حدثت تغييرات كثيرة وكبيرة عبر الزمن في نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتحديداً في التعاملات الاقتصادية،
حيث بدأت عملية المبادلة والمقايضة عبر التاريخ بنوع من أنواع الحبوب كالقمح مع كمية معينة من التمر مثلاً، وهي مبادلة من نوع بسيط واستمرت عملية التعقيد في فلسفة وطبيعة التعامل التجاري لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم من تجارة حرة وأنواع مختلفة من التبادل التجاري السلعي والخدمي مقابل نقد عيني أو ملموس، ووصلت إلى أبعد حدودها لتستحدث أسواق خاصة للمتاجرة بوسيلة المبادلة (النقد) وهي أسواق العملات، ووسيلة المبادلة هي القيمة التي يتم دفعها بشكل عيني (مقايضة) أو نقدي (عملة) مقابل خدمة أو سلعة لتحقيق منفعة أو لسد حاجة عالية أو ضرورية بناء على دوافع ورغبات الزبون أو المستهلك، ومع تطور وتعقد مستوى وحجم نشاط الإعمال والتعاملات التجارية تعقدت وسائل الدفع أو التبادل التجارية لتصل أحياناً إلى
أن تكون وسيلة الدفع (عينية نقدية) في آن واحد،كيف يتم ذلك؟ الجواب يتم عن طريق بطاقات الائتمان وبطاقات الدفع المسُبّق وغيرها وهو ما يسمى (بالنقد الالكتروني).
وللنقد الالكتروني مجموعة متطلبات لابد من توافرها في تتميم عملية التداول وأهم هذه المتطلبات:
1ـ توفر تقنية الاتصالات أو وسيلة الربط، التي من المفترض أن تمر من خلالها المعلومات والبيانات والأوامر وتقنيات الاتصالات عديدة ومتشعبة لكن يمكن ذكر أبرزها وأكثرها شهرةً وشيوعاً وهي (الهاتف الأرضي ـ الهاتف اللاسلكي (Wireless) ـ النقال (Mobile) ـ شبكة الانترنت ـ شبكة الإنترانت).
2ـ العنصر ا لثاني الضروري لانسياب النقد الإلكتروني هو تقنية المعلومات أو نظام المعلومات والمتمثل بـ(الأجهزة المادية ـ البرامجيات ـ الكادر البشري المعلوماتي) وهذا النظام واجبه إدارة النقد الإلكتروني وإدامته والمحافظة عليه وتحقيقه لأمنه وتوزيعه وإدارته بصورة مُثلى لا تقبل الخطأ، وهنا لابد من التعقيب على موضوع مهم جداً طالما تطرقنا له وهو (أمن المعلومات) (Security of inform(عليه السلام)tions)، الذي يعد الكتاب والباحثون نظاماً له ستراتيجيات تعتمد اعتماد كلي وأساسي على توفر الكوادر البشرية الكفوئة والأمنية والقادرة عن كشف وملاحقة الاختراقات.
3ـ ثقافة المجتمع وهو العنصر النفسي الذي يدعو إلى تقبل النقد الإلكتروني، وعادة ما تكون المجتمعات ذات الثقافة العالية، وخصوصا الثقافة الاقتصادية أكثر تقبلاً للموضوع وهنا لابد من طرح مثال على واقع العديد من المجتمعات ذات البعد الثقافي المحدود حيث لا ترفض فكرة تقبل النقد الإلكتروني فحسب بل ترفض بعض الإصدارات الجديدة من النقد الورقي أو المعدني وبفئات لم تألفها مسبقاً أو لم تصدر شبيهتها مؤسساتها النقدية.
4ـ جودة وسيلة الاتصال: أضفت ـ كعنصر رابع ـ لمتطلبات النقد الإلكتروني إيماناً بأهمية هذا الموضوع وخطورة تعلقه بحقوق وأموال الناس، وبما أن النقد الإلكتروني، هو ذو قيمة لا تقل عن النقد الاعتيادي، فلابد من المحافظة عليه، وتوفير وسيلة آمنه، لنقله والمحافظة على جودة هذه الوسيلة من خلال تحقيق جدولة شاملة في الاتصال لأن التلكؤات في الخدمة قد تؤدي إلى ضياع الأموال، وهذا ما لا تسعى إليه البنوك الاعتيادية والبنوك الإلكترونية.
ويتسع نطاق التعامل بالنقد الإلكتروني عادة ليشمل تعاملات تمتد إلى كل أنحاء العالم، ولا يقتصر على بلد دون آخر أو إقليم أو قارة ما وهو عنصر أساسي في التجارة الإلكترونية التي تنشط بصورة رئيسية عبر الانترنت، والانترنت هو ملتقى المستثمرين والزبائن والتجار والسلع والخدمات، وكل ما هو متاح وقابل للبيع، أي بمعنى أنه سوق رائج يتم التداول فيه عبر النقد الإلكتروني وتوجد إحصائيات وتقديرات لحجم نشاط الأعمال التجارية المالية حيث توجد تجربة مميزة لشركة (Dell) لصناعة أجهزة الكومبيوتر وملحقاته حيث قامت الشركة ببيع ما قيمته (40) مليون دولار من منتجاتها عبر الإنترنت خلال عام (2006) ويزور موقعها على شبكة الانترنت (32) مليون زائر سنويا تقريباً.
ومع توفر نشاطات مهولة مثل نشاطات شركة (Dell) وغيرها من الشركات، فلابد من توفر مصارف الكترونية لتسهيل تعاملات تلك الشركات وتسهيل تعاملات الزبائن مع تلك الشركات ويعد بنك (نت بانك) (www.netb(عليه السلام)nk.com)، أول بنك الكتروني قيم فيه تداول النقد الإلكتروني على شبكة الانترنت حيث نمت وازدهرت أعماله ابتداء من عام 1995م، وما زال يزاول نشاطه حتى الآن وقد بلغت الزيادة في معدل أرباحه خلال عام 2006م، 717%.