البحثُ في الحروف المقطعة ليس ترفاً فكريًا، وإنما هو البحث عن مقاصد آيات الله سبحانه التي دعانا لتدبرها، وقد كُتبت في الحروف المقطعة وخصائصها والأقوال المفسرة لها مجموعة من الدراسات والبحوث، ولم يختلف المفسرون في آية من آيات القرآن مثلما اختلفوا في تفسير الحروف المقطعة لعدم وجود نص قطعي عن المعصوم(عليه السلام)، لذلك تعددت الأقوال فيها حتى وصلت إلى أكثر من عشرين، بل إنَّ بعضهم أعرض عن تفسيرها وعدّها من المتشابه الذي أختص الله بعلمه ويجب التوقف فيه، وفي ذلك مخالفة صريحة لآيات القرآن الكريم الداعية إلى التدبر والتفكر، الأمر الذي جعل هذا القول محل رفض من قبل أكثر المفسرين.
ولتفسير الحروف المقطعة اتجاهات تفسيرية عديدة منها الاتجاه الروائي، ومنها الاتجاه الاجتهادي، ومنها اللغوي، ومنها القرآني، وتحت كل واحد منها أقوال عديدة، اقتصر البحث على أتجاهين هما: الاتجاه اللغوي، والاتجاه القرآني، اختصاراً بما يناسب المقام.
الاتجاه اللغوي:
اعتمد هذا الاتجاه على المرجعيات اللغوية، وافترض أن لكل حرف مرجعية لغوية تنبئ عن معنى معين لتلك الحروف، وجاء تحته قولان هما: