Take a fresh look at your lifestyle.

إشارات قرآنية في نشوء وتمدد الكون

0 702

د. عامر عمران الخفاجي
كلية التربية/ جامعة بابل

د. فيصل علي البصام
كلية العلوم/ جامعة بابل

المبحث الثالث
اللمحة القرآنية في نشوء الكون
إن الله تعالى قد أبدع الأشياء بقدرته، ولولا إرادته بقول (كن) لما وجد شيء أبداً، إذ أن الخلق هو المقدر والمسوّى، والطاقات الهائلة التي اكتشفت أخيراً في الكون إنما تعود في حقيقتها إلى قول (كن) فهو الأساس في تكون العالم، مما انفرد به تعالى بقوله في (سورة يس، الآية: 82): (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) أي إنما شأنه إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون من غير امتناع أو توقف، كذلك قوله في (سورة النحل، الآية: 4): (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

أي أن حدوث الكون حاصل عقب قوله (كن) فتكون كلمة (كن) متقدمة على حدوث الكون بزمان واحد والمتقدم على المحدث بزمان واحد يجب أن يكون محدثاً، إذ أن الحدث لازم للزمان وعند بدايته يبدأ الزمن وينتهي زمن الحدوث بانتهاء الحدث بأمر المحدث.

إن إيجاد الأشياء وتغيراتها بعد النشوء تمثل بالطاقة والمادة، وحسب القانون الثاني للديناميكا الحرارية إن الحرارة تنتقل من المناطق الحارة إلى الباردة بطرق التوصيل والحمل والإشعاع، لذلك فالنظريات المذكورة سابقاً مازالت تعدل من وقت إلى آخر، لأنها قد لا تفسر ما يعثر عليه من ظواهر كونية جديدة اعتماداً على ما يصل إلينا من بصيص الضوء المنطلق قبل ملايين السنين من المجرات البعيدة، لأن الباحثين لم يقفوا على جميع ما أودعه الله من قوانين في علم الميكانيك الفلكي.

إن ما طرح من محاولات علمية، تكشف عن بعض ما أودعه الله من قوانين ميكانيكية وخواص طبيعية في هذا الكون الواسع المتمدد كما جاء في قوله تعالى في (سورة الذاريات، الآية: 47): (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، فكان نشوء الكون الأحدب في مفهوم النسبية وكون (دي سيتر) المتمدد ووصف (لي ميتر) لكون منفجر قبل عشرة آلاف مليون سنة وآخرون غيرهم.

إن هذا الكون لم ينشأ كرة فارغة، وإنما كان كرة كثيفة جداً، ثم جعلت تنتفخ شيئاً فشيئاً كأنما فيها قوة تدفع أجزاؤها بعضها عن بعض خارج محيطها حتى فرغت من الداخل فأصبحت أشبه بالمطاط المضغوط أو فقاعة الصابون ما تزال تنتفخ حتى انفجرت وتساقطت كسفاً، وبعد انفصال الكتلة الكثيفة جداً إلى المجرات ومنها تكون الماء بعد انخفاض درجة الحرارة، واتحاد العناصر المنفردة التي أساسها الهيدروجين، ثم صار كل شيء حي بسبب الماء، وقد جاء ذلك في اللمحة القرآنية وهي تتوافق مع نظرية الانفجار الأعظم التي أيدتها نتائج الارصادات الفلكية والتحليلات الطيفية بقوله تعالى في (سورة الأنبياء، الآية: 30): (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ

قال: (أَوَلَمْ يَرَ) أي أو لم يعلم ولم يقل (أو لم يروا) لأن نشأة الكون لم يشهدها غيره سبحانه وقال: (أَوَلَمْ) للتنبيه والتنويه ولتعريف الإنسان بالخلق الأول، وقال: (الَّذِينَ كَفَرُوا) ولم يقل الكافرون للدلالة على تجدد الكفر و(أن) هنا تحول المادي إلى معنوي وهي أداة نصب لأن نشوء الكون لم يقف عليه أحد فصار معنوياً بقوله كلمة (كن) وقال: (السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) جمع السماء وأفراد الأرض للدلالة على سعة الكون وعلو بعضها بعضاً لأن السماء في اللغة ما علا لاشتقاقها من السمو وهو العلو و(السَّمَاوَاتِ) جمع يفيد الحدوث وهي صفة للكون المادي،

