المطران صليبا: الإمام علي هو لسان الإسلام الفصيح ورمز من رموز التاريخ

388

%db%b4-4الحكمة – متابعة: لقد مثل الإمام علي (ع) العدالة بكل أبعادها ومعانيها الحقيقية، ليس فقط باعتراف الإسلام بل المسيحية أيضا. فمن جهته، رأى راعي أبرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس المطران جورج صليبا، في حديث خاص لوكالة شفقنا أن الإمام علي (ع) هو لسان الاسلام الفصيح.

وقال صليبا “الإمام علي رمز من رموز التاريخ ليس على مستوى الدين فحسب بل على مستوى العلم والسياسة والمعرفة والشخصية المميزة في تاريخه”، وأن مقامه في الاسلام كمقام بولس الرسول في المسيحية، “فبولس الرسول هو لسان المسيحية الفصيح، والامام علي هو لسان الاسلام الفصيح، بطل وشجاع، كان عادلا في تصرفاته، أنصف الناس قدر ما استطاع والكمال لله”.

وأضاف “صحيح انه ليس هناك احد كامل في العالم الا الله وحده، لكن الامام (ع) تمتع بصفات من الكمال تميزه عن سواه”. موضحا أن له في المسيحية مقام كبير، حيث قام المؤرخون السريان الذين عاصروه وجاءوا بعده بالكتابة عنه، “في تواريخنا التي نقرؤها له، كرامة مميزة بكل التزاماته وشخصيته وقوة ارادته وبطولته، الامر الذي دعا اعداءه، أمثال عبد الرحمن ابن ملجم ان يقتله وهو يصلي في المسجد، فأصبح استشهاده راية من رايات الرفعة والاخلاص للدين، لهذا عدالته مميزة جعلتنا نحبه ونحترمه كل الاحترام”.

واعتبر، أن اليوم لا عدالة في العالم اذا تحدثنا بشكل مطلق، “فهناك مجرمون كثر لم يعاقبوا بعد، اما المظلومون لا بد من ان ينصفهم الله، ان الاوصياء جاؤوا بعدل السماوات على هيئة بشر كالامام علي (ع)”.

في الاطار عينه، تنقل لنا كتب التاريخ والاحاديث نماذج كثيرة عن عدالة الامام (ع) في حياته، لا تعد ولا تحصى. نذكر منها، رسالته (ع) إلى مالك بن الاشتر النخعي عندما ولاه الحكم في مصر:”وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق..، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك..”

اضافة الى تقسيم اموال بيت المسلمين بالتساوي على الفقراء والمحتاجين حتى لو كان الفرد أخيه. كما عمد الى إلغاء الفوارق الطبقية، وإلغاء الإمتيازات التي كان يتمتع بها الحكام في ممارسة حياتهم، ابتداء من نفسه.

اذا، شهد عصر الامام علي (ع) استقرارا اجتماعيا، وإذا كان الغرب يتغنى بأنه سبق العالم الى بناء العدالة الاجتماعية، فإن الامام (ع) كان قد سبقها الى ذلك ، وها هي الأمم المتحدة في عصرنا الحاضر قد شهدت ” بأن عليا بن أبي طالب هو أعدل حاكم في تاريخ البشرية”، وجاء ذلك في قرار تاريخي صدر عن لجنة حقوق الإنسان عام 2002، حيث دعت الأمم المتحدة حكام العالم الى الاقتداء بنهج الامام علي (ع) في الحكم و الادارة.

هكذا أصبحت حياة الامام علي ابن أبي طالب (ع) مدرسة هادفة، تحتاج اليها كل المجتمعات لصناعة العدالة و المساواة ليبقى السؤال اين حكام اليوم من عدالة الإمام ومساواته؟

شفقنا

س ف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*