Take a fresh look at your lifestyle.

الريحــان

0 687

د. باقر جلاب هادي الربيعي
كلية الزراعة/ جامعة المثنى

 

       لقد أسبغ الله عز وجل نعمهُ ظاهرةً وباطنة على بني البشر وصدق الواحد الأحد حينما قال: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). لقد حرّم الله سبحانه وتعالى على بني البشر ثلاث هنّ: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، وأثبت العلم الحديث بعد تجارب عديدة وسنوات من البحث العلمي اللا منتهي أن لهذه المواد مخاطر جمة على بني الأنسان وباختصار فإن الميتة لا يدمنها أحد إلا ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوّته وانقطع نسله ولا يموت آكل الميتة إلا فجأة.
وأما الدم.. فإنه يورث آكله الماء الأصفر ويبخر الفم ويسيء الخلق ويورث القسوة للقلب وقلة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل ولده ووالديه ولا يؤمن على حميمه ولا يؤمن على من يصحبه، لأن الدم يحمل سموماً وفضلات كثيرة ومركبات ضارة وذلك لأنها أحدى أهم وظائفه، والدم وسط ملائم لنمو أنواع كثيرة من الجراثيم وقد استفيد من هذه الخاصية في استخدامه لصنع مزارع جرثومية..
وأما لحم الخنزير فإن الله تبارك وتعالى مسخ قوماً في صور شتى شبه الخنزير والدب والقردة وما كان من الأمساخ نهي عنه إضافة لعديد الأمراض التي يسببها تناول لحم الخنزير فهو ينقل للإنسان (31) مرض طفيلي من مجموع (66) مرضاً يصاب به، وثمانية أمراض فايروسية من أصل (34) يصاب به، و (15) مرضاً جرثومياً وثلاث أمراض فطرية وعشرة أمراض لها علاقة بالتغذية، إضافة الى تأثيره على الأثر السلوكي بسبب انتقال صفات الحيوانات المأكولة الى آكليها.

إن أي تحسين في المجتمع يجب أن يبدأ أولاً من الوجبة الغذائية الصحيحة وذلك لتصحيح كيميائية الجسم من جديد وخاصة لتصحيح الجهاز العصبي والدماغ والتعاليم الأخلاقية قبل كل شيء، وقد وضع الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وآله) قاعدة بسيطة غاية في الأهمية من خلا ل حديثه الشريف والذي يعتبر قاعدة علمية ذهبية لعلماء التغذية ونص الحديث هو (نحن قوم ٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع).. لقد أرسى معلم الإنسانية بهذا الحديث قواعد علم التغذية وصحة البشر والحديث يطول في سبر أغوار مفرداته، وقد عضّد من ذلك قصار الأحاديث لسيّد الوصيين أبا الحسن علي بن ابي طالب(عليه السلام) حينما قال: (المعدة بيت الداء) و (رب أكلة ٍ منعت أكلات)، ولأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين الكثير من الأحاديث التي تساهم في دعم الصحة العامة من خلال اختبار طبيعة ونوعية الأكل المستخدم في الاستهلاك البشري.

من أجل ذلك فالحياة الدنيوية يجب أن تكون مدعمة بأسلحة الصحة المتعددة حيث الوقاية خير من العلاج على أن يتم التسليح البيولوجي معتمداً على الأسس السليمة من الوقاية وعلى التغذية المتكاملة والعلاج الشافي باستخدام طب الأعشاب، فلا غرو ولا تعجب أن معظم الأشجار والشجيرات والأبصال والأعشاب التابعة للمملكة النباتية تتصف بالعلاج الطبيعي لأنها المصدر الرئيسي وا لمنبع الرباني للتداوي بل هي الغذاء والدواء وهما أصل الشفاء بإذن الله تعالى إذ يقول (وإذا مرضتُ فهو يشفين).. (سورة الشعراء:80).
لقد وجد العلماء والأطباء بأن أفضل العلاجات وأنسبها ضد أمراض لمنطقة ما، يجب أن تعالج من النباتات الطبية والنامية محلياً تحت ظروف مناخها وبيئتها، فمثلاً في المناطق الأفريقية تنتشر أمراض متوطنة مثل مرض الملاريا الذي يعالج علاجا طبيعيا من قلف أشجار الكينا النامية بريا وطبيعيا تحت ظروفها البيئية والمناخية، وفي مصر استوطنت بعض الأمراض منها أمراض الكلى والمثانة والتي تعالج ببذور نبات الخلة البلدي) (نوع من نبات زند العروس) وعشب حلف البر وأمرض الروماتيزم والقيء التي تعالج ببذور نبات الخردل الأبيض والخردل الأسود النامية تحت ظروف جمهورية مصر العربية.
وبالرغم من الأجناس الغزيرة والأنواع الوفيرة والأصناف الكثيرة من النباتات الطبية والعطرية البرية طبيعياً والمزروعة منها اقتصادياً، إلا أن تنمية النباتات الطبية والعطرية والاستفادة منها لم يكن مشجعاً في إقامة صناعة الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل في عموم الوطن العربي والعراق خاصةً.