كذلك لم يقل السماء لأن الوصف يتضمن الكون بمجراته وهي (السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، وذكر الأرض بعد السماء لأنها شظية من الشظايا تطايرت نتيجة للانفجار الهائل، ويحتمل أن كل أرض في مجرات الكون تحوي حياة، إذ انتهى الفلكي السويدي (هانس) من بحث حول المجالات المغناطيسية ودورها في تكتل السدم التي تكون الكواكب في معظم الشموس هو الحال الطبيعي لها، وقال: إن الحسابات الفلكية تشير إلى أن نجماً بحجم شمسنا يكون له كواكب، ثالثها يكون بمثل حجم الأرض، ومكوناً من عناصرها وعلى حال كحالها، قال في (سورة الطلاق، الآية: 62): (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) فقد قيل: ما في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه.

وقال (كانتا) ولم يقل (كانا) للدلالة على أنهما جنسان أو صنفان مختلفان ومعناها (وجدتا) هكذا أو خلقتا هكذا. وقال (رتقاً) إذ (الرتق) في اللغة (السد) يقال رتقت الشيء فأرتتق، أو أن السماء كانت لاصقة بالأرض لا فضاء بينهما أو كانت السماوات متلاصقات وكذلك الأرضون لا فرج بينهما، أو أنها ذات رتق أو مرتوقتين تعني الضم والالتحام، أي كانتا شيئاً واحداً أو حقيقة متحدة أو أن الكون كان أمراً واحداً، (ففتقناهما) أو ففصلا بأمره بدلالة الفاء التي تفيد التعقيب بلا مهلة والفتق الفصل بين الشيئين الملتصقين،

أو فتقهما بالتنويع والتمييز أو كانت السماوات والأرض واحدة ففتقت بالتحريكات المختلفة، فجاء الرتق قبل الفتق، فعند الوجود والتكون تميز بعضه عن بعض وانفصلت أجزاؤه بعد أن كان ملتحماً ومضموماً إلى بعضه، ثم تناثر قطعاً كثيرة في الفضاء أجراماً وشموساً وكواكباً وأقماراً ونيازك وشهباً وسدماً وغازات.

وقد اتضح أن كلمة (رتق) تعني طبقة من مادة متجانسة الخواص والأجزاء أطلق عليها علماء الجيولوجيا (الطبقة السديمية)، وهي التي نشأ منها الكون بانفصال أجزائها وتطورها وهذا الإبداع في شق الرتق يقتضي تغيراً في طبقة السديم عما كان عليه، قال تعالى في (سورة الأنعام، الآية: 14): (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، إذ أن أصل الفطر شق الشيء عند ابتدائه، وعملية انفصال أجرام السماء عن بعضها بعد أن كانت دخاناً يملأ الفضاء، ثم سدماً ثم مجرات تكدست فيها النجوم والكواكب، وذلك بفعل الدوامات التي احتاجت الغاز الكوني والجاذبية والقوى الطاردة المركزية،

أي أن الفضاء الكوني الذي يقع بين أجرام السماء ليس فراغاً خالياً من كل شيء كالمادة ومعالمها، وإنما تنتشر فيه أيضاً جسيمات غير مرئية، والغاز الكوني بين النجوم والمجرات هو في حالة تخلخل شديدة جداً، قال تعالى عن هذه السدم في (سورة المائدة، الآية: 17): (وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وإنما قال: (وَمَا بَيْنَهُمَا) يعني الوسط الذي بين المجرات والنجوم والكواكب الذي هو غاز الهيدروجين أو الدخان الكوني الذي كثافته ثابتة تقريباً على الرغم من تولد المجرات الجديدة، والمتفق عليه في علوم الفلك أن أصل هذا الكون بدأ حين انتشر غاز الهيدروجين، أعقب ذلك سلسلة من التطورات التي صحبها ازدياد تركيزه رويداً رويداً بفعل الجاذبية بين الأجسام قبل أن يظهر في صوره السدم والمجرات فالنجوم ثم الكواكب، وعند نفاد الهيدروجين في مركز النجم يستمر القلب المركزي بالتقلص بصورة أسرع، بينما تبدأ القشرة الخارجية بالتمدد وتستمر عملية تحوّل الهيدروجين إلى هليوم وتزداد درجة حرارته،

مما تنشط ظاهرة التحوّل هذه التقلص والتثاقل الجذبي أكثر من السابق، وقد أنبأنا الله تعالى عن هذا الدخان في مرحلة تكون الكون بقوله في (سورة فصلت، الآية: 11): (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ)، والدخان ما هو إلا ذرات ملتهبة في الفضاء تشبه السديم في شكلها وأحجام دقائقها تختلف بعضها عن بعض اختلافاً كبيراً، فمنها تظهر بشكل منتظم كروي أو لولبي أو عدسي، ومنها يظهر على أشكال غير منتظمة لا يمكن حصر أشكالها الهندسية.

