الإرهاب ذلك الشبح المهدد للبشرية، مفهوم عام يضم صوراً متنوعة ومتعددة وكلها تصب في معنى الشر، فالقتل والإبادة والتعذيب والتهجير القسري والتشريد نماذج من صور الإرهاب.
ولما كانت الحكومات المتعاقبة على الدولة الإسلامية في العهدين الأموي والعباسي، عالمة بمدى تعسفها وظلمها لأبناء المجتمع الإسلامي، خصوصاً المعارضين لسياستها الظالمة فقد استعملت الإرهاب بشتى صوره ضد أصحاب المبادئ وطلاب الحق، وخلال العهد العباسي بالذات في فترة تولي هارون الرشيد كرسي الخلافة، أصبح الإرهاب جزءاً لا يتجزأ من سياسة الدولة باتجاه العلويين بصورة عامة، والأئمة الأطهار(عليهم السلام) بصورة خاصة بحيث أمر هارون الرشيد أحد جلاوزته المسمى حميد بن قحطبة، فقتل في ليلة واحدة ستين علوياً كلهم من ذرية علي وفاطمة(عليهما السلام)، بل واستعمل كل النماذج التي أشرنا إليها آنفاً.
فكان على العلويين أن يرضخوا لأمر من أمرين:
الأول: البقاء في منازلهم والاستسلام للموت الذي قد يحل بهم، عاجلاً أم آجلاً.
الثاني: مفارقة الأوطان والأهل والتشرد في البلدان والقفار.
وكان القاسم بن موسى بن جعفر(عليهما السلام)، سليل الدوحة المحمدية من الفئة التي فضلت الخيار الثاني، فقد فارق المدينة المنورة، حيث منبت أسرته ومربع قومه ودار أبيه، وواصل المسير لعله يبلغ مأمناً من الأرض، يتقي فيه إرهاب العباسيين وبطشهم، فكانت رحلة شاقة ولا نعلم هل خطط لها مسبقاً بحيث يكون العراق الوجه الذي يقصده أم أن المقادير أخذت بيده الكريمة لتودعه أرض سورا فينزل فيها ضيفاً على أهلها، ثم ليضم ثراها الزاكي جثمانه الطاهر.
اليوم ينتصب قبره المشرف علماً خالداً وصرحاً مقدساً يفزع إليه الخائفون ويأوي إلى حماه المحتاجون، فينتجعون من فضله ويلتمسون كرمه ولم لا وهو باب المراد وقرة عين باب الحوائج ومنتدى نيل الرغائب، شبيه موسى بن عمران قدستْ أمٌ ولدته.
وأنت تقف على مشارف المدينة التي احتوت مرقده وتشرفت بحملها اسمه (مدينة القاسم) يترآى لك هذا التراكب بين الأبنية والنخيل فمرة يتداخل وأخرى يتباعد والفارق الوحيد بينهما تلك القبة الذهبية الساطعة، والمنائر الشامخة التي تبدو وكأنها أكف مشرعة إلى الله، تدعو المحبين والزائرين من بعد لزيارة روضة ملأت الأفق بشذاها، وضاهت الجنان بقداستها، روضة حلت فيها بضعة من سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) وشجنة من إمام المتقين(عليه السلام) فكانت مهبطاً للملائكة ومحطاً للبركات.
زرناها وتنسمنا من عبق أريجها فكانت لنا فيها وقفة، سجلنا خلالها استطلاع مجلتنا لهذا العدد.
قبس من أنوار القاسم(عليه السلام):
حياته:
هو القاسم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الشهيد بن الشهيد بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) أما أمه فهي السيدة (تكتم) الملقبة بأم البنين وهي أم الإمام أبي الحسن علي بن موسى وأم السيدة الفاضلة فاطمة المعصومة(1) وعليه فالقاسم(عليه السلام) شقيق الإمام الرضا(عليه السلام) لأمه وأبيه فالأب هو الإمام موسى(عليه السلام)، العبد الصالح الذي شهد له الموالي والمعادي بالورع والتقوى والكرم أليس ذلك الرجل يقول: عجبت لمن تأتيه صرار موسى ويشكو القلة.
