حاجة العراق الجديد إلى المرجعية الدينية
يدعو البعض الى إحداث الفصل بين اهتمامات المرجعية وبين الأوضاع السياسية، وهي دعوات تنطلق من بعض المثقفين الإسلاميين كما نقرأ ونسمع.
فهل من المصلحة تحجيم المرجعية في العراق الجديد؟.. أم ان المصلحة في الارتباط بها والحفاظ على قوتها ومكانتها الاجتماعية والسياسية؟
إن إضعاف المرجعية هو إضعاف لمسار العملية البنائية الصحيحة في العراق، في مقابل تمكين الفئوية والحسابات الخاصة والنزعات الذاتية لتفرض ما تريد، وبذلك يتلاشى أمل بناء مجتمع متماسك، وإقامة دولة تخدم الموطن. فتجربة العراق الجديد اثبتت عدم قدرة القانون والدستور على ضبط إيقاع الكتل السياسية، ولا بد من قوة أكبر، لها مكانتها ومنزلتها ونظرتها الشاملة والبعيدة، لتكون هي المرشد والموجه للجميع، وفي نفس الوقت هي الصوت المؤثر الذي يعبر عن رغبات المواطن ويرعى مصالحه عندما لا يجد هذا المواطن من يسمع صوته ويحفظ حقه.
نظرة الى التاريخ وتجاربه، تكشف لنا أهمية الدور المرجعي، ونظرة الى المستقبل تفرض علينا أن نمتلك وعي التمسك والالتزام بالمرجعية فهي الضامنة للوحدة الشعبية.
إن دور المثقف الشيعي هو أن يتصدى لحملات التشويه والكلام المتحامل الذي يثيره البعض ضد موقع المرجعية، مع الاشارة الى ان الكثير من هؤلاء الكتاب في مقالاتهم الهجومية على المرجعية، لا يحيطون بأبعاد التحديات التي تواجه الشيعة، والدوائر المحركة لها.
كلمة مباشرة نضعها أمام الجميع، أن المرجعية تبقى هي الراعية للوجود الشيعي، ومن دونها يتحول الشيعة الى مجرد تجمع بشري مهدد بالتمزق والتشتت.
الراية