أما الأرض فكانت سديماً، وهي غاز عالق به مواد صلبة وذلك لاختلاف نقطة انجمادها على ما ثبت من علم طبقات الأرض، ثم جعلت كالبيضة بقوله تعالى في (سورة النازعات، الآية: 30): (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) والدحية الشكل القريب من الشكل البيضوي وقال: (بَعْدَ ذَلِكَ) أي فيما بعد، ودحوها هنا متقدم على خلق الجبال من فوقها، كذلك قوله في (سورة البقرة، الآية: 29): (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، قال هنا (استوى) والاستواء: الاعتدال والاستقامة و(فسواهن) عدلهن وخلقهن مصونة من العوج والفطور، بلا معالجة ومعاناة رغم سعة حجمها،

في دقة وانتظام بأمره كما في قوله تعالى في (سورة البقرة، الآية: 50): (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) أي كلمة واحدة سريعة التكوين، ويعيده كما بدأه سبحانه قال تعالى في (سورة الأنبياء، الآية: 104): (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ) أي نعيد الخلق كما بدأناه تشبيهاً للإعادة بالابتداء على السواء، كذلك فقوله في (سورة الزمر، الآية: 67): (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) أي أن السماوات حال كونها مطوية تكون موجودة وأجزاء الأرض باقية لكنها جعلت غير الأرض بقوله تعالى في (سورة إبراهيم، الآية: 48): (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).

المبحث الرابع
تمدد الكون
إن المحدثين من الباحثين قد توصلوا من خلال جملة بحوث فلكية إلى كيفية عمل الأجرام فرادى وهي تجري مع أعداد هائلة من الأجرام الأخرى في حركتها ودورانها وطبيعة تكوينها وصلتها بما يجاورها والبعيدة عنها، وكذلك حركة المجاميع منها في مواقعها وأهمية عمل كل منها ولقد تبين لفلكيي العصر بما اكتشفوا بمراصدهم الفلكية أن هناك جزراً نجمية في السماء متوزعة على شكل مجاميع كل منها اصطلح على تسميتها (مجرة) وأن المجرة تضم حوالى مائة مليار جرم في المعدل العام وأن ثمة أعداد كبيرة منها في قبة السماء.

ولقد رفض الفلكيون (فرضية الكون الثابت غير المتغير) ويعتقدون جازمين أن الكون لم يكن فكان، وأخذ يتكور تأثير نظام وحساب دقيق وتدبير عميق منذ بضعة ملايين من السنين وأن الكون في الماضي البعيد كان أقل تعقيداً مما هو عليه الآن ويذكر أن الفضاء الكوني وما فيه من ملايين المجرات في حالة انتشار سريع وأن كل جزء من أجزائه يبتعد بعضه عن بعض في سرعة شديدة، وحينما يفترض أن الكون مفتوح لا حدود له فإنه سيستمر حتماً في التمدد إلى ما لا نهاية.

أما إذا كان مغلقاً على نفسه فتوجد عدة احتمالات هي: ربما يستمر في التمدد إلى الأبد ولكن معدل التمدد سوف يتلاشى تدريجياً بمرور الزمن بسبب قوى الجذب المعيقة التي تعتمد على كثافة الكون، فإذا كانت كثافة الكون عالية فربما تتمكن قوى الجذب من أن توقف عملية التمدد هذه، وبهذا يبدأ الكون بالتقلص بدلاً من التمدد ويعتقد العديد من الباحثين بفكرة رجوع الكون إلى مرحلته الأولية أي يصبح كرة من مادة ساخنة وربما ينفجر بعد ذلك مرة أخرى ويبدأ الكون مرحلة جديدة هذه النظرية سميت بنظرية الكون المتذبذب (Oscillating Universe) والتي يمكن اعتبارها مرحلة وسيطة بين نظرية الانفجار الأعظم والكون المستقر، ولكن لا توجد دلائل واضحة لاحتواء الكون على مادة كافية تجعله مغلقاً، أو إيقاف تمدده وربما الطريقة الوحيدة لمعرفة فيما إذا كان الكون في تمدد تسارعي أو تباطئي هي قياس ثابت (هابل) بصورة دقيقة ولأزمان مختلفة.

