Take a fresh look at your lifestyle.

العلامة الشيخ عبد الحسين الأعسم

0 680

 

            النجف الأشرف مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام)، حاضنة باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المدينة الولّادة، للعلم والعلماء، والفقه والفقهاء، والأدب والأدباء، أنجبت أفواجًا من رجال الفقه والعلم والأدب والعلوم كافة. وممن أنجبتهم هذه المدينة المعطاء من العلماء والأدباء المشهورين هو العلامة الكبير الشيخ عبد الحسين الأعسم (رحمه الله).

            هو الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد علي بن حسين بن محمد الزبيدي النجفي الشهير بالأعسم. عالم كبير وشاعر شهير… ولد في النجف سنة 1177هـ ونشأ بها على أبيه، وكان من أكبر أولاده، فدرس عليه المقدمات وحضر أخيرًا مع والده عند أساتذته كالسيد مهدي بحر العلوم، وبرع في كافة الميادين التي جرى فيها والده وشاركه في مختلف الجلسات الأدبية، واشتهر في وسطه كعلم يُشار إليه بالأكف(1).

            كان عالمًا فقيهًا، محققًا مدققًا، مؤلفًا أديبًا شاعرًا. معاصرًا للشيخ محمد رضا وأبيه الشيخ أحمد النحويين وآل الفحام، وله مراثٍ في سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مشهورة متداولة،…ذكره صاحب الحصون المنيعة، وأطراه وجاء بنماذج من شعره في مختلف المقاصد، وذكره الشيخ عبد الحسين الحلي في مقدمته لشرح منظومة والده في الإرث، المطبوع بالنجف سنة ١٣٤٩هـ، وقال: رأيت له من الآثار العلمية الخالدة عند بعض آل الأعسم كتاب (ذرايع الافهام في شرح شرايع الإسلام) في ثلاثة أجزاء تدل على سعة إحاطته ودقة نظره، وهذا الشرح الوجيز لتلك الأراجيز شاهد صدق على ذلك لمن أعطاه حق النظر، وذكره صاحب (الطليعة) فقال:

         كان فاضلاً كأبيه وأمتن شعرًا منه، له في الحسين (عليه السلام) (روضة) تشتمل على الحروف مشهورة وشرح أرجوزة لأبيه في المواريث ومدائح ومراث كثيرة. توفي سنة ١٢٤٧ هـ بالطاعون العام في النجف الأشرف عن عمر يناهز السبعين، ودفن مع أبيه في مقبرة آل الأعسم(2).

           كان بالإضافة لشاعريته الفذة عالمًا وفقيهًا شهيرًا، إلّا أن سمعته الأدبية حجبت سمعته العلمية، لأنه أصبح من الشعراء البارزين في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام)، وقد قال في مدحه كبار العلماء والكتاب. وهذه بعض الأقوال بحقه:

      قال عنه صاحب (ماضي النجف وحاضرها):

        (…وكان أشهرهم في العلم والأدب فخلف أباه في كل مزاياه وشابهه في كل فضيلة، كان عالمًا، عاملًا، فقيهًا، أصوليًا، ثقة، وكان بليغًا، لبيبًا، وشاعرًا، مجيدًا، وهو أمتن شعرًا من أبيه وأغزر أدبًا، له ذكر يتجدد ببقاء المنابر الحسينية، وسُمعته باقية ببقاء الأدب، له روضة في الإمام الحسين (عليه السلام) تشتمل على الحروف مشهورة، وله مدائح للأئمة ومراثٍ كثيرة في الإمام الحسين (عليه السلام) مطبوعة …)(3).

      وقال عنه صاحب (معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء):

        (…عالم محقق، فقيه، شاعر، أديب، وكامل أريب، سريع البديهة، عربي صميم، وربما قيل إنه أعلم من أبيه … وأشعر، مدحه جُلّ المعاصرين بالعلم ودقة النظر … واستحدث كثيرًا من كتابه الذرائع بعض عظمائنا ممّن تأخر عنها من مؤلفي الكتب المشهورة نقلًا وتفصيلًا)(4).

