إلى إمام المسجد الحرام .. لن تُصلح حال الأمة بوجود الوهابية

226

الوهابية

كعادة جميع مشايخ الوهابية في تحميل الاخرين مسؤولية ما يجري في العالمين العربي والاسلامي من ويلات على يد المجموعات التكفيرية الارهابية ، وكذلك الظهور بمظهر من آلمه ما يجري من كوارث للشعوب الاسلامية عبر الاعراب عن الاسى والاسف ، صب الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة 19 كانون الاول / ديسمبر ، جام غضبه على من وصفهم بالقتلة المجرمين الذين ولغوا في دم حرام، وأزهقوا أنفسا بريئة.
كما ندّد آل طالب بجريمة قتل أطفال مدرسة في باكستان راح ضحيتها أكثر من 130 طفلا، وتساءل: ما ذنب أطفال مدرسة باكستان؟ وما ذنب أطفال سورية والعراق وغيرهم ليقتلوا صبح مساء؟ ويشردون في جوع وخوف وزمهرير شتاء؟.
وأعتبر أن المجرمين سواء، والاسلام منهم براء، مشيرا إلى أن من أصول ديننا الاسلامي الحنيف والمعلوم منه بالضرورة حفظ الدماء والتحذير من قتل النفس.
واشار الى ان مما يحد من انتشار الاسلام ويشوه صورته ، تصرفات بعض المسلمين خاصة ممن يظنون أنفسهم من المحافظين عليه، ، معتبرا أن الاسلام لم يكن في يوم من الايام ساحة حرب أو ضحاياه من المحاربين.
من الواضح ان موقف هذا الشيخ الوهابي لم يأت عن قناعة او حرصا منه على دماء المسلمين ، او تعاطفا مع ضحايا الارهاب من الاطفال في العراق وسوريا وباكستان ، فالجميع يعرف ان ما تقوم به المجموعات التكفيرية الارهابية هو تطبيق عملي لما يروج له الشيخ صالح آل طالب من فكر وهابي مريض ، وان مؤسسي المملكة السعودية قاموا بما هو انكى مما قامت به “داعش” اليوم ، عندما اقاموا اساس هذا الملك على ذبح المخالفين وتدمير تراث الاسلام الذي يتعارض مع الرؤية الوهابية المشوهة للاسلام ، لذلم فان موقفه جاء تنفيذا لاوامر ملكية ترى من مصلحة السعودية الان ان تظهر بمظهر من يعارض الفكر التكفيري الذي يفتك بالمنطقة وشعوبها ، بينما هذا الفكر يمثل في الحقيقة المذهب الرسمي للمملكة السعودية منذعقود طويلة.
يعرب آل طالب عن اسفة الشديد لقتل الاطفال وتشريدهم ، ويؤكد ان من أصول الاسلام والمعلوم منه بالضرورة حفظ الدماء والتحذير من قتل النفس ، ويرى ان ما يحد من انتشار الاسلام ويشوه صورته ، تصرفات بعض المسلمين ، معتبرا أن الاسلام لم يكن في يوم من الايام ساحة حرب أو ضحاياه من المحاربين.
هنا نسأل هذا الشيخ : من الذي يمول هذا المجموعات التكفيرية بالمال والعتاد ، ويغذيهم بالفكر الاسود الهدام ؟، اي مذهب تعتنقه القاعدة و “داعش” و “النصرة” و”انصار بيت المقدس” و “انصار الشريعة” و “طالبان” بشقيها الافغاني والباكستاني ، و “جندالله” و “جند العدل” و “بوكو حرام” و”الشباب المسلم ” و “كتائب عبدالله عزام ” ومن لف لفهم من الزمر التكفيرية التي انتشرت كالسرطان في جسد الامة الاسلامية؟، اي مذهب يكفر الاخرين بالجملة ويسترخص قتلهم وسبيهم وصلبهم وذبحهم؟، اي مذهب شوه صورة الاسلام العظيم امام شعوب العالم اجمع؟، اي مذهب يؤكد ليل نهار على تقسيم العالم الى فسطاطين ، فسطاط ايمان وفسطاط كفر؟، اي مذهب يحتقر المراة والانسان والحياة والعلم ؟، اي مذهب ينفخ ليل نهار في بوق الفتنة الطائفية؟، اي مذهب يفضل الصهاينة على بعض المسلمين؟، اي مذهب يرفض وقف الحرب المفروضة على سوريا ويطالب بتغيير النظام فيها حتى لو تطلب تدمير هذا البلد وتشريد شعبه؟، اي مذهب يجد الاف الاعذار للتحالف مع اعداء الاسلام ويرفض حتى مجرد التفكير في ايجاد صيغة من التواصل مع المسلمين لانهم كفار؟، اي مذهب يجد الاف المبررات لبناء القواعد العسكرية واحتضان الاف الجنود للدول ” الكافرة” فوق اراضي الجزيرة العربية ، بينما يفتك بالمسلمين الشيعة هناك ويضيق عليهم الخناق؟ ، اي مذهب يقف موقفا معاديا لحركات التحرر والثورات الشعبية في المنطقة؟، اي مذهب كان ومازال يقف موقفا داعما ومناصرا للانظمة الدكتاتورية والاستبدادية والانبطاحية والخانعة امام الغرب “الكافر” ؟.
الجواب على كل هذه الاسئلة يتلخص بكلمة واحدة ، هي اساس كل هذه الكوارث والبلايا التي نزلت على الامة ، وهي “الوهابية” دون اي زيادة او نقصان ، فالوهابية ضربت الجسد الاسلامي كالسرطان فشلته واصعفته وانهكته واخرجت الشعوب الاسلامية من التاريخ ، وحولت المسلمين الى قبائل يقتل بعضها بعضا ، وتذهب ثرواتهم ادراج الرياح ، بعد ان استخدمت لاشعال نيران الخلافات والحروب ، لقتل اي فرصة يمكن ان تنتشل المسلمين من واقعهم المتخلف وتدفعهم لمواكبة ركب الحضارة ، الذي بات من المستحيل ان يلحقوا به ، ما دام الوهابية تنخر عقولهم ، فلا اصلاح لحال الامة الاسلامية بوجود الوهابية ، وما مضى على الامة هو اكبر دليل على هذه الحقيقة المرة ، وان مستقبل الامة سيكون اكثر مرارة من ماضيها اذا لم تتحمل نخبها مسؤولية التخلص من هذا السرطان ، قبل ان يأتي على ما تبقى من الاسلام والمسلمين
بقلم: جمال كامل

شفقنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*