Take a fresh look at your lifestyle.

مختارات من الملامح الأخلاقية عند الإمام الحسين(عليه السلام)

0 754

د.ظافر عبيس الجياشي
جامعة الإمام الصادق(عليه السلام)

       (الأخلاق الفاضلة هي التي تحقق في الإنسان معاني الإنسانية الرفيعة، وتحيطه بهالة وضاءة من الجمال والكمال، وشرف النفس والضمير، وسمو العزّة والكرامة)(1)، وناهيك عن عظمة الأخلاق التي أولاها النبي(صلى الله عليه وآله) عناية كبرى، وجعلها الهدف والغاية من بعثته ورسالته، فقال: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)(2)، وقد وصفه سبحانه بأنّه لعلى خلق عظيم، وأكدَّ ذلك الوصف مرتين في آية واحدة، فأكَّده بـ (إنَّ)، وأكَّده بالّلام فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4). وأثنى عليه في آيات أُخر منها قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (الأحزاب: 21). فبين سبحانه أنّه (صلى الله عليه وآله) الأسوة الحسنة التي ينبغي للأمة أن تتأسى به في كل شيء، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة: 2). والتزكية هي التطهير من أدناس الأعمال والأقوال والأخلاق والنيات، فجعل الله من صفات نبيه أنّه يزكي من آمن به واتبعه، ولا يمكن أن تكون هذه التزكية بمجرد القول، بل لابد أن يكون المُزكى (صلى الله عليه وآله)
مثالاً حياً رفيعاً في التزكية.
والإمام الحسين (عليه السلام) هو ثمرة من هذه الشجرة المونقة المورقة الغضة التي طالما تفيأ تحت ظلالها، ونهل من عبق رحيقها، وعذب نميرها حتى قال فيه صاحب الخلق العظيم: (حسينٌ مني وأنا من حسين)(3).
ونحاول في هذه السطور تسليط الضوء على بعض الملامح الأخلاقية التي مثلها الإمام الحسين(عليه السلام)في أقواله وأفعاله لننتفع منها ونحذو حذوها، منها:

