سلامًا ياعراق .. الحرب النفسيّة ضد داعش

327

26-6-2014-9-d
بقلم: هاشم العقابي ..

يكثر السياسيون وبعضهم من أقطاب السلطة، لا بل وحتى رئيسها، من طرح سؤال: هل يعقل أن داعش، بعددها القليل وسلاحها المحدود، تهزم جيشًا يزيدها بآلاف مؤلفة من العدد والعدة؟ يسألوننا ويجيبون بأنفسهم: هذا يعني أن هناك مؤامرة. نعم هذا احتمال وارد لكن قد يكون هناك غيره، إن لم نحتكم للعاطفة فقط. هناك شيء اسمه الحرب النفسية. وهذا ليس له علاقة بالعدة والعدد بل إنه علم قد ينتصر به الفرد الواحد الذي يتقنه على 100 ألف لم يتسلحوا بأدنى قواعده.
بالمناسبة أشار القائد العام للقوات المسلحة إلى أن هناك إشاعات ما، أدت إلى هذه النكسة. والإشاعة أحد أسلحة الحرب النفسية. ألم يقل التاريخ بأن المسلمين خسروا الحرب في معركة أحد بفعل إشاعة؟ لم يقل أحد إنها مؤامرة. ناهيك عن القول المشهور “إن الحرب خدعة”.
أقولها بصراحة مرة، أعلم أنها قد تعرضني لأكوام من الشتائم والاتهامات، إن ما أراه اليوم يكشف بوضوح عن جهل مدمر بإدارة الحرب النفسية ضد داعش بالتحديد. وأشير بالصراحة ذاتها إلى التقارير والدراسات والمقالات الغربية التي تؤكد أن داعش تستخدم الحرب النفسية والدعائية بكفاءة عالية.
نعم من الضروري ترك أخطاء الماضي وخلافاته في هذا الوقت العصيب. لكن هل من الحكمة والعقل أن نرى أخطاء تستمر وأخرى ترتكب اليوم ونسكت عليها؟ سنفعلها ونسكت لو أنها تتعلق بمشروع خدمي أو قانون مالي مثلًا. لكن كيف يمكننا السكوت وما يرتكب من أخطاء اليوم من قبل السلطة في مجال الحرب النفسية سيكون ثمنه أنهارًا من الدم أو خرابًا شاملًا للبلد لا سمح الله؟
نعم، إن خطط الحرب النفسية، بما يتلاءم وطبيعة ما يدور بالعراق الآن، يجب أن تطرح بشكل مباشر على أصحاب الشأن وليس عن طريق كتابة الأعمدة. لكن من يقود البلد في هذه الأيام للوقوف بوجه أبشع وأشرس عدو دموي ظلامي، مصرّ على أنه الأفهم والأصلح والأقدر دون أي دليل يثبت ما يدعي. لقد صم أذنيه وأغلق عينيه عن كل ذي خبرة وصار لا يثق إلا بمن يمجّده، وسلّط من لا يفهم على مقدرات الإعلام الذي هو القاعدة الرئيسة للحرب النفسية.
ما عسانا أن نفعل غير أن نكتب للناس فلعلها تتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود! ولعلنا نسهم قدر الإمكان في حماية ما نتمكن من أرواحهم ودعم الوطن، في أمل أن يسمعنا المخلصون بدءًا من المرجعية العليا ونزولًا إلى كل مواطن عاقل وسياسي نزيه.

المصدر: صوت العراق/بتصرف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*