لقد اعتقد العديد من علماء الفلك بأن الكون ربما يكون من النوع المفتوح أي لا حدود له، فلهذا فسرت عملية التمدد هذه بأنه تستمر إلى أن يصل الكون إلى المراحل النهائية والتي هي مرحلة فناء الكون، وهذا يعني أن الإشعاعات تستمر في فقدان الطاقة خلال عمليات الزحزحة نحو الأحمر، وبذلك فإن جميع المادة الكونية ستتمركز داخل نجوم المراحل الأخيرة من تطورها مثل الثقوب السوداء وعندئذ سيصل الكون إلى مرحلة انتقال الحرارة وفيها سيبقى الكون المتزن ساكناً إلى الأبد.

لقد تم اكتشاف عدد من أجرام سماوية غريبة الأطوار ذات مصادر قوية للإشعاعات الراديوية عام (1960م) والتي تظهر في الصور الفوتوغرافية على شكل نقط مضيئة زرقاء اللون تشبه النجوم سميت بالكويزرات أو أشباه النجوم على مسافات بعيدة جداً ذات طاقة عالية جداً وقد تمت عملية قياس بعدها بواسطة قياس الأطياف النجمية باستخدام ظاهرة دوبلر وقانون هابل، فلقد لوحظ أن النجم الراديوي ذا القدر الضوئي (16) والذي تبلغ سرعته حوالي (37%) من سرعة الضوء له زحزحة نحو الأحمر بحدود (37%) أيضاً، والقدر الضوئي هو مقدار ما ينبعث من إشعاع في الثانية الواحدة.

إن الفضاء الذي يقع ما بين النجوم في مجرتنا ليس نهاية هذا الكون، فوراءه ملايين المجرات الأخرى، وهي تندفع جميعاً، كما يبدو مبتعدة عن بعضها البعض بسرع فائقة تبلغ نصف سرعة الضوء، كما تمتد حدود الكون الذي تمكن رؤيته بالمجاهر الحالية مسافة (2000) مليون سنة ضوئية على الأقل في كل اتجاه فهذا الكون الأحدب ـ كما وصفه أينشتاين ـ لا يمكن أن يسبر غوره، وأنه يتوسع يوماً بعد يوم كما أنه كلما تقدمت تقنيات منظومات الرصد وعلمي الفلك اللاسلكي والإشعاعي، عثر على شموس أخرى وكواكب ومجرات وسدم أعدادها كبيرة جداً لا يمكن أن يعبر خلالها عن المسافة في الكون بمفهوم رياضي معلوم المقدار لعدم تناهي الأبعاد نسبياً.

لقد وجد أن هناك تحولاً في الطاقة إلى مادة حسب قانون أينشتاين (الطاقة = الكتلة × مربع سرعة الضوء) يربو على مئة مليون طن في الثانية الواحدة وتحدث هذه المادة ضغطاً وحركة تدفعه إلى التمدد وجعل مجراته تتباعد عن بعضها بسرعة شديدة، هذا من جانب ومن جانب آخر زيادة كتل المجرات في الزمن البعيد تجعل جاذبيتها في تزايد وبالتالي يتحول التمدد تدريجياً إلى التقلص حتى يرجع الكون كما بدأ أول مرة.

إن هذا الكون يتسع من كل جوانبه، وشمسنا وهي تدور حول نفسها، تدور أيضاً على الحافة الخارجية للمجرة وهي في حركتها تتباعد عن هذه الحافة بمقدار (12 ميل/ثا) تتبعها في ذلك جميع الكواكب الداخلة في النظام الشمسي وهكذا جميع النجوم تسير إلى جانب أو آخر مع دورانها الخاص طبقاً لنظامها فمنها ما يسير بسرعة (8ميل/ثا)، ومنها ما يسير بسرعة (33ميل/ثا) وبعضها يسير بسرعة (84ميل/ثا)، وجميعها تبتعد في كل ثانية بسرعة فائقة عن مكانها، وهذه الابتعادات تحدث طبقاً لنظام وقواعد فيزيائية دقيقة بحيث لا يصطدم بعضها ببعض ولا يحدث اختلاف في سرعتها.

