الأردن: الشحاذ المستهتر

382

8-8-2014-4-d

بقلم: جمعة عبدالله ..
يسود الاعتقاد الخاطئ في الاردن , حكومة وشعباً . بان العراقيين ما هم , إلا حثالة من العبيد الاذلاء , ليس مقامهم الاحترام والتقدير , وانما نظرة السيد العالي , الى العبد الذليل , وهذا الاعتقاد السافر , ظل لعقود وحتى الان , في العقلية الاردنية , ولم يتغير قيد أنملة , رغم المتغيرات التي حصلت , لان الاردن يدرك ويفهم بانه , الرابح الاكبر من الازمات , التي تعصف بالعراق , وهو المستفيد الاكبر من كل المساعدات والمنح المالية , والآف من براميل النفط المجانية , هذا الكرم والسخاء العراقي , الذي لا يوجد له مثيل , في كل ارجاء المعمورة . والاردن هو ايضاً صرماية الاموال المنهوبة العراقية , والتي تقدر بارقام خيالية , على شكل ارصدة مالية وعقارات وشركات , ونشاطات تجارية واقتصادية , والتي تشكل عصب وشريان الحياة للاردن . ان هذه النعم والبركات العراقية المتدفقة الى الاردن , وهو الفائز الاول بها , يقابلها الجحود والنكران والاستخفاف والاستهتار , في معاملته مع العراقيين الوافدين اليه , اضافة الى نظرة الاحتقار والحقد والكره للعراقيين جميعاً , رغم انه لولا هذا الدعم المالي الكبير والسخي لاقتصاده ومنافذ حياته من العراق , لكان حاله , حال السمك خارج الماء , لكن اسباب هذه الصلافة المتعالية بعنجهية فارغة ومغرورة , بان الحكومات العراقية المتعاقبة والحالية , تنظر الى الاردن , الابن المدلل , الذي يغرف بالملعقة الذهبية , من المائدة العراقية السخية والمجانية , لذلك مهما قدم الى الاردن من منح مالية , او من الآف البراميل النفطية المجانية , والمساعدات الاقتصادية بلا حدود , وحتى اطنان من الذهب , تظل العقلية الاردنية , تتسم تجاه العراق , بالكره والحقد وروح الانتقام , لكن الاردن يعرف , بان العراق ضعيف وهش وهزيل , من ان يتخذ قرار ضده , حتى لو ذر الرماد في العيون , لان الصراع السياسي والتناحر بين الكتل السياسية المتنفذة , على الغنائم والمناصب , والمستفيد منها الاردن , على شكل اموال تنهب بحجج وذرائع شتى , وحتى لو كانت على شكل شراء اغذية مسمومة , او فاسدة , او فاقدة الصلاحية , وحتى المسرطنة . بهذا الشكل السيئ , تسمح الحكومة وكتلها النيابية , بان يستهتر الاردن بمقدرات العراق , وبانتهاك حرمته وكرامته , والتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية , وذلك بالسماح لزعانف وطحالب تنظيم داعش الارهابي , ان تجتمع في العاصمة الاردنية , وتوجه صواريخها النارية الى داخل العراق , هذا انتهاك صارخ للسيادة الوطنية , وتدخل السافر لسكب الزيت على النار , ولكن حكومة الاردن مطمئنة تمام الاطمئنان , وتنام برغد وبسلام , لانها تعرف حكومة بغداد هزيلة , ويختنق صوتها تجاه الاردن , ولايمكن ان ترفع صوت الاحتجاج , كما هو معروف في العرف الدبلوماسي والقانوني الدولي , الذي ينضم العلاقة بين دول العالم , ولايمكن لحكومة الاردن , ان يراودها ذرة ضئيلة من التفكير , بان العراق سيقلل حجم المساعدات والمنح المالية السخية . لانه ببساطة صرماية الاموال المنهوبة من العراق , المتواجدة في الاردن , على شكل ارصدة مالية وشركات مختلفة وعقارات واسعة , ونشاطات اقتصادية وتجارية متنوعة , مصدرها غير شرعي وغير قانوني , اي من السحت الحرام والنهب والاختلاسات المالية , لذلك هناك شبه اتفاق غير معلن , اوصفقات ومقايضات متبادلة , بالسكوت عن هذه الاموال العراقية المنهوبة , وعدم وضع العراقيل والصعاب في جريانها , مقابل المساعدات والمنح المالية السخية , والآف من براميل النفط المجانية , يقدمها الجانب العراقي , بكل ممنونية الى سيده الاردني . لذلك مهما يصدر من الحكومة العراقية الخجولة , ماهو إلا فقاعات اعلامية للاستهلاك المحلي . لذلك الحكومة الاردنية , لم تشعر باي حرج , حين تقدم الدعم والمساندة الى زعانف داعش , وتتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية في العراق , لان حكومتنا العراقية الهزيلة , مثل بلاع الموس , ليذهب العراق الى الجحيم , طالما ظلت صرمايتها المالية في أمان واستقرار . لو كانت الحكومة العراقية جادة في الحفاظ على مصالح والسيادة الوطنية , لقطعت شريان الحياة المالية عن الاردن . عندها سيصبح الشحاذ المستهتر , الى شحاذ يتوسل الصدقة والعطف والشفقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*