مثّل الأئمة (عليه السلام) دور الحجيَّة الربّانيّة على وجهِ الأرض فتكاملت أدوارهم، وأخذوا من القيادة زمامها في كل شؤونهم، وأوضحوا ببياناتهم وسِيَرِهم حقائق الدين ومعالم الحياة الصادقة الناجحة وحددوا للبشر خطوط التطور الفكري والنضج الإنساني .. مستندين في ذلك إلى ما أولاهم الله تعالى من قدرات ذاتية تتناسب ومهمة القيادة الاجتماعية والنفسية، على المستويين: الشهودي والغيبي التي أوكلت لهم صلوات الله عليهم .. وكل واحد منهم يمثل حلقة في سلسلة شعّت منها أنوار ربِّها وزيّنَت الفكر والحياة بواضحات حقائق الصلاح والنجاح.
ومن الحلقات المهمة في هذه السلسلة سيدنا الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)(1) والذي لا يرتاب أحد بمقامه ومكانته الدينية والعلمية والتاريخية من جميع الطوائف والطبقات، ومعالم مدرسته التي شاع صيتها بالآفاق. وفي هذه السطور سنسلط الضوء على بعض ما ينفعنا في حياتنا وبعد مماتنا، فإنه إمامٌ أُمِرنا بالتمسك به والأخذِ عنه والانتظامِ بقافلته المباركة، ونأمل أن نوفق لنيل رضاه أولاً، واستحسان قرائنا ثانيًا.
وسنتناول تأثيره صلوات الله عليه الممتد إلى يومنا هذا، مما يمكننا أن نتلمس فيه معالم مدرسته المباركة، وخطواته القدسية، لنؤسس لحياة صالحة ولعاقبة ناجحة.
فمن تلك الخطوات المباركة:
أولاً:
على مستويي التأسيس المعرفي والعقائدي:
فقد اهتم (عليه السلام) ببيان الحقائق الفلسفية معتمدًا في ذلك على الفطرة السليمة والكتاب الكريم مضمونًا، وعلى الحوار الهادئ والمنطقي أسلوبًا. وقد أظهر صلوات الله عليه من الحقائق ما يمكن إدراج بعضها في هذه العجالة:
1ـ على مستوى النظرية المعرفية والمنهج التفكيري:
نلاحظ أنه (عليه السلام) فرَّق بين مصادر المعرفة والتعامل مع كل مصدر بقوانينه وطبائعه وعدم الخلط بين الأشياء في ذلك؛ ففي الكافي عندما قال له الزنديق في حوار طويل: (فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ مَوْهُوماً إِلَّا مَخْلُوقاً)، أجاب أبو عبد الله (عليه السلام) بجواب نقضيّ، ثم جواب إثباتيّ؛ فقد قال له (عليه السلام): (لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَمَا تَقُولُ لَكَانَ التَّوْحِيدُ عَنَّا مُرْتَفِعاً لأَنَّا لَمْ نُكَلَّفْ غَيْرَ مَوْهُومٍ)، وهذا نقض على المتكلم لأن الزنديق وإن لم يكن معتقدًا بالتوحيد ولكنه يناقش فيه وينفيه في قبال الإمام (عليه السلام) الذي يثبته ومن المستحيل الكلام عن غير متصوَّر، فإن إثبات الشيء ونفيه فرع تصوره.
ثم ميّز (عليه السلام) بين مُتَصَوَّرٍ منشأُ التصورِ فيه الحواس، وبين غيره من المناشئ، فقال (عليه السلام): (كُلُّ مَوْهُومٍ بِالْحَوَاسِّ مُدْرَكٍ بِه تَحُدُّه الْحَوَاسُّ وتُمَثِّلُه فَهُوَ مَخْلُوقٌ)، وبهذا رد (عليه السلام) على الزنديق خلطَهُ بين مصادر الفكر واعتباره إن كل متصوَّرٍ فهو مخلوقٌ، وهنا يتساءلُ الزنديقُ مرة أخرى فيقول: (فَقَدْ حَدَدْتَه إِذْ أَثْبَتَّ وُجُودَه) ويرجع الإمام (عليه السلام) يصحح المفاهيم مرة أخرى فيقول: (لَمْ أَحُدَّه ولَكِنِّي أَثْبَتُّه إِذْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ مَنْزِلَةٌ)(2).
ومثال آخر على تحديد المنهج التفكيري، وهذه المرة في ضمن الإطار الإسلامي، إذ كان (عليه السلام) – وفي أكثر من مورد – يأخذ على أبي حنيفة منهجه الفكري القياسي، وينبهه على خطأه المنهجي بالأمثلة الفقهية الحيَّة موضحًا أن هذا المنهج إبليسي لا يمكن الأخذ به لما له من آثار وضعية وفكرية. فـ (عن عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ قَالَ دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) فَقَالَ لَه: يَا أَبَا حَنِيفَةَ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقِيسُ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَا تَقِسْ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ حِينَ قَالَ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وخَلَقْتَه مِنْ طِينٍ، فَقَاسَ مَا بَيْنَ النَّارِ والطِّينِ ولَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ آدَمَ بِنُورِيَّةِ النَّارِ عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ النُّورَيْنِ وصَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى الآخَرِ)(3).
2ـ تعامله (عليه السلام) مع أعظم الحقائق الكونية بمرتكزات إنسانية واضحة:
فقد روي أن الإمام الصادق (عليه السلام)قال لابن أبي العوجاء: (إِنْ يَكُنِ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ ـ ولَيْسَ كَمَا تَقُولُ ـ نَجَوْنَا ونَجَوْتَ، وإِنْ يَكُنِ الأَمْرُ كَمَا نَقُولُ ـ وهُوَ كَمَا نَقُولُ ـ نَجَوْنَا وهَلَكْتَ)(4)، وفي هذا النص يعوِّل الإمام في بيان فكرته في إثبات الأديان على أساس المرتكز العقلي والفطري السليم بالأخذ بالاحتياط في الأمور الكبرى وخصوصًا في أهمها وأعظمها شأنًا وهو المصير البشري بعد الموت.
3ـ إثباته (عليه السلام) حقائق الدين والإيمان:
وذلك في ضوء المرتكزات والقرآن الكريم، في ضمن الإطار الإسلامي، وقد كان (عليه السلام) يتبع طريقتين في إثبات الحقائق الإسلامية، طريقة بيان الفكرة على حقيقتها، وطريقة الحوار والمناقشة؛ ولا يُتَوهَّم أن الطريقة الأولى كان يستعملها (عليه السلام)مع تلامذته وخواصه وشيعته، والثانية مع غيرهم؛ بل كان صلوات الله عليه يستثمر كل فرصة لبيان حقائق الدين عملًا وقولًا،
فمثلًا ذكر الشيخ الكراجكي طيب الله ثراه: ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعامًا مع الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، فلما رفع الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال: الحمد لله ربّ العالمين، اللهم هذا منك، ومن رسولك (صلى الله عليه وآله). فقال أبو حنيفة: يا أبا عبد الله، أجعلت مع الله شريكًا؟
فقال له: ويلك، فإنَّ الله تعالى يقول في كتابه: (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ)(التوبة:74)،
ويقول في موضع آخر: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ)(التوبة:59). فقال أبو حنيفة: والله، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلّا في هذا الوقت!
وهنا جاء رد الإمام (عليه السلام) حازمًا على أبي حنيفة، فقال أبو عبدالله (عليه السلام):
بلى، قد قرأتهما وسمعتهما، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك: (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(محمد:24)، وقال: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(المطففين:14)(5).
وهذا الرد الشديد على الرجل لأنه اتخذ منهجةً فكريّة تُضعِف الاعتماد على مصادر التشريع الأساسية، وهي القرآن والسُنَّة وتفسح للعقل حدودًا يتجاوز بها ميدانه الطبيعي إلى ميدان النص المقدس، وخصوصًا في المجال القانوني الذي لا تدرك مصالحه ومفاسده المتكاملة ولهذا فإن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: (دين الله لا يصاب بالعقول)(6) في قبال الفكر القياسي. ولأن الرجل واجه الإمام (عليه السلام) مباشرة بالتكفير واتهمه بالشرك، فلم يكن من الإمام (عليه السلام) إلّا أن نبَّهه بشدةٍ تناسب هذا الاتهام وبيَّن له جهالته بسبب مسبقاته الفكرية التي يلوي عنق النصوص إليها بل يتجاوزها ويثبت أفكاره الخاصة.
