إذا كان الله تعالى يبعث الرسل والأنبياء بغاية إنقاذ البشرية من سباتها الأبدي فإنه من الواجب بمكان أن يكون ذلك المبعوث على درجة عالية من اليقين العقائدي ومكانة رفيعة من الإيمان القلبي والعقلي إلى الحد الذي لا يمكن معه أنْ يشك بباعثه أو يخرج على طاعته أو واجبه السماوي المكلف به البتة، غير أننا على الرغم من إيماننا بهذا المنطلق العقائدي العقلي فإنَّنا إذا ما نظرنا في بطون المدونات التفسيرية فإنَّنا سنجد بأنَّ من المفسرين من مال إلى القول بخلاف هذا المنحى فشكك بعقيدة الرسل وغاير كسار لإثبات في مسألة الإيمان بأنَّ الأنبياء على درجة عالية من اليقينية إلى حد الانصهار بالمطلب الإلهي مهما عسرت تأديته؛ إذ نلحظ أنَّ من علماء التفسير من شكك بإيمان النبي يونس(عليه السلام)؛ بل طعن به وعده خارجًا عن قدرة السماء وبأنَّه كان مؤمناً بأنَّ السماء لا تقوى على ردعه إن أرادَ فعل شيء ما؛ ذلك بأنَّ أولئك المفسرين قد آمنوا بمسألة اعتقاد النبي يونس(عليه السلام)بعدم قدرة الله تعالى عليه في قوله تعالى (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)( سورة الأنبياء: 87) ؛ إذ يكاد يكون هذا الاتجاه التفسيري من الشيوع بمكان إلى الحد الذي غدا أحد المعاني المعتمدة التي تعرض بوصفها دلالة تفسيرية مقبولة عند بعضهم لهذه الآية الكريمة؛ ويبدو أنَّ هذا المنطلق العقائدي – إمكانية القول بخطأ النبي – هو ما دعا لأنَّ يقول بها غير مفسر؛ إذ ذهبوا إلى أنَّ معنى الآية (أنَّه وقع في ظنِّه أنَّ الله تعالى لا يقدر على معاقبته)(1)، فكأنَّ يونس (ظنَّ أنَّه يعجز ربه فلا يقدر عليه(2) البتة، ولهذا خرج من قومه من دون أنْ يأخذ إذنه سبحانه و
تعالى وهو غير مبالٍ بما يحدث لأنَّ الله تعالى غير قادر على معاقبته؛ بل غير قادر عليه البتة، فنجد أنَّ الفعل (يقدر) مُقيَّدة بـ (الظن) بعدم القدرة عليه، وهذا القيد هو الذي دفع النبي يونس (عليه السلام) لترك قومه بعد أنْ مكث فيهم هادياً شوطاً طويلاً من الزمن، وتأسيسًا على وجود القيد (ظن) المسلط على نفي القدرة عليه (يقتضي ذلك كونه شاكاً في قدرة الله تعالى)(3) البتة.
ويبدو أنَّ من المفسرين من ذهب إلى محاولة تجميل موقف يونس (عليه السلام) حيث قال إنَّ العبارة تتضمن معنى الاستفهام؛إذ التقدير: (أفظنَّ أنَّه يعجز ربه فلا يقدر عليه)(4)،وسواء أكانت العبارة مقروءة من دون استفهام أم كانت مضمنة دلالة الاستفهام إضماراً؛ فإنََّ هذا لا يُخرِجُ يونس (عليه السلام) من دائرة اتهامه بالظن في قدرة الله تعالى عليه.
ذلك بأنَّه إذا كانت عبارة (فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) من دون استفهام فإنَّ دلالة هذه العبارة ستحال على معنى التعليل لخروج يونس أي إنَه خرج مغاضباً لأنَّه ظنَّ أنْ لن نقدر عليه؛ فتكون (الفاء) في بداية العبارة سببية الدلالة؛ وبهذا يكون ذنب يونس في ظنه هذا أكبر لأنَّه مسلِّم بأنَّ الله سبحانه فاقد القدرة عليه تماماً، وإنْ كان ثمة أداة استفهام في العبارة مُقدَّرة وهي الهمزة أي إنَّ العبارة في الأصل:
(أ فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)؛فان دلالة العبارة ستكون توبيخية ليونس، فكأنَّ الخطاب يشي بالتساؤل: لِمَ خرجَ أ فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، فإنْ كان قد ظنَّ ذلك فهو مخطئ، فنجد في تقدير الاستفهام شيئاً من الاتهام ليونس لأن السماء لا تطلق كلامها على أساس الاعتباط أو الظن المتردد فيه، وإنما يجري هذا على الخطاب الصادر من الإنسان فحسب.
