عبد الرحمن الراشد .. صوت الطائفية السعودية

271

027

 

يتوقع القارئ العربي عندما يقرأ لإعلامي مثل عبد الرحمن الراشد، أنه سيضيف له معلومات جديدة، بحكم تاريخه الإعلامي الطويل، في رئاسة تحرير الشرق الأوسط وإدارة فضائية العربية، إلى جانب علاقاته السياسية الواسعة مع مصادر القرار العربي. لكن هذه الصورة تتلاشى أمام القارئ بعد أن يقرأ مقالاته، فهي في معظمها تدور على محور واحد فقط، هو محاولة النيل من الشيعة بأي شكل، والسعي لتوجيه الاتهامات لحزب الله وإيران والحكومة العراقية.

إن المهمة التي يضطلع بها عبد الرحمن الراشد ومن خلال قراءة مقالاته، تكشف عن ضغط كبير يخضع له هذا الكاتب، فهو كمن صدر بحقه حكم التهجم على الشيعة وتحشيد الرأي العام ضدهم، وهو حكم قطعي لا قبل له بنقضه أو استئنافه، إنه قانون الوظيفة في الدولة السعودية، لا سيما في مجال الإعلام، حيث الاتجاه ينحصر بممر أحادي الاتجاه، وبلون واحد لا يتغير، كتأكيد على تصلب المملكة السعودية وتجمدها على رأي العائلة الحاكمة منذ تأسيسها وحتى الآن.

كتب الراشد في نفس اليوم الذي اغتيل فيه الوزير اللبناني محمد شطح بسيارة مفخخة، مقالًا في الشرق الأوسط تحت عنوان (لماذا شطح وليس الأسير؟) جاء فيه:

“لا أحد يشك أبدًا أن حزب الله هو من قتل الدكتور شطح “.

لا يمكن لكاتب سياسي أن يدوِّن مثل هذه العبارة القاطعة بعد ساعات من حادثة تتشعب فيها التحليلات وتتقاطع المعطيات، ولم يصدر عن أجهزة التحقيق والخبراء أي تصريح مهني حتى اللحظة.

لقد أراد عبد الرحمن الراشد أن يدفع التهمة عن حكومته، فسارع إلى لصقها بحزب الله، وأغلب الظن أنه لم يكتبها بدافع القناعة، إنما بالتزام الموظف المنضبط، إذ لا يمكن أن يهمل الراشد تصريح (داعش) المثير قبل يوم واحد من عملية الاغتيال، عندما أعلنت أنها ستواصل عمليات التفجير في بيروت.. لا يمكن أن نصدق أن رجلاً يدير فضائية بحجم العربية لم يسمع بتهديد داعش.

يعرف الناس في لبنان والعراق وسوريا وغيرها، أن التفجير بالمفخخات، أسلوب يجيده السعوديون، أليس المال السعودي يتدفق على الجماعات التكفيرية لإشعال العراق ولبنان ولإحراق ما تبقى من سوريا؟.

رغم ذلك فنحن نقول: إن المؤشرات تتجه صوب الرياض في هذا التفجير، لأن الدكتور محمد شطح كان رجل الاعتدال في فريق الشيخ سعد الحريري، أي إن اغتياله على الضد من مصلحة حزب الله، وإنه يصب في مصلحة المتطرفين الداعمين للحريري أي حكومة الرياض. ومع ذلك لا نتعجل في إطلاق التهمة حتى نسمع من الخبراء قولهم.

الراية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*