Take a fresh look at your lifestyle.

الذاكرة الحسينية هوية نهضة الإسلام

0 586

         تعد دراسات الذاكرة مهمة جداً في الفكر المعاصر، ويربطها البعض بدراسات علم النفس والتاريخ والاجتماع والفلسفة إلا أن الذاكرة(memory): هي استعادة الماضي، فقد جاء في موسوعة لالاند الفرنسية بأنها وظيفة نفسية قوامها معاودة إنتاج حالة وعي سابقة(1)، وقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية هذه الاستعادة في رسم حضارة الأمة الإسلامية بنصوص تقارب هذه الدراسات المفقودة في فكرنا المعاصر اليوم، قال تعالى: (هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي) (الأنبياء/24)، وقال تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ)
(الزخرف/44)، وقال تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)(الذاريات/55)، (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ)
(المدثر/54)، إن التذكير بالماضي النبوي والمسيرة الحضارية لهم هو الحيوية المستقيمة في حفظ البشرية من مهاوي الانحراف، والذاكرة المنفصلة ذاكرة التأسيس والتكوين لا ذاكرة أو ذاكرات منحرفة ومقلوبة تفسر التاريخ وتستعيد على أنه هو الذاكرة المستقيمة أو هذا هو الإسلام، فالنص القرآني يريد تأسيس ذاكرة واحدة كتاريخ مشترك للبشرية في بعده الماضوي، وحتى في الاستحضارات الحالية والانتظارات المستقبلية كحياة مشتركة مبنية على الفعل الإنساني(2).
الإمام الحسين(عليه السلام) هو الذاكرة:
حضارة الإسلام وتأسيسه قد بدأت بالبعثة الرسمية وبنزول الوحي الإلهي ليعلن بداية الحضارة الدينية والمادية الجديدة المتوازنة في المعايير والقياسات الدنيوية والأخروية كثقافة ثنائية لهذه الحضارة، ففكرة الدين الإسلامي فكرة إيجابية بمعنى الكلمة، والإشكالية التي أثيرت عليه إشكالية في الممارسات المغلوطة، والتفسير الخاطئ في خطوطه العريضة ومرتكزاته الأساسية، فقد شكل النص القرآني الأسس التي لا تعارض أبداً، فكل أشكال الظلم والطغيان والفساد والأخلاقيات المنحرفة لا توافق الأسس لهذه الحضارة، وهي قد اخترقت منذ العهد الأول (صدر الإسلام) فتربى الجيل على ذاكرة غير تلك الذاكرة التي في النصوص القرآنية ونصوص السنة الصحيحة، وبقيت ذاكرة التأسيس والتكوين المبكر منسية أو مُأوَّلة أو مُخَرَّجة لوجه من الوجوه أو مصلحة من المصالح الدنيوية والسياسية، فقد جاء من يحارب الإسلام ويحاول تقويضه إلى سدة الحكم والسيطرة والتمكن، فماذا يا ترى يكون للذاكرة الأولى المؤسسة لهذه الحضارة؟
إن حركة التاريخ تحدثنا عن مسيرة أكثر من خمسين سنة، قد تغيرت فيها الأجيال بعد الأجيال ضمن ثقافة السياسة الحاكمة المعادية والمحتجة لظهور مثل هذا الدين في الجزيرة العربية، وفي ضوء ذلك من يُعيد البوصلة ويقلب الأمور ويفجر البنية كما يقول المفكر الإسلامي إدريس هاني(3)، وفعلاً أن الإمام الحسين(عليه السلام)هو مفجر بنية الذاكرة المفتعلة للأمة ليعيد الذاكرة الأم والأصل، ويعلّم الأجيال أن ذاكرتهم هي ذاكرته فهو الامتداد الطبيعي لذاكرة الدين بأكمله من النص والرسول(صلى الله عليه وآله).
ولو طبقنا نظرية برودل (Braudel) في التاريخ الجديد ذات الأبعاد الثلاثة فهي تنطبق على ذاكرة الثورة الحسينية وخلودها، فإن هذه الأبعاد هي(4):
1ـ الحقائق الجغرافية.
2ـ المجتمع والاقتصاد.
3ـ الأحداث السياسية والعسكرية.
فالمساحات الجغرافية التي سلكها الإمام الحسين(عليه السلام)من المدينة المنورة إلى مكة المشرفة ومن ثم الطريق التجاري والمنازل التي على الطريق إلى كربلاء الشهادة والذاكرة، كانت من المدى البعيد هي مشعل الثورة والحضارة والذاكرة التي تعيد الأمة إلى مجدها وعزها، وهذا هو الزمن الجغرافي البطيء كمسارات الركب الثائر ومن ثم مسارات الشهادة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى دمشق ومن دمشق إلى المدينة المنورة مرة أخرى، هذا هو الزمن الجغرافي الباني للحضارة في مداها الطويل أو هي الذاكرة التي لا تمحى أبداً، وكانت الامتدادات الجغرافية قد اخترقت البحار إلى مصر مروراً بفلسطين (عسقلان) وتجذرت في القاهرة كأثر ومسكن لقلوب الملايين كذاكرة لأجيال مصر، أما كربلاء الذاكرة في حقيقة الأرض والمناخ والتضاريس المؤثرة في التكوين الحضاري حسب نظرية برودل التاريخية، فكربلاء الثورة هي ذاكرة في حقائقها الجغرافية، فالتل الزينبي والوادي والنهر والنخيل وبقية المواقع والذكريات تعبر عن التضحية والشهادة في سبيل استعادة ذاكرة القرآن والإسلام والممارسات النبوية من الأفعال والأقوال والإمضاءات الموافقة مع الذاكرة المؤسسة لهذا الدين.