وبهذا ننتهي إلى أنَّ كلا الخطابين بالاستفهام أم من دون الاستفهام يكون فيه النبي يونس(عليه السلام) في موضع الشك في قدرة الله تعالى، سواء صدر منه ذلك فعلاً أم ظنَت السماء به ذلك فعلاً، وعليه يعد هذا – والحال هذه – تجنياً على قدرة السماء المطلقة وتحدٍّ لله تعالى من النبي يونس؛ لأنه قد خَرَجَ عن قدرة الله تعالى؛ بل خرج عن طاعته واجتاز الأمر إلى تحديه والظن بفقدانه القدرة على أن يتغلب عليه.
نقول إنَّ هذا تأويل بعيد ومنحى مُتكلَّف لا يتفق ومكانةَ النبي يونس(عليه السلام) عنده سبحانه ومدى إيمانه بالله تعالى، فليس من الحكمة الإلهية اصطفاء أحد من البشر مترددٍ أو شاكٍ في قدرته تعالى؛ كي يكون نبياً له على الناس، فمن كان شاكاً في قدرة الله تعالى كيف يؤمن به حتّى يهدي الناس للإيمان ؟!.
وعليه يكون هذا الظن التفسيري بعقيدة يونس(عليه السلام)محل نظر وإعادة تأمل، وإن مدعاة ذلك النظر وهذا التأمل هو أنَّ دلالة المأثور من المرويّات التفسيرية عن الإمام الرضا(عليه السلام) تغاير ما ذهب إليه القائلون بشك يونس؛ ذلك بأن هذه الروايات تخرج النبي يونس من حيز الاتهام إلى حيز الإيمان بالله تعالى؛ إذ يقول الإمام الرضا(عليه السلام) ما نصه: (وأما قوله (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ ان لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) إنما ظنَّ أنْ لن نضيق عليه رزقه ألا تسمع إلى قول الله عز وجل (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)( سورة الفجر: 16)؛ أي ضيق عليه رزقه)(5)،
فنجد أنَّ الإمام يُبرِّيء يونس(عليه السلام) ويُنزِّههُ من تهمة الشك بالله تعالى؛ فالإمام (عليه السلام) أدرك أنَّ مآل الظن في الآية بأنَّ يونس قد شك بالله تعالى هو الفعل (نقدر)،؛ولهذا حَسَبَ جملة من المفسرين بأنَّ معنى (القدرة) في قوله تعالى (لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) إنما هي مشتقة من المقدرة والإمكان(6)، بيد أن الإمام وجَّه دلالة مفردة الفعل (نقدر) في الآية الكريمة وجهتها الدلالية المرادة حقاً في النص الكريم والموافقة تمامًا للمعتقد الأصل المأخوذ عن الأنبياء(عليهم السلام)؛إذ أرجعها (عليه السلام)إلى اشتقاقها المضموني الأصل فهي مأخوذة من (التقدير) الذي يدل على معنى التضيِّق أو التحديد(7)؛
وسندُ هذا الترجيج من الإمام هو قوله تعالى (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)( سورة الفجر: 16) وهذا المعنى يتجاوب مع ذا النون (8)، فالمعنى ظنَّ أنْ (لن نضيق عليه)(9)،وأنَّنا سنعامله كما كنا نعامله في السابق بفضل رعاية ورزق مديد.
وفي هذا التوجيه من الإمام الرضا(عليه السلام)تنزيه لمقام النبوة وإثبات لعصمة النبي يونس(عليه السلام)، لأنه لو ظن عدم القدرة عليه لا عدم التضييق عليه؛ لخرج من حيز العصمة أصالة ودخل في حيز الكفر؛ لأنَّه سيكون متحدياً لله تعالى من أنه لا يقدر عليه وحاشا له من أن يظن هذا الظن مطلقاً؛ بل ظن أنَّ الله تعالى سيعامله بالرزق واللطف كما كان يعامله من ذي قبل حينما كان يدعو قومه؛ لأنَّه خرج منهم مغاضباً لله وحده(10)، فـ (ظنَّ أنَّ ذلك يسوغ حيث لم يفعله إلا غضباً له وأنفة لدينه وبغضاً للكفر وأهله)(11)
فحسب – والحال هذه- أنَّ الله تعالى سينظر إليه بعين اللطف والرحمة كما كان من ذي قبل وأنه يفيض عليه من فضله وسكينته كعهده حينما كان قبل خروجه لأنَّ مدعاة خروجه كانت مغاضبةً لقومه من أجل الله تعالى(12)، ولعلَّ ظنَّ النبيِّ عدم تضييق فضل الله تعالى عليه كان بداعي أَنه خروجه مغاضباً لله، فتكون عبارة (ذَهَبَ مُغَاضِباً) تعليلية لعبارة {فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي إنَّه حَسِبَ أنَّ الله تعالى لن يقلل رزقه لأنَّه خرج بداعي الحفاظ على دينه سبحانه وأنَّ غضبه كان من إجله تعالى؛ وبهذا ستكون عبارة (فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) نتيجة وليست سبباً لعبارة(ذَهَبَ مُغَاضِباً) كما حَسِبَ ذلك من ظن بالنبي يونس أنه كان شاكًا بالله تعالى.
