داعش “كوكلوكس كلان” الشرق الأوسط

601

16-8-2014-4-d

     كو كلوكس كلان (بالإنجليزية: Ku Klux Klan) لمن لا يعرفها, هي منظمة سرية, عنصرية, تأسست سنة 1865 من قدامى محاربي الجيش الكونفدرالي الأمريكي.

كان الهدف من تأسيس هذه المنظمة, هو التصفية والتطهير العرقي, واتسمت بالعنصرية بأبشع صورها, فقد كانت تهدف لبقاء العرق الابيض, واستباحت “العبيد” القادمين من أفريقيا, وكذلك اتسمت بطابعها العدائي للمدنية, وللحركات الليبيرالية, والتحررية, وأيضًا بعدائها للكاثوليكية.

انتهجت كو كلوكس كلان  منهجا مرعبا, بفظاعة جرائمها, وقد اعتمدت على خلق جو إعلامي, دعائي مرعب, يجعل ممن يسمع باسم الكلان, يرتعد خوفا, ويتسمر في مكانه, وكان أسلوب هذه العصابة المُعْتَمَد, هو إما القتل بالذبح أو الصلب على صليب أو الحرق.

في عام 1870 تم حضر هذه الجماعة, لكنها عادت وبقوة, في عشرينات القرن الماضي, وخصوصا, عندما استهوت الفكرة مجموعة من الجنود الجنوبين, من قدامي الجيش الفدرالي, ووصل تعداد أعضاء هذه المنظمة, ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي, إلى ما يقرب ستة ملايين منتسب, وأخذت منحنى جديدا, وأطرا جديدة, حتى حازت على الإذن باعتمادها, والاعتراف بها رسميا من قبل الحكومة.
كانت الكوكلس كلان مصدر الإلهام, لكثير من العصابات العرقية, وكانت أغلب تلك العصابات تنتهج نفس أسلوب الكوكلس كلان.

يتسم الطبع المتطرف, لتنظيم “داعش” بأسس مشابه لما تضمنته متبنيات الكلان, إذ إن داعش تعد الآن, من أكثر العصابات الإجرامية تطرفا, وهي لا تقبل بأي شريك, وتستبعد كل من لا يعترف بنهجها, أو من لا يبايعها, وحتى الحركات الموازية لها بالنهج التطرفي لا تقبل بها داعش, رغم أنهم ينهلون من نفس الأيديولوجية, ويسيرون بنفس الخط الراديكالي, كجبهة النصرة أو تنظيم القاعدة.

يجمع الباحثون بشؤون الحركات الإرهابية, إن داعش هي وليدة تنظيم القاعدة, هذا التنظيم الذي زرع التطرف في حدود المنطقة الإسلامية, ويؤكد هؤلاء الباحثون أن داعش تشكلت من قدامى محاربي القاعدة, وهي – داعش- تعد أكثر تطرفًا وتشددًا من القاعدة.
تستخدم داعش أقصى حدود التطرف, وتستبيح كل شيء, فلا حرمة في أدبياتها للمقدسات, أو الأرواح, وهي بذلك تستخدم أشد صنوف التنكيل والقتل.

تعتمد السياسة الداعشية -كما في كو كلوكس كلان- على سياسة دعائية مرعبة جدًّا, وتستثمر وسائل التواصل الاجتماعي, وخصوصًا اليوتيوب, بشكل واسع لنشر جرائمها, وتعتمد على سياسة إظهار البشع, من تلك الجرائم, مما يعطيها زخمًا مرعبًا, ويُنْجِحُها في حربها النفسية, وما رأيناه من انهزام في بعض القطعات العسكرية وبدون قتال, لهو خير دليل على ذلك.

بقي أن نذكر شيئًا, ونتساءل؟! داعش من أوجدها؟! ومن يدعمها؟! ومن يمولها؟! ومن هم عرابوها؟! والى أين تريد أن تصل؟

عبد الكاظم حسن الجابري (بتصرف يسير)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*