سماحة السيد علاء الموسوي
أستاذ في الحوزة العلمية
قال الكشي في رجاله: (اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر(عليه السلام) وأبي عبد الله(عليه السلام) وانقادوا لهم بالفقه فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد وأبو بصير الأسدي والفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم الطائفي)(1).
وقال: (اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم، ستة نفر: جميل بن دراج وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن بكير وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان وأبان بن عثمان)(2).
وقال: (أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر أخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) منهم: يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى بياع السابري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب وأحمد بن محمد بن أبي نصر)(3)
.
وقال في ص389: (عن جميل بن دراج قال سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة. أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه. لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست)(4).
هؤلاء الرجال وغيرهم من الأعاظم الذين صحبوا أئمة الهدى(عليهم السلام) ورشفوا من مناهلهم العلوم النبوية والآثار العلوية، كانوا في طليعة من اعتمد عليهم الأئمةُ(عليهم السلام) في الحفاظ على الإسلام ونقله إلى الأجيال سليماً معافى من التحريف والتشويه، وشكلوا سلاسل الرواة المتصلة بالأئمة عليهم السلام، وصنفوا أهم الكتب والمجاميع الفقهية والروائية في الإسلام، والتي جمعت في طياتها كل ما أثر عن النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) في كافة المجالات الفقهية والعقائدية والتاريخية والأخلاقية.
الأمر الذي عاد تراثاً علمياً متكاملاً حفظ الإسلام بفقهه وثقافته المتنوعة، تراثاً سلمته أياد الثقاة يداً بيد حتى وصل إلى علماء الشيعة في زمن الغيبة الصغرى ومطلع الغيبة الكبرى.. فتلقفته أيدي المحققين من أمثال الشيخ الكليني رحمه الله وصنفوا ذلك التراث العلمي الضخم في موسوعات حديثية جامعة حفظت الروايات من الضياع ويسرت للعلماء والباحثين الوصول إلى الروايات بيسر وسهولة، وبقيت إلى يومنا هذا من المصادر الأساسية للفقه الشيعي(5).