الإنسان سيد المخلوقات جميعاً، كرّمه البارئ القادر سبحانه وتعالى بأن أمر الملائكة بالسجود له، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)(1) ثم توَّجَهُ بنعمة العلم.
قال عز وجل: (خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(2) وقال أيضاً: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)(3) وسخَّرَ له كل شيء، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)(4)
واصطفاه لرسالاته بأن جعل الأنبياء والرسل من بني الإنسان. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى، أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ، وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ للذِينَ اتَّقَواْ، أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)(7).
قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: (ليس لله تعالى خلق أحسن من الإنسان، فإن الله تعالى خلقه حياً عالماً قادراً متكلماً سميعاً بصيراً مدبّراً حكيماً)(8) وافتتح ابن بختيشوع كتابه (طبائع الحيوان) بالإنسان وقال: (إنه أعدل الحيوان مزاجاً وأكمله أفعالاً وألطفه حساً وأنفذه رأياً فهو كالملك لسائر الخليقة)(9).
لقد ملأ الله تبارك وتعالى الأرض والسماء بالخيرات، وقال سبحانه: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا، إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)(10) متاعاً للحياة الدنيا، وقال للإنسان: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ، وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)(11).
إن جميع الرسالات السماوية صرّحت بأن الدار الآخرة هي الأبقى، وأنّ الدنيا فانية، فهي مرحلة عبور إلى الحياة الدائمة. قال تعالى: (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(12).
ومن عدل الله تبارك في علاه أن لا تتساوى منزلة المؤمن والكافر، أو الصالح والطالح، أو المصلح والمفسد. فقد أعد الله تعالى لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنّة وللكافرين النار، وكلٌ خالد فيما آل إليه مصيره..
هذا هو مجمل الخط البياني لبني آدم. وعلى ضوء ما تقدم يمكننا تقسيم الناس ـ إجمالاً ـ إلى: المؤمنين الموحدين المخلصين لله تبارك وتعالى ولرسله(عليهم السلام)،
وآخرين من الضالين المعاندين المتابعين للشيطان. قال تعالى: (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)(13) ولكن: برحمة الله وعفوه فُتح للناس باب التوبة والرجوع إلى جادة الحق، فرجحت كفة المؤمنين، وسلك أغلب الناس صراط الذين أنعم الله عليهم.. ولكن بعضهم: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)(14).
ومن هنا يبدأ الحديث الذي كرّس لصفات الإنسان الظاهرة للعيان عبر الحقب المتتالية والتي تواتر ذكرها وأصبحت راسخة في ذاكرة المتتبعين وفي مدونات الباحثين على أنْ يستثنى من ذلك كل من أفرغ الله تبارك وتعالى عليهم ألطاف فضله وشآبيب رحمته. فرفعهم إلى أسمى منزلة وأشرف مقام، ودفع عنهم ما لا يرضاه لهم، كالأنبياء والأولياء والصالحين والمؤمنين حقاً: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)(15) و(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(16) (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)(17) (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)(18).
ولعل من تمام القول أن نذكر بعض صفات المؤمنين: (فالمؤمن شريف ظريف لطيف، لا لعّان ولا نمّام، ولا مغتاب ولا قتّات، ولا حسود ولا حقود، ولا بخيل ولا محتال، ويطلب من الخيرات أعلاها ومن الأخلاق أسناها، إنْ سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، غضيض الطرف سخي الكف، لا يرد سائلاً ولا يبخل بنائل، متواصل الأحزان، مترادف الإحسان يزن كلامه ويحرس لسانه ويحسن عمله، ويكثر في الحق أمله، متأسف على ما فاته من تضييع أوقاته كأنه ناظر إلى ربّه مراقب لما خلق له، لا يرد الحق على عدوه، ولا يبطل الباطل من صديقه، كثير المعونة، قليل المؤونة، يعطف على أخيه عند عسرته لما مضى من قديم صحبته)(19).
ومن علامات المؤمن أيضاً: (قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحكم في علم، وكبس في رفق، وعطاء في حق، وقصد في غنى، وغنى في فاقة، وإحسان في قدرة، وطاعة في نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف في جهد، وصبر في شدة…)(20).
أمّا الرسل والأنبياء(عليهم السلام) فقد أسبغ الله عليهم نعماً جمّة، ودرجات فخمة، تمييزاً لهم عن سائر خلقه وأودع كنوز علمه وحكمته لدى الصفوة من أوليائه ورسله وخصهم بالعصمة(21) لتستقيم مقوّمات الحياة، وتعلو كلمة الله وذِكره جل جلاله وحتى لا يؤول مصير البشرية إلى ما آل إليه مصير قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. إنّ الله لطيف بعباده. غفور رحيم.
