الدكتور حسن حميد فياض
كلية التربية الأساس/ جامعة الكوفة
الدعوة إلى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تتوقف على تولي الحكم ومسك زمام الأمور، وإن كان ذلك من أقوم سبلها، لما للحاكم من سلطة تسيير الأمور ونشر الأحكام وإقامة الحدود، بل تتنوع أساليبها وتتعدد مستوياتها، وهي على أي نحو كانت لا بد أن تترك أثرًا صغيرًا كان أو كبيرًا يقتبس منه من يشاء ويغفله من أغفل الله قلبه عن ذكره، قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28).
ولا ريب في أن إصلاحًا ينشده الحسين(عليه السلام) لأمة جده المصطفى(صلى الله عليه وآله) ينبغي أن يكون بأسلوب خاص ومستوى فريد، أسلوب يوقظ الأمة من سبات عميق جرها إليه حكام الجور ودعاة السوء، ومستوى فريد عزيز على التكرار ليبقى وحده مثالا تتخذه الأحرار شعارًا لها، ومنهجًا في سلوكها وقيامها.
لقد اختار الإمام الحسين(عليه السلام) التضحية أسلوبًا له في حركته الإصلاحية الكبرى، إلا أن تضحيته(عليه السلام) كانت من طراز فريد لم يعهد من قبل مثيلًا لها في تاريخ الإنسانية.
لقد ضحى الإمام الحسين(عليه السلام) بكل ما عنده لله، صحبه وأهل بيته ونفسه وعياله، وليس من صورة تلح على الذاكرة في حضورها مثل صورة الطفل الرضيع الذي رفرف بيديه مستقبلًا سقيا الموت التي أرسلها عديمو الضمائر إليه، وليصدح بعدها الحسين(عليه السلام) بقوله: (هَوَّنَ ما نزل بي أنَّه بعين الله تعالى)(1).
إن هذا الأسلوب من التضحية لم يكن ليتحقق أولًا، ولا لتتحقق به غاياتها ثانيًا لولا إيمان المضحين بأنه هو الخيار الوحيد الذي لا بد من سلوكه للوصول إلى المبتغى، وما كان هذا الإيمان بالتضحية محض صدفة، ولا موقفاً ألجأهم إليه القدر، وإنما كان إعداداً رسالياً، ومنهجاً تربوياً بدأه
رسول الله(صلى الله عليه وآله) منذ ولادة الحسين(عليه السلام)، ثم عمقه الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في الصفوة من أصحابه، وأحاطه الإمام الحسن(عليه السلام) بعنايته، لتستكمل حلقاته على يدي سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
ويرتكز أسلوب التضحية في النهضة الحسينية على ركائز، أهمها: المعرفة، وذكر الموت.
المعرفة:
بيَّن اللهُ – جلّ شأنه – في محكم كتابه أهمية المعرفة في آيات كثيرة؛ لما لها من أثر في بناء الإنسان بناءً نفسيًا صالحًا يهيئه للوصول إلى ساحة الحق – سبحانه – لينعم برضوانه، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
(فصلت:30)، فالإيمان بالله سبحانه والاستقامة على ما أمر، جوهر المعرفة، وقد مدح الله سبحانه ثلة من عباده لبحثهم عنه وتفكرهم في آثاره وصولا إلى الإيمان به إيمانًا لا يشوبه شك، قال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(آل عمران 191-195).
ولأهمية هذه الآيات في الدعوة إلى التدبر والتفكر الموصلين إلى المعرفة الواضحة الجلية توعد النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) من قرأها ولم يتدبر فيها بقوله: (ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأملها)(2).
وورد عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) أن المعرفة أول الدين، وهي أفضل ما يتوسل به من العبادات إلى الله، فروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قوله: (أول الدين معرفته)(3)، وعن الإمام الصادق(عليه السلام) في جوابه لمعاوية بن وهب حين سأله عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم قال: (ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة)(4).
وفي غياب المعرفة أو ترددها في متاهات الشك تصبح أعمال الإنسان لا قيمة لها، فقد سمع أمير المؤمنين(عليه السلام) رجلًا من الخوارج يتهجد ويقرأ
فقال(عليه السلام): (نوم على يقين خير من صلاة في شك)(5)، فإذا كانت الصلاة التي هي عمود الدين لا نفع فيها عند الشك فما بالك ببقية الأعمال، ويقينًا أن الشك الذي قصده الإمام في قوله ليس هو الشك في وجود الله – سبحانه -؛إذ لا معنى للصلاة مع الشك بوجود الخالق، وإنما هو الشك بما أمر به الله من معرفة أوليائه واتباعهم؛ وهو ما عبر عنه الإمام الرضا(عليه السلام) بأنه من شروط الإيمان بالله(6).
