خبراء.. حب العمل إلى درجة الشغف ليس ميزة!

326

الحكمة – متابعة: الغالبية منّا تعمل ساعات طوال في وظائف أجبرت عليها لأسباب عدة، لكن وجب التأقلم معها لضمان مصدر الرزق. وهؤلاء عادة ما ينظرون بغيرة إلى أقرانهم ممن يزاولون عملهم بشغف. غير أن الخبراء أثبتوا أن الأخيرين أسوأ حالا.

عندما يحوِّل المرء هواية إلى وظيفة، يتطلع كل يوم إلى جديد في العمل، ما قد يدخل السعادة إلى قلبه. لكن هذا التصور يجانب الصواب حسب ما أكده مستشارون مهنيون ألمان الذين يرون أن حب العمل إلى درجة الشغف قد يتحول إلى أمر سيء “لا يمكن السيطرة عليه”.

ويحذر المدرب المهني الألماني برند سلاغهوس من أن الكثير من الشغف قد يتسبب في “إرهاق مهني”. بل يترك في غالب الأحيان آثارا سلبية على الحياة الشخصية. ويزكي هذا الرأي المؤلف فولكر كيتس منتقدا أن العمل أصبح “نمط حياة”، وأن المجتمع يشدد علينا على “أن وظائفنا يجب أن تكون مرضية لنا وأننا بحاجة إلى حبِّ ما نعمل وأن نكون شغوفين بعملنا”، لكن الحقيقة “مختلفة تماما”.

وتقوم الأغلبية العظمى من الأشخاص ببساطة بأعمالهم على نحو جيد وهم راضون، لكن “دائما ما يقال لهم إن هذا ليس كافيا وينبغي أن يكونوا متفانيين في وظائفهم. ما يجعلهم غير راضين وغير سعداء”، يضيف المؤلف كيتس.

ولدى الأخير تحذير آخر من الشغف، إذ يقول “إننا نأخذه على أنه هبة أي أننا عندما نفعل شيئا بشغف، نحسن فعله”. ويضيف أن هذا فهم خاطئ. فالشغف والمقدرة ليس “مستبعد حدوثهما معا ولكن ليس من الضروري أن يكونا مترافقين”.

من جهته، ينصح المدرب المهني سلاغهوس الأشخاص بأنه بدلا من التطلع لأن يكونوا شغوفين بعملهم، على الغالبية منهم أن تسعى إلى استبدال السعادة كهدف بالرضا، وهو ما يعتبره كيتس دعوة إلى تبني رؤية برغماتية خالصة اتجاه العمل، على أساس “مبادلة الوقت بالمال”. ما يعني في نهاية المطاف أن من يزاول عملا مكرها له أحسن حالا من ذلك الذي يعتقد أنه يعمل في مجال يحبه وشغوف به.

و.ب/ ط.أ (د ب أ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*