وهذه الذاكرة الحسينية قد خلقت المجتمعات المتعلقة روحاً وقالباً معها واندمجت مع الفعل الاقتصادي لأن الذاكرة الإسلامية تقدس العمل وتقدس الإنتاج والمهن المشروطة بالعدالة والأمانة والصدق في التعامل التجاري، فأصبح الإمام الحسين(عليه السلام)
مناراً في الرمزية الاجتماعية والاقتصادية في الأسس لا الممارسات المخالفة المرفوضة والناتجة من قلة الوعي بالذاكرة،هذه هي الأبعاد الأطول، أما البعد القصير هي أحداث الثورة ووقائعها الآنية التي عاشها الإمام(عليه السلام)
وأصحابه وأهل بيته، وهي تعبر بالتحليل والاستنتاج إلى ممارسات غاية في الأهمية مستمدة من قيادة هذه المعركة التي تريد رسم خارطة الإسلام وإعادة شكل التأسيس المكون للذاكرة الإسلامية التي غابت عن الأجيال اللاحقة لحظة التأسيس الأولى، وربما يصح أن نقول أن الأمام الحسين (عليه السلام)أعاد هذه اللحظة ثانية وسيعيدها الإمام المهدي(عج) ثالثة، كنتيجة حتمية لإعادة أسس الإسلام الحضاري.
ذاكرة الإسلام في كربلاء:
لم يكن الإمام الحسين(عليه السلام)ينتمي بفكره إلى جهة أو طائفة أو عرق إلا إلى الإسلام، وهو الإمام المنصوص عليه عند كل أصحاب هذا الدين الخاتم، فلا يمكن اختزاله بالتشيع وحده كحركة أو ثورة أو نهضة معارضة كما مدون في التفسير التاريخي لأن النص الوارد عن النبي(صلى الله عليه وآله) يصنعه في الأصل مقام النبي (صلى الله عليه وآله)
ومن عارضه هو في صف معارضة الوجود الحسيني، وهذا الوجود هو الذاكرة والذكرى والذكر وكل معاني الوجود الحضاري للإسلام.
حول الوجود المفتعل صناعة ذاكرة سياسية معادية بتصوير أن الإمام الحسين(عليه السلام)من الخوارج على الدولة، ففي رسالة بعثها ابن زياد إلى عمر بن سعد يؤكد فيها الخضوع والاستسلام، وإلا القتل والقتال والمناجزة، فقد جاء فيها: (فأعرض عليه وعلى أصحابه النزول على حكمي فإن أجابوك فابعث به وبأصحابه إليّ، وإن أبَوا فازحف إليه فإنه عاق شاق)(5)،

