مكة البلد الحرام التي فيها البيت الحرام، هو أول بيت وضع للناس ليعبدوا الله فيه (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا)، ثم فرض الله حجه على المسلمين، فقال سبحانه: (وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:96ـ97).
ولحرمة هذا البيت وعظمته، ولترسيخ هيبته في نفوس المسلمين وبيان مكانته عند الله، فرض الله سبحانه الإحرام على المسلم قبل دخول مكة لحج أو عمرة، (فإنّه لا يجوز دخولها إلَّا محرمًا)(1)، إلَّا في بعض الموارد، وقد ذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية.
فالإحرام منسك من مناسك الحج والعمرة، وهو بمثابة الطهارة للصلاة، فكما لا صلاة بلا طهارة، كذلك لا عمرة أو حج بلا إحرام.