رذكرى لها نفس الشــريعة تجــزع وأسى لــه عين الهــداية تدمــع
تتقـادم الأعــوام وهي جـديـدة تمضـي مع الأبد الفتي وترجـع
كالشهب لم تذهـب نضـارتها وإن كانت علينـا بالمصـائب تطلــع
تأتي فتنـدبها قلــوب روعـــــت حـزنا وترثيهــا عيـــون همــع
نكــراء أدهشـت العصور بهولهـا نكبــاء منهـا كـل جيـل يجـزع
رزء له الإسـلام ضـج، وحادث من وقعـه قلـب الهدى يتصـدع
الله أكــبر، أي جـــرم، ذكــره يدمي القلـوب فتستهل الأدمع
يا ليلـة القـدر اذهبـي مفجوعـة فلقـد قضى فيك الإمام الأنزع
ما كـان لـولا سـره لـك حرمـة روحيـة منهـا العواطـف تخشع
هو كنه ذاك القدر، والمعنى الذي يخفى، وأفق ظهـوره متشعشع
**************
عودي لـنا ليـلاء لا يبـدو لهــــا نــور، ولا فيهـا شهاب يسطع
قـد غـاب نـور الله فيك فلا زها من بعـده أفـق وأشـرق مطلـع
أدرى ابن ملجم حين سل حسامه للفتـك بالإيمان، ماذا يصنـع؟
أردى به التـوحيـد في ملكـوتــه فالعـرش مما قد جنى متفجـع
أردى به الإســلام في توجيـــهه فشـعاعـه بدمــائه متـبرقـــع
يا فتــكة جبــارة لم تنـدمــــل أبــدا، وغلــة واجـد لا تنقـع
الديــن من جــرائها متزلــزل والحـق من نكبائهــا متزعـزع
صمت لها أذن الحوادث دهشة وتلجلج التاريخ وهو المصقع
جرح أصاب الطه في محرابـه من وقعـه قلب الهدى يتوجـع
لاقى الإلــه وذكــره بلسانــه ومضـى إليه ساجدا يتضــرع
بين الصلاة، وتلك أرفع شارة يقضى شهيــدا بالدمـاء يلفــع
سر التقرب في الصلاة، ومن به تسـمو العبـادة للإلــه وترفـع
**************
قد كـان ما بين الأنـام وديعــة رجعت، وأي وديعة لا ترجـع
ونعاه للمــلأ المقدس صارخـا جبريل: قد مات الإمام الأورع
وتهدمت في الأرض أركان الهدى فكيـانه من بعــده متضعضــع
قد فـل سـيف للحقيقـة صارم وانهــد حصـن للشـريعة أمنـع
سهم الضلالة لا برحت مسددا لم يبـق في قوس الهــداية منــزع
لولا الزكي لقلت قد سدت به طـرق إلى الرحمـن كانت تشرع
لا زالـت الذكـرى تحـز قلوبنـا ما عاودت، وتفيض منها الأدمع
يا حضـرة قد شـرفت برقاتـــه أعلمـت إنك للهـدى مسـتودع
لا غـرو إن طـاولت في عليائـه هام السـما فبـك الإمـام الأرفع
السيد جمال الهاشمي
نشرت في العدد 70