مِنى هي المكان الذي يبيت فيه الحاج ليالي معلومة من ذي الحجة، ليرمي الجمرات الثلاث قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) هي: أيام مِنى، ويوم العيد، وأيام التشريق الثلاثة بعده، ومِنى هذه بلدة صغيرة في عرضها صفان من البيوت على جانبي الطريق الذي يشقها، والذي يبتدئ من مكة ويوصل إلى عرفات، وبيوت مِنى مبنية من الحجر الأصم، وأكثرها طبقتان، ولا تُسكَن إلا مدة الحج، وحَدُّها من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة المزدلفة وادي محسر.
وبها يبيت الحجاج ليالي 9-11-12 من ذي الحجة لمن يتعجل وليلة 13 لمن يتأخر وهو مشعر داخل حدود الحرم وبها رمى إبراهيم(عليه السلام) الجمار وذبح كبشا بدل إسماعيل(عليه السلام) وبها مسجد الخيف والجمرات الثلاث وبها تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعة العقبة الأولى و الثانية وبها نزلت سورة النصر أثناء حجة
الوداع.
سبب التسمية:
وسبب تسميتها بهذا الاسم أقوال منها:
1- لما يُمنى فيها من الدماء المشروعة في الحج ـ أي يُرَاق ـ وهذا هو المشهور.
2- لتمني آدم فيها الجنة.
3- لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس (مِنى).
حدود مِنى:
تقع منى بين مكة ومزدلفة على بعد 7 كم شمال شرق المسجد الحرام وعن طريق النفق 4 كم.
من معالم منى
الجمرات:
جمع جمرة وهي الحصاة الصغيرة وجمرات المناسك الثلاث بمنى هي: الجمرة الصغرى والوسطى والعقبة وهي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث علامة للمكان الذي ظهر به الشيطان ورماه سيدنا إبراهيم(عليه السلام).
أما الأحواض التي حول الأعمدة فإنها أحدثت بعد سنة 1292هـ لتخفيف الزحام ولجمع الحصى في مكان واحد ومما يلاحظ أن حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض نصف دائرة ونظراً لتزايد الحجاج بني دور علوي للجمرات بعد سنة 1383 هـ وقد تمت توسعته أكثر من مرة والمسافة بين جمرة العقبة و الوسطى نحو 247 متراً وبين الوسطى والصغرى نحو 200متراً.
وادي محسر:
قال ابن القيم: سمي ذلك الوادي محـسر لأن الفيل حسر فيه أي أعيى وانقطع عن الذهاب وقال أيضاً: وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه ويسن للحاج الإسراع فيه أثناء عودته من مزدلفة إلى منى وقد أشير إلى حدوده بين منى والمزدلفة باللوحات الإرشادية المكتوب عليها (وادي محسر) وهو من الحرم وليس بمشعر.
مسجد الخَيف:
الخيف بفتح الـخاء وسكون الياء.. ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء.. ومنه سمي مسجد الخيف, ويقع في سفح جبل منى الجنوبي قريباً من الجمرة الصغرى وقد صلى فيه النبي(صلى الله عليه وآله) والأنبياء من قبله. فعن يزيد بن الأسود قال: شهدت مع النبي(صلى الله عليه وآله) حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف وقد كان هذا المسجد موضع اهتمام وعناية أمراء المسلمين على مر التاريخ وتمت توسعته وعمارته في سنة 1407هـ – 1987م وبه أربع منائر وهو مكيف بـ410 وحدة تكييف كما يساعد على تلطيف الهواء في المسجد 1100 مروحة ويليه مجمع دورات المياه ويوجد به أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء.
مسجد البيعة:
تمت في هذا الموضع من منى سنة 12 من البعثة بيعة العقبة الأولى حيث بايع 12 شخصا من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله). كما أن بيعة العقبة الثانية كانت أيضاً في هذا الموقع وذلك أثناء موسم حج 13 من البعثة الشريفة وحضر هذه البيعة 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة، وعرفت هذه البيعة ببيعة العقبة الكبرى. وبنى المنصور العباسي سنة 144هـ المسجد في موضع البيعة وهو مكون من فناء مكشوف يتقدمه مظلة. وعمَّرَه أيضاً المستنصر العباسي سنة 629 هـ. وهو على بعد 300 متر من جمرة العقبة على يمين الجسر النازل من منى إلى مكة المكرمة. وعمَّرَه أيضًا المستنصر العباسي سنة 629 هـ.