يقول العالم بليفن: (إن الكون أرحب وأعظم مما كنا نتخيله وإن الأجزاء الذاتية من الكون تندفع في الفضاء بعيداً بسرعة مخيفة).
لذلك فإن الكون بنجومه المختلفة الأحجام التي تندفع في كل الاتجاهات، آخذ في الزيادة شيئاً فشيئاً وكلما ازداد حجمه ازدادت المسافة بين أجرامه وهو في الحقيقة آخذ في التوسع منذ انفجار كرة الكون وكلما اتسع هبطت درجة حرارته وقلت كثافته حتى أن النيوترونات والبروتونات والالكترونات والنيوترينو ومضاده كانت بحالة مستقلة عن بعضها وصارت لها حرية الحركة،

ثم بدأت بعد ذلك سلسلة من التفاعلات النووية السريعة والكثيفة اتبعتها تحولات من المادة إلى الطاقة ومن الطاقة إلى المادة حيث أنه منذ الوهلة الأولى للانفجار الأعظم ارتفعت درجة الحرارة إلى ما يقارب (10)10 كلفن خلقت أجزاء الذرات التي يتألف منها الكون حالياً ومنها تألفت سحب الغازات ومن السحب تكونت المجرات وهكذا فالكون أخذ بالاتساع منذ الوهلة الأولى لخلق الكون وإن جميع مكوناته من الذرة إلى المجرات في حالة حركة مستمرة منذ أن خلقت وبسرعات كبيرة جداً وبحركات معقدة وباتساع مذهل أخذ فيما بعد يبطئ قليلاً بسبب مقاومة الجاذبية للتوسع،

فقد دأبت على جمع المجرات وجذبها نحو نقطة واحدة، فالتصادم قائم بين قوة الجاذبية وتوسع الكون، فإذا استمر التوسع فالكون عندئذ سيكون مفتوحاً وسيقل التوسع تدريجياً وتبدأ عندها المجرات بالتقهقر والعودة إلى التجمع في نقطة واحدة كما كانت في البدء وهذا ما يعرف بالكون المغلق كما في قوله تعالى في (سورة الأنبياء، الآية: 104): (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) والمعنى نعيد أول الخلق كما بدأناه تشبيهاً للإعادة بالابتداء.

إن كلاً من التوسع الكوني وقوة الجاذبية مرتبطان بالكثافة الحالية للكون فلو كانت هذه الكثافة تبلغ ما نطلق عليه اسم الكثافة الحرجة، فمعنى ذلك أن هناك قوة جاذبية تكفي لإيقاف توسع الكون، فإذا كانت هذه الكثافة أقل من الكثافة الحرجة فمعنى هذا أن الكون سيتسع دون توقف وقد تم حساب هذه الكثافة بمقدار (4،7×10-30 غم/سم3) وهي بقيمة هيدروجين في كل متر مربع من الفضاء والكثافة الحالية تبلغ أجزاء المائة من هذه الكثافة.

إن التمدد المستمر للكون يحصل مع الاحتفاظ بالمسافة نفسها بين أجرامه، علماً بأنه لا يوجد مركز لهذا التمدد، لهذا فإن أية نقطة في الكون يمكن أن تصلح مركزاً للتمدد كمجرتنا مثلاً.

ولقد دلت بحوث التحليل الطيفي للمجرات الخارجية أنها تتباعد عنا وعن بعضها البعض باستمرار وبسرعات قدرت بآلاف الأميال في الثانية الواحدة وقد قدر هذا التمدد بـ(105ميل/ثا) لكل بعد قدره مليون سنة ضوئية، وقد أمكن باستعمال أجهزة رصد خاصة معرفة نجوم قد أرسلت ضوءها منذ ملايين السنين الأرضية، ولكنه لم يصل إلينا إلى الآن وقد تم اكتشاف مجرات وكواكب تبعد عنا آلاف الملايين من السنين الضوئية وأنها تتباعد بعضها عن بعض بسرعة كبيرة جداً، لذلك يجب أن تمضي آلاف الملايين من السنين حتى تصل إلينا.

لقد صرح الباحث هابل عام (1929م) أن المجرات تبتعد عنا في جميع الاتجاهات وتخضع لعلاقة طردية مباشرة بين المسافة والزحزحة الطيفية نحو الأحمر وتمكن من إيجاد قانون ينص على أن سرعة ابتعاد المجرات الخارجية تتناسب طردياً مع بعدها عنا، ومعنى ذلك أن الضوء القادم من المجرات البعيدة يصبح شديد الاحمرار أو أن خطوط الطيف كلها قد أزيحت نحو الأحمر والمجرات الأبعد لها زحزحة أكبر نحو الأحمر ولكن أينشتاين أراد أن يجعل كونه ساكناً بتحويل معادلاته بإضافة حد للتنافر المسمى بالثابت الكوني لكن (دي سيتر) و(فريدمان) و(لي ميتر) عام (1927م) حلوا معادلات المجال ووجدوا حلولاً غير ساكنة للكون وبرهنوا أن النظرية النسبية العامة تتطابق مع كون متمدد، ولا حاجة إلى ثابت كوني الذي اعترف أينشتاين بخطأ إضافته.

