يعتبر حديث (الخلافة بعدي ثلاثون سنة) من جملة الأحاديث التي دار حولها الجدل وكثر الاستشهاد بها من قبل علماء ومحققي الشيعة أو السنة على حد سواء..
وفي الحقيقة فإن الحديث يتكون من شقين كل شق كان مثار اهتمام إحدى الطائفتين ونقطة ارتكاز في بحوثها الكلامية بحيث تستدل به كل طائفة على صحة اعتقادها طبعاً مع اختلاف بطريقة وخلفية الاستدلال..
نص الحديث ومصادره
روي هذا الحديث من طرق ومصادر أهل السنة وقد ورد بلفظين متقاربين:
الأول: رواه ابن حبان (ت 354 ) في صحيحه 15/393 وغيره بهذا اللفظ:
(الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً ).
الثاني: رواه أبو داوود السجستاني (ت275) في سننه 2/401، الحاكم النيسابوري (ت405) في مستدركه 3/71، والطبراني (ت360) في معجمه الكبير 7/84 وغيرهم بهذا اللفظ:
(خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتى الله الملك، أو ملكه، من يشاء)..
وكما نرى ففي الحديث جانبان أو ركنان:
– تحديد الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاثين عاماً وهو الشق الذي تمسك به علماء السنة لإثبات أحقية الخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) بالخلافة باعتبار أن الرسول – بحسب هذا الحديث –
قد سماهم خلفاء للنبوة… أكثر من ذلك ذهب بعض علماء العامة أن هذا الحديث يعتبر من (دلائل النبوة) لأن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر بأمر غيبي قبل وقوعه بثلاثين عاماً..
– تسمية من جاء بعد الخلفاء الأربعة ﺒ (الملوك) وهو ما تمسك به بعض محققي الشيعة والسنة أيضاً لإثبات عدم شرعية خلافة معاوية وجميع خلفاء بني أمية وبني العباس… طبعاً احتج الشيعة بهذا الحديث لا إيماناً منهم بصحة صدوره من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولكن من باب (ألزموهم من ذلك ما ألزموه أنفسهم)…
وبالجملة فإن هذا الحديث باطل عند علماء ومحققي الشيعة الإمامية وإنما استدلوا به لأنه ثبت عند اغلب علماء ومحدثي أهل السنة والجماعة ولا بأس أن نسلط الضوء عليه من حيث دلالته وظروفه التاريخية ودرجته السندية لنخرج بخلاصة حول حديث أخذ اهتماماً في ميادين الحوار الإسلامي…