في ذكری ميلاد الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشريف)

351

5-7-2012-16

وُلد الإمام المهدي بن الإمام الحسن العسكري (عليهما السلام) في الخامس عشر من شعبان 255 هـ ، بمدينة سامراء في العراق.

نسبه

هو ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين.

كنيته وألقابه

هو سميّ جده المصطفى صلى الله عليه وآله فهو رابع المحمدين في المعصومين (رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام الباقر والإمام الجواد وهو عليهم الصلاة والسلام). وفي الإخبار نهيٌ عن ذكر أسمه الشريف وعن التصريح بأسمه في زمن غيبته، بل يذكر عليه السلام بكنيته ولقبه. إجلالاً لشأنه، واحتراماً لعظيم مقامه. أما كنيته فهي كنية جده رسول الله صلى الله عليه وآله فهو أبو القاسم، وذكرت له كنية: أبو جعفر ” أيضاً.

وأما القابه فكثيرة جداً، منها: المهدي وهو أشهرها، والمنتظر، والقائم، والحجة، وصاحب العصر والزمان، والخاتم، وصاحب الدار، وصاحب الأمر، والخلف الصالح، والناطق، والثائر، والمأمول، والوتر، والدليل، والمعتصم، والمنتقم، والكرار، وصاحب الرجعة البيضاء، والدولة الزهراء، والوارث، وسدرة المنتهى، والغاية القصوى، وغاية الطالبين، وفرج المؤمنين، ومنتهى العبر، وكاشف الغطاء، والأذن السامعة، واليد الباسطة، وغيرها.

والــداه

والده هو الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام. وكانت امه رومية، تعرف بين أفراد عائلة الإمام باسم «نرجس». ويروى أنّها كانت بنت ملك من ملوك الروم، وأنها تنتهي بالنسب إلى “شمعون الصفا” أحد حواريي المسيح عليه السلام. وقعت نرجس في أسر المسلمين بعد معركة جرت بين المسلمين وبين قومها الروم في مدينة تدعى “عمورية”، انتهت المعركة بانتصار كبير للمسلمين، ووقع عدد كبير من الروم أسرى جيء بهم إلى بغداد.

وقد جرت العادة أن يباع الأسرى في سوق تسمّى سوق النخاسة، وكان بيع الأسرى يتم لتأمين أماكن لسكناهم ورعايتهم، وكذلك على أساس المعاملة بالمثل، كما كان يجري للأسرى المسلمين، الذين يقعون في أيدي خصومهم من غير المسلمين. أرسل الإمام الهادي عليه السلام أحد النخاسين واسمه «بشر» إلى بغداد، ليشتري الفتاة الرومية الأسيرة، ويحضرها إليه. فحملها النخاس إلى سامراء حيث يقيم الإمام عليه السلام، الذي بشرها بمولودها المبارك، المهدي المنتظر، الذي يملك الدنيا، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. سرت نرجس لهذه البشرى، وأقامت لدى الإمام قريرة العين. وكانت من الصالحات الناسكات، وحين حملت بالمهدي عليه السلام، خفي حملها على أكثر النساء اللواتي كن قريبات منها، وشاء الله لها أن تكون أماً لأكرم مولود، حارت به الظنون وضلّت به العقول، وصدق به المؤمنون برسالة جده المصطفى، وآبائه أئمة الهدى؛ عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.

 أوصافه

لقد حدث وصف الإمام بدقة من قبل النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الهداة، ولعله كان لحكمة بالغة هي ردع كل من تسول له نفسه بادعاء المهدوية، بعد ان أصبحت قضية ظهور الإمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان من ضرورات الدين، وبما أنه من المستحيل أن تجتمع كل تلك الصفات التي ذكرتها النصوص الإسلامية في شخص مدعٍ للمهدوية مما تكشف كذبه للناس.

قال النبي صلى الله عليه وآله:

“المهدي منّي، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، المهدي من ولدي وجهه كالقمر الدرّي، عينه مستديرة، اللون لون عربي، وجهه كالدينار، أسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار”.