ثانيًا:
على المستوى السياسي والاجتماعي:
فقد عاش الإمام الصادق (عليه السلام) فترة صعبة في ظروفها العامة تبلورت بعض مشاهدها من خلال:
1ـ مرور قرن واحد فقط على وفاة أعظم مؤسس في التاريخ البشري وهو النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) حدثت خلالها مجازر دموية لو واجهتها أيّ أُمة لأحدثت فيها شروخًا كبرى ومؤثرة.
3ـ دخول أقوام مختلفة المشارب والرؤى والأفكار إلى الإسلامِ.
4ـ إبعاد أهل البيت (عليه السلام) عن مسرح الحياة بكل طريقة مثل الاغتيال والتصفية الجسدية والتفقير، والمضايقة، والإقامة الجبرية، ومحاولات الإحراج وبيان المنقصة في العلم أو المهارة أو الشؤون الاجتماعية، ومحاولات ضرب الفكر الإسلامي الصحيح المتمثل بهم (عليه السلام)بتحريفه، وتأييد مخالفيه من الزنادقة والملاحدة والمخالفين، وترجمة الكتب الفلسفية عن الأقوام الأخرى التي شبَّعت المجتمع النخبوي بأفكار بعيدة عن الأفكار الإسلامية الصحيحة.
وإلى غير ذلك من أساليب الإبعاد والقهر الفكري، وكذلك المشاهد والأحوال التي مرت بها الأمة الإسلامية.
وفي مقابل هذا كله عمل الأئمة (عليهم السلام) بخُطَّةٍ إلهية هي بحد ذاتها دليل على مقام أهل البيت صلوات الله عليهم وأحقيتهم. وقد اعتُمدت هذه الخطة من السماء لحفظ كيان الدين الرباني على الأرض، والتي يمكن بيان بعض ملامحها التي سنرى محورية الإمام الصادق (عليه السلام) فيها، إذ تركز هذا المخطط على ما يلي:
1ـ بيانات نبوية واضحة بما ينبغي أن يكون عليه الواقع الإسلامي بعده، وأنه يمتد بشخصيات هاشمية محددة ومعروفة.
2ـ مثالية علوية في تطبيق الإسلام في كل الظروف الحياتية من القهر ومحاولة الاستذلال إلى العزل والإبعاد عن الاختلاط بالمسلمين من الأمم الأخرى الذين بدأوا يتوافدون إلى الإسلام بعيد الفتوحات التي قام بها الخلفاء للدول الكبرى فضلًا عن صغار الدول إلى اقحامه في فتن لم يكن له فيها لا ناقة ولا جمل إلى حاكميته على دولة من أكبر دول التاريخ البشري وأكثرها مشاكل وخفايا وفي كل ذلك كان عليٌ مثالًا للحق والحقيقة في حركته وآثاره وفكره وعلمه.
3ـ انتهاج مدرسة الإمام (عليه السلام) ثلاثة مناهج متكاملة في الحفاظ على الحقيقة الإسلامية بمستويات مختلفة:
المنهج الأول:
الحفاظ على الهيئة الإسلامية العامة للمجتمع، وهذا المنهج قد يكون من أهم النقاط التي تسببت بسكوت الإمام علي (عليه السلام) وتنازل الإمام الحسن (عليه السلام) وشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وسكوت من بعده من الأئمة (عليهم السلام).
المنهج الثاني:
تربية نماذج إيمانية نخبوية على جميع الأصعدة فمنهم العلماء ومنهم أصحاب الأموال والنفوذ ومنهم الإعلاميون والشعراء وغيرهم من النماذج الخاصة.
المنهج الثالث:
إقامة الدولة العميقة للشيعة في العمق الإسلامي، بل العالمي بحيث تتمكن من الدفاع عن ثوابت الإسلام، والحفاظ على أفكاره، واتخاذ المواقف المناسبة في اللحظات المفصلية.
ويتبين دور الإمام الصادق (عليه السلام) في كل منهج من حيثيات متنوعة ولكن يمكن ذكر بعضها فقط على نحو الفهرسة حيث أن تفاصيلها تخرجنا عن حد المقال المختصر.
فمثلًا في المنهج الأول كان لتأسيس فكر التقية والتعايش السلمي أثرهما في استقرار الوجود الإسلامي إلى اليوم، وهي التي تدفعنا إلى نبذ التنابز الطائفي وإلى التضحية لإيقاف التمدد التكفيري الخارجي.
