أ. م. د. مهين حاجي زاده
جامعة الشهيد مدني الأذربيجانية/ تبريز ـ إيران
العفة والحياء خصلتان لا ينال منهما التأريخ، فقد آمنت بهما الإنسانية جمعاء منذ البدء حتى الآن، ما حرصت عليهما الأديان السماوية جميعاً، ودعت للالتزام بهما الشخصيات البارزة على مرّ التاريخ، ولا غرو فإن هاتين الخصلتين الإنسانيتين تؤلفان بُعداً من أبعاد فلسفة السّتر الإنساني.
إن للعفاف من منظور الفكر الإسلامي مفهومين أحدهما له علاقة بالباطن والآخر بالظاهر، فمن ناحية الباطن يعد العفاف حالة نفسية للسيطرة على الشهوة وضبطها، أما من جهة الظاهر فهو علامات ودلالات تظهر في السلوك والقول لتشير إلى الحالة الداخلية التي ينطوي عليها الإنسان العفيف.
إذن لا يخفي الإسلام انحيازه إلى هذه الخصلة الإنسانية، وهو يدعو المرأة والرجل لرعايتها على السواء بلوغاً لحالة المال وتحقيقاً للفضيلة. وتفضي رعاية العفة في القول والسلوك إلى حفظ الفرد والمجتمع والأسرة وبقائها سليمة معافاة.
العفاف
المعنى اللغوي: العَفاف بفتح العين من العفة، وهو: (حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة)(1). أو هو:(كف عن الشيء، أي امتنع عنه، فهو عفيف)(2). وأيضا:(الكف عما لا يحل ولا يجمل)(3)وكذلك قالوا :(عف الرجل: كفَّ عما لا يحلّ ولا يجمل، قولًا أو فعلًا وامتنع)(4)
فأساس العفاف، إذن، هو الكف والامتناع، من دون أن يتضمن المعنى اللغوي الاختصاص بجنس معين، كالمرأة مثلًا دون الرجل.