إن غدة البروستات غدة صغيرة لا يتجاوز وزنها العشرون غراماً تقع بين عنق المثانة والإحليل، وتحتوي البروستات على غدد تفرز مواد لزجة تساعد على لزوجة القناة البولية وتحتوي على بعض المواد والعناصر التي تدعم الحيوانات المنوية.
كيف يبدأ التضخم؟
تبدأ في نهاية العقد الرابع أو بداية العقد الخامس من العمر عند الرجال حيث تظهر أعراض مختلفة لاضطرابات التبوّل تثير قلق المريض، البعض يتجاهلها ويعتبرها من التغيرات المصاحبة لهذا السن والبعض الآخر (وهو الأصح) يذهب للطبيب للتعرف على أسباب هذه المشكلة وكيفية علاجها. تبدأ غدة البروستات في الزيادة في حجمها وتتفاوت هذه الزيادة من رجل إلى آخر ونتيجة هذه الزيادة يحدث هناك ضغط على القناة البولية مما يسبب جملة من الأعراض التي يشتكي منها المريض في مثل هذا السن.
الجدير بالذكر أن هناك بعض الرجال الذين لديهم زيادة كبيرة في حجم البروستات ولكن لا يصاحبها أعراض مزعجة والعكس أيضاً صحيح بمعنى أن هناك بعض الرجال لديهم زيادة بسيطة في حجم البروستات ولكن مع ذلك يصاحبها أعراض كثيرة ومزعجة.
والسؤال الذي عادة ما يثير قلق المريض هو هل أن التضخم في غدة البروستات هو نوع من أنواع الأورام الخبيثة؟ والجواب: لا، لذلك يسمى تضخم غدة البروستات بالتضخم الحميد فهو ليس بورم خبيث ولا يعتبر أيضاً من الأمراض التي تسبق الأورام الخبيثة أو تسببها ولذلك لا داعي للقلق حين يعلم الرجل أن لديه تضخماً حميداً بالبروستات ولكن يلزمه متابعة طبيب المسالك البولية لعلاج أعراض تضخم البروستات ومنع مضاعفاته المستقبلية إن شاء الله.
يتم التمييز بين التضخم الحميد للبروستات والخبيث منها عن طريق الفحوصات التي يجريها طبيب المسالك لمعرفة ما إذا كان المريض لديه تضخم حميد أو ورم خبيث وكما يلي:
1ـ فحص سريري لغدة البروستات حيث يتميز ملمس البروستات ذات التضخم الحميد عن البروستات ذات الورم الخبيث ولكن هذا الفحص بمفرده غير دقيق وغير كاف للتمييز بين التضخم الحميد والورم الخبيث.
2ـ فحص الدم لمادة تفرز من غدة البروستات تسمى (PSA Prostate Specific Antigen ) ويزيد مستوى هذه المادة كثيراً عند المرضى المصابين بالأورام الخبيثة.
الجدير بالذكر أن من المهم عمل الفحصين السابقين وليس أحدهما لكل المرضى حتى نستطيع استثناء ورم البروستات بصورة دقيقة نسبياً.
أعراض تضخم البروستات
1ـ ضعف تدفق البول.
2ـ زيادة عدد مرات التبوّل في اليوم.
3ـ زيادة عدد مرات التبوّل ليلاً.
4ـ إحساس بعدم إفراغ المثانة الكامل بعد التبوّل.
5ـ صعوبة الانتظار بعد الإحساس بامتلاء المثانة والرغبة في التبوّل.
6ـ تأخر بداية خروج البول وبالذات صباحاً.
تتفاوت درجة شدة هذه الأعراض من مريض إلى آخر ولذلك يقوم طبيب المسالك البولية بتحديد درجة شدة هذه الأعراض.
ما هي المخاطر؟
لا يشكل تضخم البروستات في حد ذاته حالة مرضية خطرة، ولكن هناك ثلاثة مخاطر رئيسية:
أولاً: إذا لم تفرغ أبداً وبصورة كاملة محتويات المثانة من البول، فمن المحتمل أن يصاب الشخص بسبب البول الراكد فيها بالالتهاب.
