Take a fresh look at your lifestyle.

ما هو مرض أنفلونزا الطيور؟

0 595
                              هواجس يتحدث عنها العالم من آونة إلى أخرى فسمعنا عن جنون البقر والجمرة الخبيثة والسارس أو الالتهاب الرئوي اللانمطي، وحمى الوادي المتصدع ثم أخيراً أنفلونزا الطيور.
فيروس الأنفلونزا عموماً يمكن أن يصيب أنواعاً كثيرة ومتعددة من الحيوانات مثل الطيور والخنازير والخيول وحتى عجول البحر والحيتان. أما الأنفلونزا التي تصيب الطيور حديثاً فيطلق عليها (فيروس أنفلونزا الطيور) (H5N1) أو فيروس أنفلونزا الدجاج كما اشتهرت به تسميته. واكتسب فيروس أفيان هذه التسمية لأن الدجاج هو أكثر أنواع الطيور الحاضنة لهذا الفيروس والناقلة له. إن أنفلونزا الطيور هو مرض يصيب الدواجن ويسببه فيروس أنفلونزا شديد العدوى وغالباً ما يصيب هذا المرض الدجاج والبط والإوز والحمام وغيرها من الدواجن.
ما هي أكثر أنواع فيروس أنفلونزا الطيور التي تصيب الإنسان؟
استطاع العلماء حتى الآن حصر 15 نوعاً من فيروس أنفلونزا الدجاج وتأكدوا من أن بعضها هي التي تصيب الإنسان، وهذه الأنواع
هي (HA1، HA2، HA3، NA1، NA2) وأكثرها خطورة وإمراضية للإنسان النوعين المعروفين (H5N1، H7N7).
كيف ينتقل فيروس أنفلونزا الطيور للإنسان؟
كان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام (1977م). ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء أو الغبار.
يفضل فيروس أفيان الكمون في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وفي أنوفها، ويخرج جمع (ذراقها) برازها وهنا مكمن الخطورة حيث يجف هذا الذراق ويتحول إلى ذرات للغبار يستنشقها الدجاج السليم وكذلك يستنشقها الإنسان. وأكثر طرق انتقال العدوى تتمثل في الرذاذ المتطاير من أنوف الدجاج، لكن الطريقة الأكثر انتشاراً للفيروس هي طريق البراز.
ما سبب قلق الخبراء؟
هناك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معاً نوعاً جديد من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساساً بنوع من أنواع أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
هل يمكن أن أستمر في تناول اللحوم المجمدة أو أكل الدجاج المصاب؟
يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة حذر من لحوم الدواجن المجمدة والمبردة بقولهم أن الفيروس الفتاك المسبب لمرض أنفلونزا الطيور يمكنه أن يعيش سنوات عدة في درجات منخفضة حتى (70) درجة مئوية تحت الصفر لكنهم قالوا مجدداً أنه يمكن (قتل الفيروس إذا طهيت اللحوم بطريقة صحيحة). إلى الآن لم تثبت بالدليل العلمي القاطع إمكانية إصابة الإنسان بالفيروس عن طريق أكل لحم الطيور المصابة.
هل هناك إمكانية لانتقال العدوى بالفيروس من مريض إلى شخص آخر سليم؟
لم تسجل حتى الآن وقائع تثبت حدوث ذلك. ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة.
ما هي أعراض وعلامات الإصابة بهذا المرض؟
فور إصابة الإنسان بالفيروس تظهر عليه أعراضاً مشابهة لأعراض إصابته بفيروس الأنفلونزا العادية مثل ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال ووجع في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم بالوفاة. وللتأكد من أن المرض في الطيور يتم إجراء التشريح لمعرفة التغيرات الجهازية والتي تظهر من أنفلونزا الطيور كالتالي:
1ـ التهاب في (القصبة الهوائية، الجيوب التنفسية، الأكياس الهوائية، الجفون واحتقان العيون).
2ـ قد تتصلب الرئة بالالتهاب.
3ـ وجود النخر البؤري في الكبد والكلى والطحال.
4ـ النزف يكون منتشر في الجسم.
5ـ وجود تكهفات في المخ، فضلاً عن وجود النخر في الكبد والكلى.
ما هي أهم طرق الوقاية من هذا المرض؟
إن القضاء نهائياً على الطيور البرية لا يمثل الإجراء المناسب لمكافحة انتشار فيروس أنفلونزا الطيور، ثم أن إعدام الطيور لن يساعد على الحيلولة دون وقوع موجات من أنفلونزا الطيور في المستقبل. فالوقاية يجب أن تستند إلى نظام مراقبة ومكافحة يضمن عدم حصول أو تفادي أي تماس ما بين الطيور البرية والدواجن أو على الأقل متابعتها ومراقبتها. وعلى سبيل المثال، يتعين على أصحاب المصالح التجارية في قطاع الدواجن أن يضمنوا عدم تلوث إمدادات المياه الخاصة بالدواجن عن طريق الطيور المهاجرة، وإذا تعذر عليهم ذلك فإنه من الضروري معالجة مياه الشرب بطرق مناسبة. فقد أثبتت التجربة أن تلك هي استراتيجية جيدة، وأن القضاء نهائياً على الطيور البرية أمر غير ضروري. ثم إتباع أمن بيولوجي مشدد خلال سلسلة عمليات إنتاج الدواجن بدءاً من الحقول وصغار المنتجين وصولاً إلى منافذ التوزيع، والأسواق، وباعة المفرد. كما ينبغي أيضاً رفع مستوى الوعي العام بأخطار المرض.
أما أصحاب المصالح التجارية من منتجي الدواجن فإنه يتعين عليهم تطبيق إجراءات أمنية بيولوجية، بما في ذلك:
1ـ المحافظة على درجة عالية من الأمن في ما يتعلق بحركة التنقل من وإلى حقول الدواجن واعتماد أعلى المعايير الصحية للتقليل إلى أدنى مستوى من احتمالات انتشار المرض.
2ـ إقامة حظائر الدواجن بحيث تحول دون تماس الدواجن في أماكن تواجدها، مع الطيور البرية، ولاسيما الطيور البرية المائية، والدواجن.
3ـ الاحتفاظ بسجلات لتوثيق حالات التضاؤل المفاجئة في الإنتاج.
4ـ ضمان ضبط كافة الطيور المريضة أو التي نفقت، من قبل طبيب بيطري متمرس.
هل يوجد مصل لهذا المرض؟
يعكف الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض ويحتاج لستة أشهر على الأقل لإنتاجه.
ما هي فرصة العلاج؟
يمكن الشفاء من هذا الفيروس باستخدام مضادات معينة للفيروسات التي تستخدم أيضاً للوقاية منه للبالغين والأطفال ولكنها مضادات غالية الثمن فضلاً عن إنتاجها المحدود
نشرت في العدد 9

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.