تحالف دولي أم عودة لاحتلال أمريكي مباشر وإدخال العراق في حرب استنزاف
وداد عبد الزهرة فاخر ..
عودة أمريكا غير الميمونة للعراق كما توقعنا في مقابلات ومقالات سابقة لنا ، ضمن قراءة واقعية وواضحة للوضع الإقليمي والدولي وما يبيت للعراق من تآمر إقليمي ودولي لجر العراق بعد احتلاله المباشر من جديد لحرب استنزاف تأكل الأخضر واليابس وتتم الهيمنة على اقتصاده الأحادي الجانب وهو إنتاج وتصدير النفط .
وخلق، هذا العدو الأكذوبة ” داعش ” خطط له منذ بدء الحرب الكونية الثالثة على سوريا ، وبداية تنفيذ خطط إعادة ، تقسيم سايكس بيكو، والدليل على ذلك الفيديو المنشور عن كون ” إبراهيم عواد السامرائي ” خريج سجن بوكا الأمريكي في البصرة أيام الاحتلال الأمريكي للعراق ، والذي كان يكنى بـ ” أبو دعاء ” ضمن المتواجدين مع السيناتور الأمريكي ” جون ماكين ” وبحضور اللواء المنشق عن الجيش السوري وما يسمى برئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم ادريس داخل الأراضي السورية . واثر هذا اللقاء تم تسمية السامرائي بكنية جديدة ضمن الأسماء التي تلقى رواجا عند المكون الوهابي السني التكفيري ،وتم نفض الغبار عن أسماء تاريخية فكان من نصيب السامرائي كنية جديدة لا تختلف في الاسم عن تسمية سابقه الذي قتلته القوات الأمريكية ” أبو عمر البغدادي ” ، فأطلق عليه كنية ” أبو بكر البغدادي ” ، ليشكل أولا منظمة الإرهاب التي دعاها ” داع ” أي دولة العراق الإسلامية ، ثم تمددت لداخل الجزء السوري عند إرسال ” أبو محمد الجولاني ” لتشكيل ” جبهة نصرة اهل الشام ” ، ثم بدا الخلاف بين طرفي الصراع عند إعلان البغدادي بدمج ” دولتي ” العراق والشام في تنظيم واحد أطلق عليه ” داعش ” أو دولة العراق والشام الاسلامية . وبالتالي يظل السؤال المعلق من القائد الفعلي لجبهتي النصره وداعش او أي تنظيم إرهابي يعتقد إن قيادته وهمية بينما يدار من وراء الستار بواسطة رجال مخابرات محليين وإقليميين ودوليين ، ويتم وضع احد رجال الإرهاب في الصورة ويتم وضع ممثل يستطيع تقليد كل الأصوات عند إلقاء الخطابات التي تنشرها قناتي الجزيرة والعربية . وقد عرف الكل الآن من يدفع ومن يقدم الدعم اللوجستي لكن العبرة في نهاية المسرحية !!!.
فأمريكا تظل تخترع بين آونة وأخرى شتى الأسباب للتدخل الدولي ، ومن لا يصدق ذلك من عملائها والمسبحين دائما وعلى صفحات المواقع بحمدها عليه ان يصدق ذلك الآن . بدءا ً من حروبها البايولوجية التي خرجت على البشرية بها ونشرها مرض الايدز مرورا باختراعاتها العجيبة كجنون البقر وانفلونزا الطيور وصولا الى وباء الايبولا الذي أصيب به قبل اكثر من ثلاثين عاما عالمين امريكيين داخل المختبرات الأمريكية ، وشفيا بعد اعطائهما اللقاح المكتشف ، ليكون اللقاح هو مصدر ضعف من يتم نشر الوباء لديه ويرضخ للشروط الأمريكية لكي تزوده به .
والأغرب من كل ذلك إن أمريكا سترسل كما أعلنت يوم الثلاثاء 17 . 09 . 2014 : (أنها سترسل 3000 جندي للمساعدة في التصدي لانتشار “الإيبولا” في إطار خطة مواجهة تشمل نشرا كبيرا للقوات في ليبيريا حيث يخرج هذا الوباء عن نطاق السيطرة )، بينما أرسلت روسيا والصين فرقا طبية للمساعدة في سيراليون . وسوف تضع امريكا جزء من القوات المرسلة الى ليبيريا في قاعدة عسكرية في السنغال بحجة الدعم والإسناد اللوجستي ، ولكن العديد من المحللين العسكريين أكدوا ان وجود قوات في السنغال هو للدعم والاسناد لعمليات عسكرية محتملة في الشرق الاوسط .
بينما قالت “ليزا موناكو” مستشارة البيت الأبيض لجهود مكافحة الإرهاب لقناة “إم.إس.إن.بي.سي” التلفزيونية في نفس اليوم : إن “الهدف هو إتاحة الخبرة الأمريكية بما في ذلك خبرتنا العسكرية وفي مجال الإمداد والتموين وفي مجال القيادة والتحكم لمحاولة السيطرة على هذا الانتشار من منبعه في غرب أفريقيا.” . وكانت “منظمة الصحة العالمية” قالت إنها بحاجة لفرق طبية أجنبية تتضمن ما بين 500 و600 خبير إضافة إلى ما لا يقل عن عشرة آلاف من العاملين المحليين في قطاع الصحة ” ، ولم تطلب قواتا عسكرية مدججة بالسلاح كما فعل اليانكي الامريكي .