ثانياً: مع ازدياد قوة الجدار العضلي للمثانة ؛ للتمكن من إجبار البول على الخروج عبر الإحليل المتقلص يزداد سمك هذا الجدار، بحيث يضغط بقوة على الحالبين، وتكون النتيجة التهاب الكلية وحويضتها الحاد، وأخيرا إذا ظل التضخم الشديد للبروستات قائماً دون علاج قد تصل عضلات المثانة إلى مرحلة تعجز عندها عن مقاومة تدفق البول، وقد تتوقف تماما فجأة أو بصورة تدريجية عن العمل.
يحدث تقصير المثانة الفجائي عندما تفشل في طرد كامل محتوياتها من البول عند كل تبول، وتعرف هذه الحالة المرضية بانحباس البول الحاد، ولكنها نادرة الحدوث ومؤلمة جدا، وتتطلب معالجة مستعجلة، أما التقصير التدريجي فهو الأكثر انتشاراً فيحصل عندما تنخفض شيئاً فشيئاً كمية البول التي تطرد من المثانة عند كل تبول،
فإذا سمح باستمرار هذه الحالة قد تتجمع في المثانة كمية متبقية من البول بحيث تسبب انتفاخ البطن كما يحدث في حالة الحمل، وإذا لم تعالج هذه الحالة المرضية فمن المحتمل أن يصاب المريض بانحباس البول الحاد أو حتى بتقصير الكليتين.
العــلاج
لا تحتاج الحالة إلى معالجة فورية إذا كانت الأعراض معتدلة الشدة، إذ قد تزول الأعراض عادة دون علاج في حالة واحدة من بين كل ثلاث حالات.
البعض الآخر من المرضى يشتكون من أعراض متوسطة في شدتها بحيث أنها تسبب لهم إزعاجا ومضايقة في حياتهم اليومية ويستفيد هؤلاء المرضى من الأدوية الطبية التي تنقسم مجملاً إلى نوعين:
نوع يعمل على ارتخاء عضلة عنق المثانة والبروستات وبالتالي يسهل مرور البول.
نوع آخر من الأدوية يعمل على تقليل حجم البروستات وبالتالي يقلل أثر تضخم.
ولكن إذا لم تختف هذه الأعراض، أو ازدادت سوءا أو إذا أكدت الفحوص وجود انسداد خطير يمنع تدفق البول بحرية يتوجب عندئذ إزالة النسيج الذي يسبب تضخم البروستات، ويمكن تنفيذ ذلك بواسطة عملية جراحية تقليدية، أو باللجوء إلى وسيلة أكثر حداثة تعرف بعملية الاستئصال الجزئي لغدة البروستات عبر الإحليل، فعلى سبيل المثال يستطيع المريض في بعض الحالات أن يخضع لجراحة عن طريق المنظار وباستعمال تقنية التبخير الحراري بالليزر الأخضر ويغادر المستشفى في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه ومن ثم يعود إلى حياته الطبيعية. بصرف النظر عن الوسيلة المستعملة لاستئصال غدة البروستات،
تحقق كافة هذه الأساليب نجاحا تاما، إذ تضع حدا للمشاكل الحاصلة في الجهاز البولي ولمعاودة تضخم البروستات، ومن المحتمل بعد إجراء العملية الجراحية التقليدية لاستئصال البروستات، أن تصاب أعصاب القضيب بضرر فيفقد بالتالي الشخص ـ الذي أجريت له هذه العملية الجراحية ـ قدرته على ممارسة الجماع، بسبب عدم انتصاب القضيب، كما أنه من المحتمل أن يصاب المريض بالعقم، ولكن من حسن الحظ أن من تجرى عليه عملية استئصال البروستات لا يكون عادة في سن يخشى فقدان الخصوبة، لأنها قلما تجرى إلا في أعمار متأخرة .