف بكبار التابعين!! (راجع: إرواء الغليل للألباني 2/261).

سند الحديث عن الإمام الحسين(عليه السلام):
برواية حسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) (ثقة عند السنة والشيعة ت 157) رواها عنه عنبسة بن بجاد العابد (وهو أيضاً ثقة عند الشيعة والسنة)، أوردها محمد بن سليمان الكوفي في المناقب 2/513.

مرفوعة سلمة بن كهيل (تابعي ثقة من علماء الكوفة مات سنة 121):
وقد روى الحديث عنه التابعي الثقة (جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي)، وقد رواه عن جعفر بن أبي المغيرة كل من (يعقوب بن عبد الله الأشعري، يحيى بن عبد الحميد، إسحاق بن بشر الكاهلي):
أولاً: رواية يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي (صدوق ت 172)
رواها الخطيب في تاريخ بغداد 11/90 قال: أخبرني الخوميني (هو عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله، صدوق مات بعد سنة 420)، حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمود الفقيه – أبو محمد السماك – حدثنا أحمد بن خالد الحروري (محدث مشهور – اللباب لابن الأثير 1/360)، حدثنا محمد بن حميد (هو الرازي وثقه أحمد وجماعة وضعفه آخرون)، حدثنا يعقوب – يعني ابن عبد الله الأشعري (صدوق) -، عن جعفر (تابعي ثقة)، عن سلمة بن كهيل (تابعي ثقة) قال: مر علي بن أبي طالب على النبي(صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة – فقال لها: (إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب).
وللسند متابعة رواها محمد بن سليمان الكوفي في المناقب 2/513.
ثانياً: رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني (ثقة ت228)
أوردها محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه 2/514.

رواية الإمام الصادق(عليه السلام) (ت148):
أوردها السيد هاشم البحراني (ت1107) في مدينة المعاجز 2/267 نقلاً عن كتاب الكشكول للعلامة الحلي (ت726).

معارضة الحديث بأحاديث موضوعة
ومما يؤكد صحة الحديث أن أهل الضلال حاولوا معارضته بحديث موضوع مفاده أن أبا بكر هو (سيد كهول العرب)!!!، وهذا الحديث ساقط سنداً ومتناً، فقد روي من طرق قليلة لا يخلو جميعها من الضعف والطعن، ويكفي أن أحداً من الصحابة لم يرو هذا الحديث إلا عائشة – وهي متهمة بوضعه – والطريق إليها ضعيف، وتفصيل هذه الطرق كما يلي:
أولاً: طريق عائشة
أورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 64/192 من طريق أيوب بن عتبة.
وهذا الحديث لا يصح لوجوه منها:
1. ضعف السند بأيوب بن عتبة فقد ضعفه كل علمائهم (راجع:تهذيب التهذيب 1/357)
2. ضعف السند بجهالة أو ضعف (عمرو بن محمد بن الحسن).
وأفضل الطرق لعائشة هو ما رواه ابن أبي شيبة الكوفي (ت234) في مصنفه 7/474 قال: حدثنا خلف بن خليفة (صدوق مختلط ت181) عن إسماعيل بن أبي خالد ( ثقة مدلس ت146) عن عائشة وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/305 وابن حنبل في فضائل الصحابة /3941.وهذا الحديث لا يصح أيضاً لأسباب منها إرسال الحديث من قبل إسماعيل بن أبي خالد وهو مدلس لم يسمع من عائشة (طبقات المدلسين ص28)، ومرسلاته ليست بشيء (تهذيب التهذيب 1/255) ومنها إن (خلف بن خليفة) اختلط في آخر
عمره.
كما أن أبا بكر وقت قول الحديث (أي بعد الهجرة) لم يكن كهلاً بل كان شيخاً تجاوز الخمسين من عمره! ولم يقم أي شاهد من التاريخ أن أحداً لقب أبا بكر أو مدحه بسيد كهول العرب! وحتى أتباعه ومريدوه لم نسمع منهم هذا الوصف مما يؤكد اختلاق الحديث وكذبه، بينما وردت عدة شواهد من كتب التاريخ أن علياً(عليه السلام) لقب بسيد العرب كما في تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين لشرف الإسلام بن سعيد المحسن بن كرامة (ت 494)، إعلام الورى بأعلام الهدى لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548) 1/307، الموفق الخوارزمي (ت568) في المناقب ص40، ابن عابدين (ت1252) في حاشية رد المختار 3/690.
ثانياً: مرسلة قيس بن أبي حازم
أوردها ابن عساكر في موضعين في تاريخ دمشق من طريق (عبد الملك بن عبد ربه الطائي) وهو منكر الحديث. (تاريخ دمشق 30/182 42/304) وفي سنده قيس بن أبي حازم: وهو من النواصب الذين أعرض الكوفيون عن الرواية عنهم لأنه كان (يحمل على علي) (تهذيب التهذيب 8/347 ) فهو متهم بالترويج له وشهادته مجروحة عند كل عاقل.

دلالة حديث (علي سيد العرب)
إن دلالة الحديث واضحة في تفضيل أمير المؤمنين(عليه السلام) على الصحابة خصوصاً من تقدمه من الخلفاء، وقد يرد السؤال أن الشيعة تعتقد أن علياً(عليه السلام) سيد الخلق بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهذا الحديث يحصر السيادة بالعرب دون غيرهم، وجواب هذا الإشكال من وجوه:
1. إن إثبات الشيء لا ينفي ما سواه، فإثبات سيادة العرب لا ينفي السيادة عن غيرهم، كما في قولنا (سيد الوصيين) فإثبات سيادة الأمير على الأوصياء لا ينفي أفضليته على الأنبياء، فكما أن أمير المؤمنين(عليه السلام) من حيث كونه وصياً هو خير الأوصياء، فهو(عليه السلام) من حيث كونه عربياً هو سيد العرب.
2. إن أفضلية أمير المؤمنين(عليه السلام) على الأنبياء ثابتة من أدلة قرآنية وروائية أخرى كما في كمال الدين 259 عن النبي(صلى الله عليه وآله): (خير الخلق بعدي وسيدهم أخي هذا، وهو إمام كل مسلم، ومولى كل مؤمن بعد وفاتي).

نشرت في العدد 50

تعليق 1
  1. mohmmed يقول

    احسنتم استاذنا العزيز عبد الزهرة

رد على mohmmed
إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.