وقد عانى الإمام(عليه السلام) حبوساً ومطاميراً، حتى قيده أعداؤه بالحديد وهو في عبادته منهمك وبمناجاة ربه عنهم في شغل إلى أن التحق بركب أجداده الطاهرين(عليهم السلام) صابراً محتسباً مسموماً شهيداً.
وأما الأم فقد ذكر في فضلها المؤرخون: (أن الإمام الرضا(عليه السلام) كان يرتضع كثيراً، وكان تام الخلق، فقالت: أعينوني بمرضع، فقيل لها: أنقص الدر؟ فقالت: ما أكذب والله ما نقص الدر ولكن علي ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت)(2).
من هذا الأب الطاهر، انحدر القاسم(عليه السلام) ومن هذه الأم التي حملت في أحشائها نجماً من نجوم الإمامة، خرج إلى هذه الدنيا.
ولد القاسم(عليه السلام) سنة (150هـ) في المدينة المنورة(3)، فهو يصغر الإمام الرضا(عليه السلام) أخاه بحولين، نشأ في كنف والده الذي رأى في ولده نباهة ونبوغ منذ صباه، وكان يحبه حباً شديداً، وهذا لا يعني: أن الإمام(عليه السلام) يميز ولداً عن آخر بل يحب الجميع، فالولد ريحانة إن أصابته شوكة تمزق قلب الوالد قبل أن يبكي منها الولد، ولكن الولد الذكي النبيه الذي تجتمع فيه صفات عالية تجعل محبة والده تتضاعف اتجاهه، وفي خبر طويل ورد بطريق يزيد بن السليط عن الإمام الكاظم(عليه السلام) في طريق مكة أنه قال له: (أخبرك ـ يا أبا عمارة ـ أني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان (يعني الإمام الرضا(عليه السلام) وأشركت معه بني في الظاهر، وأوصيته في الباطن، فأفردته وحده، ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني، لحبي ورأفتي عليه ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء)(4).
ومن هذا الخبر يتبين لنا:
1ـ مدى صعوبة الفترة التي كان يعيشها الإمام الكاظم(عليه السلام) بحيث لا يستطيع التصريح باسم ولده الإمام الرضا(عليه السلام) فيقول فلان، ثم يشرك معه أولاده كيلا يتميز الإمام(عليه السلام) فيكون أحد الأوصياء حاله حال أخوته.
2ـ اختصاص القاسم(عليه السلام) بدرجة عالية من الثقة والمحبة والرأفة عند والده فالإمام(عليه السلام) يرى في ولده ذلك الطاهر، الطيب، العابد الذي تتوفر فيه صفات الإمام ولكن العهد الإلهي يقضي بجعل منصب الإمام خالصاً للإمام علي الرضا(عليه السلام) بعد والده الإمام الكاظم(عليه السلام).
فالقاسم هنا مثل إسماعيل بن الإمام الصادق(عليه السلام) الذي كان يحبه حباً عظيماً ومثل محمد بن الإمام الهادي(عليهما السلام) الذي مات في حياة والده(عليه السلام)، فشق عليه الإمام العسكري(عليه السلام) جيبه فقال له والده الإمام الهادي(عليه السلام): (أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً).
والفارق الوحيد بينهم أن القاسم(عليه السلام) كان حياً بعد أبيه(عليه السلام) بينما مات إسماعيل ومحمد(عليهما السلام) في حياة الإمامين الصادق والهادي(عليهما السلام).