ومن خلال المعايشة الميدانية التي مرّ بها العقلاء والعلماء النَقَدَةُ من أرباب الفنون والآداب، وأهل النظر في الطباع والسلوك والنزعات الفردية، تبيّن أن الإنسان ذلك المخلوق الذي خُلقت السماوات والأرض وما بينهما لأجله، تتجسد في سلوكه طباع متضادّة لا تجتمع في غيره من المخلوقات، وهي ليست وليدة ظروف خاصة أو بيئة معيّنة، بل هي قد ركبت فيه تركيباً عجيباً بفعل ما منحه الله تبارك وتعالى من نِعَم وملكات، وقوى وإمكانات يستطيع بها فعل الخير وخلافه. علماً بأن الله تعالى قد بين له طريق الخير وطريق الشر. قال سبحانه وتعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)(22) ولكنه كما قال الله جل جلاله: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ، وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا، إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(23) وقوله أيضاً: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ)(24) والحقيقة أن هناك عوامل مساعدة تعمل على بروز ظاهرة التضاد في سلوك الناس، أهمها:
1ـ التربية البيتية (النشأة الأولى): وهي الأساس الذي يقوم عليه الكيان السلوكي، فالطفل محكوم لعقله الباطن، يتلقى ما يفرزه المحيط البيتي فيأخذه كمسلَّمات، ثم ترسخ في ضميره، فإذا كان الحاصل طيباً، كانت نتائجه إيجابية متّفقة مع القيم المقبولة، والعكس بالعكس. ثم يأتي دور المدرسة، وتأثير المعلم الجيد والأصدقاء الجيدين، فتتعززه ثقة الطفل بنفسه ويزداد خبرة، على عكس مما لو كان معلمه وأقرانه لا يحسنون التصرف ويصدر منهم القول السيّئ والفعل السيئ، مما يدفعه إلى التقليد وهو لا يدرك مخاطر أفعاله فقد يمد يده لحاجات غيره أو يختلق الأعذار الكاذبة عندما يخطئ أو يقصّر في أداء واجباته وربما ينحدر إلى الأسوأ في الفعل والقول. أما حين يواجه المجتمع خارج البيت والمدرسة ـ وهو مليء بالخير والشر ـ فإن كانت فطرته طيبة وتربيته حسنة وتحصيله المدرسي جيداً فهو في حرز من تأثير الشر بنسبة أكبر مما لو وقع فريسة لأقران السوء والشراذم الجانحة والخارجة عن العرف والخلق والدين.
2ـ الحالة الاقتصادية: ليس بالضرورة أن يكون الوضع الاقتصادي الجيد سبباً في جودة السلوك، فقد يكون كذلك وقد يكون وسيلة لفعل المنكر. كما أن الفقر لا يجبر الفرد على فعل المعاصي والسلوك المذموم فهو ذو حدين، فقد يدفع باتجاه القناعة والرضا، وقد يدفع باتجاه الرفض وارتكاب المحرمات.
3ـ الحالة الصحية: وهي تشبه إلى حد كبير الحالة الاقتصادية. فقد يذهب صاحب الحالة الصحّية الجيدة إلى ممارسة الأفعال الخيّرة التي ينتج عنها ما ينفع نفسه وينسحب على غيره من أبناء محيطه، أو قد تدفعه العافية إلى الاستهتار بحقوق الآخرين والاعتداء على الضعفاء وارتكاب الموبقات وتعريض نفسه أيضاً إلى الأضرار، وربما يصل الأمر إلى السجن أو العوق أو الموت.
4ـ الوضع الاجتماعي العام: من المعلوم أن الوضع الاجتماعي في أي مكان يجمع بين الصالح والطالح ويمارس الناس شتى أنواع السلوك. وأن المعيار الذي يحدد الخير والشر هو: الدين والعرف والقانون الوضعي. وليس بإمكان أحد أن يجعل الناس كيفما يريد خيراً أو شراً، إلاّ أنّ الطابع العام للسلوك يرتبط بضوابط يرضاها الأغلبية وهي متصلة بالوازع الفطري لجنبة الخير والصلاح أو رادع الدين أو سلطة العرف الذي يحدد السلوك. أما الأشرار من الخارجين على العرف والدين فلا ينشطون إلاّ إذا لمسوا تساهلاً من الناس أو عندما يضطرب حبل الأمن وتسوء الأوضاع في البلد فيظهر المستور، ويشيع الباطل والرياء والازدواجية في السلوك.
وإذا رجعنا إلى مدوّنات السلف لوجدنا كثيراً من المتضادات الظاهرة في حياة الأفراد وفي تعاملهم مع أبناء جنسهم وبقية المخلوقات. وقد أحصى أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتابه (الحيوان) الكثير من تلك الصفات، وقبل أن نذكر تلك الإحصائية النادرة نقول: نحن اليوم بحاجة إلى عارف مقتدر جريء يكشف لنا ما استجد في حياتنا من متضادات خلقتها عوامل جديدة سميت بالعصرية والحداثوية… نُقلت صورها من عوالم غريبة لا تتفق مع تقاليدنا وذوقنا الاجتماعي. نعم إنّ تلك البلدان قد سبقتنا في مجال العلم والبناء ولكنهم فقدوا ما يحميهم من مهاوي الرذيلة، جرفتهم الصَرْعات والهوَس في ميادين التربية الشخصية والعقائد المحرّفة والمتاجرة بالمحرّم، وأصبحوا مصدراً لتصدير الضلال ومحاربة القيم الروحية التي بأنوارها يعاد التوازن للنفس البشريّة كلما اتسعت الهوّة بين الحق والباطل.
