فضائيات طائفية وساسة انفصاليون يجدّدون دماء الإرهاب في عروق داعش

187

 m-05-01-2015-46

في الوقت الذي تنتصر قوات الجيش العراقي، والحشد الشعبي على تنظيم داعش الإرهابي، لاتزال هنالك اماكن قوة لهذا التنظيم، يستطيع فيها ان يتأقلم مع الهزائم التي مني بها، مستخدما بذلك طرق كثيرة لمواجهة الجيش والحشد الشعبي بعد ان اخفق في صده مع استمرار القصف الدولي عليهم، يظل التنظيم يعتمد على الاعلام كركيزة مهمة هربا من قواتنا الامنية.

ويعتقد الخبير الامني والمختص بشؤون التنظيمات المتطرف مؤيد العبودي في حديثه لـ”المسلة” بأن “استراتيجية تنظيم داعش تقوم على عدة محاور منطلقا من القنوات والمؤسسات الاعلامية الطائفية في الخليج العربي التي تروج للحروب الدينية بين الشيعة والسنة”.

وأوضح “كما ان التنظيم أعدم كثيرا من رجال القبائل في الأنبار والمناطق السنية بالعراق وأخاف كثيرين إلى الحد الذي أصبح صعبا على الحكومة العراقية العثور على حلفاء لها وسط هذه القبائل، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لأية قوة حكومية او دولية في حربها ضد التنظيم”.

وبيّن “لم تفطن الحكومة العراقية و حلفائها للاستراتيجية المرعبة لتنظيم داعش ، القائمة على  أساس الحرب النفسية التي تشبه أساليب جنكيز خان من خلال المجازر الجماعية وتصوير عمليات الذبح بطريقة بشعة، بعد اعطاء الامان للضحايا لكي يسلموا انفسهم،ثم يتم تعذيبهم، كما حدث في مجزرة  سبايكر و سجن بادوش”.

وتابع القول “بالاضافة الى ان التنظيم يواجه عمليات تجفيف منابع التمويل التي يتعرض لها من خلال السيطرة على منابع النفط في العراق وسوريا و تفكيك و سرقة مصافي النفط في العراق لنقلها الى سوريا،وكذلك من خلال بيع النفط العراقي عبر مهربين اتراك وأكراد، و بيع اثار العراق وسوريا، و المتاجرة بالاعضاء البشرية، وبيع سبايا الاقليات من فتيات الاقلية الايزيدية و الشبك و التركمان والمسيح”.

واضاف “كذلك سرقة الاملاك العامة والمصارف، والاتاوات التي يحصل عليها من خلال عمليات الخطف، و المساومة، و ضرائب الزكاة التي تصل احيانا الى 22% من املاك المواطنين الخاضعين لسلطته القهرية”.

ودأب تنظيم داعش على بث الرعب من خلال المحاكمات العلنية وعمليات قط الرؤوس و الصلب و التمثيل بالجثث، ومن جهة اخرى يركز على صناعة جيل ارهابي جديد من خلال تدريس و بث الافكار الوهابية التكفيرية المتطرفة بين الاطفال.

الى ذلك يقول العبودي “لا زال تنظيم داعش يستفيد اعلاميا من التصريحات التي يدلي بها بعض قادة (متحدون)، الحالمين بإقليم خاص بالسنة، حيث يساوي هذا السياسي، ومجموعة من قادة كتلة متحدون وكتلة كرامة، بين ارهابيي داعش وبين الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي”.

ويعتقد العبودي “لن تحل مشكلة داعش على الامد القريب، فللأسف الشديد، حتى لو تحقق الانتصار العسكري الذي نتمناه على هذا المسخ الشيطاني، فان الجرائم التي ارتكبها، والافكار المتطرقة التي زرعها، لا يمكن تنطفي بين ليلة وضحاها”.

وينهي العبودي، الحديث بالقول “داعش، سيكلفنا الكثير من الجهد والدم والمال، سواء زال، كما نتمنى، او بقي كما يريد بعض الساسة ورجال الدين الحاقدين، لكن عزائنا، ان كلفة ازالته في الاجل القريب، ستكون اقل من كلفة ازالته بعد حين، لان الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع انه كلما استمر تنظيم داعش في السيطرة على اراض في العراق والشام، زاد مقدار تكلفة ازالته، فضلا عن القضاء على امراضه واعراضه الجانبية”.

واستطاع تنظيم داعش من الاستفادة من التوتر السياسي – الطائفي بين محوري ايران وحلفائها في محور الممانعة من جهة، و محور السعودية وحلفائها من جهة اخرى، و محور تركيا اردوغان الساعية الى ايجاد موطأ قدم في ( مستعمراتها العربية القديمة ) بالتحالف مع الاخوان المسلمين و اشباههم

وتصاعد التوتر الطائفي في العراق بعيد انسحاب القوات الامريكية من العراق بصورة جنونية، من خلال عدة مسببات منها، بث قنوات طائفية تكفيرية باللغة العربية والكردية تروج للتكفير و التوتر الطائفي، لترويج العنف الطائفي، بالاضافة الى عشرات القنوات السورية التابعة للمعارضة المسلحة والتي تعيد و تمجد بالفكر السلفي التكفيري وتهاجم النظام السوري لا باعتباره نظاما تعاديه سياسيا بل باعتباره نظام ينتمي لطائفة ( كافرة ).

اضف لذلك سلسلة الاحداث المؤسفة التي عصفت بآخر مجتمع عربي متجانس و مختلط طائفيا وهو المجتمع السوري، بحيث ادت المجازر والمجازر المضادة الى تغيير ديموغرافي.

الى ذلك فقد برزت اعتصامات طائفية في العراق دعا لها بعض سياسيي الانبار، شارك ساسة المناطق الغربية والذين كانوا يسعون للحصول على نفوذ سياسي في الانتخابات من خلال تأجيج الطائفية، وهو تكتيك داب عليه البعض، وخصوصا قبيل الانتخابات البرلمانية بصورة دورية.

 كما ادت اللغة المتشنجة في خطب الاعتصامات الى نشوء جيل جديد في العراق يمكننا تسميته الجيل الخامس من القاعدة، وهو جيل يمزج بين سلوكيات الاجهزة الأمنية في زمن النظام السابق و بين عقيدة الوهابية التكفيرية و بين منهجية داعش في تكفير كل من يختلف معها.

و لا ننسى كيف ان قوى وشخصيات سياسية، حاولت بكل طريقة تدارك الوضع ومنع سقوط المحافظة لكن كل جهودهم ذهبت ادراج المفخخات.

المسلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*