Take a fresh look at your lifestyle.

لماذا يدمر الإنسان البيئة؟ الأوزون.. خطر مُتنام

0 700

                    بعد الثورة الصناعية الكبرى في أوربا بداية القرن التاسع عشر راح الإنسان ينظر بعين التفاؤل إلى المستقبل جاهلاً الحالة العكسية لهذا التطور السريع فأنه بعد أن اخترع العلماء مكائن الاحتراق الداخلي والطائرات النفاثة وأجهزة التبريد وغيرها وجدوا إن اختراعاتهم تسير بالبشرية إلى الهلاك المجهول زمنه: نفاد الأوزون، ومكانه: الأرض. فإذن يجب التعرف على هذا التركيب المدعو بالأوزون.

يعتبر العالم ماتينوس فان ماركوس أول من حضر الأوزون عام 1758 وأكتشف العالم الألماني شونهاين الأوزون لأول مرة في طبقة الجو عام 1845 وأثبت العالمان كودن وهارثلي قدرته على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية (UVB) الضارة بالحياة البشرية.

تكوين الأوزون
يتكون الأوزون في طبقة الستراتوسفير في عملية تدعى بالتحلل الضوئي حيث إن أشعة الشمس تؤثر على جزيئات الأوكسجين الموجودة في تلك الطبقة حيث تنقسم كل جزيئة إلى ذرتين لتتحد مع جزيئتي الأوكسجين كما في المعادلة:
O2 + O O3

أهم الأسباب المؤدية لنقصان الأوزون
اكتشف العلم مدجلي في عام 1930 مركب الكلورفلوركاربون (CFC) المستخدم في أجهزة التبريد والتكيف وعلب الرشاش الجوي وغيرها واثبت العالمان دولاند ومولينا في مختبرات جامعة كاليفورنيا بأمريكا قدرة الأشعة فوق البنفسجية على تفكيك هذا المركب فيتفاعل بعضه مع الأوزون مما يؤدي إلى تحلله غاز البروم المستخدم في مطافئ الحريق، أول اوكسيد النتروجين وثاني اوكسيد النتروجين اللذان ينطلقان من الطائرة الفرنسية (كونكورد) الأسرع من الصوت، اكاسيد الكاربون المنبعثة من مكائن الاحتراق الداخلي، بخار الماء الذي تلفظه ماكنات الطائرات، المخلفات الغازية لمحطات توليد الطاقة الذرية.

ثقب الأوزون
اكتشف ثقب الأوزون لأول مرة عام 1982 خلال قيام عدد من العلماء في وكالة ناسا بمسح القطب الجنوبي في خليج هالي ورصد تركيز الأوزون هناك عن طريق القمر الاصطناعي نيماس ـ7 فأبلغت النتائج الباحثين إن نسبة الأوزون قد قلت بمقدار 20% في تشرين الأول عام 1982 وسجلت اخطر نسبة انخفاض عام 1987 حيث بلغت 50% أي ما يعادل مساحة الولايات المتحدة الأمريكية وعمقها جبل ايفرست وسجلت كمية الأوزون انحرافاً سلبياً في 92ـ93 ـ95 ووصل اتساع ثقب الأوزون إلى الحافة الجنوبية لأمريكا في عام 1997 وبلغ في عام 2003 مساحة تعادل ثلاثة أضعاف الولايات المتحدة الأمريكية أي 23،800،000 كم.

أهم أضرار نقصان الأوزون
لنقصان الأوزون تأثيرات على الإنسان والنبات والطبيعة.

تأثيره على الإنسان:
1ـ سرطان الجلد الاقتامي وتدل الأبحاث على زيادة هذا المرض بنسبة 26%.
2ـ سرطان الجلد القتامي حيث يوجد أكثر من 300 ألف مصاب في العالم وحصة أمريكا منه 18 ألف.
3ـ إعتام عدسة العين (الماء الأبيض) وحسب تقارير الأمم المتحدة يصاب أكثر من 1،7 مليون شخص سنوياً.
4ـ التأثير على الـDNA (الحامض النووي) الموجود في نوى الخلايا والذي ينظم فعاليتها الأساسية وينقل الخصائص الوراثية. حيث وجد إن الطيف الضوئي للـDNA يطابق الأطوال الموجية للأشعة فوق البنفسجية وهي B.C والتي يمتصها الأوزون مما يؤدي إلى العرضة للإصابة بالأمراض السرطانية.
5ـ التأثير على كريات الدم البيضاء مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة.

تأثيره على النبات:
1ـ يؤدي تأثير أشعة UVB على عملية البناء الضوئي إلى نقصان المحاصيل الزراعية.
2ـ إن بعض النباتات تكون حساسة للأشعة UVB مما يؤدي إلى انخفاض أنتاجها ويصغر حجم أوراقها حيث أوضحت بعض التقارير تناقصاً في إنتاج فول الصويا بنسبة 23% لتعرضها لهذا النوع من الإشعاع.
3ـ تشير التقارير إلى تغير التراكيب الكيميائية لبعض النباتات عند تعرضها للـUVB مما يضر بمحتواها من المعادن وقيمتها الغذائية بصورة عامة.
تأثيره على الطبيعة: يؤدي نقصان الأوزون إلى زيادة درجة حرارة الأرض وبالتالي يؤدي إلى ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.

الحلـــول
1ـ منع استخدام مركب كلورفلوركاربون (CFC) حيث وقعت 91 دولة في 15/9/1987 على ما يعرف ببروتوكول مونتريال الذي ينص على خفض استخدام هذا المركب إلى 90%. وفي 1990 عدل هذا البروتوكول ليصبح تداولها ممنوع في عام 2000.
2ـ منع تحليق طائرة الكونكورد في الأجواء.
3ـ العمل على إنتاج الأجهزة البديلة حيث قدمت شركة يابانية تبريد كهروحراري وتبريد بالأمواج الصوتية وصممت شركة أمريكية ثلاجة منزلية تعمل على مبدأ تسخين حجم من غاز الهيدروجين والهيليوم وقدمت شركة نوتكس ثلاجة مغناطيسية تعمل بمبدأ التأثير الحراري المغناطيسي وقدمت شركة سيارات في لوكسمبورج سيارة هوائية تعمل بمبدأ الهواء المضغوط وطرحت العام الماضي في اسبانيا وفرنسا.
4ـ استخدم أخيراً في بعض دول الاتحاد الأوربي واليابان الهيدروجين كوقود بديل لمكائن الاحتراق الداخلي.
5ـ استخدام الخلايا الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية في اليابان والصين وبعض دول خط الاستواء كبديل لمحطات توليد الطاقة الغازية.
6ـ قدمت شركة Esham الجيل الرابع من المفاعلات النووية والتي تعتبر صديقة للبيئة كبديل للأجيال الثلاثة السابقة وتقوم بتوليد 112 ميغاواط. وقدمت Geramal Aist نفس المفاعل ولكن بطاقة 285 ميغاواط.
7ـ يجب الدعوة إلى وقف النشاطات النووية والذرية في الدول غير الموقعة على بروتوكولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية

نشرت في العدد 20


المصادر:
1ـ الإنسان وقضايا البيئة/د.ضاري العجمي.د. عبد المنعم مصطفى.
2ـ مجلة علوم/أعدد 123،95.
3ـ مجلة منبر البيئة/عدد2.
4ـ الموسوعة العربية العالمية/المجلد الثالث.
5ـ The Ozone Ware\Dotto Land Schiff.H.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.