Take a fresh look at your lifestyle.

دراسة في دلالة حديث المنزلة

0 1٬275

            قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): (يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي). هذا الحديث يسمى (حديث المنزلة).

            إن هذا الحديث من حيث صدوره، تمّ نقله بعدّة طرق وفي أصحّ الصحاح بحيث يصعب معها الطعن في الحديث(1)، لجأ بعضهم إلى محاولة صرفه عن دلالته وإفراغه من محتواه!

            وقد جهل هؤلاء ـ أو تجاهلوا ـ أنّ ردّ هذا الحديث بعد ثبوته ومحاولة صرفه عن معناه، إنّما هو ردّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والرادّ عليه (صلى الله عليه وآله) رادّ على الله سبحانه.

            ومن المؤكّد أنّ صرف الحديث عن معناه يُعدُّ من أبشع أنواع التحريف وأقبحها، وهو تطاول على شخص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، حيث يتمّ تفسير حديثه (صلى الله عليه وآله) على وفق الأهواء والأمزجة، وهذا ما سيمرّ خلال هذا المبحث، حيث سنلاحظ محاولات جاهدة، وتفسيرات عجيبة وغريبة، كلّها تحاول ـ وبشتّى الوسائل ـ أن تصرف دلالة هذا الحديث، وتفرغه من محتواه، وما ذاك إلّا لحسد انطوت عليه نفوس أولئك الكتّاب، قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(النساء:54)

               ولنعم ما قال أبو الأسود الدؤلي:

     حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ               فَالقَومُ أَعــــداءٌ لَــهُ وَخُصومُ

     كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِهـا                  حَســدًا وَبَـغـيـًا إِنَّهُ لَــــدَميمُ

  دلالات حديث المنزلة:

            لقد اشتقّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حديث المنزلة من القرآن الكريم، وقام (صلى الله عليه وآله) بعقد مقارنة بين موسى وهارون من جهة، وبينه (صلى الله عليه وآله) وبين أمير المؤمنين(عليه السلام) من جهة ثانية، حيث قال (صلى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى)، وفي عقد هذه المقارنة دلالات عديدة وهامّة نستكشف من خلالها عظمة ومنزلة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وهي كما يأتي:

   1 – عليٌّ (عليه السلام) يسمع ويرى ما يسمعه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ويراه:

              قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): (ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه (صلى الله عليه وآله) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا هَذِه الرَّنَّةُ؟ فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ)(2).

              ولقد قال الله سبحانه: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)(3).

            وبضمّ حديث الإمام (عليه السلام) إلى الآية الكريمة تتّضح معانٍ جليلة ومقامات شريفة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام).

           ويقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ… أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ…)(4).

   2 ــ دلالة الأخوة:

           قال تعالى: (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ)(الأعراف:142). فحينما يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) فمعنى ذلك: كما كان هارون أخًا لموسى فأنت أخي يا علي.

            ودليلنا على هذا المدّعى قوله (صلى الله عليه وآله): (يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة)(5). ولقد قرن (صلى الله عليه وآله) الكلام بالفعل، حينما قام (صلى الله عليه وآله) بإنزال الكلام إلى الواقع، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار وادّخر عليًا (عليه السلام) لنفسه (صلى الله عليه وآله).

           (فعن عبد الله بن عمر، قال: آخى رسول الله صلوات الله عليه وآله بين أصحابه ولم يذكر عليًا (عليه السلام)، فقام وعيناه تهملان. فقال: يا رسول الله، ما لي تركتني بلا أخ. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لنفسي تركتك، أنت أخي في الدنيا والآخرة)(6).

          أيضًا جاء في بيانات الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه أخٌ لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وذلك في يوم السقيفة حينما امتنع عن البيعة، حيث قال (عليه السلام): (يا ابن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، وأتي بعلي (عليه السلام) إلى السقيفة إلى مجلس أبي بكر، فقال له عمر: بايع، قال: فإن لم أفعل فمه؟ قال: إذا والله نضرب عنقك، قال علي(عليه السلام): إذا والله أكون عبد الله وأخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقتول، فقال عمر: أما عبد الله المقتول فنعم، وأما أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا)(7).

   3 ــ دلالة الشراكة في الأمر:

           قال تعالى: (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(8). فعلي صلوات الله عليه هو شريك النبيّ (صلى الله عليه وآله) في دعوته ورسالته منذ اليوم الأول، ومنذ حديث الدار أو حديث الإنذار، حيث قال لهم المصطفى (صلى الله عليه وآله): (أيّكم يؤازرني على أن يكون أخي وخليفتي من بعدي..)

