يلف العالم اليوم غموض ليس واضحاً فقط بل هو مُريب ووقح..
دولة كالولايات المتحدة الأميركية التي تحمل لواء الحرية كما تقول وتتدخل في كل شاردة وواردة في العالم حول حقوق الإنسان وهي التي تضع تمثال الحرية عند مدخل أهم مدنها وترفع لواء الديموقراطية التي تقول انها حاميتها في العالم.
دولة مع هذه المواصفات المدعاة تأخذ قراراً عن طريق رئيسها بنقل عاصمة الكيان الغاصب إلى القدس عن طريق نقل السفارة الأميركية إليها.
وتطلع علينا أصوات خافتة من هنا وهناك تعلن رفضها الخجول لهذا النقل الذي هو الاستفزاز والتحدي بعينه لأكثر من مليار مسلم ونصف مليار عربي في العالم.
وكأنه ليس في الولايات المتحدة من يعرف قيمة القدس لدى المسلمين والعرب وما تمثل هذه القيمة روحياً وتاريخياً وفكرياً وأكثر من ذلك.
وتتم الاحتفالات بهذه المناسبة بكل قحة على مرأى من العالم كلّه الذي يلفه ضباب الغموض الواضح.
وتثور ثائرة بعض أهل القدس أي الفلسطينيين واقول «بعض» لأن القدس لا تعني الفلسطينيين وحدهم وإنما هي أفق يشمل 3/5 العالم تقريباً بالإضافة لكل عارف بالتاريخ، ولكل محب وداعم فعلي للحرية.
وها هو الدم يسيل انهاراً على حدود غزة وفي الضفة الغربية، والغليان يعم اجزاء كبيرة من المسكونة…
وكل هذا لا يعني شيئاً بالنسبة للقيمين على الحكم في ما وراء المحيطات.
اما المعنيون مباشرة بالأمر فقد تمّ الهاؤهم بحروب داخلية تنقل الهم إلى حالة الدفاع عن النفس.
وتبدو القدس وحيدة وسط اليتم العربي والعالمي ولكن هل يُمكن للضغط الا ان يولد الانفجار. وتلك نظرية علمية ثابتة.
غداً أو في المستقبل القريب يتجسّد ذلك في عنف ما في مكان ما وتسيل دماء ما ودمار ما، وتولد تنظيمات ومجموعات تدخل الجميع في دائرة مغلقة… ويتعالى الصراخ.
قديماً قيل مثل عامي مفاده:
«الله يلعن من يشتمه النّاس، فقيل لا لعن الله من جعل النّاس تشتمه»..
وفي قول آخر:
«متى عرف السبب بطل العجب»…
لذلك لن تتعجب لما سيحدث أو سوف يحدث ما دمنا نعرف الأسباب..