غلوبال ريسيرتش: الحرب على “داعش” كذبة

212

14-10-2014-2-d

في 24 سبتمبر العام 2014 أصدرت الأمم المتحدة قرارا يتيح لمجموعة من الدول المستعدة لمواجهة داعش في كل من العراق وسورية العمل تحت غطاء دولي وبإجماع يتيح استخدام القوة ضد المنظمات الإرهابية واعدة بأن الحرب سوف “تستمر لسنوات”.
“الحرب على الدولة الإسلامية” هي كذبة اشبه بكذبة “الحرب على الإرهاب” ولكن تم تحديثها بآثار دموية خاصة، ودعاية جديدة، وبتقويم عسكري جديد.

ثلاثة آلاف شخص قضوا في أحداث 11 سبتمبر هؤلاء كانوا ضحية “الحرب على الإرهاب” الملفقة ضد “القاعدة” وأسامة بن لادن.
والآن وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على الهجوم الإمبريالي تأتي “الدولة الإسلامية” لتقتل عشرات الآلاف وترتكب الفظائع من اجل إسقاط سوريا وإيران والعراق، وتعيث الفساد في كل مكان لتحقيق حلمها في إنشاء إمبراطوريتها.

ولكن الكذبة عينها، بنيت على دعائم الدعاية السابقة: أسطورة “العدو الخارجي” و”الإرهاب الإسلامي” الذريعة الأبدية لحشد الرأي العام وراء أجندة الإمبراطورية الأنجلو – أميركية لغزو وشن الحروب التي لا نهاية لها.

هي الكذبة عينها التي تأسست على فكرة أن “الإرهابيين الإسلاميين” هم أعداء الغرب، بينما الحقيقة هي أن الإرهابيين هم خيرة جنود المشاة الغربيين وأصول الاستخبارات العسكرية.

الدولة الإسلامية، مثل القاعدة وجميع الكيانات التي تتبع فكر “الجهاد الإسلامي” هي صنع وكالة الاستخبارات المركزية والمخابرات “الأنجلو أميركية” ( الباكستانية، السعودية، البريطانية، والموساد الإسرائيلي، وما إلى ذلك). الميليشيات الجهادية هي أصول استخباراتية وعسكرية، تنظيم القاعدة، جبهة النصرة وغيرهم هم صناعة “أميركية” دعمت علنا وتم استخدامها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، منذ الحرب الباردة الأولى. ويتم التلاعب بها وتسليحها من قبل الولايات المتحدة والناتو.

الإرهابيون هم أساس العمليات السرية التي تخوضها الولايات المتحدة سرًّا وعلانية في سوريا.
الإرهابيون تديرهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لزعزعة استقرار ليبيا والإطاحة بالنظام الجديد. وبشكل مباشر وغير مباشر تأخذ هذه “الشياطين الجحافل” أوامرها من رعاتها في الولايات المتحدة والناتو وستظل الأصول الاستخباراتية خلف كل عمل جيواستراتيجي رئيسية في المنطقة.

عادة يتم وصف “الإرهابيين” إما “بالأشرار” أو “بالمقاتلين من أجل الحرية”، ذلك يحصل حسب الحاجة. الأفعال المروعة التي تقوم بها فرق الموت، من قطع رؤوس وغيرها من الفظائع هي “عمليات سوداء” تتم تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية.

تقنيات خلق الإرهاب تعود إلى حرب فيتنام وبرنامج فينيكس، وتتم بناءً على أوامر من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ووكالات الاستخبار العالمية. قطع رؤوس المدنيين السوريين، كان لسنوات يجري في ظل صمت وسائل الإعلام الغربية، ولكن الموجة الأخيرة التي طالت المواطنين الأميركيين والبريطانيين، نفذت لأغراض عملية، فهي مسرحية سياسية تهدف إلى تحفيز الجماهير لحرب انتقامية جماعية.

وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، أربعة من أصل خمس ناخبين أميركيين يدعمون الهجمات العسكرية ضد الدولة الإسلامية. الجماهير الأميركية الجاهلة لا تزال تتأثر بأحداث 9/11، والدعاية تحمسهم “للانتقام” من “الأشرار الذين قطعوا رؤوس أولادهم”، وليس لديهم مشكلة في إرسال الشباب الأميركي إلى الخطوط الأمامية ليكون وقودًا للمدافع تحت عنوان “الدفاع عن الحرية”.
القطيع الأميركي يحب ويريد أن يصدق الكذبة الكبيرة. في حين أن مواطني هونغ كونغ والدول الأخرى يخرجون بحماس إلى الشوارع للقتال من أجل الديمقراطية.

الليبراليون والتقدميون يرجعون بعض الأمور إلى الدولة الإسلامية، ولكن القلائل ممن يدركون أن الإرهاب الإسلامي هو نتاج آلات الحرب الأمريكية، هم يفركون أيديهم خوفا من “النكسة”: ولكن الفكرة هي أن الولايات المتحدة التي أنشأت تلك التنظيمات فقدت السيطرة عليها في الوقت الذي يجب أن تحتويها.

هذه الميليشيات هي جنود الإمبراطورية الأميركية وعملاؤها، والقوى الرائدة وراء خطة إسقاط سوريا، هذه العملية الإستخباراتية ليست رد فعل إنما لها هدف مدبَّر جيدًا، ومؤامرة جنائية بإجماع النخبة.

الإرهاب الإسلامي “يتوقف” في الوقت الذي يتوقف مستخدموه في وكالات الاستخبارات العالمية عن استغلاله. الحرب تتوقف عندما تسيطر النخب على المصادر الستة عشرة للنفط المتبقية على الكوكب – نبض الحياة في الإمبراطورية الأنجلو أميركية- ، وتتخلى عن حربها وغزواتها الجشعة، ولكن هذا لن يحدث في هذه المرحلة ولا حتى في المرحلة القريبة المقبلة.

للتخلص من “البعبع” يجب على أشرار العالم ممن ساهموا في خلقه إبعاد خطره عنا، فمع كل يوم يمر، الإمبراطورية الأنجلو-أميركية تنهار ويبقى العنف على حاله.

كقائد للحملة توعد الرئيس الكذاب باراك أوباما: “لا إله يتغاضى عن هذا الإرهاب”. ليس هناك من منطق ولا حوار مع هذا النوع من الأشرار، اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القتلة هي لغة القوة “.

كان هذا الأداء المباشر المأخوذ من قواعد اللعبة التي يمارسها الرايخ الثالث وبوش/تشيني: وفرة في التهديدات، انعدام في الأخلاق، هراء ديني، وذم الأعداء. هذا هو أوباما الحقيقي “مجرم حرب”.

لا إله يتغاضى عن الخداع. لا إله يبيح إرهاب الإمبراطورية الأنجلو أمريكية وغزواتها، لا إله يبيح إبادة عشرات الآلاف من الأرواح في أكثر من عقد بسبب الغزو الإمبريالي للنفط.

لا يوجد أي منطق، لا للتفاوض مع قيادة الإمبراطورية التي تضرب وتقتل.
لا تفاوض مع أي إمبراطورية يائسة لا تملك إجابات حول تمركز العصابات محل سيادة القانون، والشعارات المزيفة تشكل سياستها الخارجية. لا يوجد منطق حول قيام هؤلاء في غضون بضعة أشهر فقط، بزعزعة أمن واستقرار سوريا، ودعم النازيين الجدد في أوكرانيا ومن ثم إلقاء اللوم على الروس، ودعم القصف على غزة من قبل إسرائيل (وإلقاء اللوم على حماس في أعقاب مقتل مراهقين إرهابيين إسرائيليين). وخلق ما يعرف بالدولة الإسلامية بشكل “مفاجئ”.

لا يوجد منطق في ان الإمبراطورية يجب أن لا تتوقف عند أي شيء من اجل السيطرة على كل شبر من شبه القارة الأوراسية، وتدمير المعارضة على طول الطريق، بما في ذلك المواجهة النووية المحتملة مع روسيا والصين.

لا مفاوضات مع القتلة، والناطقين “بلغة القوة”، هؤلاء الذين عاملوا “الرجال والنساء والكبار والأطفال” بازدراء كالروبوتات.

ترجمة: وكالة أخبار الشرق الجديد – ناديا حمدان
غلوبال ريسيرتش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*