وفي المنهج الثاني يمكن استقراء أي كتاب رجال أو تراجم أو تاريخ لنتبين التمدد الكمي والنوعي للإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في مفاصل الأمة، فمؤسسو العلوم من تلامذته كمعاذ بن مسلم الهراء، وأبي جعفر الرواسي، وجابر بن حيان، والمفضل بن عمرو، وجابر بن يزيد الجعفي، وزرارة وإخوته، وأبان بن تغلب، وغيرهم من مؤسسي علوم الدين واللغة والطبيعة والطب. بل أكثر من هذا ما ذكر من مؤلفات تُنسب للإمام (عليه السلام) نفسه، بعضها وصلنا وبعضها افتقد، كتوحيد المفضل، والضيم، وخمسمائة رسالة في الكيمياء، ومصباح الشريعة.
وفي المنهج الثالث قام الإمام الصادق (عليه السلام) بتنظيم البناء الذي أسس له جدّه وأبوه السجاد والباقر (عليه السلام)، فقد قام الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الصدد بمجموعة متكاملة من التنظيمات التي ساعدت فترةُ إمامتِهِ الطويلة، وطبيعةُ الظروف على بلورتها وتوظيفها بصورة عملية لتأسيس الواقع الشيعي، والذي قد يكون لهذا السبب يسمى بالمذهب الجعفري. ومن هذه التنظيمات العملية التي قام بها الإمام (عليه السلام) والتي لا زالت قائمة وواضحة:
1ـ ابتعاد الأئمة (عليه السلام) عن الزعامة السياسية، وعدم خوضهم (عليه السلام) في أي عمل سياسي.
2ـ الاهتمام بالتنظيم المالي، وتوضيح فكرة الخمس وتنظيمها مصدرًا وموردًا.
3ـ تأسيس الحوزات العلمية في الحجاز والعراق.
4ـ فتح متنفس للشيعة من الاضطهاد المباشر، وذلك من خلال تأسيس مدرسة مدينة قم المقدسة والتي أشرف الإمام (عليه السلام)على مؤسسيها تعليمًا وتوجيهًا.
5ـ تأسيس نظام الوكلاء والقيّمين، وجعله شبكة متداخلة في الأوساط الاجتماعية.
وغير ذلك من الإجراءات التي جعلت من الواقع الشيعي مؤسسة كبرى تضم الدول ولا تضمها الدول، وتقوِّمُ نفسَها بنفسِها، ولا يضرّها في أصل وجودها أو في تطورها فشلُ تجربة هنا أو خللٌ هناك، بل حتى الانحرافات التي تحصل فيه ولو على مستوى القيادات العليا – حاشا الأئمة (عليهم السلام) – لو افترضنا حصول ذلك فإنه لن يؤثر على المسيرة العامة.
وكل هذه المناهج العملية كانت تستند إلى أفكار نظرية قوية ووجود علمي للسلسلة العظيمة من خريجي مدرسة الأئمة (عليهم السلام) ونتاجهم الفكري الذي لم ينضب إلى يوم الناس هذا.
كما أنه يستند إلى قاعدة أخلاقية واعية تربت عليها أجيال وأجيال على امتداد الزمان والمكان، ولا شك في أن من امتداداتها مؤسساتنا ونخبنا وشعوبنا ومرجعياتنا الدينية، وكل هذا ببركة ما أسسه الأئمة(عليهم السلام)، وخصوصًا إمامنا الصادق (عليه السلام).
فسلام عليه يوم ولد طاهرًا مطهرًا، وعاش عالمًا معصومًا مكرمًا… واستشهد متممًا لما أراد الله منه، خاتمًا أيامَه بالشهادة، وحياتَه بالسعادة… موقنا بما أنجز من الصلاح، مستقبِلًا لأبواب النجاح، فصلوات ربي عليه .. اللهم أحينا على ما أحييت عليه إمامنا جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وأمتنا على ما مات عليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ١ـ الإمام الصادق (عليه السلام) سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام)ولد في 17ربيع الأول/عام80 هـ، واستشهد في 25 شوال 148 هـ. ٢ـ راجع المحاورة كاملة في: الكافي/ للكليني/ج1ص84. ٣ـ م.ن/ج1ص58. ٤ـ م.ن/ج1ص78. ٥ـ كنز الفوائد/أبو الفتح الكراجكي/ص196. ٦ـ منهاج البراعة/حبيب الله الخوئي/ج10ص225.