والعبارة الأخيرة هي الذاكرة المفتعلة التي ترسم للمشاركين في المعركة معنى الأصل والمعارضة لحكم قائم وصحيح ومن خرج عليه هو العاق والشاق لأمر هذا الحكم، ودخلت الذاكرة دائرة التمويه والتضييع والتأويل والإضافة للوعي المتعاقب وهو مكمن الخطورة اليوم، فقد ظلم الإسلام بتلك المصطلحات المضافة التي شوهت ذاكرته الناصعة المؤسِسَة للعدالة والرحمة والإنسانية، لذا نجد أن ذاكرة الحسين(عليه السلام)أصبحت ذاكرة عالمية، وعلى ذلك يجب العمل، وعدم حصرها بالفكر الشيعي، فكربلاء الموقع والمجتمع الإسلامي والإنساني هو الدين والفكر، فكل محاصرة لهذا الفكر يعد مخالفاً للذاكرة الإسلامية والإنسانية، والإسلام يتضح بكربلاء الشهادة، وقاعدة الفرز الحقيقي يتصور في معرفة الفهم لحقيقة الإمام الحسين(عليه السلام)
وعلاقته بالإسلام، والإسلام وعلاقته بالحسين(عليه السلام)، في زمن ضاعت فيه الحقائق بعد بروز ظاهرة التطرف والتكفير النظري من ابن تيمية إلى التكفير العملي عند القاعدة وداعش، ومنذ النشأة لذاكرة دموية الإسلام مفارقة لذاكرة التضحية والشهادة من أجل المبادئ التي رسمها الإمام الحسين(عليه السلام)،
فإذا أرادت الأمة الخلاص من الأفكار الهدامة والمشوهة للإسلام عليها أن تقتدي بالإمام الحسين(عليه السلام)
وتنهض لتحارب من يشوه هذا الدين بالذبح والتدمير والهلاك للحرث والنسل والفساد والإفساد الملبوس باللباس الخارجي للإسلام بالشكل والراية، بخلاف الجوهر وباستعادة ذاكرة الخراب والتشويه والمروق عن هذا الدين لحظة التفسير الخاطئ له عند الخوارج إلى لحظة القاعدة وداعش بتطور واضح في أساليب البشاعة التي لا تمت للإسلام بشيء، وتكاد تكون الخصائص التاريخية في التمادي البشع والتصرفات مع الإمام الحسين(عليه السلام)
وأصحابه يشابه ما يقع اليوم، فأين الإسلام إذاً؟، ولبيان أين الإسلام في الإجابة هو قول الإمام الحسين(عليه السلام)
لأصحابه في كربلاء: (إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الأَْمْرِ ما قَدْ تَرَوْنَ ، وَإِنَّ الدُّنْيا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُها، وَاسْتَمَرَّتْ فلَمْ يَبْقَ مِنْها إِلاّ صُبابَةٌ كَصُبابَةِ الإِْناءِ ، وَخَسيسِ عَيْش كَالْمَرْعَى الْوَبيلِ ، أَلا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لا يُعْمَلُ بِهِ ، وَأَنَّ الْباطِلَ لا يُتَناهى عَنْهُ ،
لِيَرْغَبَ الْمؤْمِنُ في لِقاءِ اللهِ مُحِقّاً ، فَإِنّي لا أَرىَ الْمَوْتَ إِلاّ شَهادَةً، (سعادة )
وَلاَ الْحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إِلاّ
بَرَماً)(6).
وفي موضع آخر يخاطب أهل العراق بقوله: (أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي وحتى أعذر إليكم ، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد ، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ. إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)(7)، وفي كربلاء نسب نفسه لهؤلاء لعلهم يتفكرون من يقاتلون، ومن خلال قراءة خطبة: (فانسبوني،… فانظروا من أنا؟..)، وهو سؤال لا يزال في ذاكرة الإسلام من أن كربلاء ذاكرة الإسلام. ومن أرض المعركة صنع الإمام الحسين (عليه السلام) ذاكرة الخلود للإسلام إسلام التضحية والشرف والعدالة والإنسانية، إسلام المعاني والمضامين الأخلاقية والعقلانية، والذاكرة الحسينية هي ذاكرة الإسلام الجماعية الموحدة، وهكذا يجب العمل على عالمية هذه الذاكرة.
استعادة الذاكرة:
بعد ما استشرى الظلم والطغيان وطفح الكيل في الذبح والقتل والتمثيل، وهي ممارسات كانت قد وقعت وهي ذات الممارسات اليوم وأكثر عند داعش وبناتها والقاعدة وفروعها، فنحن اليوم بين ذاكرتين ذاكرة القرآن والإسلام والدين (الذاكرة الجماعية النافعة)، والذاكرة المنحرفة الضارة (الذاكرة المفرقة والمشتتة)، والأولى حاربت الثانية ولا زالت وثورة الحسين (عليه السلام)
ثورة على الأكثرية الصامتة وهي مشكلة دائمة موجودة في المجتمعات، المجتمعات التي تعاني من الظلم ولكنها لا تغيره لأن كل واحد منها وكل جماعة منها لا تضحي في سبيل التغيير، تريد أن يحصل التغيير لمصلحتها من دون أن تتكبد أية خسائر ومن دون أن تتحمل أية مسؤوليات، تكون النتيجة أن الأخيار يقتلون وأن الأشرار يحكمون(8)،