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

“المهدي أقبل أجعد، هو صاحب الوجه الأحمر والجبين الأزهر، صاحب الشامة والعلامة، العالم الغيور، المعلم المخبر بالآثار، هو أوسعكم كهفاً، وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً، يومئ للطير فيسقط على يده، ويغرس قضيباً في الأرض فيخضر ويورق”.

قال الإمام الحسين عليه السلام:

“تعرفون المهدي بسكينة ووقار، ومعرفته الحلال والحرام، وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد”.

قال الإمام الباقر عليه السلام:

“وهو درّي المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، مدمج البطن، بظهره شامتان، شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي، مقرون الحاجبين مسترخهما، ظاهر العينين من سهر الليل والتبتل والعبادة، دري المقلتين، بوجهه أثر، واسع الصدر، مسترسل المنكبين عظيم مشاشتهما”.

قال الإمام الصادق عليه السلام:

“حسن الوجه، أدم، أسمر، مشرب بحمرة، أزج، أبلج أدعج، أعين، أشم الأنف، أقنى، أجلى، وهو خاشع كخشوع الزجاجة، هيوب، قريب إلى الناس والنفوس، عذب المنطق، حسن الصورة، أحمس الساقين مخدشهما، هو قوي في بدنه، إذا صاح بالجبال تدكدكت صخورها، لا يضع يده على عبد إلاّ صار قلبه كزبر الحديد، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، واسع الصدر، صلت الجبين، مقرون الحاجبين، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة العنبر”.

قال الإمام الرضا عليه السلام:

“هو شبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور، تتوقد بشعاع القدس، موصوف باعتدال الخلق، ونضارة اللون، يشبه رسول الله في الخلق، علامته ان يكون شيخ السن، شاب المنظر حتى ان الناظر ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وان من علامته الاّ يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي أجله”.

فضائل الإمام المهدي (عج) وعلومه 

وأما فضائله (عج) فهي مشابهة لفضائل آبائه الطاهرين (عليهم السلام) الذين خلقهم الله أنوار هدايةٍ لعباده وأدلاّء على مرضاته وصفاته الرفيعة جلّت قدرته وتقدَّست أسماؤه والشيء المُحقق أن الإمام المهدي (عج) من أوسع الناس عِلماً وإحاطةٌ بجميع أنواع العلوم والمعارف، فهو من ورثة علوم النبيّين وخصوصاً جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) وقد أدلى الأئمة الطاهرون عن سموّ مكانته العلميّة قبل أن يُخلقَ. ومن أقوال الأئمة بشأنه وصفاته:

1ـ قول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في فضله: إنّه أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً وأوصلكم رحماً.

2ـ وقد سأل الحارث بن المغيرة النضري الإمام الحسين: بأي شيء يُعرف المهدي؟

فأجاب الإمام (عليه السلام): “يُعرف بمعرفة الحلال والحرام. وحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد منهمُ”.

3ـ قال الإمام أبو جعفر الباقر بشأنه: “يكون هذا الأمر ـ أي الحُكم ـ في أصغرنا سِّناً وأجملنا ذكراً ويورثه الله علماً ولا يكلّه إلى نفسه”.

ثم أشار الباقر (عليه السلام): “إن العلم بكتاب الله وسُنّة نبيّه ينُبتُ في قلب مهديِّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته. فمن بقي منكم حتى يراه فليقل حين يراهُ: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوّة ومعدن العلم وموضع الرسالة”.

وقد ورد عن سعة علومه ومعارفه أنه إذا ظهر يُحاجج اليهود بأسفار التوراة فيسلم أكثرهم.

وكان (عليه السلام) المرجع الأعلى للعالم الإسلامي في أيّام الغيبة الصغرى، فقد كان نوابه الأربعة يرفعون إليه مسائل المسلمين ويجيبهم عنها وعن أحكامها واشارت موسوعات الفقه والحديث عن كثير منها. وإليها يستند فقهاء الإماميّة.

المصدر : أبنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*