إننا اليوم نعيش صراع التحولات المرتجلة، وتتخبطنا التيارات الثقافية المتناقضة حتى لم نعد نثق بأنفسنا أو نحترم تاريخنا، نتنكّر لتراثنا الاجتماعي وذخائرنا الأدبية وقيمنا الأخلاقية وتعاليم ديننا، يأخذنا المدّ الوارد من بؤر التحلل والانفلات، ويردّنا الجزرُ الثقافي والتراجع المعرفي والضعف الإيماني إلى دوائر الحَيرة والتردد وعدم وضوح الرؤية، ولهذا نرى أن ما ذكره الجاحظ في كتابه (الحيوان) يحتاج إلى مستدرك يكمّل المستجد من المتضادات…
يقول الجاحظ: (…ألا ترى أن فيه (الإنسان) طبائع الغضب والرضا، وآلة اليقين والشك، والاعتقاد والوقف، وفيه طبائع الفطنة والغباوة، والسلامة والمكر، والنصيحة والغش، والوفاء والغدر، والرياء والإخلاص، والحب والبغض، والجد والهزْل، والبخل والجود، والاقتصاد والسرف، والتواضع والكبر، والأُنس والوحشة، والطفرة والإمهال، والتمييز والخبط، والجبن والشجاعة، والحزم والإضاعة، والتبذير والتقتير، والتبذل والتعزز، والادخار والتوكل، والقناعة والحرص، والرغبة والزهد، والسخط والرضا، والصبر والجزع، والذكر والنسيان، والخوف والرجاء، والطمع واليأس، والتنزه والطبَع، والحياء والقحة، والكتمان والإشاعة، والإقرار والإنكار، والعلم والجهل، والظلم والإنصاف، والطلب والهرب، والحقد وسعة الرضا، والسرور والهم، واللذة والألم، والتأميل والتمنّي، والإصرار والندم، والجماح والبدَوات، والعي والبلاغة، والنطق والخرس، والتصميم والتوقف، والتغافل والتفاطن، والعفو والمكافأة، والعجز والاستطاعة، … وما لا يحصى عدده ولا يُعرف حدّه)(25).
وعليه أقول: نحن بانتظار مشروع نهضوي تربوي إصلاحي، تتبنّاه جامعات البلد وأهل الخبرة، وتسنده رغبة شعبية ووسائل وعظ وإعلام صادقة لاختزال ما يمكن اختزاله من السلبيات التي تعبث بمصائرنا وتمسخ مستقبل أبنائنا، وتقضي على بقايا سؤددنا وعزّة الإسلام فينا.
إننا جميعاً مطالبون بالمساهمة ولو بِشق فكرة أو بدعم مبادرة. قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ، إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ، وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)(26).
صدق الله العلي العظيم.
نشرت في العدد 50
(1) البقرة 34.
(2) الرحمن 3-4.
(3) العلق 3، 4، 5.
(4) لقمان 20.
(5) البقرة 286.
(6) البينة 5
(7) يوسف 109.
(8) الدميري / حياة الحيوان الكبرى 1: 49.
(9) المصدر السابق 1: 50.
(10) النحل 18.
(11) القصص 77.
(12) الأعلى 17.
(13) الحجر 39، 40.
(14) التوبة 102.
(15) البقرة 3.
(16) المائدة 55.
(17) النور 37 .
(18) آل عمران 191.
(19) الدميري / حياة الحيوان الكبرى 1: 52.
(20) المختار من النثار / مجموع مخطوط في مكتبتي.
(21) العصمة: التنزه عن الذنوب والمعاصي، صغائرها وكبائرها، وعن الخطأ والنسيان. فلو جاز أن يفعل النبي المعصية أو يخطئ وينسى، وصدر منه شيء من هذا القبيل فيجب علينا اتباعه. قال تعالى (مَّآ أَفَآءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَللّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ، وَمَآ آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا، وَاتَّقُوا اللهَ، إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر 7) فإن وجب اتباعه فقد جوّزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالى بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل.. وإن لم يجب اتباعه فذلك ينافي النبوة التي لابد أن تقترن بوجوب الطاعة أبداً. (انظر المظفر عقائد الأمامية صفحة 54) وعندنا أنّ الإمام معصوم أيضاً لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي(صلى الله عليه وآله) والدليل إلى ذلك نفس الدليل السابق. انظر المصدر السابق صفحة 67.
(22) البلد 10 .
(23) إبراهيم 34.
(24) عبس 17.
(25) الجاحظ / الحيوان 1: 214.
(26) سورة الرعد 11.