       وقال عنه السيد محسن الأمين في الحصون المنيعة:

         (…كان عالمًا فاضلًا حاويًا لجملة من العلوم وأديبًا شاعرًا … وله روضة كبيرة في مراثي آل البيت (عليهم السلام) عدا ما نظمه … في قوافي مختلفة(5) … كان شاعرًا ماهرًا أديبًا لبيبًا من شعراء أوائل القرن الثالث عشر وكان في الطبقة التي هي حلف النحويين وآل الفحام، وله روضة كاملة في رثاء الحسين(عليه السلام))(6).

       وقال صاحب (الطليعة من شعراء الشيعة):

          (…كان فاضلًا مشاركًا في الفنون، وأديبًا ناظمًا للمحاسن والعيون، وشاعرًا نائحًا أهل البيت (عليهم السلام)، معروفًا بذلك معرفة الكميت،…وصنف في الفقه…ومحاسنه لا تنتهي)(7).

    وكذلك قال السيد الأمين في أعيان الشيعة:

          (…كان عالمًا فقيهًا أصوليًا ثقة محققًا مدققًا مؤلفًا أديبًا شاعرًا مفلقًا مشهورًا يفضل على أبيه في الشعر وكان معاصرًا للشيخ محمد رضا وابنه الشيخ أحمد النحويين وآل الفحام. تخرج على أساتذة أبيه السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وقرأ على المحقق السيد محسن الأعرجي الكاظمي صاحب المحصول، وشرح منظومات والده الثلاث في المواريث والرضاع والعدد بأمره، وطبعت مع الشرح، وخلفه في كل مزية له فاضلة،… وله مراثٍ في سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مشهورة متداولة، ومنها قصائده التي على ترتيب حروف المعجم، وشهرتها تغني عن الإطالة بنقلها، وأوردناها في كتابنا الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد)(8).

    وقال عنه صاحب الطبقات:

         (…كان فقيهًا بارعًا وعالمًا جليلًا وتقيًا ورعًا … من أعلام النجف الأفاضل آنذاك بلغ في الفقه والأصول مكانة سامية، وخلّف والده على فضله ومزاياه)(9).

     وغير ذلك مما ورد في ترجمته لدى كبار مترجمي أعلام الشيعة(10).

     

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ شعراء الغري/علي الخاقاني/ج5ص42.
2ـ أدباء الطف أو شعراء الحسين/السيد جواد شبر/ج6ص289.
3ـ ماضي النجف وحاضرها /جعفر محبوبة/ ج2 ص27 ـ 28.
4ـ معارف الرجال/الشيخ محمد حرز الدين/2 ص24.
5ـ الحصون المنيعة/السيد محسن الأمين/ ج9ص321.
6ـ ن.م/ج2ص466.
7ـ الطليعة من شعراء الشيعة/الشيخ محمد السماوي/ج2ص28.
8ـ أعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج7ص452.
9ـ طبقات أعلام الشيعة/أغا بزرك الطهراني/ص717.
10ـ وردت ترجمته في: الحصون المنيعة:1/419 ،2/466،9/321، ماضي النجف وحاضرها: 2/27، الروض النضير:60ـ 61، أعيان الشيعة:7/452، الذريعة: 9/82،10/23ـ168، 1/454، ريحانة الأدب:1/152، شعراء الغري: 5/42ـ82، أدب الطف: 6/287ـ294، كتابهاي عربي:925، الكرام البررة: 1/411، الكنى والألقاب: 2/43، معارف الرجال: 2/24، معجم المؤلفين: 9/257، معجم المؤلفين العراقيين:2/232، مكارم الآثار:4/1313، هدية الأحباب:99، الأعلام ط 4/3/278، معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 1/165ـ166… نقلًا عن كتاب: (الطليعة من شعراء الشيعة/الشيخ محمد السماوي /ج1ص499/تحقيق: د. كامل سلمان الجبوري).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.