Take a fresh look at your lifestyle.

توثيق إبراهيم بن هاشم نظرة من داخل الوسط الشيعي

0 1٬675

                                                                                       علي عبد الزهرة الفحام                                                                                 

 

            في السنوات الأخيرة بدأت الماكنة الإعلامية المعادية لخط أهل البيت منظمة تستهدف مدرستهم (عليهم السلام) ورموزها وتاريخها وتعمل على بث السموم والشبهات في ميدان الحوار الإسلامي إمتداداً للمدرسة الأموية.
وقد عادت اليوم بشكل مغاير وبإندفاع أكبر وحماسة منقطعة النظير تؤكد وجود بصمات خفية وراء تحريك هذه المؤسسات الناصبية..
ومن جملة هذه الحملات تكلم بعض العلماء بتوثيق المحدث الجليل الشيخ إبراهيم بن هاشم القمي (توفي بحدود 187 ﻫ).

 

                   مصدر الشبهة

 

      إن مصدر الشبهة هي أن إبراهيم بن هاشم لم يرد فيه (توثيق صريح) في الكتب الرجالية بالرغم من كونه من أكثر المحدثين رواية عن الأئمة سلام الله عليهم حيث يذكر السيد الخوئي (رحمه الله) إن الشيخ إبراهيم القمي (وقع في إسناد كثير من الروايات تبلغ ستة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر مورداً، ولا يوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية ) (معجم رجال الحديث1\291)، وعلى هذا فإن هذا العدد من الروايات بنظر مثيري الشبهة كلها غير صحيحة (بمصطلح علم الدراية) وهو ما يشكل مجالاً لهم للطعن في كتبنا الحديثية ورواياتنا المأثورة عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم …

 

إبراهيم بن هاشم في أعلى درجات الوثاقة

 

         من خلال مراجعة الأصولية الرجالية المعتمدة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام وأقوال علماء التراجم والرجال وجدنا أن الشيخ الجليل إبراهيم بن هاشم يعد في أعلى درجات الوثاقة ورواياته من أكثر الرواية صحة واعتماداً ..

 

                            الأدلـة

 

            الدليل الأول:

 

           ورد في الأصول الرجالية أن ابراهيم بن هاشم (أول من نشر حديث الكوفيين بقم) «رجال النجاشي ص61 ، الفهرست للطوسي ص36 « وتعد هذه العبارة شهادة عظيمة بحق ابراهيم بن هاشم (فإن إبراهيم بن هاشم دخل قم في وقت كان علماؤها وعلى رأسهم أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري يطردون كل محدث متهم في دينه أو وثاقته ، بل قد يطرد الإمامي الثقة من قم، ويمنع من نقل الحديث فيها، لروايته عن الضعفاء، ففي هذا الوقت ومع هذا التشديد من علماء قم دخلها إبراهيم بن هاشم ونشر حديث الكوفيين فيها مع ما لحديثهم من مكانة عند الطائفة …)، وقد عد بعض علمائنا هذه العبارة نصاً في (أعلى درجات الوثاقة) منهم : – المحقق الكبير البحراني (ت1186) في كتابه (الحدائق الناضرة 3\353) والمحدث النوري (ت1320) في كتابه (مستدرك الوسائل 4\34).

 

     الدليل الثاني:

 

         ورد توثيق ابراهيم بن هاشم على لسان ولده الثقة الثبت (علي بن إبراهيم بن هاشم القمي المتوفى بحدود 329 ﻫ ) حيث قال في مقدمة تفسيره المعروف بـ(تفسير القمي) ما نصه ج1ص4 طبعة قم : (ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم …). فمن هم هؤلاء المشايخ الثقات؟!.
أولهم الشيخ الجليل (إبراهيم بن هاشم) الذي يروي عنه الشيخ أبو الحسن علي القمي غالبية روايات تفسيره المعروف ويعد هذا أقدم نص عثِر عليه في توثيق (إبراهيم بن هاشم).

 

                  شبهة ورد

 

      يدعي الوهابية وبعض الكتاب الشيعة أن مقدمة تفسير القمي ليس لعلي بن إبراهيم القمي وإنما كتبها تلميذه السيد أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم العلوي وحجتهم في ذلك احتواء المقدمة على عبارات توحي بتحريف القرآن وهذا الادعاء مرفوض لأسباب:

 

                   أولاً:

 

              نحن نعرف أن تفسير القمي مكون من صنفين من الروايات :
             روايات علي بن إبراهيم القمي عن مشايخه الثقات .
            روايات تلميذه أبي الفضل العباس بن محمد بن القاسم .

          وعندما نقرأ المقدمة نرى أن الاستشهادات فيها تكون فقط بروايات إبراهيم بن هاشم عن مشايخه وليس للصنف             الثاني من الروايات أي ذكر فيها مما يرجح كونها لعلي بن إبراهيم وليس لتلميذه .