لقد بدأ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) منهج الإعداد الروحي لنهضة الحسين(عليه السلام) حين ركز في أذهان الأمة مكانة
الحسين(عليه السلام) فيها، وأنه إمام مفترض الطاعة في أحاديث كثيرة لا تدع مجالًا للتردد أو الشك في معرفة منزلته من الله – سبحانه -،نذكر بعضًا منها:
ـ (حسين مني وأنا من حسين،
أحب الله من أحب حسينا)(7).
ـ (أنا سيد النبيين، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والأئمة بعدهما سادات المتقين، ولينا ولي الله، وعدونا عدو الله، وطاعتنا طاعة الله، ومعصيتنا معصية الله)(8).
ـ (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)(9).
ـ (أيها الناس هذا الحسين بن علي ألا فاعرفوه، وفضلوه كما فضله الله عزّ وجلّ)(10).
ـ (إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)(11).
وغيرها الكثير الكثير وهي بمجملها تدل على منزلة خصيصة
للحسين(عليه السلام) من الله سبحانه ومن جده
رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وتدعو إلى اتباعه والسير على هداه، وتندب بل توجب محبته، ولا تصح المحبة من غير اتباع، والله سبحانه يقول: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران 31)، بل إن الحب هو الدين كما يقول الإمام الصادق(عليه السلام) (12).
وعلى نحو هذا سار الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في بيان فضل الإمام الحسين(عليه السلام) ومكانته في الدين، والمحافظة عليه وحياطته مع أخيه الإمام الحسن(عليه السلام) من الاشتراك في عمليات الحروب فقال(عليه السلام): (املكوا عني هذين الفتيين أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله)(13)،
فركز في الأذهان أنهما امتداد لرسول الله(صلى الله عليه وآله). وقد أكد هذه الحقيقة في المحافظة عليهما محمد بن الحنفية حينما حاول بعضهم إيغال صدره على أخويه
الحسنين(عليه السلام) بتقديم أبيه إياه للحرب دونهما، فقال: (أنا وَلَدُه وهما ولدا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليعطي مثالًا حيًا بمعرفة منزلتهما، والإيمان بمكانتهما من الله ورسوله.
وعلى هذا النحو من تثبيت المعرفة وبيان الحق سار الإمام الحسن(عليه السلام) في خُطَبِه وكلامه وحجاجه مع معاوية وغيره، لينتهي الأمر إلى الإمام
الحسين(عليه السلام) فيعلن في خطابه لما عزم على الخروج إلى العراق: (رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين)(14)، فلا مجال بعدُ للشك في أحقيته(عليه السلام) في دعوته، ونصرته في ثورته.
إن هذا الإعداد المعرفي للصفوة ممن نصر الحسين(عليه السلام) هو الذي أهَّلهم لبذل كل ما يقدرون عليه في نصرة الحسين(عليه السلام) التي هي نصرة لله سبحانه، كما أن عمق هذه المعرفة في نفوسهم واطمئنانهم بها هو الذي قادهم إلى الثبات يوم الطف والإقدام على الموت ببصيرة نافذة أذهلت أعداءهم حتى نادى مناديهم (يا حمقى أتدرون من تقاتلون ؟ فرسان المصر قومًا مستميتين)(15).
ذكر الموت:
إن ذكر الموت معناه الإيمان باليوم الآخر إيمانًا عميقًا يستحيل فيه الغيب إلى شهادة، والمستقبل إلى حاضر، ولا يقتصر ذلك على معرفة أن كل إنسان يموت، لأنه أمر لا يحتاج إلى دليل، وكل من تسأله يجيبك دون تروي أنه سيموت في آخر المطاف، لأن هذا النوع من الذكر لا يثمر تربية روحية تزكي النفس، ولا يدفع نحو الكمال، وإنما ينتهي عند لقلقة اللسان.
إن ذكر الموت إيمانًا بما بعد الموت، واستعدادًا له، وقد مدح الله الذين يستعدون لما بعد الموت وللقاء الله في كتابه المجيد في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمْ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(النور 37-38)، وذم آخرين لم يأخذوا أهبتهم للموت بقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(يونس 7-8).
وقد حث النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) على تذكر الموت والاستعداد لما بعده في أحاديث كثيرة، منها قوله(صلى الله عليه وآله) وقد سئل: (هل يحشر مع الشهداء أَحد؟ قال: نعم، من يذكر الموت بين اليوم والليلة عشرين مرة)، وجوابه(صلى الله عليه وآله) عن سؤال آخر: (أيّ المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأشدهم له استعدادًا)، وفي موضع آخر قال(صلى الله عليه وآله): (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)(16).
وقد كان أمير المؤمنين(عليه السلام) ينتظر أشقى الأمة ليخضب لحيته من دم رأسه، وكان يكرر كثيرًا
(متى يُبعثُ أشقاها)(17)، وقد أخبر جمعا من خلص أصحابه بما سيؤول إليه أمرهم من التعذيب والقتل على أيدي عتاة الأمة، فكان جوابهم يُظهِر إيمانًا راسخًا على نحو ما قال ميثم التمار حين أخبره أمير المؤمنين(عليه السلام) بأن ابن زياد سيدعوه إلى البراءة منه: (أنا والله لا أبرأ منك، قال إذن والله يقتلك ويصلبك، قلت: أصبر فذاك في الله قليل)(18).
