أ. د. يسار محمد حسن الشماع
كلية الطب/ جامعة الكوفة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَن اتَّخِذِي مِن الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُختَلِفٌ أَلوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
سورة النحل: 68ـ69
الله سبحانه وتعالى خص ذكر النحلة في هاتين الآيتين الكريمتين وكرمها وجعل سورة باسم سورة النحل في القرآن الكريم وهذا تكريم عظيم من الباري عز وجل لهذه المخلوقة الصغيرة.
كما وأن موضوع الإيحاء الإلهي لهذه النحلة (وأوحى ربك إلى النحل) تتفرد به هذه المخلوقة الصغيرة عن المخصوصين بالإيحاء مثل الآية (وأوحى ربك إلى أم موسى أن ارضعيه) أو الآية (وأوحى ربك إلى موسى أن ألقي بعصاك). وجعل بيوت النحلة في الجبال وفي الشجر ومما يعرشون أي مما يهيئ لها الإنسان.
وقد ورد أن عسل النحل المستحصل من الجبال هو الأفضل والأجود على أساس أن سفوح الجبال تحتوي على الكثير من النباتات والزهور حيث تتغذى النحلة عليها والدليل أن الله تعالى قدم الجبال على الأشجار ولهذا يأتي نوع العسل المستحصل من الأشجار في المرتبة الثانية بينما يأتي العسل من بيوت النحل الذي يهيء لها الإنسان في المرتبة الثالثة.
وفي كل الأحوال فإن بيوت النحل تتكون من خلايا سداسية الشكل والحكمة في ذلك أن الشكل السداسي لخلية النحل يكسبها تماسكاً أكثر وسعة أكثر بوضع العسل هذا فضلاً على أن الأشكال السداسية تتصل وكأنها قطعة واحدة دون فصول أو فجوات بينها كما قد يحدث في الأشكال الأخرى.
علماً أن العسل يخرج من فم النحلة وهذه الحكمة إلهية أخرى لأن الزهر يتحلل في جوفها عسلاً وتلقيه أو تلفظه من أفواهها وليس من فضلاتها لأن الإنسان سيأكل من هذا العسل.
كما ورد في الآية الكريمة (… شراب مختلف ألوانه…) ولم يقل الله تعالى عسل مختلف ألوانه ولو أن العسل صحيح مختلف ألوانه إلا أن المقصود هنا شراب مختلف ألوانه لأن النحلة تنتج مواد كثيرة سنأتي لذكرها لاحقاً وإن أحد هذه المواد هو العسل.
وكما ورد في القرآن الكريم إن الله تعالى يخرج الألبان من الأنعام، ينزل من السماء ماءً في الأرض يخرج زرعاً مختلف ألوانه.
كذلك في سورة النحل (… يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه) كذلك تذكر الآية الكريمة (… فيه شفاء للناس…).
وهنا الشفاء مطلق لكافة الناس ولم يخص شريحة معينة من الناس كالعمر أو الجنس. وآيات الشفاء معروفة في القرآن الكريم كما في الآية (… فإذا مرضت فهو يشفين) (سورة الشعراء/الآية:80)، أو الآية الكريمة الأخرى (… قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء…) (سورة فصلت/الآية:44).
وقد كرم الله تعالى العسل وجعله من طعام أهل الجنة فقال سبحانه وتعالى: (…وأنهار من عسل مصفى لهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم…) (سورة محمد/الآية:15).
وهنالك مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة بخصوص العسل نذكر منها ما يلي:
1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور فعليكم بالشفاءين القرآن والعسل.
وبذلك فقد جمع الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بين طب الأبدان وطب الأرواح أو الطب البشري والطب الإلهي أو الدواء الأرضي والدواء السمائي أي أنه جمع بين الآيتين الكريمتين:
الأولى: (فيه شفا للناس) (سورة النحل/الآية:69).
الثانية: (ويشف صدور قوم مؤمنين) (سورة التوبة/الآية:14).