رحلة القاسم(عليه السلام):
قرر القاسم(عليه السلام) (بعد أن رأى بعينيه كيف تهجم رجال الشرطة على والده الإمام الكاظم(عليه السلام) وهو يصلي في المسجد النبوي الشريف وأخذوه من مناجاته وصلاته لينقلوه إلى السجون في البصرة وبغداد أن يغادر المدينة، بالرغم من رصد حركته وحركة أخوته من قبل رجال الدولة والعيون المنتشرين الذي ينقلون الأخبار إلى دار الخلافة).
وقد ذكر الأستاذ محمد علي عابدين أسباباً(5) لمغادرة القاسم(عليه السلام) أو كما أسماها هجرته وهي:
1ـ إنقاذ النفس من أيدي الجلاوزة والجلادين، طالما ثمة فرصة للإنقاذ.
2ـ الخروج من دائرة المراقبة والتربص والإرهاب الذي يحيطهم لاسيما الشباب منهم.
3ـ تفويت الفرصة على العدو، وإعاقة تنفيذ خطة القبض على جميع آل الرسول(صلى الله عليه وآله) ـ خصوصاً أولاد الإمام موسى(عليه السلام) ـ .
4ـ الخشية على نساء الأسرة المشرفة المحمديات الهاشميات، فعملية الهجرة والهروب أهون وقعاً عليهن من القبض والسجن والقتل… لاسيما وقد بلغ الثكل مبلغه من النساء المخدرات بسبب تكرار المصائب والفواجع، بحيث لا تتحمله أي مجموعة نساء غيرهن.
5ـ ويعتقد أن من الأسباب هو استشهاد والده الإمام موسى(عليه السلام) في السجن.
وهناك هدف جدير بالإشارة وهو (أن القاسم خرج وهو يهدف إلى تحقيق مهمة كبيرة الشأن، تقتضي بحفظ وصيانة إمامة أخيه علي الرضا(عليه السلام) من كيد الخصوم، بطريقة التشويش والتغطية على معالم شخص الإمام(عليه السلام) الذي سيخلف الإمام موسى(عليه السلام) فبناءً على منزلة القاسم في العلم والحكمة والتقوى والفضل عند أبيه خصوصاً، فإن السلطة ستشتبه بكونه هو الإمام ـ إلى حين ـ وليس علي الرضا(عليه السلام) إلى أن تظهر حقيقة الإمام ويأمن على سلامة الرضا(عليه السلام)، وتكون السلطة قد شغلت نفسها بالبحث عن القاسم(عليه السلام) والاعتقاد بأهميته وتعيينه لأنه سيكون امتداداً لخط أبيه الشهيد في السجن)(6).
ومهما تكن الأسباب والأهداف، فقد شرع القاسم(عليه السلام) في قطع تلك المسافات وواصل الدرب حتى دخل أرض سورا.
رحلة القاسم بين التحقيق والتلفيق:
ذكرت الكتب قصة رحلة القاسم من مدينة جده(صلى الله عليه وآله) وحتى عودة طفلته إلى المدينة والقصة(7) هي: (وهاجر من المدينة المنورة صابراً في دين الله ذاكراً له كاتماً لاسمه ونسبه إلى الكوفة مع قوافل تجارية ولما أشرف على الكوفة توجه ماشياً بمحاذاة نهر الفرات عند أرض سورا في أسفل الكوفة، وبعد مسير شاق وطويل، أعياه التعب وأجهده الظمأ أشرف على حي اسمه (باخمرا) نسبة إلى اشتهار سكانه بخمار الطين أي تخميره وخلطه بالتبن ليصبح صالحاً للطبخ والبناء وصنع الأدوات الفخارية، فوجد بنتين تتزودان بالماء من البئر وتقول إحداهن للأخرى: (لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا) فسمع قسم البنت مما جعله يستبشر خيراً ويطمئن لأهل الحي فدنا يمشي باستحياء نحوهن، وقال للتي أقسمت: من تعنين بصاحب الغدير؟ فقالت مولاي علي بن أبي طالب، فسر لهذا الحديث وقال: من صاحب هذا الحي؟، فأجابته: إحداهن إنه والدي.