إن مثل هذا النوع من التضحية والفداء التي قبلها ميثم برحابة صدر لا تصدر إلا ممن أُعد إعدادًا خاصًا لمثل هذه المواقف.
لقد رسخ الإمام الحسين(عليه السلام) في أذهان أصحابه ذكر الموت والاستعداد له، وكرر عليهم ذلك ليصل إلى مستوى الاطمئنان على نحو ما كان عند ميثم التمار(رضي الله عنه)، فقد خطبهم قبل خروجه إلى العراق قائلا: (خُطَّ الموتُ على وِلْدِ أدم مَخَطَّ القِلادةِ على جِيْدِ الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوبَ إلى يوسف وخُيِّرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه كأني بأوصالي يتقطعها عُسْلانِ الفلواتِ بين النواويسِ وكربلا فيملأن مني أكراشًا جوفا وأجربةً سغبا لامحيصَ عن يومٍ خُطَّ بالقلم).(19)
فإذا كان لا محيص عن الموت فليختر الإنسان الميتة التي تليق به، وهل أكرم من ميتة يكون ثمارها حفظ الإسلام وشريعة سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله).
لقد ربى الإمام الحسين(عليه السلام) أصحابه على لقيا الموت والاستعداد له، فكتب إلى بني هاشم حين عزم الخروج من الحجاز: (أما بعد، مَنْ لَحِقَ بي استُشهِد ومَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يَبْلُغِ الفَتْح، والسلام)(20)، وأي حث على اختيار الموت أبلغ من هذه العبارة على وجازتها، فقد قطع أمل من له أمل بهذه الحياة، وَسَخَتْ نفسه للحاق بركب الحسين(عليه السلام) والاستشهاد معه.
وكان مما قال لأصحابه في موضع آخر: (مَنْ كان باذلًا فينا مهجته، ومُوَطِّنًا على لقاء الله نفسه فليرحل، فإني راحل مصبحًا إن شاءَ الله)(21). إن قائد النهضة يرسم لأتباعه نهايتهم التي لا بد منها ليكونوا على بصيرة تامة بما هم مقدمون عليه، ولتسمح نفوسهم بمفارقة الدنيا والبحث عن الخلد في الجنان.
لقد كانت ثقافة المؤمنين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعهد
أمير المؤمنين(عليه السلام) في خروجهم للجهاد، يعني الفوز بإحدى الحسنيين، النصر والغنائم أو الشهادة والفوز بالجنة، أما خروجهم هذا مع الإمام
الحسين(عليه السلام)، فحسنى واحدة مؤكدة هي الفوز بالشهادة، ولا وجود لحسنى النصر والغنائم في ثقافة أصحاب الحسين(عليه السلام).
إن مثل هذا النوع من التربية الروحية لا يثمر إلا أناسًا قادرين على تحمل المسؤولية بأصعب حالاتها، وأدق مواقفها، وأحرج ساعاتها، وهو ما رمى إليه الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وتبعه من بعده أمير المؤمنين والحسن والحسين(عليه السلام) لحفظ الرسالة وحياطتها من مخططات الانحراف، فكان ثمار هذه التربية الروحية الفذة مواقف العز والشرف في طف كربلاء التي علّمت الإنسانية كيف تكون التضحية أسلوبًا ومنهجًا لحفظ المبادئ والقيم السامية.
نشرت في العدد 54
هوامش:
(1) اللهوف في قتلى الطفوف/السيد ابن طاووس ص69.
(2) الكشاف – الزمخشري 1/487، مجمع البيان – الطبرسي 2/471.
(3) نهج البلاغة – تحقيق هاشم الميلاني 60.
(4) الكافي 3/264، دعائم الإسلام – القاضي النعمان المغربي 1/133.
(5) نهج البلاغة 732.
(6) عوالي اللآلي – ابن أبي جمهور الإحسائي 4/94.
(7) شرح الأخبار 3/112، الإرشاد – الشيخ المفيد 2/127.
(8) الأمالي – الصدوق 652.
(9) روضة الواعظين – الفتال النيسابوري 156.
(10) مدينة المعاجز – السيد هاشم البحراني 4/52.
(11) م.ن. 4/52.
(12) الخصال – الصدوق 21.
(13) بحار الأنوار 42/99.
(14) شرح الأخبار /القاضي النعمان المغربي ج3 هامش ص146.
(15) مقتل الحسين/أبو مخنف الأزدي ص135.
(16) مستدرك الوسائل – الميرزا النوري 2/104-106.
(17) مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع)- محمد بن سليمان الكوفي 2/63.
(18) بحار الأنوار 42/130.
(19) مثير الأحزان – ابن نما الحلي 29.
(20) م.ن. 27.
(21) م.ن. 30.