أو الآية الأخرى: (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور) (سورة يونس/الآية:57).
2ـ الحديث النبوي الآخر:
الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهي أمتي عن الكي.
معنى أن الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) جعل الكي في الحالات المستعصية والقصوى مثل السرطان ولا يوجد لحد الآن أي تفسير طبي أو علمي للكي بالنار ولا يوجد أي بحث علمي حول الكي وهو مرفوض من قبل العرف الطبي.
3ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): خمسين يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: السواك والصيام وقراءة القرآن والعسل واللبان.
4ـ من أراد الحفظ فليأكل العسل.
5ـ نعم الشراب العسل يرعى القلب ويذهب برد الصدر.
6ـ المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتضع طيباً، وقعت فلم تكسر ولم تفسد.
7ـ الذباب كلها في النار يجعلها الله عذاباً لأهل النار إلا النحل… (رواه الحكيم الترمذي).
وهنالك قصة لرجل جاء إلى الرسول(صلى الله عليه وآله) فقال له إن أخي استطلق بطنه (أي أصابه إسهال) فقال الرسول(صلى الله عليه وآله) أسقه عسلاً فسقاه ثم جاء الرجل فقال إني سقيته ولم يزده إلا استطلاقاً. وجاء ثانية وثالثة فقال سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً. فقال الرسول(صلى الله عليه وآله) صدق الله وكذبت (أو كذب) بطن أخيك، اذهب واسقه عسلاً فذهب وسقاه فبرئ. (رواه الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري).
وهنا يجب الإشارة إلى أن أمر الرسول إلى تكرار سقي العسل بالمعنى العلمي والطبي هو أن الدواء يجب أن يكون بمقدار وكمية كافية لما يحتاجه الداء. أي أن تكرار إعطاء العسل لم يصل إلى المقدار المقاوم للداء. ومعنى كذبت بطن أخيك أي من كثرة المادة الفاسدة فيها لذا أمر الرسول(صلى الله عليه وآله) بتكرار الدواء لكثرة تلك المادة الفاسدة في أمعاءه.
وهناك بعض الحكم للإمام علي(عليه السلام) بخصوص العسل نذكر منها:
1ـ لم يشف المريض بمثل شربة عسل.
2ـ العسل فيه شفاء. (بحار الأنوار)
3ـ العسل شفاء من كل داء ولا داء فيه، يقلل البلغم ويجلو القلب. (مجمع البيان، طب الإمام علي(عليه السلام)).
4ـ لعق العسل شفاء من كل داء.
وقال الإمام الرضا(عليه السلام): من أراد دفع الزكام في الشتاء فليأكل كل يوم ثلاث لقم من الشهد. (الرسالة الذهبية للإمام الرضا(عليه السلام)).
وروي أن عوف بن مالك الأشجعي مرض فقيل له: (ألا نعالجك، فقال أأتوني بالماء فإن الله تعالى يقول: (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً) (سورة ق/الآية:9) ثم قال أأتوني بالعسل فإن الله تعالى يقول (فيه شفاء للناس) (سورة النحل/الآية:69) وأأتوني بزيت فإن الله تعالى يقول: (من شجرة مباركة زيتونة) (سورة النور/الآية:35) فجاءه بذلك كله فخلطه جميعاً ثم شربه فبرئ.
وورد عن كتب ابن قيم الجوزية (751هـ) في كتابه (زاد المعاد) حيث قال يصف فوائد العسل: فإن جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلاً وطلاءً، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ومن كان مزاجه بارداً رطباً، مغذ وملين للطبيعة ومنق للكبد والصدر ومدرر للبول، موافق للسعال وإن شرب ممزوجاً بالماء نفع في عضة الكلب الكليب، ويحفظ جثة الموتى ويسمى الحافظ الأمين. وإذا لطخ به البدن المقمل أزال به من هوام، وإن اكتحل به جلا ظلمة البصر وإن استن دلكت به الأسنان، بيض الأسنان وصقلها وحفظ صحتها وصحة اللثة ويفتح أفواه العروق ويدر الطمث وهو مع هذا كله مأمون الغائلة قليل المضار.