فأرشدته إلى دار ضيافة والدها وعند وصوله هناك استقبله رئيس الحي فأكرم وفادته وأحسن له الضيافة وقضى عنده ثلاثة أيام ثم سأل عن اسمه ونسبه فأجابه أن اسمه الغريب وقال القاسم(عليه السلام) لرئيس الحي: يا عم ما عبد الله بشيء أفضل من العمل، فهلا اخترت لي عملاً يكون لي مغنماً فقد طاب عيشي بين ظهرانيكم.
فقال الشيخ: اختر لك عملاً، فقال القاسم(عليه السلام): اجعلني أسقي الماء، وخلال إقامة القاسم(عليه السلام) أسفر الحي عن أنهار الأمطار، فاخضرت الأرض وأينعت الثمار على غير مواسمها ونزلت الخيرات، فوقع حبه في قلوب أهل الحي.
وتستمر القصة تعرض كيفية عرض رئيس الحي عليه الزواج من كريمته (… فقبل القاسم المصاهرة والزواج من البنت التي أقسمت بصاحب بيعة يوم الغدير عند أول قدومه للحي، وتزوج الغريب ابنة رئيس الحي في جو من السرور والبهجة).
ثم يذكر المصدر: (ولقد عانى القاسم(عليه السلام) كثيراً من ألم الغربة والبعد عن الأهل والحزن الذي ما انفك ينخر قلبه الرقيق فأسرع إليه المرض وأقعده في فراشه فلم يكد يفارق الله طرفة عين أبداً فاشتد عليه مرضه وأهل الحي يجتمعون عنده، ثم تباطأت أنفاسه ودنا الأجل مما جعله يفصح عن ذكر اسمه الطاهر، فأجهش الجميع بالبكاء معاتبين النفس على تقصيرها في حق حفيد الرسول(صلى الله عليه وآله) ثم قاموا بخشوع وإجلال وعليهم آثار الحزن فحملوا جثمان التقوى والصلاح إلى شاهق الحي عند موضع اختاره بنفسه) وقد خمن الباحث السنة التي توفي بها القاسم(عليه السلام) (192هـ)…
أما وصيته فقد أوصى عمه شيخ باخمرا بقوله: (يا عم إذا مت غسلني وكفني وادفني، وإذا صار وقت الحج، حج أنت وابنتك وابنتي هذه، فإذا فرغت من مناسك الحج، اجعل طريقك على المدينة فإذا أتيت باب المدينة، انزل ابنتي على بابها فستدرج وتمشي وامشي أنت وزوجتي خلفها حتى تقف على باب عالية فتلك الدار دارنا، فتدخل البيت وليس فيه إلا النساء وكلهن أرامل).
وفي السنة الثانية من وفاة القاسم(عليه السلام) حج العم وأخذ بنت القاسم معه، وصار كل ما قاله(عليه السلام) حيث طرقت يتيمة القاسم(عليه السلام) الباب ففتح لها، واجتمع حولها الهاشميات يسألنها عن اسمها ومن أبوها فبكت فلما خرجت أم القاسم(عليه السلام) نظرت إليها ورأت شمائلها فجعلت تنادي واولداه واقاسماه.. والله هذه يتيمة القاسم ثم أخبرتهن البنت بوقوف جدها وأمها على الباب، وقيل إن أم القاسم مرضت لما علمت بحدث ولدها فلم تمكث إلا ثلاثة أيام حتى ماتت).