ولا مفر لنهضة الأمة إلا استعادة ذاكرتها الإصلاحية، والاعتناء بالبنى التحتية للفكر والثقافة والوعي الحقيقي وإدراك الخطر الداهم المشوه للإسلام، ودرء هذا الخطر باستعادة الثورة وأهدافها (الذاكرة الحسينية العظيمة) هي بالأصل ذاكرة الإسلام بل طريق الأنبياء وهو القول الموجه لحبيب بن مظاهر الأسدي في أثناء المعركة عندما جادل الشمر، فقال الإمام الحسين(عليه السلام) له: (حَسْبُكَ يا أخا بَني أَسَد! فَقَدْ قُضِيَ الْقَضاءُ وَجَفَّ الْقَلَمُ وَاللهُ بالِغُ أمْرِهِ، وَاللهِ ! إِنّي لأَشُوقَ إِلى جَدّي وَأبي وَأُمّي وَأَخي وَأسْلافي مِنْ يَعْقُوبَ إِلى يُوسُفَ وَأخيهِ وَلي مَصْرَعٌ أنَا لاقيهِ)(9)،

وفي هذا النص إشارة واضحة لذاكرة الالتقاء بهذا الخط الإصلاحي العالمي فهذه الثورة ليست حركة شيعية محدودة إنها خط الرسالة العالمي والإنساني لتغيير الواقع آنذاك والحكم بالعدل كأساس للسياسة والإدارة والنظم، فليدرك كل المسلمين هذه الذاكرة المنجية لهم، وقد حذر الإمام(عليه السلام)من ركون الأمة إلى الظلم فقال للناس المجتمعين لقتله: (فسحقاً لكم يا عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرفي الكلم وعصبة الآثام ونفثة الشيطان ومطفئ السنن… )(10)، وربما هذه الصفات تكون ظاهرة بأجمعها أو بعضها حسب العصور والتطورات الاجتماعية والسياسية في توظيف الإسلام لمصالح سياسية أو أهداف طائفية مقيتة مع أن الإمام الحسين(عليه السلام)لا يحسب لجهة إلا جهة وذاكرة الإسلام، وغير ذلك هو تحكم وتعسف.