لقد تم تعديل ثابت هابل من قبل (والتربيد) لأن مدلوله يفرض بأن الانفجار الكوني الأول بدأ منذ (1،8) بليون سنة وهو أقل عمراً من بعض أحجار القشرة الأرضية وذلك من خلال الأبحاث التي أجريت في مرصد بالومار ما بين (1958ـ1968م) خصوصاً بواسطة الأجهزة الراديوية التي اكتشفت أجرام غريبة عرفت بالكويزرات والتي سجلت بدلالة الإزاحة الحمراء سرع قطرية كبيرة تتفاوت ما بين (100ـ140 ألف ميل/ثا) وهي تقرب من (80%) من سرعة الضوء ومن خلالها تضاعفت أمامهم أبعاد الكون واتسعت مقاييسه إلى حد لم يكن متوقع.

كما خرج الباحث الفلكي (ساندج) ببحث عام (1968م) عن حل يفترض ثابت نسبي جديد للسرع بقيمة (24 كم/ثا) لكل مليون سنة ضوئية. وكما اكتُشف جرم آخر بلغت سرعته القطرية حسب مفهوم الإزاحة الحمراء أكثر من (95%) من سرعة الضوء ويظهر من هذا الثابت أن الأجرام التي تزيد مسافاتها عن (12،5) ألف مليون سنة ضوئية ستصل سرعة انطلاقها إلى ما يعادل سرعة الضوء أو أكثر بقليل وهذا أمر غير ممكن لأن الضوء المنبعث منها سيفقد جميع طاقته.

لقد أثبتت ظاهرة الإزاحة الحمراء صحتها ومتانتها وكفاءتها فقد كشفت لنا سر تحركات النجوم ضمن أنظمتها وأرشدتنا إلى تقدير مسافاتها واكتشاف حركاتها وتقدير السرعات القطرية لها فقد عززت بما حققه الباحثان (وليم) و(نيلسن) في أبحاثهما في مرصد لويل الأمريكي المتضمن منظار (72 بوصة)،

صحة نظرية التمديد بدلالة ظاهرة الإزاحة الحمراء، فقد تضمن بحثهما الضوء المنبعث من المجرات القريبة والبعيدة من خلال موجات الضوء القصيرة المركزة للطول الموجي (5234) انكستروم تقنية أنبوبة الإضاءة المتعددة (Photomultiplier Tube) التي من شأنها توفير القياس المباشر لتوزيع طاقة الإلكترونات الضوئية، ومن خلال ذلك تمكنا من الإثبات بأن الفوتونات القديمة المنبعثة من المجرات النائية كانت تحمل نفس طاقة الفوتونات الحديثة المنبعثة على نفس الموجة من المجرات القريبة. ولم يكتفيا باختبار واحد بل أجريا سبعة اختبارات على مجرات نائية وفي مدى (2500) مليون سنة ضوئية وكلها أكدت نفس النتيجة.

اللمحة القرآنية في تمدد الكون
أشار الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد بآية واحدة من (سورة الذاريات، الآية: 47) إلى تمدد الكون بقوله: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) فـ(السماء) مفعول به متقدم على الفعل (بنينا) والتقدير بنينا السماء بدليل تقديمها للاهتمام بها وقد أفردها لأن الحديث يدور حولها على متانتها وإحكام بنائها وقال (بنيناها) ولم يقل بنيتها لعظمتها بذاتها وقال (بِأَيْدٍ) أي بقوة ولم يقل بيد أو بيدين للدلالة على عظمة السماء وبنائها التي تحتاج إلى قوة عظيمة للبناء (وَإِنَّا) الواو هنا حال و(إن) توكيد وقال (إِنَّا) وليس (إننا) وذلك للإدغام وللإشارة إلى أن الكون وجد دفعة واحدة بدليل تأكيد الخبر بتوكيدين هما (إن) و(اللام) والتقدير بنيناها موسعين لها