بهذا نجد أنَّ الفعل (ظن) قد وقع على معنى التضييق لا معنى القدرة وهذا أنسب وأنزه لمقام النبوة ليونس؛ فمن المحال –عقلاً- أنْ يصدر منه ظنٌ بضعف قدرة الله تعالى عليه أو أنَّه يخال أنَّ الله تعالى لا يعاقبه إنْ هو خالف أمره وخرج من قومه بلا إذن منه سبحانه.
وثمة سند نصي في الآية التي تلت هذه آية الكريمة – موضع البحث- يثبت المنحى التوجيهي الذي وظفه الإمام لنقد المعتقد التفسيري المخطوء بحق البني يونس وهو قوله تعالى (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)( سورة الأنبياء: 88)، فإذا كان النص يصف يونس (عليه السلام)بأنَّه من المؤمنين ولهذا أنجاه سبحانه؛ فكيف يخرج مغاضباً على ربه ويظن بأنه قد خرج من قدرة الله تعالى، فلو كان كذلك لحق عليه العذاب ولوصف بأنَّه من الكافرين لأنَّه قد خرج من طاعته سبحانه وشك بمقدرته كحال من كفر.
ويبدو أنَّ الطباطبائي قد تنبه إلى هذا المنطلق الاستدلالي لبراءة يونس؛ إذ يقول ما نصه: (إنَّ ظاهر الكلام لا يقتصر في تشخيصه على الفهم العامي المتعلق بنفس الجملة المبحوث عنها؛ بل للقرائن المقامية والكلامية المتصلة والمنفصلة… وخاصة في الكلام الإلهي الذي بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ويصدق بعضه بعضاً، والغفلة عن هذه النكتة هي التي أشاعت بين عدة من المفسرين وأهل الكلام إبداع التأويل بمعنى صرف الكلام إلى ما يخالف ظاهره، وارتكابه في الآيات المخالفة لمذهبهم الخاص على زعمهم، فتراهم يقطعون القرآن قطعاً ثم يحملون كل قطعة منها على ما يفهمه العامي السوقي من كلام سوقي مثله فإذا سمعوه تعالى يقول: (فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) حملوه على أنَّه عليهم السلام – وحاشاه – زعم أو أيقن أنَّ الله سبحانه يعجز عن أخذه مع أنَّ ما في الآية التالية: (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)يعده من المؤمنين، ولا إيمان لمن شك في قدرة الله فضلاً عن أنْ يرجح أو يقطع بعجزه)(13) ؛
فلو قال سبحانه: {فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْسائلين} لفُهِمَ بأنَّ يونس لم يكن مؤمناً بالله وأنَّه كان يظن بعدم قدرة الله تعالى عليه لكنه حينما وقع في شدة وكان مُسبحاً وسأل الله تعالى النجاة بإخلاص أنجاه، ففي هذا دليل على أنَّه لم يكن مؤمناً قبل ابتلاع الحوت له، ولكن بمقولته تعالى 🙁فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)دل على أنَّ يونس كان مؤمناً ولولا إيمانه وعِلْمُ الله تعالى بذلك الإيمان لما أنجاه البتة؛ ولو كان قد كفر بخالقه لاستحق عدم الاستجابة مطلقاً؛ ذلك بأنَّ الله تعالى قد أرسلَ على يديه المعجزات والأدلة فإذا صَدَرَ منه الكفر بلحاظ الإيحاء وكثرة المعجزات والأدلة التي شهدها بنفسه هو فإنه يستحق ضعف العذاب – والحال هذه- ولكن لإيمانه الشديد أنقذه الله تعالى لتكون عبرة له ليقوم بالأوْلى ابتداءً.
