حاجة الشيعة إلى تنسيق النشاطات العلمية
يقوم عالم اليوم على أساس قواعد البيانات، فمن غير الممكن أن ينجح العمل من دون الارتكاز على معطيات علمية ومعلومات رصينة مؤكدة ذات علاقة بالعمل. وقد سجلت المشاريع الكبرى في مختلف الدول بما في ذلك المشاريع الفردية نجاحات كبيرة وفي فترات زمنية قياسية نتيجة إستنادها على القاعدة البيانية. هذه حقيقة باتت من مسلمات عالم الادارة وقيادة الأعمال في اي مجال من المجالات.
لكن الشيعة وللأسف لم يعتمدوا هذا المنهج، فكثيراً ما نرى المشاريع الشيعية تتلكأ بعد فترة وجيزة من إنطلاقها، أو انها تبقى تراوح في مكانها لفترة طويلة من دون ان تحقق الفائدة منها. وفي ذلك ضياع لجهود وإمكانات مالية ضخمة.
نستطيع مثلاً أن نرصد تشابه مئات المراكز البحثية في العالم الشيعي، في الأهداف والوسائل والخيارات، وبذلك يتسبب هذا التكرار في ضياع أموال طائلة، الى جانب ضياع القدرات الشيعية من حيث الكفاءة والعمل والوقت. والأكثر من ذلك أن هذه المراكز منفصلة عن بعضها البعض، فلا يوجد أي تنسيق فيما بينها، لأن بعضها لا يعرف بوجود البعض الآخر في أغلب الحالات.
سيطول الحديث وستتعدد الشواهد فيما لو أردنا ان نقف طويلاً عند هذا الخلل، لكن المهم هو كيف نعالجه في واقعنا الشيعي؟.
إن نقطة البداية تتمثل في إنشاء بنك معلومات تتجمع فيه مراكز ونشاطات وفاعليات المؤسسات الشيعية، وكبداية عملية فإن (الراية) تضع المؤسسات والشخصيات الشيعية أمام هذه المسؤولية، بانتظار مبادرة منها في هذا الاتجاه.
ونرجو التواصل معنا للإعلان عن الجهة التي ستتولى هذه المهمة.
نأمل أن تكون هذه خطوة أولى على طريق العمل التخطيطي والمنهج العلمي لمشاريعنا الشيعية.
الراية