وعرف حديثاً أن للعسل قيمة غذائية وقيمة شفائية وهو مفيد للإنسان في جميع مراحل حياته من الرضيع، الطفل، الشاب، المسن وفي حالة الصحة والمرض.
نبذة تاريخية عن استعمال العسل قديماً:
1ـ التحنيط:
كان قدماء المصريين واليونانيين يستعملون العسل لتحنيط موتاهم حيث وجد الطبيب العربي عبد اللطيف إناءً محكم الإغلاق في أحد إهرامات الجيزة في مصر وبه جثة طفل محفوظة جيداً في العسل، كذلك إن جثة الاسكندر المقدوني الأكبر الذي مات بعيداً عن مكان دفنه إنه مات في الشرق الأدنى وكان قد غمس في العسل وبقي كما هو حتى وصلت جثته إلى المقر الذي دفنت فيه في مقدونيا.
ومثل هذا حدث بالنسبة لجثتي ملوك أسبارطة وملوك اليهود القدماء.
ومن يزر مغارة العنكبوت الصخرية قرب مدينة فالنسيا الأسبانية يرى مشهداً قديماً يعود إلى عشرة آلاف سنة تقريباً يجسد صياداً يجمع عسلاً بشهده في حين يحلق النحل من حوله.
وقد تم العثور إلى متحجرات نحل تعود إلى ستين مليون عام مما يعتقد أن النحل قد سبق الإنسان بزمن طويل.
وفي العصور الحجرية وعصور الاهرامات والفراعنة وعصر المسلات التي شيدها قدماء المصريين. وجدت فوائد استعمالات العسل مكتوبة على أوراق البردي في مجموعة جورج ايبرز الخاصة في الطب والتي كتبت بين (1550ـ1553) قبل الميلاد أي منذ (3500عام) والتي جاء فيها وجوب استعمال العسل لمعالجة الجروح وإدرار البول. كذلك وجدت فيها وصفات علاجية لإراحة المعدة والأمعاء وتقوية الأسنان.
أما في الأساطير الهندية القديمة فقد تمثلت السماء (فيثو) التي تمنح الحياة للعالم في شكل نحلة تقف على زهرة اللوتس وكان الدواء الذي يهب السعادة للناس ويحفظ الشباب شراب من العسل.
وكان المصريون القدماء يعتبرون العسل مادة غذائية ثمينة وسحرية لها علاقة مباشرة بالآلهة. وكان إنتاج العسل قرناً بعد قرن على طول نهر النيل يضاهي الآثار المصرية ضخامة. إذ كان الفراعنة يقدمون العسل للآلهة قرباناً ويستعملون شمعه في تحنيط المومياءات المصرية.
وفي أمريكا استعمله الهنود الحمر للعديد من الوصفات الطبية.
وفي اليونان القديمة يعتبر العسل أغلى منح الطبيعة وكانوا يعتقدون بأن آلهتهم خالدة لأنها أكلت طعام الآلهة الذي يظن أنه يحتوي على العسل.
كما تغنى هوميروس بمدح العسل وبخصائصه الممتازة في ملحمته الإلياذة والاوديسة.
وقيل قديماً أن العسل سر العمر الطويل حيث أوصى أبقراط وكذلك ابن سينا بتناول العسل لمن يريد حياة أطول وصحة أقوى وكذلك أشار إلى أن العسل مطهر للجروح لاحتوائه على مواد قاتلة للجراثيم.
وقد عاش الفيلسوف الرياضي فيثاغورس (90) عام وعاش أبقراط (80) عام كذلك عمر الفلاسفة اليونانيين أكثر من مئة عام.