1- التعاون الاجتماعي
(إنّ الأحاسيس والعواطف اللطيفة النابعة من أعماق روح الإنسان التي تتجلّى في أنواع الخيرات والمساعدات والإعانات لأبناء النوع الإنساني على مسرح الحياة هي من أسمى الغرائز الإنسانية، وهي بدورها تضغط على قلب ابن آدم على إثر مشاهدته للآلام والمشاكل، ثمّ تعدّه للتضحية، والفداء لدفعها.)(4).
وقد كان للإمام الحسين اليد الطولى في هذا الجانب، إذ سعى لحلّ مشاكل الآخرين، ورفع عوزهم، واحتياجهم بصورة ترفع عن السائل ذلّ السؤال، وعن المسؤول منّة العطيّة.
من ذلك ما روي عنه(عليه السلام) أنّه جاء إليه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال(عليه السلام): (يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فإنّي آت فيها ما سارّك إن شاء الله، فكتب: يا أبا عبد الله إنّ لفلان عليّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بي فكلّمه ينظرني إلى ميسرة. فلّما قرأ الإمام الحسين(عليه السلام) الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّة فيها ألف دينار وقال(عليه السلام)
له: أمّا خمسمائة فاقض بها دينك، وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين، أو مروة، أو حسب، فأمّا ذو الدين فيصون دينه، وأمّا ذو المروة فإنّه يستحيي لمروءته، وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك)(5).
فالإمام(عليه السلام) يُريد منّا أن نكون مجتمعاً متعاوناً ومتواسياً ذاتياً في سبيل القيام بالتكاليف الاجتماعية، فالبر والإحسان من أسس الأخلاق التي رسمها الإسلام الحنيف، فمن لم يفكر بخدمة المجتمع فليس منهم كما أعلن ذلك الرسول الكريم إذ قال: (من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)(6)، وهو بعد هذا يمثل قوله تعالى: (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ) (البقرة: 177).
وفي حديث آخر له (عليه السلام)، يعدّ ذلك من نعم الله على عباده، مشبهاً المعروف بالرجل ذات الهيأة الحسنة، وأن الله سيعطي المحسن خير الدارين ويفرج عنه همومهما، يقول (عليه السلام): (واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحور نقماً واعلموا أنّ المعروف مكسب حمداً ومعقب أجراً فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجاً مشوهاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار، أيّها الناس من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإنّ أجود الناس من أعطي من لا يرجوه، وإنّ أعفى الناس من عفا عن قدره، وإنّ أوصل الناس من وصل من قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسمو فمن تعجل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غدًا، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافاه بها في وقت حاجته وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحبّ المحسنين)(7).
وما كان للإمام(عليه السلام) أن يتغاضى عن رعيته الذين يعانون مرارة الفاقة ومضض الحرمان، من دون أن يتحسس مشاعرهم ويتطوع لإغاثتهم والتخفيف عنهم، وهذه الصفات من أبرز خصائص المجتمع الإسلامي التي جسدها الإمام في أفعاله وأقواله، ممّا جعل أفراد المجتمع كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا.
2- تصحيح المفاهيم الأخلاقية
إنّ من أهمّ العوامل التي تكمن وراء توفيق المجتمعات الإنسانية، وانتصاراتها، وانتكاساتها هي العوامل الأخلاقية، فالطبيعة الحقيقية للإنسان مستعدة للتكامل، والإنسان لديه قوة واستعداد لذلك إذا ما وجه التوجيه الصحيح من دون إفراط أو تفريط.
وكمثال على منهج الإمام(عليه السلام) في تصحيح المفاهيم الأخلاقية ما صححه(عليه السلام) في ما يخص اصطناع المعروف عند غير أهله، إذ قال عنده رجل: (إنّ المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع، فقال الحسين(عليه السلام):
ليس كذلك ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البر والفاجر)(8).
فالإمام(عليه السلام) يريد أن يعلمنا صنع المعروف ولو عند غير أهله وتفادي حالته الانتقائية في العطاء لاسيما إذا كان هدفها إنسانياً صرفاً؛ لأنّه من وسائل تدعيم الروابط وإشاعة روح الخير، والخروج من إطار الذات الفردية إلى الذات العامّة.
وفي هذا من الاقتراب من الله تعالى ما لا يَخفى، وله من المثوبة عند الله شأن متميّز، فهو يُنمّي في داخل الإنسان مَلَكةً إنسانيةً رفيعة إلى جوار ما يحظى به المرءُ من محبّة في القلوب ومنزلة في بيئته الاجتماعية.
وهو يريدنا أن نكون من أهل المعروف كما ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس من أهله، فإن لم يكن هو أهله فكن أنت من أهله)(9).
وكما أنّ حسن الخلق هو حالة نفسية تبعث على حسن معاشرة الناس، وطيب القول، ولطف المداراة فقد حدَّه الإمام الصادق(عليه السلام) بقوله حينما سُئل: (تلين جناحك، وتطيِّب كلامك، وتلقى أخاك بِبِشرٍ حَسَنْ)(10)، فهو قوة راسخة في الإرادة تنزع إلى اختيار ما هو خير وصلاح.
3- ترك المحرمات
من ذلك الغيبة، قد يتعجب الإنسان من تشديد النصوص الدينية على مسألة الغيبة(11)، لما لها من أهمية بحفظ سمعة الآخرين ومكانتهم المعنوية في المجتمع؛ لأنَّ أهمَّ شيء أن يعيش الإنسان في مجتمعه آمناً على نفسه وماله وعرضه، ولا فرق في حكم الغيبة بين كشف عيب الآخرين باللسان، أو بالفعل، أو الإشارة بنحو صريح أو بالكناية.
وقد ورد أن الإمام الحسين(عليه السلام) قال لرجل اغتاب عنده رجلاً: (يا هذا كفّ عن الغيبة فإنها أُدام كلاب النار)(12).
إنّ لكل شيء أُدامًا، وأُدام كلاب النار الغيبة، فالإمام (عليه السلام) يواجه المغتاب بجواب رادع مشبهاً كلامه بأُدام كلاب النار إشعارًا منه بقبح الفعل الذي جاء به، وشِدّة حرمته، وسوء عاقبته ؛لأنّ هذه الصفة من أخسّ السجايا وألأم الصفات، وأخطر الجرائم والآثام، وكفاها ذمًّا أنّ الله سبحانه شبه المغتاب بآكل لحم الميتة فقال سبحانه: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: 12)،