وأن التوسع دائم بدليل الإخبار بالجملة الإسمية للدلالة على الثبوت والدوام ولم يذكر المفعول (الموسع) مع أنه صالح للعمل لأنه جاء خبراً للدلالة على أن (التوسع) مبهم لا يمكن حصره فقال (لَمُوسِعُونَ) ولم يقل (لموسعوها) للإبهام لأنه توسع متعدد الجوانب وشائع في جميع الكون كذلك لم يقل لسوف نوسعها أو سنوسعها لأنها بدأت بالتوسع حال نشوئها وإن فعل التوسع مستمر ومتجدد لأن الفعل (يوسع) يفيد التجدد والحدوث فالتوسع حاصل متجدد وهو مستمر في السعة، قال أحد المفسرين (بِأَيْدٍ) أي بقوة والأيد

القوة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي قادرون على الوسع وهي الطاقة وهذا ما توصل إليه علماء الفلك في نتائج أبحاثهم إلى أن الكون يتمدد باستمرار، وان تمدده يحصل مع الاحتفاظ بالمسافة نفسها بين أجرامه وأن حجم الفضاء الحالي الآن يبلغ نحو عشرة أمثال حجمه منذ بداية تمدده أي أن كل بعد من أبعاده الثلاثة قد زاد قليلاً على ضعف ما كان عليه أولاً.

إن السماء بأجزائها المترابطة بعضها ببعض، محكمة الخلق متماسكة لا يخرج فيها أي جرم عن مساره بمرور الأزمان كما قال تعالى في (سورة النبأ، الآية: 12): (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) وقوله أيضا في ذكر البناء في (سورة البقرة، الآية: 22): (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاءً)، و(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء) (سورة غافر، الآية: 64) و(أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا) (سورة النازعات، الآية: 27) و(وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا) (سورة الشمس، الآية: 5).

ولعل الحكمة في تكرار لفظ (البناء) للدلالة على سعة الكون وامتداده وعظمة بنائه ويجد ذلك الباحث الفلكي حينما يسدد مرقبه (التلسكوب) إلى قبة السماء ويتوغل في أعماق الفضاء ويمكنه أن يتنبأ عن الماضي السحيق، لأن الأجهزة الحديثة حالياً قادرة على كشف بصيص الضوء المنبعث عن عوالم تبعد عنا ما يقرب من (500) مليون سنة ضوئية والتي بدأت رحلتها قبل ظهور الفقريات على سطح الأرض، كما يظهر في الأجهزة تباعد العوالم القديمة عن مجرتنا بسرعة فائقة جداً تبلغ (170 كم/ثا).

لقد كان يظن إلى عهد قريب أن الكون استاتيكي (راكد) ذو حجم ثابت لا يتغير إلى أن ظهر عالم رياضي بلجيكي هو القس (لي ميتر) بكون ديناميكي وفحوى نظريته أن نطاق الكون يتسع وحيزه آخذ بالانتفاخ وليس له حجم ثابت والمجرات التي تسبح في الكون على مسافات واحدة بعضها عن بعض مع اختلاف سرعتها وأشكالها وقد تم تقدير سرعة المجرة من خلال ظهور خطوط الطيف لمصدر الضوء وظاهرة دوبلر في الطيف، فإذا كان الطول الموجي أطول فإن المجرة في حالة الإدبار أي في اتجاه الأحمر الطويل الموجة وقد تحقق (هابل) أن جميعها في حالة تمدد في الاتجاه الخارجي للكون أي أن هذه المسافات تنفرج شيئاً

فشيئاً وقد أثبتت دراسة الضوء المنبعث من هذه المجرات أن سرعة تباعدها تزداد بازدياد المسافة بيننا وبينها أي أن المجرات القريبة منا تتباعد عنا بسرعة أقل من المجرات البعيدة وهذه أقل من التي تليها في البعد وهكذا. فتباعد المجرات الموجودة مثلاً في مجموعة العذراء يبلغ (700ميل/ثا) والحقيقة أنها تتباعد عنا بسرعة واحدة ولكن يخيل إلينا أن النقط البعيدة تبتعد عنا بسرعة أكبر من النقط القريبة، وأنه كلما زادت المسافة زادت السرعة ويخيل هذا لسكان كل بقعة في الكون فالكون في تمدده المتواصل