وأيضاً قديماً استعمل الإنسان العسل في الصين ومصر واليونان لمعالجة حالات تأخر النمو، وضعف الدم وحالات النقاهة ولزيادة مقاومة الجسد للأمراض والوقاية منها وكذلك معالجة مرض الدوالي.
وفي مجال الرياضة استعمل العسل قديماً كمصدر احتياطي للطاقة عن الرياضيين، وقد استطاع سير هيلاري تسلق قمة جبل إيفرست البالغة الارتفاع (8882)م لأنه كان يحمل العسل معه عند التسلق (وقد وجد حديثاً أن (1) كغم من العسل يحتوي على (3150) سعرة حرارية.
وقد استعمل الفراعنة العسل في هيئة مرهم لعلاج كثافات وعتامات القرنية في العين. كذلك استعمله ابن سينا لعلاج عتامة عدسة العين وكذلك قرنية العين وقال ابن سينا في (القانون): العسل يجلو ظلمة البصر.
وكان الهنود والعرب القدماء يكتحلون بالعسل للوقاية من بعض أمراض العين مثل مرض الساد (الماء الأرق في العين).
وقد ورد في كتب الطب النفسي الصيني القديمة أن المزاريج والدمامل تعالج بكمادات (لبيخة) تصنع من أوراق الشيح والثوم والعسل. بينما كانت تعالج الجروح والقروح الجراحية بخلط العسل مع الدقيق أو دهن السمك بالعسل لأن العسل ينشط نمو الأنسجة في الجروح. كذلك استعمل العسل لعلاج تقرحات الدوالي عند الحوامل.
وفي عام (1937م) حصل العالم (كيوركي) على جائزة نوبل باستخراج فيتامين (C) من العسل وقد استعمل لوقف النزف، تلاه اكتشاف مادة (الفلافونيد) و(البوتاسيوم) لإيقاف النزف أيضاً.
وفي عصرنا الحاضر عصر العلوم والتكنولوجيا حظيت تربية النحل باهتمام الباحثين للاستفادة من العسل في الغذاء والدواء وأصبح عاملاً مهماً لإدخاله في العقاقير الطبية.
وفي عام (1975م) أنشأ أول مركز طبي عالمي متخصص للاستشفاء بالعسل في رومانيا، وقد أقيمت فيما بعد مراكز مماثلة في روسيا والصين واليابان.
المواد التي تنتجها النحلة:
يجب الإشارة إلى أن النحلة تنتج عدة مواد وليس العسل فقط ومن هذه المواد كما يلي:
1ـ العسل: وهو غذاء طبيعي ودواء.
2ـ الشمع: ويستعمل للإنارة وغيرها.
3ـ الصمغ أو غراء النحل: وهو مطهر ودواء (عكبر).
4ـ حبوب اللقاح: غذاء بروتيني ودواء.
5ـ الغذاء الملكي (غذاء الملكة): وهو دواء.
6ـ السم: علاج لبعض الحالات الخاصة.
وسيقتصر الحديث في هذه المحاضرة على العسل فقط لأهميته الطبية.
مكونات العسل:
1ـ الماء: من (14ـ20)%.
2ـ السكريات: من (75ـ80)% مثل سكر الفركتوز (سكر الفاكهة 41%) وكذلك سكر الكلوكوز (سكر العنب 34%) ونسبة قليلة من سكر القصب (السكروز 2%).
3ـ مواد مختلفة: من (1ـ5)% وكما يلي:
أ ـ مجموعة كبيرة من الفيتامينات والتي لها وظائف فسلجية كثيرة ومن هذه الفيتامينات هي: (والفوليك أسيدC، B1، B2، B3، B5، B6، B9، B12،) كذلك يحتوي على مادة الكروتين والتي منها ينتج فيتامين (A).
ب ـ مجموعة كبيرة من المواد المعدنية وهي:
الكالسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم المغنيسيوم، الحديد، الكلور، الفسفور، الكبريت، اليود، المنغنيز، السيليكون، الألمنيوم، البورون، الكروم، النحاس، النيكل، الليثيوم، الرصاص، القصدير، الزنك.