            والخليفة هو الشريك الذي يشارك من استخلفه في مهام عمله، وقد شارك الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بالتبليغ، فحينما أرسل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أبا بكر بسورة براءة، نزل عليه (صلى الله عليه وآله) جبرائيل (عليه السلام) وقال: يا محمد إنّ الله يقول لك: إنّه لا يبلغ عنك إلّا أنت أو رجل منك.

            فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك عليًا(عليه السلام)، فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده ومضى بها إلى مكة(9).

            أمّا في الغزوات والمعارك، فكان الإمـام علي (عليه السلام) صـــــــاحب رايـة الــــرســــــــــول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ووزير حربه، والتاريخ شاهد ناطق على ما قدّمه الإمام (عليه السلام) في كل تلك الغزوات، وحسبنا قول المصطفى (صلى الله عليه وآله): ضربة علي يوم الخندق (تعدل) وفي رواية (أفضل) من أعمال أمتي إلى يوم القيامة)(10).

          يقول العاملي في الانتصار: تركنا ذكر المصادر لشهرة الحادثة والحديث.. فهل كانت أهمية تلك الضربة لقوتها يا ترى!!! أم لأنها كانت مما قام به الدين واستقام(11).

          وأيّ فضيلة أعظم من أن يكون الإمام (عليه السلام) شريكًا للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في كل شؤونه، يشاركه همومه وأحزانه، حِلّه وترحاله، آماله وتطلّعاته؟

   4 ــ دلالة الوزارة:

             قال تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي)(طه:29).

          الوزير في اللغة: جمعه وزراء وأوزار: من يعيّنه الملك أو صاحب السلطة العليا في البلاد ليتولّى شؤون الدولة فيستعين برأيه وتدبيره(12).

           والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) استوزر عليًا (عليه السلام) منذ بزوغ فجر الدعوة الإسلامية حيث قال (صلى الله عليه وآله): (فأيّكم يقوم فيبايعني على أنّه أخي ووزيري ووصي …)(13).

           فسكت القوم، فقال: ليقومنّ قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمنّ. ثم أعاد الكلام ثلاث مرات فقام عليٌ فبايعه وأجابه)(14).

          فالذي أجاب هو الإمام (عليه السلام) وحده، فيكون هو الوزير بلا منازع، وشؤون الوزارة هي أن يتولّى المستوزر إدارة شؤون الدولة، ويمارس نفس صلاحيات صاحب السلطة في حال غيابه.

   5ـ دلالة شدّ الأزر وتقوية جانب الرسول (صلى الله عليه وآله):

              قال تعالى: (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)(طه:31).

           ولقد آزر الإمام (عليه السلام) الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وكان له كالدرع الواقي بمهجته، يكفيه المهمات، ويصدّ عنه الأعداء، ويكشف عنه الكتائب إذا اعصوصبت عليه (صلى الله عليه وآله)، حتّى باهى الله سبحانه به ملائكته يوم أحد، ومضمون تلك الرواية من المشهورات بين الخاصة والعامة،

          قال ابن أبي الحديد: روى أبو عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي غلام ثعلب ورواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فر معظم أصحابه عنه يوم أُحد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنانة ثم من بني عبد مناف بن كنانة فيها بنو سفيان بن عوف وهم عوف خالد بن ثعلب وأبو الشعثاء بن سفيان وأبو الحمراء بن سفيان وغراب بن سفيان

           فقال رسول الله: يا علي اكفني هذه الكتيبة فحمل عليها وإنها لتقارب خمسين فارسًا وهو (عليه السلام) راجل فما زال يضربها بالسيف فتفرقت عنه ثم تجتمع عليه هكذا مرارًا حتى قتل بني سفيان بن عوف الأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرف بأسمائهم، فقال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ هذه للمؤاساة لقد عجبت الملائكة من مؤاساة هذا الفتى

           فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما يمنعه وهو مني وأنا منه، فقال جبرئيل (عليه السلام) وأنا منكما، قال:

         وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء لا يرى شخص الصارخ به، ينادي مرارًا (لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي) فسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه فقال: جبرئيل (عليه السلام)، قلت.

          وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الأخبار المشهورة ووقفت عليه عن بعض مغازي محمد بن إسحاق ورأيت بعضها خاليًا عنه وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة عن هذا الخبر فقال: خبر صحيح، فقلت له: فما بال الصحاح لم يشتمل عليه؟ قال: وكلما كان صحيحًا تشتمل عليه كتب الصحاح! كم قد أهمل جامعو الصحاح من الأخبار الصحيحة. انتهى كلامه(15).