 

                  ثانياً :

 

      لو كانت المقدمة لأبي الفضل العباس بن محمد بن القاسم لذكر فيها أن نقل روايات أستاذه القمي وقرنها برواياته كما هو المتعارف ، ومثل هذا الكلام غير موجود في المقدمة وبالتالي يقوى الدليل على عدم كونه من كلام التلميذ .

 

                 ثالثاً :

 

     يوجد في بعض النسخ القديمة المطبوعة حجرياً في وسط المقدمة (قال علي بن إبراهيم القمي …) أي إن المقدمة من كلام القمي (رحمة الله عليه) .
رابعاً : شهادة الغالبية العظمى من جهابذة المحققين الشيعة بأن المقدمة لعلي بن إبراهيم القمي ومنهم : الحر لعاملي في كتابه الوسائل والسيد مهدي بحر العلوم والسيد الخوئي وعشرات غيرهم … وأشار بعضهم أن ما ورد فيها من عبارات التحريف يمكن تأويله .

 

     الدليل الثالث :

 

     ادعاء السيد ابن طاووس الإجماع على وثاقة ابراهيم بن هاشم ، فقد أورد السيد رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس قدس الله نفسه المتوفى سنة 664 في كتابه (فلاح السائل ص 158) حديثاً في سنده ابراهيم بن هاشم وقال معلقا : (ورواة الحديث ثقات بالاتفاق ..) .

 

         الدليل الرابع :

 

   إكثار ثقات علماء الحديث الشيعة الرواية عنه بلا واسطة دليل على وثاقته فإنهم إن علموا منه شائبة في دين أو رأي أو عمل لما رووا عنه ولما شحنوا كتبهم بالرواية عنه أصولاً وفروعاً ومن هؤلاء :
أحمد بن إدريس القمي، وسعد بن عبد الله الأشعري ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ابنه علي بن إبراهيم القمي، محمد بن أحمد بن يحيى ، محمد بن الحسن الصفار ، محمد بن علي بن محبوب ، ومحمد بن يحيى العطار .. وآخرون .

 

       الدليل الخامس:

 

     أقوال علماء الشيعة المتقدمين والمتأخرين في حقه والتي تكشف جلالته وعظيم قدره في هذه الطائفة ونحن نذكر ما وقفنا منه على توثيق هؤلاء الأعلام له زيادة على ما ذكرنا من كلام ابنه الثقة الثبت وكلام السيد ابن طاووس:

 

1ـ الشهيد الثاني في رسائله (ت966) في رسائله ص 256 : اعتبر أن روايات إبراهيم بن هاشم ( في قوة الصحيح …).

 

2ـ المحقق الأردبيلي (ت 993) فقد أورد ملاحظة مهمة في كتابه الفقهي (زبدة البيان) حول الشيخ إبراهيم بن هاشم حيث قال في ص 155 : (والظاهر أنه يفهم توثيقه من بعض الضوابط ..)

 

3ـ السيد محمد علي الموسوي العاملي (ت1009) في كتابه (نهاية المرام) 1\36.

4ـ السيد الداماد (ت1041) في الرواشح السماوية 82: (..والصريح عندي إن الطريق من جهته صحيح فأمره اجل وحاله أعظم من أن يتعدل ويتوثق بمعدل وموثق غيره بل غيره يتعدل ويتوثق بتعديله وتوثيقه إياه…) .

 

5ـ أحمد بن عبد الرضا البصري (ت1058) في كتابه (فائق المقال في الحديث والرجال) ص80 : (44 – إبراهيم بن هاشم ، أبو إسحاق القمي ، وكان أول من نشر حديث الكوفيين بقم ، ثقة، خير ، جيد …) .

 

 

6ـ المحقق السبزواري (ت1090) في ذخيرة العباد ج1ق2ص338

 

7ـ الحر العاملي (ت1104) في الوسائل 30\302 قال: (.. وقد وثقه بعض علمائنا).

 

8ـ محمد جعفر الكرباسي الخراساني (ت1175) في كتابه : (إكليل المنهج في تحقيق المطلب) ص 96 ..

 

9ـ العلامة الخواجوئي (ت1173) في كتابه (جامع الشتات228): (لأن أهل قم كانوا يخرجون الراوي منها ويؤذونه بمجرد توهم شائبة ما فيه ، فكيف يجتمعون عليه ويقبلون حديثه لولا وثوقهم به ..) .

 

10ـ قال المحقق البحراني (ت1186) في كتابه (الحدائق النضرة) 3\353: اعتبر ان تصحيح رواياته (هو الحق الحقيق بالإتباع..).

 

11ـ الوحيد البهبهاني (ت1205) في الفوائد الرجالية ص44 وفي (تعليقة على منهج المقال ص 193).

