الوهابيون في لبنان يستغلون الدماء للسيطرة على الطائفة

219

بدون عنوان

تشهد الساحة السُنّية اللبنانية في هذه الاثناء مخاضاً بين تيارين، تيّار تكفيري يقف خلفه تيّار المستقبل ومحازبوه الذين يدورون بفلك السعودية وتيّارها الوهّابي مدعومين بمناصري التيّارات السلفية في الطريق الجديدة، وبين تيّار إسلامية سُنّي معتدل يمثله مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ محمد رشيد قباني.

المشهد هذا يتجلى من خلال ما جرى في مسجد الخاشقجي إبان تشييع الشهيد محمد الحجار الذي استغلت دماؤه خلافاً لإرادة أهله، وأريد تحويرها لكي تكون وقوداً لتعبئة فتناوية استدركها المفتي الذي قرّر الحضور شخصياً إلى المسجد لإمامة الصلاة على جثمان الشهيد، فما كان من مستزلمي تيّار المستقبل ومن يدعمونهم من تيّارات تكفيرية إلا وهاجمته ومنعته من الدخول واعترضت على وجوده وصولاً لتكفيريه وشتمه وإعتباره “عدو الله”.  

ما نشهد في هذه الاثناء في مسجد الخاشقجي هو نتيجة لمحاولة التيار الوهابي المتمثل بالسعودية من السيطرة على الطائفة السنية في لبنان واستغلالها بهدف جرّها لخندق الفتنة ومواجهتها بالطائفة الشيعية خدمة للمشروع الفتنوي الذي يديره هذا التيار في الخليج. يستغل هؤلاء بمحاولتهم السيطرة هذه على موقف المفتي قباني العقلاني والهادىء والمعتدل والذي يبعد الطائفة عن هذا الخندق التي يريد البعض جزها به، لذلك يري الوهابيون بالمفتي قباني حجر عثرة في طريق سيطرتهم على الطائفة بشكل كاملة ممثلة بموقع المفتي، حيث باتوا يدعمون مشايخ سُنّة يميلون للخط الوهابي من أجل إيصال أحدهم إلى دار الافتاء ليجلس على الكرسي ويقوم بتنفيذ أجندة الوهابية في لبنان.

الذي نشهده اليوم في مسجد الخاشقجي هو مخاض سُنّي – سُنّي من أجل سيطرة الوهابية على الطائفة وهو ليس وليد اللحظة، بل هو مخطط قديم محضر له منذ اعتبار سماحة مفتي الجمهورية خارجاً عن الطائفة والدين، وبدأت محاربته من هؤلاء على هذا الاساس بإيعاز سعودي واضح، خصوصاً أنّ السعودية ترفض وجود مشايخ سُنّة معتدلين كالمفتي قباني.

ما يجري هو محاولة استغلال الدماء التي سقطت من أجل إيقاع الفتنة بين المسلمين السُنّة اولاً وبين المسلمين السُنّة والشيعة أيضًا يقوم به بعض الغوغاء الرُعاع المحضرون من أجل إيقاع الفتنة هذه.

الحدث نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*