وقد نظم الأديب الحاج رشيد الكيشوان قصيدة في هذا المعنى حيث قال في حقه:
ترك الديار بليلة ليلاء
متخفياً عن أعين الأعداء
إذ راح يطلب مخبئاً يخبو به
ليريح نفساً من ضنى وعناء
سلك الفرات وراح يقطع سهله
متحملاً لمشقة شعثاء
متنقلاً بين القرى برتابة
يأتي خباء بعده لخباء
حتى أتى نهراً عليه تستقي
بنتان من سكانه بوكاء
وأتى إليه صوت مقسمة بمن
هو جده حقاً بغير مراء
ودنا قريباً منهما متسائلاً
ولمن به تعنين في استحياء
فتعجبت من قوله ببساطة
أعني علياً سيد البطحاء
هو صاحب المختار في غزواته
وله علينا بيعة الأمراء
بغدير خم قال عنه محمد
من كان يقبل بيعتي وولائي
من كنت مولاه فهذا حيدر
بعدي وصيي فيهم ولوائي
فأجابها هل تدليني على
بيت الرئيس لكي يزول بلائي
قالت فبشرى إنما هو والدي
أكرم بما ترجو بطول بقاء
وأتت به تمشي وراه بحشمة
أدباً وحفظاً في أصول حياء
حتى أتت دار الضيافة أومأت
إن هاهنا ألق العصا بفناء
وأراد أن يملي الأواني عندهم
ماء بكل صبيحة ومساء
وإذا به يقضي نهاراً صائماً
والليل يعبد ربه بخفاء
وعليه يطلع الرئيس مباغتاً
لصلاته في خشية وبكاء
وإذا به كالبدر يسطع نوره
عنه تجلت وحشة الظلماء
وأراد يعرفه لمن هو ينتمي
في أصله ببصيرة ورواء
فالح لكن دون جدوى إنما
يخفي عليه مخافة البلواء
وأراده صهراً ففوض أمره
فيما أراد بسكتة وحياء
وتمخض التزويج عن إكمامة
أنثى فكانت نجمة الأحياء
لكنما مرض الشريد ولم يزل
فيه ولم ينفعه أي دواء
وتقاربت منه المنية واكتوى
فيه الرئيس بلوعة وعزاء
ويقول هيا يا بُني ألم تقل
لي من أبوك لكي يطيب رجائي
فأجابه في عبرة مكبوتة
أذكت على طول المدى أحشائي
إن كنت تسأل دارنا فيها أتى
جبريل يخدم أهلها بولاء
أو كنت تسأل عن ترابي أنه
مهد الرسالة يثرب الامناء
أو كنت تسأل عن أبي فلأنه الـ
مختار أحمد سيد البلغاء(8)
فقد ذكر القصة، مؤيداً لها الأستاذ عبد العظيم عباس الجبوري في كتابه (القاسم نجل الإمام موسى الكاظم(عليه السلام))، معتمداً على كتاب شجرة طوبى للشيخ مهدي الحائري إلا أن العلامة الجليل الشيخ عبد الجبار الساعدي لا يؤيد هذه القصة، فبعد أن يتعرض لذكر حياة القاسم(عليه السلام) بصورة مفصلة يذكر قائلاً:
(خلاصة المطاف: هذا كل ما ورد في التاريخ عن حياة القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر، ولو ورد أكثر من ذلك لذكرته، ولو صح غير ما ذكرت لأوردته أيضاً، وبناء على ذلك فأنت حاكم بنفسك بقية أخبار القاسم التي تلهج بها الألسنة والتي لا صحة ولا مستند لها من الحقيقة والواقع…)(8).
فهو (أعزه الله) يبدي تعجباً من ذكرها بدون مصدر فيقول: (ولست أدري ما الذي حدا ببعض من كتب تسطيرها ونشرها بين الناس وهي العارية من كل صحة وواقع وليتهم ذكروا لنا المصدر في نقلهم ـ ولو كان مغموراً ـ لهان الخطب… أما إنك تقرأ فصولاً وروايات تستغرق عدة صفحات ولم يذكر لك المؤلف مصدر اعتماده فهذا يحز في النفس ويستدعي الألم لضيعة الحقائق والمتاجرة باسم الدين والتأليف)(9). ونحن نترك للباحث المجال في تحقيق حال هذه القصة ولا يتسنى الآن الجزم بشيء.