حذار من السقوط في حبائل الوهابية
سامي رمزي..
تحاول الوهابية ومنذ ان اكتسحت في ظروف استثنائية جزيرة العرب ، ان توهم المسلمين بانها المدافع عن “التوحيد” و”السنة” و “الصحابة” ، ضد الشرك والبدع ، واعلنت عداءها وبشكل رسمي لاتباع اهل البيت عليهم السلام من الشيعة المسلمين ، متهمة اياهم بأبشع التهم اقلها الشرك والخروج من الملة.
ونجحت الوهابية من التمدد بقوة الدولار النفطي السعودي في مناطق كثيرا ما يشيع فيها الفقر والجهل ، فكان الفقر والجهل ارضا خصبة نمت فيها الوهابية وترعرعت ، فكان اغلب اتباعها يتقربون لله زلفى بقتل اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وللاسف كانت الالة الاعلامية الجهنمية للوهابية السعودية تبرر عمليات القتل بطريقة خبيثة اساسها الدفاع عن الصحابة والحيلولة دون اتساع الفتن وانتشارالبدع.
ومع مرور الايام ، لاسيما بعد سقوط صنم بغداد ومشاركة شيعة اهل البيت عليهم السلام في حكم العراق بعد ان عاشوا كمواطنين من الدرجة الثانية في بلد هم فيه الاغلبية ومنذ نحو 1400 عام ، وكذلك بعد الربيع العربي ، شعرت الوهابية بان مسؤوليتها قد تضاعفت ازاء الدفاع عن “السنة” و “الصحابة” ، فتمة استباحة دم الاغلبية العظمى من الشعب العراقي ، من قبل عصابات الوهابية ، لمجرد ان هذه الاغلبية من اتباع اهل البيت عليهم السلام ، وكما قلنا نجح الاخطبوط الاعلامي السعودي والقطري ومن ورائهما الاخطبوط الاعلامي الخليجي وكذلك الاعلام العربي الممول سعوديا وقطريا ، من تبرير قتل عشرات الالاف من اتباع اهل البيت عليهم السلام من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب ، وكل ذنبهم انهم شيعة.
اصوات من نخب اهل السنة حذروا ومنذ اليوم الاول ، المسلمين السنة من الوقوع في شرك الوهابية ، واعلنت ان العصابات التي تحمل هذا الفكر الضال ، تكذب في مزاعمها الدفاع عن الصحابة ومحاربة البدع ، فهذه العصابات سوف لن ترحم حتى بالمسلمين السنة اذا ما تمكنت من بسط نفوذها في بلاد المسلمين ، وان يافطة العداء للشيعة ما هي الا خدعة للتغرير بالسذح والبسطاء والجهلة من المسلمين السنة ، ليكونوا حطبا في نار الفتن التي تشعلها الوهابية في كل مكان حلت فيه.
عندما كانت عصابات الوهابية تفتك بشيعة اهل البيت عليهم السلام في العراق ، كانت وسائل الاعلام السعودية والقطرية عمياء صماء بكماء ، وحتى لو تطرقت الى عمليات القتل اليومي لشيعة العراق على يد المجرمين الزرقاوي وابو حمزة المهاجر وابو عمر البغدادي وابو بكر البغدادي ، واتباعهم من شذاذ الافاق ، كان هذا الاعلام يحاول ان يظهر هذا القتل الوحشي على انه استهداف للامريكي المحتل و الساكتين على الاحتلال من الشيعة!!.
ولكن فضيحة هذا الاعلام ، والوجه القبيح لعصابات الوهابية تكشفت حتى لاهل السنة من الذي خدعوا بالوهابية والاعلامين السعودي والقطري ، وسقطوا في حبائل الوهابية ، وذلك بعد ان اصبح من غير الممكن التغطية على جرائم عصابات الوهابية في العراق وسوريا ، التي اخذت ، بعد ان تمكنت من بسط نفوذها في مناطق من العراق وسوريا ، تفتك باهل السنة الذين كانت تدعي الوهابية والاعلام السعودي والقطري ، انها جاءت للدفاع عنهم ، حيث قتلت عصابات الوهابية وفي اسابيع قليلة جدا الالاف من ابناء عشيرتي البونمر والبوفهد العراقيتين ، وبطريقة بشعة ، كما ارتكبت جرائم يندى لها جبين الانسانية بحق حتى اولئك الذين ساعدوها في الدخول الى مدنهم وبلداتهم وقراهم في غرب العراق ، فقامت بذبح وصلب وقتل الالاف من المدنيين بذرائع وتهم واهية.
اما في سوريا فقد اعلن المرصد السوري ان عصابات الوهابية المتمثلة ب”داعش” قامت باعدام نحو الفي شخص ينتمي نصفهم الى عشيرة الشعيطات السنية المعروفة ، خلال شهور قليلة .
وقال المرصد في بيان له ، انه تمكن من توثيق 1878 شخصا أعدمتهم “داعش” في سوريا ، منذ 28 حزيران/يونيو، تاريخ إعلان “داعش” اقامة “الدولة الاسلامية” انطلاقا من الاراضي التي تسيطر عليها في سوريا والعراق، وحتى 27 كانون الاول/ديسمبر.
واشار المرصد الى ان عمليات القتل تمت رميا بالرصاص، أو بالنحر أو الرجم ، وتم تنفيذ هذه الجرائم في محافظات دير الزور (شرق) والرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال) وحمص وحماة (وسط).
وبين ضحايا الاعدامات، هناك 1175 مدنيا بينهم اربعة أطفال وثماني نساء، بالاضافة الى أكثر من 930 من أبناء عشيرة الشعيطات التي رفضت مبايعة “داعش” في ريف دير الزور الشرقي.
كما أعدم تنظيم الدولة الاسلامية 502 ضابطا وعنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.
كما أعدم التنظيم نحو 120 من عناصره الاجانب بعد اعتقالهم إثر محاولتهم الفرار والعودة إلى دولهم، واعدم 80 مقاتلا ينتمون الى “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والى الكتائب المقاتلة الاخرى.
وراى المرصد أن العدد الحقيقي للإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية هو أعلى من الرقم الذي تمكن من توثيقه، لكن يصعب تحديده بسبب وجود مئات المعتقلين لدى التنظيم الذين لم يعرف مصيرهم.
هذه كانت احدث حصيلة لضحايا “داعش” وعصابات الوهابية في سوريا ، وهي حصيلة ، من المؤكد انها ليست الا بعض ما اقترفته “داعش” وما تم تصويره وبثه على الانترنيت ، الا ان ما خفي كان اعظم بالتاكيد ، ولن يعرف حجم الجرائم التي ارتكبتها العصابات الوهابية في سوريا والعراق الا بعد ان يتم القضاء على هذه العصابات بالكامل ، وعندها ستكشف المقابر الجماعية هول ما ارتكبته هذه العصابات التي تدعي زورا وكذبا الدفاع عن اهل السنة ، بحق اهل السنة وبحق جميع المسلمين بمختلف طوئفهم وبحق الانسانية.
شفقنا