          إذن، يثبت من خلال ما مرّ أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) له جميع مقامات هارون باستثناء النبوّة، فهو خليفة النبي (صلى الله عليه وآله) في غيابه، سواء أكان ذلك الغياب في حياته، أو بعد رحيله (صلى الله عليه وآله).

   6ـ دلالة الخلافة:

           قال تعالى: (وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي)(الأعراف:142).

         أحد الأُمور التي تثبت للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بواسطة حديث المنزلة هي الخلافة، حيث يقول نبي الله موسى لأخيه هارون (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) أي كن خليفتي عليهم، ولقد أكّد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هذا المعنى بقوله (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (عليه السلام): (أنت أخي وخليفتي على أهلي وقاضي ديني ومنجز عداتي)(16).

   محاولات بائسة لصرف دلالة الحديث عن معناه:

            اعتاد ابن تيمية على تتبّع فضائل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وإنكارها، وهذا واضح لكل من قرأ كتابات ابن تيمية ومؤلفاته، حيث أنكر كثيرًا من الأحاديث التي صحّحها المسلمون، وحاول وبكل عناد وجاهلية محو تلك الفضائل والتقليل من أهميتها وعظمها، فقد أنكر الأحاديث الواضحات وشكّك بالمسلّمات(17).

           فقد ذهب هذا الناصبي مذهبًا بعيدًا حينما أنكر حديثًا تسالم عليه المسلمون، وهو حديث المؤاخاة، حيث يقول: (أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع فإن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يؤاخ أحدًا)(18).

           فلا غرابة بعد ذلك، حينما يحاول جاهدًا، في محو كل فضيلة وصرفها عن معناها، ولا غرابة حينما يحاول – يائسًا عاجزًا – في صرف حديث المنزلة عن معناه ومدلوله.

         وقد جاء ابن تيمية هذا بشبهة واهية، حيث يقول: (النبي (صلى الله عليه وآله) إنّما شبّه عليًا بهارون في أصل الاستخلاف لا في كماله)(19).

              يريد هذا المعاند (ابن تيمية) أن يقول: بأنه استخلاف صوري فقط، لا واقع له! لأنّ الاستخلاف – حسب زعمه – بعد الموت، لا حال الحياة فقط.  

             وفي الرد على هذه الشبهة الواهية نقول:

  أولًا:

            نلاحظ ابن تيمية يحكم وبضرس قاطع بما أراده الرسول!

   وهنا لابد من مساءلة ابن تيمية:

           من أين لك هذا القطع والجزم بمراد الرسول (صلى الله عليه وآله)، أفهل أخبرك النبيّ (صلى الله عليه وآله) به، حتى تقطع بمراد حديثه (صلى الله عليه وآله) ومؤدّاه، أم اطّلعت على الغيب؟! أم هو تقوّل واستنتاج أملاه الزيغ والهوى؟!

  ثانيًا:

         إنّ إنكار ابن تيمية للواضحات والمسلّمات التي أثبتها المسلمون يجعل هذا الرجل في موضع الشكّ والريبة ولا قيمة لكلامه في ميزان البحث العلمي، حيث أنّ علماء المذاهب الإسلامية ومنذ أن أعلن ابن تيمية آراءه، وقفوا أمام انحرافه، وكتبوا مئات الكتب في الردّ عليه، وعلى آرائه المخالفة لإجماع المسلمين، والمخالفة للكتاب والسُنّة الصريحة.

           وهذه نماذج من المسلّمات التي أنكرها ابن تيمية، وبعد ذكر أقواله يتضح أن لا قيمة لإنكاره حديث المنزلة، أو محاولته صرف الحديث عن معناه.

  1 – قال ابن تيمية عن حديث الطير: من المكذوبات الموضوعات(20).

             نقول لابن تيمية: كيف يمكن أن تدّعي مثل هذا الادّعاء الذي تخالف به المسلّمات، حيث روى كثيرٌ من أبناء السنّة هذا الحديث في كتبهم، وهم:

   الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 3: 131ـ 132 فضائل عليّ بن أبي طالب.

   وأحمد بن حنبل: فضائل الصحابة: 213 الحديث (947).

   الترمذي: سنن الترمذي 5/ 300 الحديث (3805) مناقب عليّ بن أبي طالب.

   البزّار: مجمع الزوائد للهيثمي 9/125 باب: في من يحبّه أيضًا ويبغضه أو يسبّه.

   النسائي: خصائص أمير المؤمنين(عليه السلام): ص51.

   أبو يعلى: السنن الكبرى للنسائي: 5/ 107 الحديث (8398).