وقال: (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء: 148).
فأراد الإمام(عليه السلام) أن يبين ما للغيبة من أضرار كثيرة في الدنيا والآخرة، وهذه الأضرار لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، فلا بد من التنبيه عليها، وبيان تبعاتها؛ كي نتجنبها ولا نقع فيها، ونحذر ارتكابها.
ونجد الإمام في حديث آخر يوصي بالاحتياط في التكلم، ووضعه في موضعه، روى عبد الله بن عباس، قال: قال لي الحسين بن علي(عليه السلام):
(يا بن عباس، لا تتكلمن بما لا يعنيك فإنني أخاف عليك الوزر، ولا تتكلمن بما يعنيك حتى ترى له موضعاً، فرُبَّ متكلم قد تكلم بحق فعيب، ولا تُمارِيَنَّ حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يقليك، والسفيه يرديك، ولا تقولن خلف أحد إذا توارى عنك، إلا مثل ما تحب أن يقول عنك إذا تواريت عنه، واعمل عمل عبد يعلم أنه مأخوذ بالإجرام مجزي بالإحسان، والسلام)(13).
4- التحلي بأخلاق القرآن
لكلّ قوم تحيّة فيما بينهم تعارفوا عليها، وتحيّة الإسلام (السلام)، وهو من الحقوق المتبادلة بين المسلمين إلقاءً وَرَدّاً، وهو دعاء بالسلامة من الآفات، وتطمين بين المسَلِّمين، وقبل ذلك فالسلام اسم من أسماء الله تعالى، لسَلامته من النقص والعيب والفناء، وهذا الاسم يُعدّ من أسباب المودّة، والمحبة بين المسلمين.
وقد حرص الإمام(عليه السلام) على إشاعة هذا الخلق القرآني بين أصحابه وجلسائه، فقد رُوي أنه قال له رجل ابتداءً: (كيف أنت عافاك الله، فقال(عليه السلام) له: السلام قبل الكلام عافاك الله، ثمّ قال (عليه السلام): لا تأذنوا لأحد حتى يُسلِّم)(14).
فالإمام(عليه السلام) ينهى أن يُجاب المتكلم قبل السلام طلباً لإشاعة السلام، وتحقيقاً للأمان والاطمئنان بين المسلمين؛ حتى يَشِيع بينهم الوئام والمحبَّة، والإكرام والحفاوة ليكون دليلاً على صدق الإسلام، وبرهانًا على كمال الإيمان، وسببًا في تَوثِيق المودَّة .
والسلام هو تحيَّة أهل الجنَّة فيما بينَهم، قال تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (يونس: 10) وهو تحيَّة الله إليهم؛ كما قال سبحانه: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)
(يس: 58).
ولأهميته وثوابه ولكي يغنم المسلم بالحسنات، وتزداد الرغبة إليه والشوق نحوه، وذم البخيل فيه، قال(عليه السلام): (للسلام سبعون حسنة تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد)(15)،وقال(عليه السلام):
(البخيل من بخل بالسلام)(16).
5-ترك المِراء والجدل في الدين
الجدال إذا انتهى إلى المِراء في الدين، فهو منهي عنه بلا إشكال ؛كونه لا يؤدي إلى نتيجة محمودة، فلو أننّا قدرنا خطورة الجدال على العلاقات الإنسانية في المجتمع لعرفنا لماذا يحث الصالحون على تركه، فكم من صداقات تمزقت بسبب جدال، وديانات ومذاهب تشتتت وانفصمت عراها بسبب المِراء والجهل، فهو ليس الأسلوب الأفضل لكسب الآخرين وجذبهم نحو ما يعتقده المرء في دينه .
لذا نجد الإمام الحسين (عليه السلام) ينهى عنه أشد النهي، فقد روي أنّ رجلاً قال للحسين (عليه السلام): اجلس حتى نتناظر في الدين، فقال: (يا هذا أنا بصير بديني، مكشوف علي هداي، فإن كنت جاهلاً بدينك فاذهب فاطلبه، مالي وللمماراة، وإنّ الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه، ويقول: ناظر الناس في الدين، لئلا يظنوا بك العجز والجهل، ثمّ المِراء لا يخلو من أربعة أوجه:إمّا أن تتمارى أنت وصاحبك في ما تعلمان، فقد تركتما بذلك النصيحة، وطلبتما الفضيحة، وأضعتما ذلك العلم، أو تجهلانه فأظهرتما جهلاً، وخاصمتما جهلاً، وإمّا تعلمه أنت فظلمت صاحبك بطلب عثرته، أو يعلمه صاحبك فتركت حرمته، ولم تنزل منزلته، وهذا كله محال، فمن أنصف وقبل الحق، وترك المماراة فقد أوثق إيمانه، وأحسن صحبة دينه، وصان عقله)(17).
فالإمام(عليه السلام) يحرص كلّ الحرص على بيان الآثار السلبية المترتبة على هذا الجدل والمماراة لأنّه غالبًا في الجدال المغالبة، والمغالبة سبب رئيس من أسباب القطيعة، فهي تحمل في طياتها المشاطرة، وليس من الإنصاف، أن يعيش الإنسان مع أبناء مجتمعه وهو يريد مغالبتهم دائماً، وهذا الفعل غير لائق إلا بأهل الباطل وأصحاب الضلالة فمن عادتهم أن يستحقر بعضهم بعضاً، ولا ينفك أحدهم يصغّر صاحبه، ويزري عليه، وينقص مروءته، ويبحث عن عيوبه ويتتبع عثراته، حتى يؤدي ذلك إلى العداوة البالغة التي يكون فيها سعاية بعضهم ببعض، فيسوق ذلك إلى أنواع الشرور.
وينبغي أن ننوه بأنَّ الجدال في الدين ليس محرماً، وإنّما المحرم منه هو الجدل القائم على المماراة واتباع الشهوات، وطلب المغالبة بغير حق، لكن إذا كانت المجادلة في الدين على أساس علمي، ودافع موضوعي، وقصد منها كشف المجاهيل في ظل تلاقي الأفكار، فليس بمحرم قطعًا، وعليها بنيت الحضارة العلمية، فإنّه من قبيل دراسة العلم ومذاكرته التي أمر بها الإسلام، وقد أمر الله سبحانه نبيه بالمجادلة بالتي هي أحسن،قال تعالى: (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل: 125)، وقال عزّ وجلّ: (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت: 46).
وقد ذُكر عند الإمام الصادق(عليه السلام) الجدال في الدين وأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين(عليهم السلام) قد نهوا عنه، فقال (عليه السلام): (لم ينه عنه مطلقاً، لكن نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن)(18).
وهكذا كان خلق الإمام الحسين(عليه السلام) في جميع معاملاته، وأقواله، وأفعاله، فأصبح سلوكه لنا أُسوة ومواقفه قدوة مركزاً على الجوهر بدلاً من المظهر، وما ذكر غيض من فيض، والحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