 

12ـ يقول السيد مهدي بحر العلوم (ت1212) في كتابه الفوائد الرجالية 1\462 (والأصح ـ عندي ـ : إنه ثقة ، صحيح الحديث).

 

13ـ الميرزا القمي في منهاج الأحكام (ت1231) 79

 

14ـ المحقق النراقي (ت1244) قال: صحيحة الحلبي : ( إنا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا ) .. وفي الطريق إبراهيم بن هاشم . مستند الشيعة 10\399 .

 

15ـ الفصول الغروية في الأصول الفقهية لمحمد حسين الحائري (ت1250) 304.

 

16ـ جواهر الكلام للشيخ الجواهري (ت1266) 4\8 : (وبأن إبراهيم بن هاشم مع أنه من مشائخ الإجازة فلا يحتاج إلى توثيقه في وجه عدم نصهم على توثيقه لعله لجلالة قدره وعظم منزلته ..)

 

17ـ أبو المعالي الكلباسي (ت1315) في كتابه (الرسائل الرجالية): (..الواسطة بين الكليني وحماد بن عيسى هو علي بن إبراهيم وأبوه ، وكل منهما من رجال الصحة ..) وقال (منهاج الهداية 568): (وإطلاق الأخبار الكثيرة مع اعتبار كثير منها بل صحته وإن كان في سند بعضها إبراهيم بن هاشم فإنه ثقة..)

.

18ـ الشيخ الاشتياني (ت1319) في كتاب القضاء» 438.

 

19ـ وقال العلامة رضا الهمداني (ت1322) في كتاب الزكاة من مصباح الفقيه 3\25 (هو أوثق في النفس من أغلب الموثقين…).د

 

20ـ تنقيح المقال ، عبد الله المامقاني ( ت 1351 ه‍ . ق ) ، النجف الأشرف : المطبعة المرتضوية ، طبعة حجرية : وثق ابن هاشم في كتابه ..

 

21ـ الشيخ محمد حسين الأصفهاني (1361) في كتابه (صلاة الجماعة ص208).

 

22ـ أعيان الشيعة محسن الأمين (ت1371) 2\234 : (ولا ينبغي الريب في وثاقته وصحة حديثه ..) .

 

23ـ السيد محسن الحكيم (ت1390) 13\394 في (مستمسك العروة الوثقى): (إبراهيم بن هاشم ، والصحيح أنه صحيح الحديث … ) .

 

24ـ محمد طاهر آل الشيخ راضي (1400) في «بداية الوصول في شرح كفاية الأصول» 8\28 : (لا إشكال أن حديث إبراهيم بن هاشم هو من الصحاح..) .

 

25ـ السيد روح الله الخميني (ت1410) في الحكومة الإسلامية : (رجال الحديث كلهم ثقات ، حتى أن والد علي بن إبراهيم ( إبراهيم بن هاشم ) من كبار الثقات المعتمدين في نقل الحديث فضلا عن كونه ثقة .. ).

 

26ـ مرجع الطائفة السيد أبو القاسم الخوئي (ت1413) في كتابه (معجم رجال الحديث): (…لا ينبغي الشك في وثاقة إبراهيم بن هاشم…).

 

27ـ المرجع الميرزا جواد التبريزي (ت1428) في كتابه (النصوص الصحيحة) .

 

28ـ العلامة الشيخ علي الشاهرودي (معاصر) في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث) ج1\222 ..

29ـ الشيخ هادي النجفي (معاصر) في كتابه (ألف حديث في المؤمن) ص153.

 

30ـ الشيخ أمين ترمسان العاملي (معاصر) في كتابه «ثلاثيات الكليني» 67: (ثم لو لم يكن في ترجمته إلا ما ذكره الشيخان ـ النجاشي والطوسي ـ من أنه : (أول من نشر حديث الكوفيين بقم، لكفاه منقبة، وأغناه عن التوثيق الصريح).

 

31ـ الشيخ علي الكوراني العاملي (معاصر) في (الحق المبين في معرفة المعصومين 153): (أما سند الحديث فهو مضافا إلى اشتماله على بعض أصحاب الإجماع مثل ابن أبي عمير رحمه الله ، ففيه شيوخ الحديث وأساطين الوثاقة والصحة : علي بن إبراهيم ، وأبوه إبراهيم بن هاشم…).

 

                أقول:

 

       وبعد هذه الجولة لا يمكن لأي أحد أن يطعن في وثاقة الثقة الجليل (إبراهيم بن هاشم القمي رضوان الله عليه) الذي نقل لنا تراث أهل البيت عليهم السلام في الفقه والعقائد والأخلاق فجزاه الله عن أهل بيت رسول لله وعن المسلمين خيراً

والحمد لله رب
العالمين >

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.