تحالف أوغاد “الإخوان” و”الوهابيين”
ـــ1 ـــ
انتقلت التفجيرات المحترفة إلى المدن، في قلب الدلتا.
الإرهاب في مصر يتمدّد خارج حدوده «التقليدية» قبل أول خطوة في خريطة الطريق. تفجير يعبّر عن ميل غريزي للانتحار لدى جماعات انتظار الخلافة (أو اختر اسماً آخر من قائمة الأصولية، الإسلاموية، الإسلام السياسي..(.
.. ووصول تفجير عالي التقنية الى اسفل مكتب رتبة كبيرة (مدير امن( وأثناء اجتماع امني يحمل رسالة كاشفة عن القدرة على اختراق اجهزة تعاني من الضعف ومن عجز إمكاناتها مقارنة بميلها الغريزي ايضا للسلطة وفرض هيبتها.
تفجير مديرية الأمن رمزي في اعلان القدرة على الوصول الى «مقر ادارة العمليات المضادة» وفي مدينة المنصورة التي ترفض شعبيا تظاهرات الإخوان والتي تحولت منذ ايام قليلة الى مسرح تراجيدي تمثيلي لمصارعة بين كتلتين على المرور من عنق ضيق/وذلك حين ذبح سائق تاكسي اصر على المرور من شارع تعطله مسيرة إخوانية… المصارعة بدأت بصدم متظاهرات وانتهت بقتل انتقامي، ولم يمر احد من الشارع.
ـــ 2 ـــ
وبرغم اعلان تنظيم «انصار بيت المقدس» مسؤوليته عن التفجير، الا ان انتقام الجماهير الغاضبة في المنصورة كان موجها لعناصر الإخوان وهو نوع من اقتتالات اهلية او حروب شوارع محدودة لن تصل الى “حرب أهلية” لكنها تزرع “عداوات” ستساهم بشكل او بآخر في اعادة هندسة المجتمع المصري.
الاهم إن الشحن الاعلامي والسياسي يعلو على «معرفة الحقيقة» التي قد تكشف عن اختراقات في اجهزة الأمن او فشل نظرية «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، او عن ادارة المعارك “على قديمه“.
“الحقيقة..” ستكشف عن غياب تسييس الصراع وإعادته الى مستوى الثنائية المعطلة: دولة وإرهاب… وهنا سيغيب الفارق بين الاخوان وجماعات تحالفت معها من اجل تثبيت سلطة مرسي المرفوضة شعبيا، هذا التحالف اختيار اخواني لدفع الصراع الى ثنائية معطلة اخرى: ثنائية المؤمنين والكفار .
هكذا فانه شعبيا لا فرق بين تنظيم مصري خارج من عباءة القاعدة وبين الاخوان المسلمين، ليس فقط لأنهما من الفصيل السياسي ذاته، ولكن لأن الاخوان بخبراتهم في السياسة لم يعد لديهم شيء يقدمونه سوى خداع جماهيرهم باستمرار الدفاع عن مرسي، وبين الانتحار اليائس لجماعات انتظار الخلافة. إنه تحالف اليأس الذي قرر معاقبة مجتمع لا يريد حكمه.
ـــ 3 ـــ
… “الحقيقة…” اذن ستتوه في عملية استثمار ضحايا التفجيرات… وتليها عملية استثمار اخرى لضحايا الانتقام… في متاهة تبدو بالنسبة الى الجميع بلا نهاية… او انها عقاب على الثورة.
العقل هنا غائب او اسير شهوة العاجز عن التفاعل مع المتغيرات التي تشير الى فقدان مصر اختيار دولة «النصف نصف» التي عاشت 30 سنة مع مبارك ولم يبق امامها إلا السير في طريق «اصلاح الدولة وتحديث كفاءتها» او منافسة الصومال على موقع الصدارة في قائمة «الدولة الفاشلة».
هكذا يمثل تفجير المنصورة احد اشكال الانتحار السياسي لتحالف دعم الشرعية، الذي يعجز عن مواجهة جمهوره بحقيقة سقوط حكم الجماعة، ليظلوا في انتظار عودة مستحيلة بما تحمله من يأس يجعلهم ينافسون في الإجرام فرق الراغبين في عودة الدولة الامنية «المستحيلة ايضا».
وفي ظل انتظارات العودة المستحيلة… ستتصاعد وتيرة الارهاب مدعوما من خارج غامض (اشار اليه بيان الرئاسة المصرية) يلعب لأول مرة بعيدا عن ملعبه التقليدي في سيناء… و«تحالف الأوغاد» بنشاطه هذا يدفع الاخوان الى الحائط الاخير.
وائل عبد الفتاح/ “السفير”