نشرت في العدد 62


1) أخلاق أهل البيت/ السيد مهدي الصدر.
2) بحار الأنوار، الشيخ المجلسي: 16/210.
3)أوائل المقالات،الشيخ المفيد:178.
4) رساله الأخلاق/باب تجلّي الخيرات في آفاق الحياة/ السيد مجتبى الموسوي اللاري.
5) تحف العقول، الشيخ ابن شعبة الحراني: 175-176.
6) الكافي،الشيخ الكليني:2/163.
7) موسوعة أحاديث أهل البيت(عليهم السلام)، الشيخ هادي النجفي: 4/164.
8) أعيان الشيعة،السيد محسن الأمين: 1/620.
9) وسائل الشيعة،الحر العاملي: 16/294.
10) الإنسان في ظل الأخلاق، الشيخ محمد حسن النائيني: 14.
11) ينظر: الذنوب الكبيرة، السيد عبد الحسين دستغيب: 2/264-276.
12) تحف العقول: 174.
13) موسوعة عبد الله بن عباس، السيد محمد مهدي الخرسان: 5/246.
14) تحف العقول: 175.
15) مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 5/118.
16) تحف العقول: 177.
17) موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)،الجنة الحديث في معهد باقر العلوم(عليه السلام): 894.
18) ميزان الحكمة، الشيخ محمد الريشهري: 1/373.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.