آلام تقسيم الهند مستمرة رغم مرور 70 عاما

328
من اليسار، الزعيم الهندي جواهر لال نهرو، والمندوب السامي البريطاني في الهند اللورد ماونتباتن، وزعيم عصبة المسلمين في الهند محمد علي جناح

الحكمة – متابعة: قبل 70 عاما، بشّر انسحاب بريطانيا من الهند بنهاية عصر الامبراطورية البريطانية.

فقد انسحبت بريطانيا من بلد كانت تعتبره درة تاجها الامبراطوري، وخلقت خلفها بلدين مستقلين.

كانت تلك عملية تقسيم جلبت معها واحدة من أكبر مآسي القرن العشرين.

كان عدد سكان الهند آنذاك يناهز 400 مليون نسمة، غالبيتهم من الهندوس، وكان المسلمون يشكلون 25 في المئة تقريبا من مجموع سكان البلاد.

وكان الزعيم الهندي جواهر لال نهرو، زعيم حزب المؤتمر وأول رئيس وزراء في الهند المستقلة، معارضا لمبدأ تقسيم البلاد على أسس دينية.

ولكن محمد علي جناح، رئيس عصبة مسلمي الهند، والذي أصبح حاكما عاما لباكستان عقب التقسيم، كان مصرا على أن لمسلمي الهند الحق في تأسيس دولة خاصة بهم.

قال مسؤول بريطاني عليم ببواطن الأمور حينذاك “جاء التقسيم والاستقلال سوية. فقد كان الواحد منهما ثمنا للآخر”.

كلف اللورد ماونتباتن – وهو من اقارب الأسرة البريطانية المالكة – بمهمة إخراج بريطانيا من أكبر مستعمراتها. وقرر ماونتباتن – الذي قتل في عام 1979 بانفجار قنبلة زرعها في يخته الجيش الجمهوري الأيرلندي – أنه من الأفضل أن تتم عملية الانسحاب من الهند بسرعة.

لذا تم الفراغ من رسم خط تقسيم شبه القارة الى دولتين في خمسة اسابيع فقط.

احتفلت الهند ومن ثم باكستان باستقلالهما في ايام متتالية من شهر آب / أغسطس 1947.

ولكن بعد مضي يومين فقط، عندما تبينت طبيعة خط الحدود بين البلدين الوليدين، اصيب جميع الهنود والباكستانيين بالقنوط والحزن.

من جانبه، اشتكى محمد علي جناح بأنه حصل على باكستان “أكلها العث”، إذ تكونت الدولة المسلمة الجديدة من شطرين يفصل بينهما الفا كيلومتر من الأراضي الهندية (استقلت باكستان الشرقية في عام 1971 لتؤسس دولة بنغلاديش بعد حرب شرسة لعبت فيها الهند دورا مهما).

وقبيل اعلان استقلال الدولتين، اندلعت صدامات بين الهندوس والمسلمين، ولكن أحدا لم يتوقع مستوى العنف الذي اندلع عقب التقسيم.

فعندما أعلن قرار التقسيم، نزح 12 مليون لاجئ على الأقل من إحدى الدولتين الى الدولة الأخرى، وقتل في العنف الطائفي نصف مليون الى مليون شخص على الأقل كما اختطف عشرات الآلاف من النسوة.

ولم تتعاف العلاقات الهندية الباكستانية ابدا من أثر التقسيم وآلامه.

فالبلدان ما زالا يدعيان السيادة على ولاية كشمير.

وخلال اسابيع من استقلالهما، خاض البلدان حربا حول السيادة على وادي كشمير في صراع ما زال بلا حل ويمثل نتائج عملية تقسيم ناقصة ومعيبة.

بي بي سي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*