   ابن حجر: مسند أبي يعلى: 7 / 105، الحديث (4052).

   ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 42/245 ترجمة الإمام عليّ.

   الطبراني: المعجم الكبير 7/ 82 عبد الرحمن بن أبي نعم عن سفينة.

             وفي ما نقلناه كفاية للردّ على تخرّصات ابن تيمية.

  2 – تكذيبه لحديث: (عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ)، وادّعاؤه أنّ أحدًا لم يروه(21).

             مع أنّ هذا الحديث رواه علماء السنة في كتبهم، وهم:

   – الترمذي: سنن الترمذي 5/ 297 الحديث (3798).

   – الطبراني: المستدرك على الصحيحين للنيسابوري 3/ 124 فضائل علي بن أبي طالب.

   – الحاكم: المعجم الكبير للطبراني 23/396.

   – الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 14/ 322 (7643).

   – ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر: 42/ 449.

  3 – قول ابن تيمية عن حديث: (اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه): كذب باتّفاق أهل المعرفة بالحديث(22).

          مع أنّ هذا الحديث أخرجه أحمد بأسانيد صحيحة، وأخرجه ابن أبي شيبة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبّان، والطبراني، والحاكم، والخطيب البغدادي(23).

           نلاحظ أنّ هذه الأحاديث والوقائع التي أنكرها ابن تيمية، قد أثبتها علماء أهل السنة في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم، وابن تيمية يخطّئ الجميع ويدّعي عدم وجودها، فثبت من خلال ذلك أن لا قيمة علمية ولا وزن لكلام هذا الشخص.

  النتيجة التي نصل لها:

          انّ ابن تيمية أعماه بغضه فأخذ يتعامى عمّا هو موجود في مصادر المسلمين من أحاديث ناطقة بفضل أمير المؤمنين (عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) من المحدثين الذين رووا هذا الحديث في كتبهم على سبيل المثال: البخاري في صحيحه/4/208 باب مناقب المهاجرين وفضلهم، وفي صحيح مسلم/4/1870حديث 2404، وفي صحيح الترمذي/5/640حديث 3730و3731، ومسند أحمد/3/32، وشواهد التنزيل/للحاكم الحسكاني/1/149، ومناقب الخوارزمي/ص151.
2) نهج البلاغة للإمام علي (عليه السلام)، جمع الشريف الرضي: 2/157.
3) سورة النجم: الآية 18.
4) نهج البلاغة للإمام علي (عليه السلام)، جمع الشريف الرضي: 2/157.
5) الخصال، الشيخ الصدوق: 429.
6) شرح الأخبار، القاضي النعمان المغربي: 1/191.
7) الاختصاص، الشيخ المفيد: 186، تحقيق: علي أكبر الغفاري.
8) سورة طه، الآية: 32.
9) معاني الأخبار، الشيخ الصدوق: 298.
10) الانتصار، العاملي: 6/238.
11) نفس المصدر.
12) المنجد في اللغة، لويس معلوف: 898، مادة (وزر).
13) الكشف والبيان، الثعلبي: 163. نقلاً عن الغدير: 2/283.
14) الكشف والبيان، الثعلبي: 163. نقلاً عن الغدير: 2/283.
15) الكافي، الشيخ الكليني: 8/110.
16) شرح إحقاق الحق، السيد المرعشي: 15/151.
17) منهاج السنة، ابن تيمية: 5 / 17.
18) منهاج السنة ج4 ص32
19) المنتقى من منهاج الاعتدال، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي: 212.
20) منهاج السُنّة 7: 371 كلام الرافضي على المنهج الثالث في الأدلّة المسندة إلى السُنّة، الثامن.
21) منهاج السُنّة 4: 238 كلام الرافضي على الوجه الخامس في وجوب اتّباع مذهب الإمامية، كلام الرافضي على منع فاطمة من إرث فدك.
22) منهاج السُنّة 7: 55 المنهج الثاني عند الرافضي في الأدلّة الدالّة من القرآن على إمامة عليّ، البرهان الثالث.
23) مسند أحمد بن حنبل 5/ 370 أحاديث أصحاب النبيّ (صلّى الله عليه وآله). المصنّف لابن أبي شيبة 7/ 499 الحديث (28، 29)، و7/ 503 الحديث (55). فضائل الصحابة للنسائي: 15 فضائل عليّ بن أبي طالب. مسند أبي يعلى: 1/ 429 الحديث (567). مسند عليّ بن أبي طالب، صحيح ابن حبّان: 15/ 376. المعجم الكبير للطبراني: 2/ 357 . المستدرك على الصحيحين للنيسابوري: 3/ 109، ذكر فضائل عليّ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.