Take a fresh look at your lifestyle.

قدوتك.. ابنة الإسلام

0 430

حسين علي الكعبي

        اتخاذ القدوة الحسنة دليل على حُسنِ الاختيار، وسلامة السريرة ، وسُلَّم للارتقاء نحو النجاح. فحري بمن أدركت معنى الحياة أن تقتدي بالطهر والعفة والفضيلة، وأن تربأ بنفسها عن أن تكون إعلاناً عن حذاء أو مثاراً للسخرية ومحطة منحطة للأنظار في وسائل الإعلام المتعددة، وليت كل النساء يُدركن تمام الإدراك ما يُدس لهُن من سموم فتاكة في طيات أطباق مُحلاة، لأن زيف المعزوفات التي تزعم أنها تطالب بحقوق المرأة باتَ جلياً وواضحاً، والأصوات النشاز التي تحاول تفكيك المجتمعات المُبجلة غير خاف من يقف وراءها وماذا يُراد من المرأةِ أن تكون، يُرادُ من المرأة أن تكون دُمية تتقاذفها الأمواج، ووعاء تُخلّى فيه الشهوات.
وبداية هذا المخطط تمت بمحاولة وضع نماذج ـ ممن استحوذَ عليهن الشيطان ـ كبديل عن النماذج التي تصلح أن تكون قدوة في كل زمان ومكان، وروجوا لهن بشتى الوسائل وذلك بعرض صورهن على الشاشات الكبيرة والصغيرة ووسائل الإعلام الأخرى.
وعليك يا ابنة الإسلام أن تعلمي أنهم جاؤوا بالأدنى فهل ستبدلين (الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(البقرة:61)، جاؤوا بمصممة الأزياء الشاذة، والممثلة المنحرفة، والراقصة الفاجرة، والفنانة العاهرة، وأمثالهن من (المتردية) و(النطيحة) لتكون قدوة وأُسوة لكِ! وزجّوا في السوق وبأبخس الأثمان ـ لكِ ـ ألبستهُنَّ المُخرَّقة وكوافيرهن وكوافِرهن(1)

وزينوا ظواهر كل ما هو مُهين لكرامتك وعزَّتك، فأطلقوا على السفور تحرراً، وعلى التبذل حريَّة، وعلى الثرثرة فناً، وعلى التسيُّب والتسكُّع والانفلات تطوراً.. وغير ذلك من المفردات الهشة التي لا تمت إلى العقل السليم بصلة فضلاً عن عدم إقرار الدين بها.
ومن المؤسف والمؤلم حقاً أن نرى بعض من تُدين إلى الإسلام منساقةً خلف هذا السراب، آخذةً بهذه الدعاوى المنكرة أخذَ المُسَلَّمات، جاهلةً أنها بذلك قد جنت على نفسها أولاً وقبل كل شيء، قد غرَّتها مباهج عروض الكفر المُغرية للنفوس الضعيفة، متناسيةً الضياع الذي تعيشه الغالبية العظمى من نساء الغرب حسب ما تؤكدهُ التقارير الواردة من تلك المجتمعات، ولا حاجة للإطالة في الحديث عن ذلك، فالمتتبع لهكذا أمور يجد ذلك واضحاً وجلياً حتى في الصحف والمجلات.
وبعد أن تفشى الانحلال الأخلاقي والانهيار الأُسريّ رأى بعض علماء الغرب من المناسب الاعتراف بأن أفضل مقوم للحياة الاجتماعية هو ما أقره الدين الإسلامي الحنيف، فإنه أغنى هذه الحياة وأثراها بكل ما تحتاج إليه من بنود، وصدق الله العظيم إذ يقول: (رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ)(الحِجر/2) فقد جاء على سبيل المثال عن الكاتبة الشهيرة (اني وورد) الإنجليزية أنها قالت: (إذا اشتغلت بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد، يا ليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة.. إنه عار على بلادنا أن نجعل بناتنا مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية من ملازمة البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها)(2).
وعوداً على بدء أقول لكِ إن في تاريخنا كثيرًا من النساء حواضن خالدة في تربية الأجيال، ولبعضهن مواقف مُشرّفة تصلح نبراساً وأنموذجاً لفتياتنا وأمهاتنا وأخواتنا في وقت أصبحت فيه العاهرة هي القدوة، هي الأسوة، إلا عند من رحمهن الله سبحانه، نعم لقد آن للنساء أن يقتدين بالطهر والعفة والفضيلة، كالسيدة خديجة وفاطمة وزينب..
فاطمة(عليها السلام) بنت سيد رسل الله(صلى الله عليه وآله)، زوج علي(عليه السلام)، تجر بالرحى حتى تؤثر الرحى في يدها، وتقوّم البيت وتوقد النار وتُربي أبناءَها فيكونوا الحسن والحسين(عليهما السلام) سيدا شباب أهل الجنة، والحوراء زينب(عليها السلام).
فلو كان النساء كما ذكرنا
لفُضِلت النساءُ على الرجالِ
ومسك الختام هو قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران/85) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

نشرت في العدد 51


(1) أوعية الخمر.
(2) الإسلام والمرأة/ جعفر النقدي/ ص33.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.