يشبه الكرة التي يتابع النفخ فيها حتى إذا انفجرت تطايرت أشلاؤها فكذلك الكون يكبر بتباعد مجراته حتى ينفجر في النهاية ويتطاير كسفاً ويتناثر حطاماً حيث ليس للكون نهاية معروفة ومع أن بعض المجرات تزيد سرعتها على سرعة الضوء نفسه خلافاً لنظرية (أينشتاين) في النسبية بشأن السرعة والكتلة لجسم متحرك ما، وبذلك لا يمكن أن تصل الأضواء المنبعثة من تلك المجرات أي أنها في الكون اللامرئي.
إن الحد الفاصل بين ما يمكن أن نراه من الوجود المادي وما لا يمكن أن نراه من المجرات التي تتباعد عنا بسرعة الضوء تبعد مثل هذه المجرة عن مجرتنا حتى لحظة اكتشافها بنحو (4) ملايين سنة ضوئية كفيل بإنشاء تصور لما حصل وسيحصل لهذا الكون الواسع المتمدد الذي بناه العالم الخبير.

الخلاصة
إن هذا الكون لا يمتد إلى ما لا نهاية وليس أزلياً ولو حدث ذلك لاستهلكت جميع الطاقات فيه بمرور الزمن، ولتوقف كل نشاط في الوجود، فمن وجهة نظر الديناميكا الحرارية، إن لهذا الكون بدءاً لا يمتد إلى ما لا نهاية، وإنما هي بداية محدودة بلحظة قدرها العلماء بنحو (14ـ15) بليون سنة، ولها نهاية ولكنها بعيدة جداً اعتماداً على وجهات نظر علمية عديدة وهي فرضيات قائمة على نفاد الطاقة تدريجياً، رغم تولد مجرات عديدة فيه، إذ كلما اختفت مجرة وجدت أخرى من الدخان الكوني كما وجدت المجرات القديمة.

إن نظريات الكون المتطور المعتمدة على النسبية هي نظريات تفترض بعض النماذج لكون متمدد الى ما لا نهاية مبتدءاً بانفجار أعظم، يؤدي فيما بعد الى انخفاض كثافة المادة تدريجياً، التي لقيت قبولاً من نظرية الكون المتذبذب بتأثير الجاذبية التثاقلية التي تعيق التمدد وذلك لأن الانخفاض بالتمدد يجعل الجاذبية التثاقلية غير قادرة على إعاقة تمدده، أو أن الزحزحة الطيفية نحو الأحمر تؤدي الى خفض شدة الضوء الذي يصلنا وهذا يتطلب كوناً ممتداً لا يتعارض مع تجانس الكون.

إن ما جاء في كتاب الله العزيز لا يمثل إلا لمحة في كيفية نشأة الكون المتطور وتمدده والتي يشهدها غيره سبحانه. لقد لوحظ أن بعض النظريات الفلكية والجيولوجية تقترب الى حد ما مع ما ورد من الآيات القرآنية من حيث حقيقة عدد ومواقع ومعاني الكلمات المطلقة بكل تفصيلات الوقائع المادية ذاتها وحركتها وقوانينها بقوله تعالى في (سورة فصلت، الآية: 53): (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

نشرت في العدد 19


المصادر:
(1) فيزياء الجو والفضاء والفلك، د. فياض النجم، د. حميد مجول النعيمي، بغداد، ج2، ط1، 1985م.
(2) الموسوعة الفلكية المبسطة، د. ميخائيل عبد الأحد، البحث العلمين، ط1، 1977م.
(3) التفسير الكبير، الفخر الرازي، دار الفكر، بيروت، ط31، 1405هـ.
(4) التكامل في الإسلام، أحمد أمين، دار المعرفة، ج1ـ ج5، بيروت.
(5) أنوار التنزيل وأسرار التأويل، البيضاوي، دار الجيل، 1329هـ.
(6) شهادة الكون، عبد الودود رشيد محمد، ط1، بغداد، 1978م.
(7) الكشاف، الزمخشري، دار المعرفة، بيروت.
(8) القرآن والعلم، أحمد محمد سليمان، دار العودة، بيروت، ط2، 1978م.
(9) ملامح كونية في القرآن، شاكر عبد الجبار، ط1، بغداد، 1985م.
(10) الكون والقرآن في علم الفلك، محمد علي حسن، ط3، بغداد، 1978م.
(11) أينشتاين والنظرية النسبية، محمد عبد الرحمن مرحبا، النهضة، بغداد، ط1، 1984م.
(12) الطبيعة في القرآن الكريم، كاصد ياسر الزيدي، سلسلة دراسات (136) العراق، 1980م.
(13) القرآن محاولة لفهم عصري، مصطفى محمود، دار المعارف، مصر، 1976م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.