مسجد الكبش:
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس(رضي الله عنهم) أنه قال: الصخرة التي بمِنى التي بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم(عليه السلام)
فداء ابنه، هبط عليه من ثبير كبش أعين، أقرن، له ثعاء، فذبحه، قال: وقد هبط الكبش على العرق الأبيض الذي يلي باب شعب علي(عليه السلام) وباب الشعب هذا هو الذي بنت عليه لبابة بنت علي بن عبد الله بن عباس المسجد الذي يُقَال له: مسجد الكبش، وهذا المسجد على يسار الذاهب إلى عرفات، وفي شمال جمرة العقبة، وقد عُمِّر هذا المسجد مرات
عديدة.
آبار مِنى:
وبمِنى خمس عشرة بئراً: منها بئر تعرف بالحجامية بقرب جمرة العقبة، ومنها بئر يُقَال لها: كدَّانة، ومنها بئر يُقَال لها عَمَّارة، ومنها بئر يُقَال لها: الكُلَيْبِيَّة، ومنها بئر يُقَال لها الشَّعْبَانيَّة، ومنها بئر يُقَال لها: أم الحمام، عمَّرَتْها زوجة الملك المنصور صاحب اليمن.. وغير ذلك من الآبار.
منى في الجاهلية
أول من نصب الأصنام هو عمر بن لحي نصب بمني سبعة أصنام ـ نصب صنماً على القرين الذي بين مسجد مني والجمرة الأول على بعض الطريق، ونصب على الجمرة الأولى صنماً، وعلى المد عاضماً، وعلى الجمرة الوسطي صنماً، ونصب على شفير الوادي صنما وفوق الجمرة العظمى صنماً، وقسم عليهن حصى الجمار إحدى وعشرين حصاة يرمى كل وثن منها بثلاثة حصيان ويقال للوثن حين يرمي! أنت أكبر من فلان ويعني الصنم الذي يرمي قبله.
رمي الجمار:
رمي الجمار أحد مناسك الحج وواجباته التي بينها رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حجته المشهورة بحجة الوداع وهو رمز لوحدة المسلمين على هدف واحد لو استوعبوه وطبقوه ضد أعدائهم لحققوا النصر.
والجمار هي الحجارة الصغيرة، وهي الأماكن التي يرمي الحجاج فيها تلك الحجارة الصغيرة فالجمار تطلق على شيئين: الحجارة، والأماكن التي تلقى فيها هذه الحجارة في يوم النحر، وأيام التشريق، وهي ثلاث جمرات جمرة العقبة الكبرى، والجمرة الوسطي والجمرة الصغرى وجميعها في منى من جهة مكة.
أول من رمي الجمار هو إبراهيم(عليه السلام) لما خرج به جبريل(عليه السلام) ليريه مناسك الحج فمر بجمرة العقبة فإذا بإبليس، فقال جبريل، كبر وأرمه، ثم ارتفع إبليس إلى الجمرة الثانية فقال جبريل: كبر وأرمه، ثم ارتفع إلى الجمرة القصوى، فقال جبريل: كبر وأرمه.
مواضع نزول النبي(صلى الله عليه وآله) بمِنى ومنازل أصحابه:
وكان منزل رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمِنى على يسار مصلى الإمام، وكان يُنزل أزواجه موضع دار الإمارة، وكان ينزل الأنصار خلف دار الإمارة، وأومأ الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى الناس أن انزلوا هاهنا وهاهنا ـ وفي رواية: (كان ينزل المهاجرون شعب المهاجرين، وينزل الأنصار شعب الأنصار)، الشعب بمِنى الذي من وراء دار الإمارة ـ ولما سأل عمر بن الخطاب زيد بن صوحان: أين منزلك بمِنى؟ قال في الشق الأيسر، قال عمر ذلك منزل الداج فلا تنزله، قال سفيان: ثم يقول عمر: ومنزلي منزل الداج، والداج هم التجار. وقد نزل الرسول(صلى الله عليه وآله) بالخيف .