إن استعادة الذاكرة للأمة عن طريق الوعي الحسيني الذي بدأ يتسع ليعم أغلب دول العالم لهو جدير بأن يؤسس له المراكز الدراسية والبحثية في دراسات الذاكرة الحسينية واستعادة نضارة الإسلام من خلال تلك المواقف وأبعادها ولا تقتصر تلك الأمور بالشيعة الإمامية فقط، إن عالمية الدعوة الحسينية بأهدافها وأبعادها لهي الذاكرة الموحدة من خلال قيادة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)وقربه ونهجه من الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، استعادة الذاكرة الحسينية خدمة للجميع، خدمة للبشرية ومجتمعاتها، بل كل إنسان فضلاً عن المسلمين جميعاً، فالإمام الحسين(عليه السلام) لا يفرق بين الناس وهو مصداق قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)( المائدة/2) وهذا النص القرآني يشير إلى ذاكرتين:ـ
1ـ ذاكرة البر والتقوى.
2ـ ذاكرة الإثم والعدوان.
والفعل تعاون مع الذاكرة الأولى، والنهي عن التعاون مع الثانية، ولكي نعيد الذاكرة الحسينية علينا أن نفهم مفردات البر والتقوى لكي نكون من المجتمعات المتعاونة وهي مطلقة فتشمل غير المسلمين، وهو أي هذا النص ممن يؤسس للمجتمع التعاوني، وهو واضح في المجتمع الحسيني الزائر فيظهر التعاون بأجلى صوره.
أما مفاهيم الذاكرة المفرقة هي الإثم والعدوان من القتل والإقصاء والتهميش والذبح وفهم الأشياء على غير حقائقها الواضحة، وإن كان لها من يضلل ذلك على أنها هي الحقائق بأدلة واهية منظورة بعين واحدة، فأي تبرير لأفعال التشويه الداعشي والقاعدي والوهابي بتفسير الذاكرة الحسينية مفرقة غير جامعة.
التاريخ السياسي شوه وجه هذه الذاكرة، فعلينا اليوم حمل هذه الذاكرة إلى الوجود الواقعي ورفع الظلم والعدوان بالقول والفعل منطلقين من قول وشعار الإمام الحسين(عليه السلام): (لا وَاللهِ لا أُعْطيهِمْ بِيَدي اعْطاءَ الذَّليلِ ، وَلا أفِرُّ فرارَ الْعَبيدِ !)(11)

نشرت في العدد 60


1) موسوعة لالاند الفلسفية/تعريف: خليل أحمد خليل،ج2، ص783.
2) الذاكرة القرآنية بحث في مفاهيم تاريخية/حسن كريم ماجد الربيعي ، بحث منشور.
3) قالها في لقاء معه في حضرة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) في محاورة من القضية الحسينية في مؤتمر الغدير الدولي الأخير عام 2013م.
4) نظريات المعرفة التاريخية وفلسفات التاريخ /
فرج معتوق، فرنان برودل ، ص329.
5) الأخبار الطوال/الدينوري، مراجعة: جمال الدين الشيال، ص255.
6) تاريخ الطبري ج4 ص305.
7) الإرشاد /الشيخ المفيد،ج2، ص97.
8) عاشوراء مجموعة محاضرات /محمد مهدي شمس الدين، ج2، ص421.
9) الإمام الحسين من كربلاء دراسات تاريخية تحليلية ـ عن مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي، ج1، 356ـ 358.
10) المرجع نفسه، ج2، ص257، نقلاً عن الخوارزمي في مقتله وغيره.
11) المفيد، الإرشاد، ج2، ص98.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.