الريحـــان..
الاسم العربي: الريحان، الحبق، الحوك، حماحم.
الاسم العلمي: Ocimum basilicum.
العائلة: الشفوية Labiata.
تضم هذه العائلة إضافة الى الريحان، الزعتر والنعناع والخزامى وورد السجاد (الكوليوس).
إن معظم نباتات هذه العائلة تحتوي على زيوت طيارة ذات رائحة عطرية إضافة إلى أن العديد منها يستعمل لتعطيرالمأكولات بنكهتها الخاصة وبعض أنواعها يدخل في التحضيرات الطبية والمعجنات.

الموطن الأصلي: حوض البحر الأبيض المتوسط، أوربا والهند الصينية.
الوصف النباتي: الريحان نبات عشبي عطري، ساقه ملساء مضلعة لونها أخضر فاتح، الأوراق بسيطة معنقة (ذات عنق أو سويق) متقابلة على الساق، والأوراق عند فركها بين الأصابع تخرج منها رائحة عطرية نفاذة، الأزهار دقيقة متجمعة في نورات مكتظة بيضاء اللون، تميل أحياناً إلى اللون الوردي وفي نهاية الموسم تعطي بذور سوداء اللون صغيرة مستديرة ويغطى النبات بزغب ناعم، والنبات عشبي حولي يتكاثر بالبذور بالطرق المعروفة.
الجزء المستعمل: كامل النبات عدا الجذور، الاوراق، القمم المزهرة.
الأوراق الغضة قبل فترة الازهار على ان تؤخذ الاوراق الحديثة التكوين وتترك القديمة لأن الاوراق القديمة تفقد مفعولها ويتغير طعمها.
المكونات الفعالة: تستعمل أوراق النبات بأكمله طبياً، حيث تحتوي على زيت طيار يحوي المواد التالية:
ـ لينالول.
ـ السينول.
ـ اليوجينول.