ومسرحيات امريكا التي لا نهاية لها تخيف كل المطلعين على الاوضاع السياسية والعسكرية والاجتماعية في المنطقة . والخوف من اعادة تقسيم سايكس بيكو بدأ يتحقق خاصة بتقدم داعش في احتلال المدن ، وكميات السلاح المتقدم والمتطور التي قدمت وتقدم للطرف الكردي الذي سيشكل دولتة حالا بعد استكمال كل الظروف الموضوعية والسياسية لاعلان ” دولة داعش ” وعلى غرار اعلان ” دولة اسرائيل ” بعد حرب عصابات طويلة الامد استمرت ما يقارب الثلاث سنوات ،وهو الزمن التقديري الذي وضعه التحالف الامريكي لـ ” تضعيف ” تنظيم ” داعش ” . والحرب التي ستدور لا تعدو سوى خطوات وتحركات عسكرية مدروسة ومتفق عليها بين قيادة التحالف الامريكي و ” داعش ” لضرب اطراف من ” داعش ” ومن ثم ترك المجال له للتحرك الانسيابي داخل الاراضي السورية بحيث احتل اخيرا 18 قرية كردية داخل سوريا ، وهو تمدد جغرافي خطير ، وتمركز ثابت ضمن تشكيل ” الدولة ” المقبلة ، مع 25 بئرا نفطيا هي عماد اقتصاد ” دولة داعش ” . كذلك يجري اعلان ” دويلة كردية ” ، والى جانبها وفق التشكيل الامريكي الجديد لما يسمى بـ ” الحرس الوطني ” الذي سينتفض ايضا ويشكل فيما تبقى من بقية المحافظات السنية اقليما سنيا يكون شكليا ذو ارتباط بالدولة الام ، بسبب التبعات المالية التي توفرها ما يسمى بـ ” الدولة المركزية ” المستقبلية المشوهة . فتشكيلات خلقتها امريكا وبدعم قطري سعودي لا تفي بالغرض كون من انظموا اليها من حثالة البروليتاريا كابو العبد بياع الفلافل ، وابو صياح مصلح السيارات ،وضابط يفتش عن المجد والرئاسة كسليم ادريس عملية غير ذي جدوى لذلك اختصرت كل تلكم التنظيمات الخرعة بتنظيمين رئيسيين هما ” داعش والنصرة ” وتترك للباقي المناوشات وتعطيل الجهد العسكري السوري .
كذلك ستكون لقوات التحالف الامريكي الخارج عن نطاق الشرعية الدولية ، وبموجب قرار مجلس الامن الدولي المبهم التفسير 2170 ، دور كبير في تحجيم تحركات وتقدم الجيش السوري ، وتوجيه الضربات الجوية له ان امكن ، وتحريك قيادات الجيش العراقي بواسطة الخبراء العسكريين الامريكيين على طريقة تحريك أحجار الشطرنج ووفق الرؤى الأمريكية ، مع تهديد للدولة الحدودية الجارة للعراق ايران
التجسس عليها،وسيكون مطار اربيل وقواعد عسكرية أمريكية وقيادات للموساد تتمركز في اربيل دورا مهما في ذلك .
وإذا رجعنا للامر ومن اعد الطبخة ونفذها فاننا لسنا بحاجة مطلقا لأي حشد عسكري ، او تهويل للأمر فمن خلق داعش عليه ان يكف شره عن العالم ، وحتى لو كان هناك بعض الاطراف التي خرجت عن الطوع ممن استحلى واستذوق “سلطة الداعشية” في القتل والنهب والسلب والتهجير فهناك من يستطيع تاديبه بكل سهولة .
وامريكا خالقة هذا الكيان المشوه تتجاهل دور سجلاتها الاستخبارية التي تضم كل اسماء ” القادة ” والمحركين للتنظيم ، ودور دول الدعم قطر والسعودية ومحميات الخليج الامريكية . واسماء المؤسسات والبنوك المالية التي تحول الاموال ، ومراكز التطوع في العالم ، ومعسكرات التدريب في تركيا وباقي الدول التابعة للمسار الامريكي . يبقى فقط ان تنفذ امريكا كل المسالة بامر وحتى من ابسط جندي امريكي يرفع التلفون من قاعدة العديد القطرية ويقول للجميع من شيوخ وملوك ورؤساء : كفى .!.
فبدل ان تحشد امريكا من تريد وترفض مالا تريد يجب عليها ان تزود العراق بما اتفق عليه بعقود سابقة مدفوعة الثمن وخاصة الطيران ، وتترك للعراقيين معالجة شانهم بانفسهم وتقوم هي بردع صنائعها من داعمي داعش ، مع تجفيف كل منابع التمويل للارهاب ، وقطع عمليات تزويدهم بالسلاح والمعلومات العسكرية عن طريق الاقمار الصناعية ووقتها يكون لكل حادث حديث لو كانت امريكا جادة في مواقفها المشكوك فيها دائما .