ج ـ الحوامض العضوية:
حامض الفورميك، حامض الستريك، حامض الخليك، حامض التفاحيك، حامض البيوتاريك، حامض الترتريك، حامض الأوكساليك، حامض اللبنيك، حامض الليمونيك.
4ـ الإنزيمات والخمائر الموجودة في العسل:
أ ـ إنزيم الاميليز: تحويل النشأ والدكسترين إلى سكروز.
ب ـ إنزيم الكتاليز: تحويل ماء الأوكسجين إلى ماء + أوكسجين.
ج ـ إنزيم الفوسفاتين: يقوم بعملية توليد الفوسفات.
د ـ إنزيم البيروكسيدز: يقوم بعملية الأكسدة.
5ـ يحتوي العسل على مواد أخرى مثل مادة الانهبين ومادة الفلافونيد المقاومة للمكروبات وكذلك يحتوي على بعض الهرمونات كذلك مواد أخرى تمنع انقسام الخلية حيث تستعمل كمادة مضادة للسرطان.
وهناك حوالي (3،7ـ4)% من محتويات العسل لم تعرف لحد الآن.
ومن خواص العسل أنه يمتص الرطوبة من الهواء ولذلك يزيد وزنه إلى (33%) وإذا تعرض إلى حرارة (10ـ18)م5 قد يحدث التبلور فيه. لذلك فإن الحرارة المناسبة له هي (25ـ30) م5 وفي أماكن جافة وجيدة التهوية مع مراعاة عدم تعرضه إلى أشعة الشمس.
ولغرض صناعة (1)غم من العسل على النحلة أن تزور (7500) زهرة أي من (200ـ300) زهرة في كل ساعة أي حوالي مليون زهرة يومياً لتصنع (100)غم من العسل. فإذا كانت المسافة بين بيت النحلة والأزهار (1،5)كم فيكون على النحلة أن تقطع مسافة (400000)كم أي حوالي المسافة بين الأرض والقمر وذلك لجني كيلو غرام واحد من العسل. علماً أن سرعة النحلة (65) كلم/الساعة وإذا كانت تحمل وزناً من الرحيق يعادل ¾ وزنها سوف تطير بسرعة (30)كلم/الساعة.
وإن الكيلو غرام الواحد من العسل يكلف النحلة ما بين (120ـ150) ألف حمل من الرحيق.
وتستطيع الخلية الواحدة من النحل أن تجمع ما يوازي (150)كغم من العسل في الموسم الواحد.
وسيقتصر الحديث عن الاستعمالات الطبية للعسل وسوف لن نتطرق إلى كيفية صناعة العسل من قبل النحل أو ما هي أنواع النحل من العاملة إلى الذكر إلى الملكة وسيكون الحديث عن العسل الطبيعي الصحي وليس العسل السام النادر لأن هناك نوع من العسل سام والذي اكتشف عام (1877م) في وادي (ياطوم) كما قال الإمام الرضا(عليه السلام) في الرسالة الذهبية: (إن للعسل دلائل يعرف بها نافعه من ضاره وذلك أن منه شيئاً إذا أدركه الشم عطس ومنه شيء يُسكر، وله عند الذوق حراقة شديدة فهذه الأنواع من العسل قاتلة.
إن سبب هذا العسل السام هو أن بعض أنواع النحل يتغذى على بعض النباتات السامة مثل فصيلة الدفلة كذلك العسل المستخرج من البقاع الجبلية في وسط وجنوب اليابان حيث توجد مركبات سامة ونظراً لخاصية التطاير الموجودة في سم العسل فإن هذا العسل يفقد سمه بمضي الوقت وهو نوع نادر ويعرفه النحالون.
وقد اكتشف هذا النوع من العسل عام (1877م) في وادي باطوم في اليابان
التتمة في العدد القادم
نشرت في العدد 11