استغلال شعائر الإمام الحسين انتخابيًّا، ظاهرة يجبُ مكافحتها
شهد موسم محرم من هذا العام، استغلالاً مكشوفاً من قبل العديد من السياسيين والمسؤولين الحكوميين، وقد كانت مفضوحة لدرجة أثارت إستياء المواطن العراقي وشيعة الإمام الحسين عليه السلام الذين خرجوا يحييون المراسم مثل كل سنة، بمشاعر صادقة وتفاعل وجداني مع فاجعة كربلاء، لكنهم فوجئوا بهذا الحضور المفتعل للسياسيين والمسؤولين وهم يرتدون السواد ويوزعون الطعام تحت عدسات الكاميرات لبثها في وسائل الإعلام بعد ذلك.
إن إحياء ذكرى عاشوراء، هي ممارسة لخدمة مبادئ الحسين، وتعميقها في المجتمع، بدءً من الفرد وانتهاءً بالمساحة العامة، وأول مبدأ من مبادئه عليه السلام، سحق الذات وأهوائها وشهواتها من أجل الآخرين، لكننا نجد أن هذا المبدأ قد تم خرقه من قبل نواب الاستعراض الإعلامي بظهورهم في مواكب العزاء تحت عدسات الكاميرات.
من المفجع أن يستغل نائب في البرلمان يمثل الشيعة، أكثر المناسبات حزناً وإيلاماً في الوجدان الشيعي، من أجل توظيفها لأغراض انتخابية.
إن إحياء المسؤول والنائب لذكرى الحسين، مجالها موقع المسؤولية الذي يتحمله، فيؤدي ما عليه بإخلاص ونزاهة، حاملاً روح الحسين ورفضه الفساد والمصالح الفئوية وتردي الخدمات.
من الصعب أن نصدق أن المسؤولين والنواب الذي خرجوا في مراسم عاشوراء تحف بهم الحمايات والمصورين، ان يكونوا من أنصار الحسين واتباعه وشيعته، كما اراد أهل البيت عليهم السلام. فلو كانت حقيقتهم مثل ظاهرهم الاستعراضي، لما حصل ما حصل في العراق من تدهور وأزمات وسرقات.
من الصعب أن نصدقهم بالولاء للحسين عليهم السلام، وفيهم من يتجه نحو قطر والسعودية لينسق بسرية مع هاتين الدولتين المعاديتين لأهل البيت عليهم السلام، ويتفق مع مسؤوليهما كيف يكسب جولة الانتخابات المقبلة، ويحصل على موقع متقدم في التشكيلة الجديدة.
هل يمكن أن نتصور مشهداً أكثر إيلاماً لأهل البيت من مشهد اشخاص يصطنعون التمسك بولايتهم، فيما تنسيقهم وولائهم لقطر والسعودية وللطائفيين من الكتل السياسية الأخرى؟.
الراية