مقبرة خمس نجوم!
هذه ليست خمارة … وهي ليست جناحاً في فندق خمس نجوم أو فيللا على شاطئ البحر في شرم الشيخ وإنما هي (مقبرة)! والسيارة الليموزين المرسيدس التي تقف أمام المقبرة ليست ملكاً لزائر جاء يقرأ الفاتحة على روح المتوفي وإنما هي ملك الشخص الميت المدفون في هذه المقبرة وقد تم رفع السيارة أمام المقبرة على الطريقة المصرية، أي فك العجلات على جهة اليمين ورفع السيارة على حجارة لمنع سرقتها وهو في الغالب ما يفعله المصريون المغتربون في الخليج الذين يتركون سياراتهم في مصر حيث (يرفعونها).
الشخص (المقبور) لم يوصِ برفع سيارته أمام قبره خوفاً من سرقتها! وإنما لأن فساد عقيدته جعلته يؤمن بإمكانية العودة من الموت لركوب سيارته الليموزين المرسيدس! ليس لفعل الخير وإنما للعودة إلى ممارسة كل أنواع الموبقات التي اشتهر بها هذا المقبور وأولاده.
ولكن من هو هذا الشخص ؟ وأين تقع هذه المقبرة وكيف عرفت بها وبأمرها.. مما جعلني أقوم بزيارتها أولا للتأكد من وجودها.. وثانياً لالتقاط هذه الصورة لها؟.
تعود الحكاية إلى عيد الأضحى الماضي حيث توجهت مع أفراد أسرتي لزيارة قبر والدنا المتوفي المدفون في مقابر كلية البنات في ضاحية مصر الجديدة وهي عادة دأبنا عليها في مصر حيث تمتلأ المقابر في الأعياد بالزوار الذين يقرأون القرآن ويوزعون الطعام على الفقراء …. وعند وصولنا إلى سور الكلية وجدنا حبالاً من الأضواء الملونة تزين المقبرة كلها بما في ذلك قبر والدي، الأمر الذي أثار دهشتنا لأن هذه الأضواء تستخدم في الأفراح للزينة وعادة ما تزين بها الحارات والطرقات في المناسبات الدينية والأفراح والمناسبات الوطنية ، فقمت على الفور بتتبع مصدر اللمبات التي قادتني إلى شارع مسدود في نهاية المقابر ينتهي بمقبرة فاخرة مضاءة بمصابيح مشابهة لتلك التي تراها في الفنادق والمطاعم الفاخرة والخمارات.
ظننت للوهلة الأولى أنني أمام واحدة من هذه المطاعم أو الخمارات ، خاصة وأني رأيت سيارة مرسيدس حمراء ليموزين طويلة فاخرة تقف أمام المكان ، ولكن بعد أن اقتربت منها اكتشفت أنها – أي السيارة- مرفوعة وأنها تقف أمام مقبرة فاخرة لم أشاهد مثلها في جميع مقابر مصر … وقرأت على مدخل العمارة اسم صاحب القبر فزالت دهشتي، لأن هذا (المقبور) كان مشهوراً في مصر وخارج مصر هو وأفراد عائلته بفضائح مالية وجنسية وأخلاقية من كل لون ، بل وارتبط اسمه بكوبونات مماثلة لكوبونات صدام حسين حيث كان يمول الصحافة الصفراء في لندن المتخصصة بانتهاك الأعراض ، وكان مشهوراً بدفع الرشاوى للصحفيين العرب.
هل عرفتم إذن مقبرة من هذه؟
نعم يا سادة … إنها مقبرة الشيخ شمس الدين الفاسي والد الشيخ محمد الفاسي بطل الفضائح الشهير، ووالد الشيخة هند الفاسي التي تقيم حالياً مع زوجها الأمير تركي في ثلاثة طوابق كاملة من فندق هيلتون سميراميس في القاهرة، وبطلة عدة فضائح في مصر هي وأولادها، بدءاً من اتهامها بالسرقة وانتهاء باعتداء أولادها وحراسها على رجال الشرطة والأمن في الفندق.
إذا كنا نحن أهالي المتوفين المدفونين في مقابر كلية البنات لم نعلم بوجود هذا القبر “خمس نجوم” في المقابر فمن المؤكد إذن أن الصحافة المصرية لم تكن تعلم بوجوده أيضا وإلا لاحتجَّت على هذه البدعة لرجل فاسق ملأ الدنيا فضائح خلال حياته … ويصر فيما يبدو أن يملأ الدنيا فضائح حتى بعد موته، وذلك بإدخال هذه (البدعة) إلى المقابر المصرية التي تتميز بالبساطة … والاحترام.
هذه البدعة انتهاك لوقار وحرمة المقابر ومحاولة مكشوفة للأميرة هند الفاسي، التي تحاول فيما يبدو أن تحول قبر والدها الفاسق إلى مزار ديني ، في الوقت نفسه الذي يحاول فيه أخوها سرقة ستائر مقبرة محمد علي وذلك بدفع رشوة لحارس المقبرة ، كما ذكرت الصحف عندنا ، وهي فضيحة تلاحقها النيابة المصرية فعلاً ، وقد صدر أمر اعتقال لمحمد الفاسي الذي هرب إلى السعودية…. والفاسي هذا هو الذي حول قصره في لوس انجلوس إلى ماخور، الأمر الذي دفع سكان الحي إلى حرقه فانتقل إلى فلوريدا، وحول قصره إلى فندق للقطط حيث أنفق عشرات الملايين من الدولارات عليها قبل طرده من أمريكا …. وهو نفسه الذي وزع صوراً له باللباس العسكري على الصحف ، مدعياً أنه يترأس مليون مقاتل …. وأخته هند هي بطلة الفضائح شبه اليومية في مقر إقامتها في الفندق .
لقد مارس هذا الفاسق خلال حياته إفساداً لا سابق له في ثوابت الدين الإسلامي، وانتحل شخصية الداعية الإسلامي (الصوفي) ، بل وأسس (بفلوسه) طريقة صوفية سجلها في الشهر العقاري ، وبدأ يكذب ويكذب ويكذب ويمول صحفاً ساقطة في لندن مثل ((العرب)) و((الشرق الجديد)) وغيرها من النشرات الصفراء ، التي تخصصت في هتك أعراض المسلمين، ولما مات بالسرطان رفضت السعودية السماح له بدخول أراضيها، فدفنته ابنته في مقبرة مؤقتة عادية لذر الرماد في العيون قبل أن تبني له قصراً على مقابر للفقراء اشترتها هند وردمتها على رفات من فيها لتبني لأبيها الفاسق مزاراً ، لعلها تشتري أتباعاً له يحجون إلى قبره في الأعياد منتهكة حرمة الذين دفنوا في المقبرة نفسها.
أحمد عبد العليم منصور
القاهرة – مدينة نصر
القاهرة – مدينة نصر