الأمراض التي يعالجها الريحان
1ـ الشقيقة الرأسية:
يمكن علاج الآلام المنتشرة في نصف الوجه والرأس من خلال تناول أوراق الريحان الطازجة مع بذور الشبنت أو يمكن شم رائحة العشب أو يضمد بعصيره بعد فرمه وعصره على ان يوضع مكان الاصابة عدة مرات يوميا.
2ـ تقوية الأسنان واللثة:
عشب نبات الريحان مع خلاصة جذور عود العكاس بنسب متساوية في الكحول بمقدار (0.5 غم) لكل منهما في كوب ماء من الكحول على ان يغلى فوق حمام مائي لمدة نصف ساعة حتى يتم التركيز الى اكثر من (75 %) بعدها يصفى خلال شاش ثم يؤخذ ملعقة صغيرة من هذا المستخلص مذابا في نصف كوب ماء لعملية المضمضة صباحاً ومساءً.
3ـ تبييض الأسنان:
يخلط ملح الطعام وسكر القصب والعسل الأبيض بمقادير متساوية مع قليلا من الزيت الطيار لعشب الريحان، على أن يتم تدليك الأسنان بأصابع اليد أو بالفرشاة يومياً ثم الغسيل بعد ذلك.
4ـ التهابات وآلام الفم والأسنان واللثة:
المضمضة بمغلي عشب الريحان + عشب الزعتر + نورات النجمة الذهبية بمقادير متساوية على ان يؤخذ (10 غم) في كوب ماء يغلي لمدة دقائق ثم يصفى.
5ـ تساقط شعر الرأس:
يخلط أحجام وزنية متساوية من كل من عصير نبات الريحان + جيللي الصبار الألوي الطازج + زيت الزيتون النقي مع إضافة لبان ذكر أو الجاوي بنسبة (10 %) من المخلوط على أن يتم طبخها فوق حمام مائي لمدة (30 ـ 45) دقبقة في وجود زيت السمسم أو زيت الخروع على أن يكون ذو ثلاث أضعاف الوزن من مكونات الخليط السابق، بشرط أن يتم التقليب من وقت لآخر ثم يصفى والمترشح يستخدم كدهان يومي في الماء ويترك حتى الصباح على أن يغسل بالماء والصابون الطبي..
6ـ شعر الرأس المجعد:
ممكن استخدام هذه التركيبة في فرد الشعر المجعد أهمها..
زيت السمسم + زيت جنين الذرة بنسبة (1: 1) مضافاً اليهما قليلاً من الزيت الطيار لنبات الريحان مع التقليب الجيد حتى التجانس ثم استخدام هذا الخليط اليومي بالتدليك لفروة الرأس.
7ـ الإمساك:
يمكن إزالة الأمساك باتباع هذه التركيبة..
تغلى المساحيق الناعمة من جذور الخطمية + بذور الريحان + بذور الكتان + بذور القاطونا بمقادير متساوية بمقدار غرام من كل منها في كوب ماء يغلى لمدة نصف حتى يصبح لزج القوام على أن يصفى خلال شاش طبي والمترشح يؤخذ منه ملعقة في الصباح والمساء ويحفظ في الثلاجة لحين استخدامه في الأيام التالية..
8ـ الإسهال:
يمكن وقف الإسهال باتباع هذه التركيبة..
أ ـ مغلي أوراق الميليسيا (البلسم) + بذور الريحان بمقدار 2 غم من الأوراق الطازجة للأولى وربع غرام للبذور في كوب ماء يغلى لمدة ربع ساعة والمصفى يتم تناوله يومياً.
ب ـ تناول مغلي عشب الريحان بمقدار نصف ملعقة في كوب ماء يغلى كالشاي..
9ـ عسر الهضم للغذاء:
يمكن علاج سرعة هضم الغذاء والتخلص من حالات العسر الهضمي باستخدام ما يلي:
تناول المشروب الساخن من مسحوق ريزوم الزنجبيل مع عشب الريحان بنسب متساوية بمقدار ربع ملعقة في كوب ماء يغلي لعدة دقائق ثم يصفى ثلاث مرات يومياً.
10ـ التهابات القولون والغليظ:
يمكن إزالة الآلام والالتهابات بهذه الاعضاء المعوية باستخدام ما يلي:
تخلط المساحيق الناعمة من كل من بذور الكزبرة + الشبنت + الكمون + الكراوية + أوراق كل من الحبة الحلوة + الريحان + الكاسيا + نورات الشيح البابونج الالماني بمقادير متساوية على أن تؤخذ ملعقة صغيرة تغلى في كوب ماء لمدة خمسة دقائق ثم يصفى وتشرب صباحاً قبل الأكل.
11ـ الدوسنتاريا:
تغلى بذور الريحان مع بذور الكتان بمقادير متساوية على ان تصفى بالضغط المترشح لظهور مادة لزجة القوام يمكن إضافة قليلاً من زيت الكافور والريحان بمعدل بضع نقط مع التجانس على أن يتناول ملعقة صغيرة يومياً قبل الأكل..
12ـ التضخم الكبدي:
تناول (2ـ3) نقطة من الزيت العطري للريحان يوميا قبل النوم..
13ـ الروماتزم وآلام المفاصل:
الزيت العطري لنبات الريحان يمكن خلطه مع الزيت العطري من أوراق الكافور بنسبة (1: 1) يمكن استخدام هذا المخلوط تدليكاً على المصاب يومياً.
14ـ عرق النساء:
تناول مغلى السذب مع نورات الشيح البابونج وأوراق الريحان بمعدل نصف غرام من كل منها في كوب ماء مغلى لمدة ربع ساعة بعد التصفية على أن يتكرر يومياً في الصباح والمساء.
15ـ مضادات التشنج:
تناول (2ـ3) نقطة من خليط الزيت العطري للريحان والميليسيا (البلسم) مع الشيح البابونج الألماني وعشب السذب بنسب متساوية..
16ـ الالتهابات والتسلخات الجلدية:
مغلي أوراق وبذور الريحان بنسبة (5: 1) على التوالي يغلى فوق حمام مائي لمدة نصف ساعة والمترشح يستخدم كدهان صباحاً ومساءً.
17ـ تشقق الأيدي وكعوب الأرجل:
التدليك بمغلي أوراق الريحان وثمار السفرجل بنسبة (2: 1) على التوالي بمقدار ملعقة في كوب ماء يغلى لعدة دقائق ثم يصفى.
18ـ النقرس:
تناول مغلي جذور رجل البطة مع أوراق السذب البري وأوراق الريحان بنسب متساوية على أن يؤخذ غرام واحد لكل كوب ماء يغلي ويشرب كالشاي.
19ـ الدوخة والدوار:
تناول مغلي أوراق الريحان بمعدل غرام في كوب ماء يغلى ويصفى و يشرب كالشاي .

نشرت في العدد 33

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.