Take a fresh look at your lifestyle.

السبيل إلى النجاة

0 475

 

 

 

 

          الانسان كما هو معلوم حينما تشتد عليه المحن يبحث له عن متنفس وباعث للأمل فيه يرفع معنوياته ويسلي الآخرين من أبناء جلدته. فيتحول الأمل الى رمز بشري يمثل طموح الإنسان ويعزز من امكانيات تحقيق ما يصبو إليه فيشار إليه بالمنقذ . وهذا التجسيد كان قد تحقق في مهمة الأنبياء والمرسلين حينما بعثوا إلى أقوامهم المستضعفين الذين تعرضوا إلى شتى صنوف الاستغلال والعبودية من طغاة الأرض كما ذكر القرآن الكريم في قصة فرعون وجنوده وكيف بعث موسى(عليه السلام) ليكون المنقذ للمستضعفين من بني إسرائيل مستعملاً كل الحجج والبراهين الدالة على أنه رسول مبعث من قوة لا طاقة لفرعون وكل ما يملكه من قوة عسكرية جبارة في الوقوف أمامه حتى بلغت المواجهة ذروتها في انفلاق البحر للمستضعفين من خلال عصا موسى وانطباق البحر على فرعون وجنوده فكانت تلك القصة متوارثة في أدبيات الأديان السماوية والمعارف البشرية الى يومنا هذا

 

      وفي حركة الإسلام كانت البعثة النبوية الشريفة تمثل أمل المستضعفين في الجزيرة العربية آنذاك وقد عبر القرآن الكريم عن دور النبي(صلى الله عليه وآله) ليخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم. وحركة النبي الأكرم أعطت للإنسان مكانته التي يستحقها حيث العزة والكرامة وهكذا الذين ساروا على نهج النبي المصطفى من أهل بيته الاطهار أرادوا للأمة العزة والخير والكرامة التي تحفظ الإنسان في ماله ودمه وعرضه.

 

      فكما كان الانحراف في قوم موسى الذين تنكروا للنعم الإلهية عليهم من خلال التكبر والجهل في عبادتهم لله والشرك به مما أضاعوا أنفسهم حتى أن القرآن الكريم قد أشار بتعابير مهمة لنا أن نعيها كما جاء في سورة الجمعة (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين) كذلك الإنحراف الخطير الذي دبّ في الأمة الإسلامية

 

والذي أعادها في كثير من الممارسات الى عصر الجاهلية الأولى ولعل من أهمها هي الزعامة الوراثية والاستئثار بالحكم والمال لتكون في خدمة الحكام يمنعون الفيء وخيرات الأمة عمن يعارضهم حتى بدأ الانحطاط والمسخ الأخلاقي والإنساني ينتشر إلى حد عودة المستصعفين الذين لا يملكون ما يكفي سد حوائجهم اليومية فكان الذل والإذلال وكانت العبودية السياسية للظلمة هي الصورة التي نراها اليوم في واقعنا وأن الحديث عن نظرية الإمام الحجة المنتظر عجل الله ظهوره الشريف هي المحطة الأخيرة في حركة الإنسان باعتبار أن لا نبي بعد المصطفى(صلى الله عليه وآله) فهو خاتم الأنبياء والمرسلين والإمام الحجة هو خاتم الأوصياء والمصلحين

 

 

      ولهذا كما كانت دعوة النبي هي دعوة عالمية حيث أنه رحمة للعالمين فمن الطبيعي تكون حركة المنقذ الآخر حركة عالمية يفرض فيها حكم السماء وقوانين الله على قوانين الطغاة الذين أصبحوا دولاً يشار إليها بالدول العظمى ولابد من مقدمات تسقط مصطلح الدول العظمى من خلال بطلان ما تدعوا إليه كالديمقراطية وحقوق الانسان وبالتالي تمرد الناس على سطوة هذه الدول التي لابد أنها ستعاني من مشاكل ناجمة عن غطرستها وغرورها (ويمكرون ويمكر الله) مع الفارق في المعنى بين المكر البشري والمكر الإلهي ،والميزان حينئذ هو حكم الله الذي لا أحد يجرؤ اليوم بقوله إنه يحكم بحكم الله في الأرض. وهذا هو الذي يضعف مصداقية كل المشاريع التي سمعنا وقرأنا عنها في التاريخ باستثناء حركة أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذين لم تتوفر الظروف الملائمة لحكمهم وقيادتهم السياسية فالمرحلة المجسدة لحكم الله والقيادة السياسية الحكيمة ستكون من خلال دولة الامام الحجة(عليه السلام)

 

 

.     من هنا تكمن أهمية الحديث عن نظرية تطبيق السلام لأنها نظرية أخلاقية وتربوية للإنسان الذي يبحث لنفسه عن التوفيق الإلهي والمعبرعنه بحسن العاقبة ونحن مهما شرقنا أو غربنا فلن نحيد عن أمنيتنا بأن نرزق حسن التوفيق والعاقبة ويبقى هاجس الإنسان مهما كان نوعه وأصله وفرعه فهو يبحث لنفسه عن شيء اسمه الأمان والعيش الحر الكريم >

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.