فضلاً عن أنَّ الناظر في الآية الكريمة يجد أنَّ هناك روعةً عاليةً في صياغة التعبير واختيار اللفظ المناسب في موضعه دون غيره مما يسهم في عدم القول بشك يونس في الله تعالى؛ إذ استعمل سبحانه مفردة (الغم) بدلاً من (العذاب) فقال (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ) ولو كان ابتلاع الحوت ليونس عقاباً؛ لأنَّه كفرَ وليس عظةً له؛ لقال سبحانه (فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ من العذاب) دون مقاله (من الغم)؛ فلما قال: (من الغم)؛ فُهِمَ أنَّ يونس كان في حزن وغم شديدينِ وليس في عذاب وعقوبة أليمتينِ، والظاهر أنَّ هذا الغم مدعاهُ هو الخروج غضباً لله ظناً منه بانَّ هذا مسوغ، وثمة دليل آخر وهو استعمال الفاء في قوله (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) والفاء العاطفة تستعمل للدلالة على سرعة الأداء في الفعل من دون تأخير وهذا يدل على سرعة استجابته سبحانه ليونس؛ فهو لم يمكث في بطن الحوت سوى ثلاثة أيام فقط؛ ذلك بأن سرعة الاستجابة له من السماء كانت بسبب تسبيحه وما تسبيحه إلا بسبب إيمانه بالله تعالى، ولو كان كافراً لما سبح ولبقي فيها إلى يوم يبعثون، يزاد على هذا أنَّ استعماله سبحانه لـ (نا) الضمير الجمعي المعبر عنه تعالى يدل على مدى اهتمامه سبحانه بيونس وبعملية إنقاذه؛ إذ لا يستعمل سبحانه هذا الضمير على هذه الشاكلة إلا في المواضع الجليلة القدر؛ ولما كان ابتلاع يونس وهو نبي من أنبياء الله تعالى في بطن الحوت أمراً جللاً -حتى وإن كان على سبيل العظة- استعمل سبحانه ضمير الجمع (نا) احتراماً ليونس وبياناً لمدى أهميته عند الله تعالى إلى الحد الذي تطلب فيه الأمر أن يتدخل الله تعالى ذاتاً لإنقاذه فهذا يدل على شدة المأزق الوعظي الذي كان فيه من جهة ويدل أيضاً على مدى رعاية الله تعالى لبه وشدة رحمته عليه ورأفته به من جهة أخرى، فمن المحال أنْ يتركه الله تعالى في ذلك الوضع وفي ذلك الموضع؛ ذلك بأن علة عدم الترك هي أنه ما زال نبيًا وأنه ما زال مؤمنًا بالله تعالى؛ بيد أنَّه سبحانه أراد أنْ يعلمه شيئاً ليبين له مدى فضله عليه وانه يجب أن لا يخرج إلا بأمر منه تعالى حتى وإنْ حَسِبَ أنَّ خروجه كان مسوغًا غضبًا لله تعالى،؛ لذا استعمل الضمير الجمعي (نا) اعتزازًا بيونس واحترامًا له ودليلًا على أنه ما زال مؤمنًا.
بهذا نجد أن الإمام الرضا(عليه السلام) قد حل الإشكال الذي يمكن أن يرد على النبي يونس(عليه السلام)بتوجيهه الاستدلالي النقدي البديع عن طريق توظيفه منهج القرآن بالقرآن لإيضاح الإشكال التفسيري الكامن في فهم الفعل (يقدر) الذي هو موضع الخلاف أصالة في النص الكريم؛ فضلاً عن أنَّ الإمام باستعماله منهج تفسير النص بأخيه منح المتلقي مفتاحًا استدلاليًا يفضي به إلى توظيف نصوصٍ أخرى تسهم في حلحلة هذا الإشكال على الرغم من أنَّ الإمام قد حسم الموقف بمقاله ووقف على المراد بكلامه الاختزالي القاطع للنزاع؛ فأثبت إزاحة الشك عمن شك بأن يونس كان شاكاً به سبحانه، وحاشا له من ذلك البتة.
نشرت في العدد 56
( 1) الشوكاني: فتح القدير: 3/601، وينظر: ابن الجوزي: زاد المسير: 5/383، والآلوسي: روح المعاني: 17/84، وابن عاشور: التحرير والتنوير: 1/2735، والطباطبائي: الميزان: 6/368.
( 2) ابن الجوزي: زاد المسير: 5/383.
(3 ) الرازي: التفسير الكبير: 22/214.
(4 ) ينظر: البغوي: معالم التنزيل: 1/349، وابن عاشور: التحرير والتنوير: 1/2735.
( 5) الصدوق: عيون أخبار الرضا: 1/201، وينظر: الفيض الكاشاني: الصافي: 3/352..
(6) ينظر: الفراهيدي: العين: 5/112.
(7) ينظر: الشوكاني: فتح القدير:3/601، والبغوي: تفسير البغوي:1/349، والرازي: مختار الصحاح:560.
(8) ينظر:عبد السلام زين الدين: مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني: 108.
(9) الطبرسي: مجمع البيان: 4/60.
(10) ينظر: غفران ياسين محمد الهاشمي: دور السنة المطهرة في تأصيل علم التفسير، رسالة ماجستير، كلية الفقه – جامعة الكوفة، بإشراف: ا.م.د. علي خضير حجي، و ا.م.د. سيروان عبد الزهرة الجنابي، 2012م:178
(11) الزَّمخشري: الكشاف: 3/104.
(12) ينظر: القرطبي: تفسير القرطبي: 11/329.
(13) الطباطبائي: الميزان: 6/287- 688.